«عرين الأسود» في نابلس ترفض عرضاً لإلقاء السلاح مقابل العفو

جندي إسرائيلي يصور فلسطينياً عند حاجز تفتيش قرب نابلس بالضفة يوم الأحد (أ.ب)
جندي إسرائيلي يصور فلسطينياً عند حاجز تفتيش قرب نابلس بالضفة يوم الأحد (أ.ب)
TT

«عرين الأسود» في نابلس ترفض عرضاً لإلقاء السلاح مقابل العفو

جندي إسرائيلي يصور فلسطينياً عند حاجز تفتيش قرب نابلس بالضفة يوم الأحد (أ.ب)
جندي إسرائيلي يصور فلسطينياً عند حاجز تفتيش قرب نابلس بالضفة يوم الأحد (أ.ب)

كشفت مجموعة «عرين الأسود» في الضفة الغربية، أنها تلقت عرضاً إسرائيلياً بأن يقوم شبابها بتسليم أسلحتهم، والمكوث لمدة في سجن السلطة الفلسطينية، مقابل العفو عنهم، والتعهد الإسرائيلي بالامتناع عن التعرض لهم، أو اعتقالهم. ولكنها رفضته وردت عليه بما يستحق من تهكم.
وأكدت مصادر في تل أبيب وجود عرض كهذا، وادعت أن السلطة الفلسطينية كلفت بنقل العرض، وأوضحت للشباب أن «الاحتلال الشرس مصمم على تصفية نشاطكم، بل تصفيتكم فرداً فرداً. فدعونا نحميكم من بطشه».
وقال ناطق بلسان المجموعة، إن «العرض يدل على جهل إسرائيلي مطبق بعقيدة المقاومة الفلسطينية الشعبية»، التي هبت لمواجهة مشاريع تخليد الاحتلال للمسجد الأقصى والقدس برمتها والضفة الغربية، ولمواجهة صعيد الاحتلال الإجرامي. وأكد أن «المجاهدين سيواصلون التصدي للاحتلال وإرباكه».
كانت مجموعة «عرين الأسود»، التي بدأت عملها ببضع عشرات من الشباب المقاوم من جميع الفصائل الفلسطينية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، قد وجهت «رسالة تحية وإجلال وإكبار لأهلنا في مدينة نابلس الصامدين الصابرين على الحصار»، ووعدت بـ«ضربات تشفي الصدور». ودعت المجموعة «الأهل» في القدس المحتلة وفي سلوان وشعفاط ومخيم شعفاط الأبي وفي كل بقعة من بقاع القدس، إلى «ليلة سوداء على العدو بحجم إجرامه، لأن القدس أول الرصاص وآخره، أول البدايات وأول النهايات».
من جهة ثانية، كشفت مصادر أمنية في تل أبيب (الاثنين)، أنه خلال المباحثات الوزارية الذي دعا إليه رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، (مساء الأحد)، لتقييم الأوضاع الأمنية، تقرر إعداد خطة لتصفية «تنظيم عرين الأسود»، الذي يتحمل مسؤولية عشرات العمليات ضد جنود الجيش وبعض المستوطنين. وأفادت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية (كان 11)، بأن «الجلسة كانت استثنائية، كونها عقدت عشية عيد (بهجة التوراة) (عيد العرش الثاني)»، وشارك فيها كل من وزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس الحكومة البديل نفتالي بنيت، وممثلون عن جميع الجهات الأمنية المعنية.
وأكدت المصادر، لاحقاً، أن المداولات الأمنية عقدت ضمن منتدى رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي يترأسها رئيس الموساد ديفيد برنياع، وتضمه إلى جانب رئيس جهاز المخابرات العامة (الشاباك) رونين بار، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أهرون حليوا، بالإضافة إلى مستشار الأمن القومي إيال حولاتا، ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي.
وأكدت المصادر أن المشاركين في الجلسة تداولوا حول أفضل السبل للتعامل مع مجموعة «عرين الأسود» في نابلس، وبث رسالة تهديد إليهم بأن هوياتهم معروفة. وتقرر البدء بممارسة ضغوط اقتصادية واجتماعية عليهم، مثل مصادرة أرض وإبطال تصاريح عمل في إسرائيل لجميع أقربائهم. كما أن الوزير غانتس أجرى مداولات تفصيلية في مقر وزارته (الكرياه) في تل أبيب، خلال اجتماعين منفصلين، مع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، للتداول في التصعيد بالضفة الغربية، واستمرار التعامل مع (مجموعة) «عرين الأسود» في نابلس.
وقال مسؤول فلسطيني، إن الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية مرتبكان إزاء نشاط «عرين السود»، التي أتت بأسلوب مقاومة وخطاب سياسي جديدين. وهم يحسبون أنهم حوالي 30 شاباً في نابلس، والحقيقة أنهم يعدون بمئات الشباب وربما الألوف، من الذين قرروا أخذ زمام أمورهم بيديهم، وفرض وحدة الصف الوطني على الأرض على جميع المستعدين للنضال، وضرب خطط الاستيطان والقمع، والمحاولات الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية والقضاء على آمال الأفق السياسي.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

جرائم غزة تكرّس نتنياهو «مطلوباً دولياً»

فلسطيني داخل «مستشفى كمال عدوان» يحمل طفلاً من ضحايا غارة إسرائيلية استهدفت بيت لاهيا شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطيني داخل «مستشفى كمال عدوان» يحمل طفلاً من ضحايا غارة إسرائيلية استهدفت بيت لاهيا شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

جرائم غزة تكرّس نتنياهو «مطلوباً دولياً»

فلسطيني داخل «مستشفى كمال عدوان» يحمل طفلاً من ضحايا غارة إسرائيلية استهدفت بيت لاهيا شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطيني داخل «مستشفى كمال عدوان» يحمل طفلاً من ضحايا غارة إسرائيلية استهدفت بيت لاهيا شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

في سابقة تاريخية، كرست مذكرة اعتقال أصدرتها «المحكمة الجنائية الدولية»، أمس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «مطلوباً دولياً» جراء اتهامه مع آخرين بارتكاب «جرائم حرب» في غزة التي تجاوز عدد ضحاياها، أمس، 44 ألف قتيل.

وجاء أمر المحكمة ليشمل كلاً من نتنياهو ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، وقائد «كتائب القسام» محمد الضيف. وقالت المحكمة إنها وجدت أسباباً وجيهة لاتهامهم بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب».

وبعدما أعلن نتنياهو رفضه القرار، اتهم «الجنائية الدولية» بـ«معاداة السامية» على حد زعمه. أما المدّعي العام للمحكمة، كريم خان، فقد طالب الدول الأعضاء في المحكمة والبالغ عددها 124 دولة بالتحرك لتنفيذ مذكرات التوقيف.

وأعرب متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي عن رفض واشنطن بشكل قاطع للقرار بحق المسؤولين الإسرائيليين.

لكن دولاً أوروبية، أكدت التزامها القانون الدولي بشكل عام، مع تحفظ البعض عن تأكيد أو نفى تنفيذ أمر الاعتقال. وشدد مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على أن «جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها دول أعضاء في الاتحاد، ملزَمة تنفيذ قرارات المحكمة».

ورحبت السلطة الوطنية الفلسطينية بالقرار، ورأت أنه «يُعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته»، وكذلك أيدته حركة «حماس» وعدّته «سابقة تاريخيّة مهمة»، من دون الإشارة إلى المذكرة بحق الضيف.