مؤتمر مستقبل الاستثمار ينطلق نهاية أكتوبر ويناقش فكرة نظام عالمي جديد

تجمع دولي في الرياض بمشاركات واسعة لبحث الحلول المستدامة

ريتشارد آتياس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار في المؤتمر الصحافي  الذي عقد أمس للتعريف بالنسخة السادسة من مؤتمر المبادرة (الشرق الأوسط)
ريتشارد آتياس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس للتعريف بالنسخة السادسة من مؤتمر المبادرة (الشرق الأوسط)
TT

مؤتمر مستقبل الاستثمار ينطلق نهاية أكتوبر ويناقش فكرة نظام عالمي جديد

ريتشارد آتياس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار في المؤتمر الصحافي  الذي عقد أمس للتعريف بالنسخة السادسة من مؤتمر المبادرة (الشرق الأوسط)
ريتشارد آتياس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس للتعريف بالنسخة السادسة من مؤتمر المبادرة (الشرق الأوسط)

يستعد تجمع دولي، يضم مجموعة من رؤساء الشركات الدولية وعقول حائزة على جائزة «نوبل» العالمية، للمشاركة في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» بنسختها السادسة، الذي سيعقد في الرياض نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تحت شعار «الاستثمار في الإنسانية - تمكين نظام عالمي جديد»، لوضع الحلول المستدامة أمام التحديات الاقتصادية والإنسانية التي تواجه العالم في الفترة الراهنة.
وكشف ريتشارد آتياس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، عن بلوغ عدد المشاركين نحو 6 آلاف، فيما يصل عدد المتحدثين نحو 500 في جلسات المبادرة التي تبلغ 180 جلسة ستعقد بشكل متزامن، إضافة إلى 30 ورشة عمل، و4 قمم مصغرة، موزعة على مدى الأيام الثلاثة، لمناقشة مواضيع رئيسية، أبرزها موازنة النجاح، مع الاستدامة والصعود الجيو اقتصادي والمساواة في العالم، وما يواجه القادة في محاولتهم لإعادة الأوضاع لما كانت عليه قبل جائحة «كورونا»، والتحديات المستعصية وغير المتوقعة.

نظام اقتصادي
وأوضح آتياس، في مؤتمر صحافي، نظمته أمس (الاثنين) وكالة الأنباء السعودية «واس» بمركز المؤتمرات في الرياض، أنه سيتم خلال جلسات اليوم الأول مناقشة عدد من الموضوعات من قبل مجموعة من الحائزين على جائزة «نوبل» التي ستحاول إيجاد حلول مستدامة لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان العالم. وواصل أنه سيتم الحديث عن التحديات التي يطرحها النظام العالمي الجديد، فضلاً عن الفرص التي تنشأ عنه، مثل إنشاء نظام اقتصادي يحسن نوعية الحياة للمواطنين حول العالم، فيما ستعقد القمة الأولى في المؤتمر خلال اليوم الأول تحت شعار «صراع الأجيال». وبيّن الرئيس التنفيذي أن جدول أعمال اليوم الثاني سيتضمن قمة «اقتصاد الطاقة الجديد» بمشاركة متحدثين كبار لطرح رؤيتهم حول الوضع الحالي لقطاع التمويل والاقتصاد العالمي، ودور بعض الدول كاليابان في تمويل الطاقة المستدامة.

العملات الرقمية
وأشار ريتشارد آتياس إلى أن اليوم الثالث والأخير سيشهد قمماً مصغرة حول صعود العملات الرقمية «الكريبتو» ومستقبل أفريقيا بمشاركة عدد من المتحدثين من الصين وهونغ كونغ، لبحث أهمية الشراكة بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط، وجلسة أخرى حول مستقبل الحوكمة البيئية والاجتماعية.
وأفصح عن وجود مشاركين جدد من دول لم تشارك من قبل، مؤكداً في الوقت ذاته أن مبادرة مستقبل الاستثمار تعد دعوة للعمل وتنفيذ الحلول على أرض الواقع. وأكد أن مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار غير ربحية وتقوم بعدة مبادرات بهدف إحداث تأثير إيجابي على البشرية، بوصفها منصة لدعم الاقتصاد ومساعدة الشباب، مشيراً إلى أن الأولوية قبل جائحة «كورونا» تختلف عما بعدها لتصبح تكاليف السكن والأمن المالي والوظائف من الضروريات.
ولفت الرئيس التنفيذي للمبادرة إلى أهمية التعاون متعدد الأطراف لبناء النظام العالمي الجديد، مشيراً إلى أن قمة مجموعة العشرين خلال رئاسة المملكة أكدت أهمية التعاون للإسهام والقدرة على مكافحة جائحة «كورونا» وحلّ جميع المسائل المتعلقة.

مشاركة القطاع الخاص
وشدد على أهمية مشاركة القطاعين العام الخاص، وأن هذا النهج تتبناه حكومة السعودية في مشروعاتها الكبيرة التي أحدثت تغيراً كبيراً من خلال التعاون بين القطاعين، وأن هذا ما ستركز عليه المبادرة في المناقشات، لافتاً إلى ضرورة وجود التزام عالمي بالبعد الإنساني والاستثمار في هذا المجال.
وأبان ريتشارد آتياس أن المتحدثين سيتناولون خلال إحدى الجلسات قطاعات الطاقة وارتفاع الأسعار واقتصاد الصحة العالمي نظراً لأهميتها، بمشاركة الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الطاقة السعودي، وعدد من القادة الكبار المعنيين، فيما سيناقش كثير من الرؤساء التنفيذيين مجال الرعاية الصحية.
ووفقاً للرئيس التنفيذي، فإن العالم يشهد نقلة نوعية نحو النظام العالمي الجديد، وأنه يجب فهم ما يحدث من تغيير من ناحية الاستثمار، والهجرة، وكذلك القطاعات الحديثة التي بدأت تظهر، والتأكيد على أن النظام الحديث ليست له علاقة بالسياسات الدولية.

البيئة المستدامة
وأفاد أن ما يقوم به صندوق الاستثمارات العامة من تحركات جعلت ما حققه في الأعوام الخمسة الأخيرة قصة نجاح إيجابية، تدفع بكثيرين للعمل والمشاركة معه في هذه الاستثمارات. وذكر بأن السعودية تركز على قضايا الإنسانية، ويتمثل ذلك بمشروع «نيوم» الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، وهو أحد المشروعات التي ستحدث نقلة نوعية لمستقبل البلاد، والتي يتم بناؤها لمستقبل الإنسانية، وكيفية العيش ضمن بيئة مستدامة، موضحاً أن السعودية تقوم بشكل مستمر في إطلاق مشروعات جديدة تراعي جودة الحياة، التي تعد جزءاً من الإنسانية.
واستطرد أن مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار تعتمد على 4 ركائز أساسية لتحقيقها. هي التعليم، والذكاء الاصطناعي، والرعاية الصحية، وتوفير الحلول التي تساعد على الاستدامة، مفيداً أن المؤتمر سيكون الأول من نوعه على مستوى العالم لأنه يعمل على معرفة الأوليات في النظام العالمي الجديد ويتعامل معها.

تفعيل التقنيات المتقدمة
وزاد ريتشارد آتياس أن النسخة السادسة للمؤتمر ستتناول أهم المخاطر والتحديات والفرص، والآفاق الجديدة، إضافة إلى عقد عدد من الجلسات الحوارية وورش العمل المتنوعة.
وتُعد مبادرة مستقبل الاستثمار منصة دولية رائدة في مجال الاستثمار وملتقى سنوياً، تجمع المستثمرين والمبتكرين والقادة من جميع أنحاء العالم الذين يتمتعون بالقدرة على تشكيل مستقبل الاستثمار العالمي.
وتهدف المبادرة إلى استغلال الفرص الاستثمارية لدفع عجلة النمو الاقتصادي، وتمكين الابتكار وتفعيل التقنيات المتقدمة، بالإضافة إلى استكشاف ومعالجة التحديات العالمية، وتعمل مبادرة مستقبل الاستثمار منذ انطلاقها في 2017 على مواصلة بناء شبكة فعّالة، تضم أهم الأطراف المؤثرة في الساحة العالمية، إضافة إلى تسليط الضوء على القطاعات الناشئة التي ستعمل على رسم مشهد الاستثمار الدولي وتشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
TT

غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)

سيذهب الغانيون إلى صناديق الاقتراع في السابع من ديسمبر (كانون الأول) لاختيار رئيس جديد وبرلمان، في انتخابات تراقبها الأوساط الاستثمارية من كثب لتحديد كيفية توجيه الفائز للاقتصاد الذي يخرج من مرحلة تعثر في سداد الديون.

المتنافسون الرئيسيون لاستبدال الرئيس نانا أكوفو - أدو، البالغ من العمر 80 عاماً، الذي يتنحى بعد ولايتين على رأس دولة تنتج الذهب والكاكاو، هما الرئيس السابق جون دراماني ماهاما ونائب الرئيس الحالي محامودو باوميا. كما أن هناك 11 مرشحاً آخرين يتنافسون على المنصب، وفق «رويترز».

ما الذي يركز عليه المستثمرون؟

وصلت غانا إلى نهاية عملية إعادة هيكلة الديون الطويلة والمعقدة؛ حيث أعادت الحكومة هيكلة 13 مليار دولار من السندات الدولية بوصف ذلك جزءاً من خطة أوسع لخفض الديون بنحو 4.7 مليار دولار وتوفير نحو 4.4 مليار دولار من تخفيف السيولة خلال برنامج صندوق النقد الدولي الحالي الذي يستمر حتى عام 2026.

ومع بقاء الخطوة الأخيرة المتمثلة في التوصل إلى اتفاق مع الدائنين التجاريين غير الأوروبيين، فإن المستثمرين يقومون بالفعل بتقييم فترة ما بعد الانتخابات لمعرفة ما إذا كان الفائز سوف يستمر في الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لضمان استدامة الديون. وتعهد ماهاما (65 عاماً)، الذي يتصدر العديد من استطلاعات الرأي، بمحاولة إعادة التفاوض على شروط اتفاق صندوق النقد الدولي لتأمين المزيد من التمويل. ووعد أيضاً بتعديل القانون لوضع سقف للدين العام يتراوح بين 60 و70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لمنع الاقتراض المفرط.

ومع ذلك، فإن فترة رئاسته السابقة (2012 - 2017) شهدت زيادة ملحوظة في الاقتراض للاستثمار في مشاريع البنية التحتية مثل الطرق، ما أوقعه في انتقادات بسبب نقص الكهرباء وارتفاع التضخم.

من جانبه، يتبنى بوميا (61 عاماً) شعاراً يتمثل في تحديث الاقتصاد من خلال الرقمنة، وخفض الضرائب، وتعزيز الانضباط المالي بهدف رفع النمو السنوي إلى متوسط ​​6 في المائة. وتعهد أيضاً بتحديد الإنفاق العام بنسبة 105 في المائة من عائدات الضرائب في العام السابق، وتقديم خطة ضريبية ثابتة، ونقل 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي من الإنفاق العام إلى القطاع الخاص لتوفير البنية الأساسية العامة.

هل يمكن للفائز إعادة التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي؟

من الشائع أن يلجأ القادة الجدد إلى صندوق النقد الدولي لمراجعة البرامج القائمة، كما حدث مؤخراً في سريلانكا. ويقول صندوق النقد الدولي، الذي يعد مقرض الملاذ الأخير لغانا في إعادة هيكلة ديونها بموجب الإطار المشترك لمجموعة العشرين، إن تركيزه الأساسي هو دعم الحكومة في استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي مع تمكين استدامة الدين والنمو الشامل. وقد وافق الصندوق حتى الآن على الأداء الاقتصادي لغانا في إطار برنامج قروضه الحالي البالغة قيمته 3 مليارات دولار.

ويؤكد الصندوق أنه يمكن تعديل برنامج غانا الحالي؛ حيث يتم تطوير برامج الإصلاح المدعومة من الصندوق بالتعاون مع الحكومات وتتم مراجعتها بشكل دوري. ومع ذلك، يجب أن تؤخذ أي مناقشات في الاعتبار مع ضرورة الحفاظ على قدرة البلاد على تحقيق الأهداف الاقتصادية المنشودة.

ما القضايا الاقتصادية الأخرى التي تؤثر في الانتخابات؟

سيتعين على الفائز في الانتخابات أن يعالج عدداً من القضايا الملحة، بما في ذلك أزمة تكاليف المعيشة، والبطالة المتفشية، وارتفاع الأسعار، وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر. ويخطط حزب ماهاما (المؤتمر الوطني الديمقراطي) لزيادة الإنفاق الحكومي في القطاعات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم، فضلاً عن تعزيز البنية الأساسية لدعم النمو وخلق فرص العمل، إذا فاز في الانتخابات.

أما حزب باوميا (الحزب الوطني الجديد) فيرغب في تحسين استقرار الاقتصاد من خلال خفض التضخم وجذب الاستثمارات الخاصة. وستواجه أي من الحكومات المقبلة خيارات محدودة في ظل العبء الثقيل للديون، وفقاً لتقرير «أكسفورد إيكونوميكس». وأظهرت تحليلات أن وعود ماهاما خلال الحملة الانتخابية بتحسين الظروف الاقتصادية للأفراد والأسر قد تجد نفسها في اختبار حقيقي نتيجة الحاجة إلى موازنة هذه الوعود مع مطالب صندوق النقد الدولي بالتحلي بضبط الإنفاق المالي.

السلع الأساسية على المحك

سيتعين على الحكومة الجديدة التعامل مع عملية الترخيص لمشاريع النفط والغاز الجديدة؛ حيث انخفض الإنتاج، الذي بدأ في عام 2010، في السنوات الخمس التي سبقت عام 2024. ويخطط ماهاما لمنح السكان المحليين المزيد من الملكية في مشاريع النفط والتعدين المستقبلية إذا فاز.

ويحتاج قطاع الكاكاو أيضاً إلى اهتمام عاجل. وانخفض الإنتاج في ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم إلى أدنى مستوى له منذ 20 عاماً، بسبب تدني أجور المزارعين، وأمراض النبات، وتهريب الحبوب، والتعدين غير القانوني الذي يدمر المزارع. وسوف تكون سوق الكاكاو العالمية مهتمة بشدة بمعرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سينفذ مقترحات صندوق النقد الدولي لإجراء إصلاحات شاملة في القطاع، وما إذا كان نموذج التسويق الجديد الذي حل محل قروض الكاكاو المجمعة التي سادت لأكثر من ثلاثة عقود سوف يستمر.