السعودية تحصر تحديات القطاع الخاص في مشاريع صندوق التنمية بالخارج

تعزيز المحتوى المحلي وإعطاء الأولوية للمنتج الوطني لتطوير قطاع الأعمال

يعمل الصندوق السعودي للتنمية على إشراك القطاع الخاص المحلي في المشاريع التنموية خارج البلاد (الشرق الأوسط)
يعمل الصندوق السعودي للتنمية على إشراك القطاع الخاص المحلي في المشاريع التنموية خارج البلاد (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحصر تحديات القطاع الخاص في مشاريع صندوق التنمية بالخارج

يعمل الصندوق السعودي للتنمية على إشراك القطاع الخاص المحلي في المشاريع التنموية خارج البلاد (الشرق الأوسط)
يعمل الصندوق السعودي للتنمية على إشراك القطاع الخاص المحلي في المشاريع التنموية خارج البلاد (الشرق الأوسط)

تتجه السعودية لحصر التحديات التي تواجه القطاع الخاص في مشاريع الصندوق السعودي للتنمية في الخارج، وذلك بعد أن تلقى المستثمرون المحليون توجيهاً للإفصاح عن العوائق التي تواجههم عند التعامل مع تلك المشاريع الدولية، والتي تؤثرعلى تعزيز المحتوى المحلي وإعطاء الأولوية للمنتج الوطني واقتراح الحلول المناسبة لتجاوزها.
وتمكن الصندوق السعودي من تمويل 697 مشروعاً وبرنامجاً إنمائياً في 84 دولة، بقيمة تتجاوز 69.1 مليار ريال (18.4 مليار دولار)، فضلاً عن جهوده في دعم القطاع الخاص وإسناد الخدمات الاستشارية ومتابعة تنفيذ المشاريع التنموية للمكاتب الاستشارية الهندسية الوطنية، وزيادة مساهمة المقاولين والموردين في المشاريع، بالإضافة إلى تمويل وضمان الصادرات منذ 2000 حتى انتقال برنامج الصادرات إلى بنك التصدير والاستيراد السعودي.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن اتحاد الغرف السعودية ممثلاً بالأمانة العامة المساعدة لشؤون الغرف واللجان الوطنية، يقوم حالياً بمسح شامل لمعرفة الصعوبات التي تواجه القطاع الخاص المحلي في مشاريع الصندوق خارجياً، مطالباً بضرورة إبداء المرئيات والملاحظات التي تواجه المستثمرين مع وضع الحلول المناسبة لتعزيز المحتوى المحلي.
ووفقاً للمعلومات، فإن التوجه جاء لحصر العوائق التي تؤثر على تطور قطاع الأعمال ومساهمته في تنمية الاقتصاد الوطني وإيجاد الحلول بما يتوافق مع رؤية 2030، وكذلك دور اللجنة الوطنية للمحتوى المحلي والمشتريات في الاتحاد التي تعمل على إعطاء الأولوية للمنتج الوطني والمساهمة في تطوير الأنظمة واللوائح والقرارات المعززة، وكذلك التنسيق مع الصندوق السعودي للتنمية.
ويقوم الصندوق بدوره في إبلاغ القطاع الخاص المحلي عن وجود مناقصات يمولها لمشاريع تنموية دولية، كان آخرها شراء معدات لـ46 مركزاً طبياً في أوزبكستان، وكذلك إنشاء الجامعة التقنية، وحرم بونومبو الجامعي، ومنطقة كايلاهون، في سيراليون، في خطوة نحو تنمية المحتوى المحلي في مشتريات المشاريع التنموية دولياً.
ويعمل «الصندوق» على رفع نسبة مشاركة الشركات السعودية في المشاريع الخارجية، وذلك لتحقيق مستهدفات رؤية البلاد 2030، التي تطمح لتنمية المحتوى المحلي ورفع نسبة الصادرات الوطنية.
وحقق الصندوق إسهامات كثيرة للقطاع الخاص في المملكة بالمشاريع التي ينفذها خارجياً، من خلال إسناد الخدمات الاستشارية ومتابعة التنفيذ للمكاتب الاستشارية الهندسية الوطنية، فضلاً عن رفع مساهمات المقاولين والموردين السعوديين.
ويقوم «الصندوق» بتقديم قروض ميسرة ونشاطه غير محدَّد من الناحية الجغرافية، ويتعامل مباشرة مع حكومات الدول النامية للإسهام في تمويل المشروعات الإنمائية ذات الأولوية، كما يعطي الأولوية في التمويل للدول الأقل نمواً وذات الدخل المنخفض.
ووقع سلطان المرشد، الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية، مع فيليكس مولوا، وزير الدولة المكلف بالاقتصاد والتخطيط والتعاون الدولي في أفريقيا الوسطى، مؤخراً اتفاقية قرض تنموي ميسر لمشروع إنارة طرق العاصمة بانغي باستخدام الطاقة الشمسية، وذلك على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين المنعقدة في العاصمة الأميركية واشنطن مؤخراً، بحضور عدد من المسؤولين من الجانبين. وتشمل الاتفاقية إنارة 70 كم من شبكة الطرق في مدينة بانغي عبر توريد وتركيب أعمدة إنارة وألواح طاقة شمسية وتوفير بطاريات تخزين وأجهزة تحكم ومصابيح خاصة بالإضاءة.
ويهدف هذا المشروع إلى إنارة الطريق في العاصمة بانغي باستخدام الطاقة الشمسية كون استخدامها من التقنيات الصديقة للبيئة، وكونها طاقة نظيفة مستدامة تضمن توفير الإضاءة بأعلى مستوى من الكفاءة، إضافة إلى تحسين مستوى سلامة الطرق ورفع جودتها، وتخفيف معدلات الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

وزارة الخزانة الأميركية: النظام المصرفي قوي والفائدة في طريقها للانخفاض

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مبنى الكابيتول بواشنطن (رويترز)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مبنى الكابيتول بواشنطن (رويترز)
TT

وزارة الخزانة الأميركية: النظام المصرفي قوي والفائدة في طريقها للانخفاض

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مبنى الكابيتول بواشنطن (رويترز)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مبنى الكابيتول بواشنطن (رويترز)

تحدثت رئيسة «الاحتياطي الفيدرالي» السابقة ووزيرة الخزانة الحالية، جانيت يلين، على قناة «سي إن بي سي» عن عدة مواضيع مهمة تتعلق بالاقتصاد الأميركي، مؤكدة أن النظام المصرفي قوي ويتمتع برأسمال جيد. كما أشارت إلى أن هناك تفكيراً كبيراً حول كيفية تعزيز السيولة وتسهيل الوصول إلى نافذة الخصم التابعة للاحتياطي الفيدرالي.

وتطرقت يلين إلى سوق العمل الأميركية والتضخم، حيث أوضحت أن المؤشرات تشير إلى أننا على مسار هبوط ناعم. ورغم ذلك، لاحظت وجود تباطؤ طفيف في سوق العمل، مقارنة بالفترات السابقة.

كما بدت توقعاتها إيجابية بشأن أسعار الفائدة، وقالت: «يبدو أن هناك توقعات بين أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأن أسعار الفائدة سوف تنخفض. وبمرور الوقت، إذا استمررنا على هذا المسار، فسوف تنخفض الأسعار إلى مستوى محايد».

وأكدت ضرورة تقليص العجز الأميركي للحفاظ على تكاليف الفائدة ضمن الحدود المعقولة. وفي سياق التضخم، أوضحت أن القطاع الإسكاني يمثل «آخر ميل» في ارتفاع الأسعار.

وعند استعراض الماضي، ذكرت أن أكبر المخاطر كان يتمثل في احتمال ارتفاع معدل البطالة، مما استدعى اتخاذ تدابير تحفيزية. وأشارت إلى أن التضخم انخفض بشكل كبير، وأن الأجور الحقيقية، المعدلة وفقاً للتضخم، بدأت ترتفع مجدداً.

وأكدت يلين أن التضخم لا يزال أولوية قصوى لإدارة بايدن، وتحدثت عن تحسن العلاقات مع الصين، حيث وجدت طرقاً بناءة لمناقشة الاختلافات بين البلدين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة والصين تتعاونان في المجالات الضرورية.