واشنطن توجه تهماً جنائية لمتورطين في مخطط معقد لتزويد روسيا بمكونات تكنولوجية

المدعي العام الأميركي ميريك غارلاند (أ.ف.ب)
المدعي العام الأميركي ميريك غارلاند (أ.ف.ب)
TT

واشنطن توجه تهماً جنائية لمتورطين في مخطط معقد لتزويد روسيا بمكونات تكنولوجية

المدعي العام الأميركي ميريك غارلاند (أ.ف.ب)
المدعي العام الأميركي ميريك غارلاند (أ.ف.ب)

وجهت الولايات المتحدة تهماً جنائية وأقرت عقوبات ضد نحو 10 من المتورطين في مخطط معقد لشراء تقنيات عسكرية من شركات أميركية لبيعها بشكل غير قانوني إلى روسيا لتسعير حربها على أوكرانيا.
وكشفت وزارة العدل الأميركية عن أنه جرى العثور على بعض المعدات التي تحتوي مكونات أميركية الصنع في ساحات القتال بأوكرانيا، فضلاً عن اعتراض تقنيات أخرى في لاتفيا لنشر الأسلحة النووية، قبل أن تشحن إلى روسيا.
واتهمت وزارة العدل نحو 10 أشخاص في قضايا منفصلة بنيويورك وكونيتيكت؛ بينهم مواطنون روس متهمون بشراء تقنيات عسكرية حساسة من شركات أميركية وغسل أموال تقدر بعشرات الملايين من الدولارات لرجال أعمال روس أثرياء.
ووجهت اتهامات إلى أشخاص من لاتفيا بالتآمر لتهريب معدات إلى وسطاء نفط روس ووسطاء لفنزويلا متهمين بالعمل في صفقات غير مشروعة لشركة نفط فنزويلية مملوكة للدولة.
وتحدث المدعي العام الأميركي، ميريك غارلاند، في بيان عن «مؤامرتين دوليتين منفصلتين تهدفان إلى انتهاك قوانين التجارة والعقوبات الأميركية». وقال: «سيبذل المحققون والمدعون العامون جهودهم بلا هوادة لتحديد مكان ومحاكمة أولئك الذين تقوض أفعالهم غير القانونية سيادة القانون وتمكن النظام الروسي من مواصلة غزوه غير المبرر لأوكرانيا».
وكشف عن أن بعض القطع مرت عبر نظام مالي غير شفاف و«عُثر عليها في منصات أسلحة روسية جرى الاستيلاء عليها في ساحة القتال بأوكرانيا»؛ وفق ميريك غارلاند.
وفي القضية الأولى، اتُهم 5 روس واثنان من سماسرة النفط الفنزويليين بشراء قطع إلكترونية من الولايات المتحدة لتجهيز طائرات أو رادارات أو صواريخ، وإعادة بيعها لشركات أسلحة روسية.
وتفيد وثائق المحاكم بأن المتهمين الخمسة سيحاكمون في نيويورك، وبأنهم من الرعايا الروس، علماً بأنه قبض على اثنين منهم. وهناك وسيطا نفط آخران لفنزويلا. وجرى القبض على 4 من المتهمين في كونيتيكت؛ هم: 3 من لاتفيا، وأوكراني واحد، منذ أشهر بناء على طلب السلطات الأميركية.
ويتهم هؤلاء بالتآمر لتهريب آلة طحن عالية الدقة صنعت في ولاية كونيتيكت إلى روسيا. وتتطلب هذه المعدات ترخيصاً للتصدير أو إعادة التصدير إلى روسيا. وتكمل الاتهامات الجنائية الجولة الأخيرة من عقوبات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي تستهدف روسيا.
وأعلن «مكتب مراقبة الأصول الأجنبية» التابع لوزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء، فرض عقوبات على أحد الرجال الذين وجهت إليهم التهم، واضعاً عقوبات على يوري أوريخوف واثنتين من شركاته «نورد - دوتشيه اندستريانلانغبو» و«أوبوس إينيرجي ترايدينغ»، لشرائه أشباه الموصلات والمعالجات الدقيقة المتقدمة المستخدمة في الطائرات المقاتلة وأنظمة الصواريخ الباليستية والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت من بين الاستخدامات العسكرية الأخرى.
وأوضح أن أوريخوف أرسل المواد إلى المستخدمين النهائيين الروس؛ بما فيهم الشركات المحددة من قبل مختلف الوكالات الفيدرالية، في انتهاك لضوابط التصدير الأميركية.
ويقول ممثلو الادعاء إن أوريخوف اعتقل في ألمانيا. ولم يتضح على الفور ما إذا كان لديه محام يمكنه التحدث نيابة عنه.
عملت وزارة العدل و«مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)» و«مكتب مراقبة الأصول الأجنبية» التابع للخزانة بالتنسيق لتحديد الشبكة الروسية. وإلى جانب العقوبات المفروضة على أعضاء الدائرة المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جمدت الولايات المتحدة أموال «البنك المركزي الروسي» وفرضت قيوداً صارمة على الصادرات.
ويكرس الجهد الأخير لمنع روسيا من شراء التقنيات العسكرية.
وقال نائب وزير الخزانة، والي أديمو، في بيان، إن روسيا تكافح بشكل متزايد للحصول على التقنيات التي تحتاجها لمواصلة الحرب «بفضل العقوبات غير المسبوقة وضوابط التصدير التي فرضها تحالفنا الواسع من الشركاء والحلفاء»، مضيفاً: «نحن نعلم أن هذه الجهود لها تأثير مباشر على ساحة المعركة، حيث أدى يأس روسيا إلى تحولهم إلى موردين رديئين ومعدات قديمة».
وأفادت معلومات من مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية بأن روسيا فقدت أكثر من 6 آلاف قطعة من المعدات منذ بداية الحرب التي بدأت في 24 فبراير (شباط) الماضي، وتتجه إلى إيران وكوريا الشمالية للحصول على الإمدادات.
وقال المكتب إن روسيا تعتمد على آلات الإنتاج الأجنبية، وإن العقوبات المصرفية المستمرة قوضت قدرة الكرملين على الحصول على تمويل لاستيراد المعدات العسكرية.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان، إن هؤلاء «ساهموا بشكل غير مباشر في حرب الكرملين غير المبررة على أوكرانيا».


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

طائرات مسيّرة غامضة تثير قلق السكان والسياسيين في نيويورك

TT

طائرات مسيّرة غامضة تثير قلق السكان والسياسيين في نيويورك

صورة لإحدى المسيرات الغامضة في سماء نيويورك (نيويورك بوست)
صورة لإحدى المسيرات الغامضة في سماء نيويورك (نيويورك بوست)

أثار رصد مجموعة من الطائرات المسيرة الغامضة في منطقة مدينة نيويورك الأميركية، التي تشمل بعض أجزاء ولاية نيو جيرسي المجاورة، قلق السكان والسياسيين المحليين والوطنيين ودفع السلطات إلى إجراء تحقيقات.

وكتبت حاكمة نيويورك كاث هوتشيل على موقع «إكس» يوم الجمعة: «نعرف أن سكان نيويورك رصدوا مسيرات في الجو هذا الأسبوع ونحن نقوم بالتحقيق... في هذا الوقت، لا يوجد دليل على أن هذه المسيرات تشكل تهديداً للسلامة العامة أو الأمن القومي».

وقالت هوتشيل إن مكتبها يقوم بالتنسيق مع مكتب التحقيقات الاتحادي ومكتب وزارة الأمن الداخلي، «لحماية سكان نيويورك».

وفي رسالة تم إرسالها يوم الخميس إلى هذين المكتبين الاتحاديين، بالإضافة إلى إدارة الطيران الاتحادية، التي تشرف على الحركة الجوية في الولايات المتحدة، طالب عضوا مجلس الشيوخ عن نيويورك تشاك شومر، زعيم الأغلبية، وكيرستن جيليبراند، وعضوا مجلس الشيوخ عن ولاية نيوجيرسي كوري بوكر وأندرو كيم، بإحاطة حول نشاط المسيرات.

وجاء في الرسالة: «منذ أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، أبلغ سكان في منطقة مدينة نيويورك وشمال نيوجيرسي عن عدة حوادث لظهور طائرات مسيرة في الليل، مما أثار قلق السكان وسلطات إنفاذ القانون المحلية».

وقال عضو الكونغرس الأميركي ريتشارد بلومنتال، إن المسيرات الغامضة يجب أن «يتم إسقاطها إذا لزم الأمر»، رغم أنه لا يزال غير واضح من يملكها.

وقال بلومنتال من ولاية كونيتيكت يوم الخميس، إن «علينا القيام بتحليل استخباراتي عاجل وإخراجها من السماء، خصوصاً إذا كانت تحلق فوق المطارات أو القواعد العسكرية».

وأضاف أن هناك مخاوف من أن المسيرات قد تشارك الأجواء مع الطائرات التجارية، وطالب بمزيد من الشفافية من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي يوم الخميس، إن مراجعة التقارير عن رصد مسيرات أظهرت أن كثيراً منها في الواقع طائرات مأهولة تحلق بشكل قانوني. وأكد أنه لم يتم رصد أي مسيرات في أي منطقة جوية محظورة، وأن خفر السواحل الأميركي لم يعثر على أي دليل على تورط أجنبي من السفن الساحلية.