«تحدي الموت» تقلق المجتمع المصري

لقطة من مقاطع متداولة لطالبات بزي مدرسي يلعبن «تحدي الموت»
لقطة من مقاطع متداولة لطالبات بزي مدرسي يلعبن «تحدي الموت»
TT

«تحدي الموت» تقلق المجتمع المصري

لقطة من مقاطع متداولة لطالبات بزي مدرسي يلعبن «تحدي الموت»
لقطة من مقاطع متداولة لطالبات بزي مدرسي يلعبن «تحدي الموت»

تحذيرات رسمية ودينية وبرلمانية، انطلقت في مصر (الخميس) في أعقاب تداول مقاطع مصورة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حول «صرعة جديدة» يمارسها الطلاب في بعض المدارس المصرية تحت اسم «تحدي الموت» أو «لعبة الموت» أو «كتم الأنفاس»، والتي انتشرت بشكل كبير خارج مصر على تطبيق الفيديوهات القصيرة «تيك توك».
وانتشر خلال الساعات الماضية فيديو لطالبات وطلاب يمارسون تحدياً جديداً، يشبه تحديات انتشرت سابقاً على «الإنترنت» وتسببت في وقوع حالات وفاة.
والتحدي الجديد تمثَّل في «تجمع بعض الطلاب حول زميل لهم، ومطالبته بإجراء حركات بعينها أثناء التنفس، ثم يتدخل أحد الواقفين بعمل إجراء آخر، يعقبه حدوث إغماء لثوانِ للشخص المستهدف».
ودفع تداول تلك المشاهد السلطات المصرية للتدخل للتحذير من خطورة هذه اللعبة على حياة الطلاب، إذ وجهت وزارة التربية والتعليم المصرية، بحسب وسائل إعلام محلية، بياناً لكافة الإدارات التعليمية على مستوى المحافظات المصرية، بالتنبيه على مديري المدارس، بـ«مراقبة أي أنشطة غير معتادة يقوم بها الطلاب قد تضر بهم، وتنفيذ حملات توعية بأضرار الألعاب الإلكترونية التي يسعى بعض الطلاب لتطبيقها على أرض الواقع».
الوزارة دعت أولياء أمور الطلاب كذلك إلى «مراقبة سلوك أبنائهم على الهواتف الذكية، وتوعيتهم بمخاطر الألعاب الإلكترونية، باعتبارهم شريكاً أساسياً مع الوزارة في تربية الطلاب».
وقال الدكتور محمد صلاح، أستاذ الباطنة بجامعة الأزهر، إن «كتم النفس إذا زاد على دقيقتين يصاب جسم الإنسان بمشاكل عديدة»، موضحاً أن «كتم النفس عن الجسم يؤدي لزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يتسبب في الشعور بعدم الراحة في الرئتين».
وأكد صلاح لـ«الشرق الأوسط» أن «عدم التنفس بشكل طبيعي يصيب الإنسان بالدوار، ويؤدي ذلك إلى تشنجات في عضلات الجسم، وأحياناً يسبب ذلك الدخول في غيبوبة، ثم الوفاة في بعض الأحيان»، موضحاً أن «التوعية ضرورية للصغار بهذا الأمر؛ لأنه قد ينتقل من بعض المدارس إلى بعض الجامعات على سبيل التجربة».
كما حذرت مؤسسة «الأزهر» من «تحدي الموت»، وأكدت «خطورة هذه الألعاب والتحديات»، مشددة في بيان على «ضرورة التوعية بأخطار (ثقافة التقليد الأعمى)، ونبذ هذه السلوكيات، ورفض جميع (الأفكار الدخيلة) على المجتمع عبر بوابات (الإنترنت)».
وسبق أن حذرت مؤسسة «الأزهر»، في وقت سابق، من «أضرار كثيرة تسببت فيها الألعاب والتطبيقات الإلكترونية، التي امتدت لتشمل (إهلاك النفس، والدعوة إلى الموت، وإزهاق الروح)».
من جهته قدم «مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» نصائح لأولياء الطلاب؛ بهدف تحصين أولادهم من خطر هذه الألعاب والتطبيقات والتحديات، من بينها، «الحرص على متابعة تطبيقات هواتف الأبناء، وعدم تركها بين أيديهم لفترات طويلة، والتشجيع الدائم للشباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة، ومنح الأبناء مساحة لتحقيق الذات وتعزيز القدرات وكسب الثقة، وحثهم على المشاركة الفاعلة والواقعية في محيط الأسرة والمجتمع».
في غضون ذلك، دخل نواب في البرلمان المصري على خط التحذير من «تحدي الموت».
وتقدمت النائبة إيناس عبد الحليم، عضو مجلس النواب (البرلمان)، بطلب إحاطة إلى وزيري التربية والتعليم والاتصالات، بشأن انتشار صور ومقاطع فيديو لطلاب بالمرحلتين الإعدادية والثانوية يقلدون «تحدي كتم الأنفاس المنتشر على (تيك توك)».
وأضافت في طلبها (الخميس) أن «هذا التحدي المرعب والمميت، يختبر قدرة مستخدميه على قوة التحمل، والمدى الزمني لاستيعابهم كتم وحبس الأنفاس، ومخاطره عديدة، تصل إلى حد إزهاق تلك الأرواح المتهافتة على ذلك التحدي، حيث يؤدي الاستمرار في كتم الأنفاس إلى فقدان الوعي، ويتطور الأمر بعد ذلك إلى الوفاة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.