سعر الغاز الأوروبي لأدنى مستوياته منذ يونيو... وسط جهود لتخفيض الأسعار

تم تداول العقود الآجلة لغاز «تي تي إف» الهولندي، المرجعي في أوروبا، بسعر 131.10 يورو  وهو مستوى لم يُسجل منذ نهاية يونيو (رويترز)
تم تداول العقود الآجلة لغاز «تي تي إف» الهولندي، المرجعي في أوروبا، بسعر 131.10 يورو وهو مستوى لم يُسجل منذ نهاية يونيو (رويترز)
TT

سعر الغاز الأوروبي لأدنى مستوياته منذ يونيو... وسط جهود لتخفيض الأسعار

تم تداول العقود الآجلة لغاز «تي تي إف» الهولندي، المرجعي في أوروبا، بسعر 131.10 يورو  وهو مستوى لم يُسجل منذ نهاية يونيو (رويترز)
تم تداول العقود الآجلة لغاز «تي تي إف» الهولندي، المرجعي في أوروبا، بسعر 131.10 يورو وهو مستوى لم يُسجل منذ نهاية يونيو (رويترز)

تراجع سعر الغاز الأوروبي إلى أدنى مستوياته الاثنين منذ يونيو (حزيران)، فيما كثف الاتحاد الأوروبي جهوده للتعويض عن نقص شحنات الغاز الروسي، حيث تحدثت عدة دول عن وفرة الاحتياطيات لديها أكثر مما كان متوقعاً قبل الشتاء.
وتم تداول العقود الآجلة لغاز «تي تي إف» الهولندي، الغاز الطبيعي المرجعي في أوروبا، بسعر 137.20 يورو للميغاواط/ساعة، عند حوالي الساعة 10.00 بتوقيت غرينتش (12.00 في باريس)، بعدما كان تراجع إلى 131.10 يورو وهو مستوى لم يُسجل منذ نهاية يونيو.
وقال المحلل لدى شركة «يو بي إس» UBS المالية جوفاني ستاونوفو، وفق وكالة الصحافة الفرنسية: «تمتلئ احتياطيات الغاز الطبيعي بشكل أسرع مما كنا نعتقد قبل بضعة أشهر».
في ألمانيا، أعلنت الحكومة مساء الجمعة أنها بلغت هدفها المتمثل في ملء 95 في المائة من الاحتياطيات، أي ما يؤمن استهلاك لشهرين في الشتاء.
ومن أجل التعويض عن التوقف الكامل لشحنات الغاز الروسي، تبنت الحكومة تدابير لتوفير الغاز تشمل زيادة استخدام الفحم وتقليل استهلاك المباني العامة وحث الشركات على القيام بذلك أيضاً. وكرست برلين أموالاً لشراء الغاز الطبيعي المسال. وستقدّم المفوضية الأوروبية الثلاثاء مقترحات جديدة للتخفيف من ارتفاع أسعار الطاقة وستراجع أيضاً العقود الآجلة لغاز «تي تي إف» الهولندي.
ويرى الاتحاد الأوروبي أن ارتفاع أسعار العقود الآجلة لغاز «تي تي إف» الهولندي حصل بسبب المضاربة وقلق المستثمرين، ما أدى إلى تضخم الأسعار «بشكل مصطنع». ولا يزال سعر الميغاواط/ساعة ضعفَي السعر الذي كان عليه في مطلع العام. وتريد المفوضية في غضون ستة أشهر إنشاء مؤشر بديل أكثر تمثيلاً لواقع الإمدادات وفعال للموسم القادم لملء الاحتياطيات. حتى حينه، توصي بروكسل «بآلية مؤقتة» لتصحيح الأسعار.
في غضون ذلك، يراقب المحللون الأحوال الجوية لتحديد التوقيت الذي سيحتاج الأوروبيون فيه إلى تشغيل التدفئة. ويشير المحللون في مجموعة Energi Danmark لتجارة موارد الطاقة إلى أن «اعتدال درجات الحرارة مؤخراً يعني أن الطلب لم يرتفع بعد».
على مستوى النفط، ارتفع سعر برميل خام برنت من بحر الشمال للتسليم في ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 0.32 في المائة ليبلغ 91.92 دولار، وسعر برميل غرب تكساس الوسيط للتسليم في نوفمبر (تشرين الثاني) بنسبة 0.20 في المائة ليبلغ 85.78 دولار.
منذ بداية الشهر، انتقلت أسعار النفط الخام من أسبوع زيادات ملحوظة أثارتها تخفيضات الإنتاج من قبل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها في «أوبك بلاس» إلى أسبوع انخفاض. ورأى المحلل لدى شركة «إكس تي بي» XTB وليد قضماني أن الأسعار «قد تستمر في التقلب في المستقبل القريب، لأن حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد» تؤثر على الأسعار.
في الأثناء، أفادت أحدث طلبات متاحة بأن من المتوقع أن تظل إمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا مستقرة أمس الاثنين. وأفادت الطلبات المنشورة من جانب شبكة كهرباء أوكرانيا حتى الساعة 11.‏11 مساء الأحد، أفادت بأن التدفقات عبر أوكرانيا ستبلغ 4.‏42 مليون متر مكعب يومياً، في تغير طفيف عن مستويات الأشهر القليلة الماضية، مع استقبال الإمدادات عند نقطة العبور الحدودية، بلدة سودجا.
كانت شركة غازبروم الروسية العملاقة للنفط والغاز قد حذرت الشهر الماضي أوكرانيا من أن مطالبها بالتحكيم بشأن مبالغ النقل يمكن أن تدفع روسيا إلى فرض عقوبات على شركة نفتوجاز الأوكرانية، ما يعرض نقل الغاز للخطر. ويأتي ذلك في أعقاب تضرر خط أنابيب نورد ستريم الروسي الممتد حتى ألمانيا، والمغلق منذ 31 أغسطس (آب) الماضي.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي، بنمو قدره 23 في المائة عن 2023، وهو ما تحقق «بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وقال خلال مشاركته في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، الأحد في الرياض، إن شركة «معادن» صدرت ما يعادل نحو 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، وإن بلاده تحتل حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل.

وأوضح الخريف في الجلسة التي حملت عنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أن «السعودية تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في البلاد، والقوة الشرائية في منطقة الخليج».

وأشار إلى أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها»، مؤكداً أن «هذا القطاع يساهم في خفض التكاليف على المصنّعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وشدد الخريف على «أهمية الاستثمار في ربط الصناعة بقطاع النقل والخدمات اللوجيستية»، مبيناً أن «هذا التعاون عامل أساسي في تحقيق النجاح والتوسع المستدام في سلاسل الإمداد بالسعودية».