بن غفير يطالب بتسهيل إطلاق الرصاص على الفلسطينيين

بعد يوم من إشهاره مسدساً لتهديد أهالي الشيخ جراح

جانب من احتجاجات مدينة الخليل أمس (أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات مدينة الخليل أمس (أ.ف.ب)
TT
20

بن غفير يطالب بتسهيل إطلاق الرصاص على الفلسطينيين

جانب من احتجاجات مدينة الخليل أمس (أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات مدينة الخليل أمس (أ.ف.ب)

بعد يوم واحد من توثيق هجومه على حي الشيخ جراح وإشهاره مسدسا لتهديد شبابها وصراخه على الجنود «أطلقوا الرصاص عليهم»، توجه عضو الكنيست اليميني المتطرف، ايتمار بن غفير يوم الجمعة إلى رئيس الوزراء، يائير لبيد، ووزير دفاعه، بيني غانتس، طالبا تغيير أوامر إطلاق الرصاص في الجيش الإسرائيلي وتسهيلها بحيث لا يعود الجنود يشعرون بأنهم مكبلون في الدفاع عن حياتهم وعن أمن الدولة.
وقال بن غفير إنه التقى العديد من الجنود والضباط الذين شكوا أمامه من أنهم لا يستطيعون إطلاق الرصاص على الفلسطينيين الذين يقذفونهم بالحجارة وفي كثير من الأحيان يكلفهم ذلك ثمنا باهظا من سفك الدماء أو يؤدي الى فرار شبان بعدما تسببوا في الأخطار لحياتهم. وأضاف: «في الآونة الخيرة كنت شاهدا عدة مرات على حالات كان يجب فيها إطلاق الرصاص وتحييد الإرهابيين الفلسطينيين، لكن الجنود امتنعوا عن التصرف ووضعوا حياتهم في خطر». ومع أن الجيش الإسرائيلي قتل خلال السنة الحالية وحدها أكثر من 180 فلسطينيا معظمهم غير مسلحين وبينهم أطفال ونساء ومسنون وتسبب بمئات حالات الجراح القاسية بالرصاص الحي، رأى بن غفير أن «الحكومة لا تسمح للجيش بأن يعالج الإرهاب كما يريد وتكبل أيديه بالقرارات السياسية الجبانة، حتى ترضي دول الغرب والسلطة الفلسطينية».
وكان بن غفير قد اقتحم مساء الخميس، حي الشيخ جراح شرق مدينة القدس المحتلة، مع عشرات المستوطنين بدعوى حماية مكتبه البرلماني القائم هناك وتلقين الفلسطينيين الذين خرجوا في مظاهرات درسا. فرشقوا منازلهم بالحجارة وحطموا زجاج عدة مركبات بالعصي والحجارة. وعندما كان الفلسطينيون يخرجون من البيت للدفاع عن ممتلكاتهم، كان يهرب المستوطنون ويظهر فجأة العشرات من المقاتلين من قوات الشرطة وحرس الحدود من قوات الاحتلال ويحمون المستوطنين وفي الوقت نفسه يهاجمون الفلسطينيين ويتسببون في جراح العشرات منهم ويعتقلون عشرات آخرين.
وعندما انتبه الفلسطينيون لوجود بن غفير، تقدموا نحوه وهم يصرخون في وجهه ويشتمونه، فخاف منهم واستل مسدسه الشخصي على مرأى من قوات الشرطة وأمام كاميرات التلفزيون، وهددهم بإطلاق الرصاص عليهم، قائلاً «هؤلاء الناس يستحقون رصاصة في القلب تشل إرهابهم».
وقد أثار تصرف بن غفير هذا ردود فعل كبيرة في الشبكات الاجتماعية ما بين مؤيد ومعارض. فناصره نواب اليمين من معسكر بنيامين نتنياهو وهاجمه النواب العرب واليساريون. وقال النائب عن حزب العمل، غلعاد كريف: «بن غفير أزعر ورجل عصابات إجرام عنصري ورجل سياسة خطير. يكتسب شرعيته من رئيس معسكره نتنياهو».
المعروف أن أهالي حي الشيخ جراح يتعرضون لاعتداءات متكررة من المستوطنين والقوات الإسرائيلية، في إطار المحاولات المتواصلة لتهجيرهم قسريا من الحي والاستيلاء على منازلهم لصالح الجمعيات الاستيطانية. فبعد أن حكمت المحكمة الإسرائيلية برفض مخططات تهويده واستبداله بعدد من سكانه الفلسطينيين مستوطنين يهود، هدأ فيه الوضع. وحتى بن غفير لم يعد يفتح المكتب الذي أقامه في الحي. لكن في يوم الخميس، وعلى إثر الهبة التي شهدتها القدس برمتها في جميع الأحياء تضامنا مع أهالي مخيم اللاجئين شعفاط، المحاصرين، اختار بن غفير أكثر نقطة ضعف واقتحم الحي.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

سوريا... تعزيزات أمنية في منطقة الساحل بعد تقارير عن قتل أكثر من 500 مدني علوي

قوات الجيش السوري تتجه إلى طرطوس بالأسلحة الثقيلة لمحاربة المقاتلين المرتبطين بالرئيس المخلوع بشار الأسد (سانا - أ.ف.ب)
قوات الجيش السوري تتجه إلى طرطوس بالأسلحة الثقيلة لمحاربة المقاتلين المرتبطين بالرئيس المخلوع بشار الأسد (سانا - أ.ف.ب)
TT
20

سوريا... تعزيزات أمنية في منطقة الساحل بعد تقارير عن قتل أكثر من 500 مدني علوي

قوات الجيش السوري تتجه إلى طرطوس بالأسلحة الثقيلة لمحاربة المقاتلين المرتبطين بالرئيس المخلوع بشار الأسد (سانا - أ.ف.ب)
قوات الجيش السوري تتجه إلى طرطوس بالأسلحة الثقيلة لمحاربة المقاتلين المرتبطين بالرئيس المخلوع بشار الأسد (سانا - أ.ف.ب)

أعلنت السلطات في سوريا السبت تعزيز انتشار قوات الأمن في منطقة الساحل بغرب البلاد وفرض «السيطرة» على مناطق شهدت مواجهات، إثر مقتل أكثر من 500 مدني علوي على يد قوات الأمن ومجموعات رديفة لها، وفقا لتقارير صحفية.

وأفاد سكّان في المنطقة الساحلية عن قتل طال مدنيين، خلال عمليات تمشيط واشتباكات مع موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد بدأت قبل يومين، هي الأعنف منذ إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول).

وارتفعت الحصيلة الإجمالية منذ بدء الاشتباكات إلى 745 قتيلاً، بينهم 213 مسلحاً من الطرفين، بحسب المرصد الذي أحصى 93 قتيلاً من «الأفراد العسكريين في وزارتي الداخلية والدفاع، و120 عنصراً مسلحاً» من الموالين للأسد.

صورة ملتقطة يوم 7 مارس 2025 تظهر توجه قوات الجيش السوري إلى قرى ريف اللاذقية والساحل السوري لمحاربة المقاتلين المرتبطين بالرئيس المخلوع بشار الأسد (د.ب.أ)
صورة ملتقطة يوم 7 مارس 2025 تظهر توجه قوات الجيش السوري إلى قرى ريف اللاذقية والساحل السوري لمحاربة المقاتلين المرتبطين بالرئيس المخلوع بشار الأسد (د.ب.أ)

من بانياس، روى سمير حيدر (67 عاماً) أن «مجموعات مسلحة»، بينهم «عناصر أجنبية»، قتلت شقيقيه وابن أحدهما بإطلاق النار عليهم مع رجال آخرين.

وأكد الرجل اليساري الذي قضى أكثر من عقد من حياته في سجون النظام السابق أنه هرب في اللحظة الأخيرة إلى حي سني في المدينة. وقال في اتصال مع «الصحافة الفرنسية»: «لو تأخرت 5 دقائق لكنت في عداد الموتى (...). لقد أُنقذنا في الدقائق الأخيرة».

وفي وقت تراجعت حدة الاشتباكات، السبت، أفادت «وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)» بأنّ قوات الأمن عززت انتشارها، لا سيما في مدن بانياس واللاذقية وجبلة، بهدف «ضبط الأمن».

وأعلن المتحدّث باسم وزارة الدفاع السورية حسن عبد الغني أن قواتها «أعادت فرض السيطرة على المناطق التي شهدت اعتداءات غادرة ضد رجال الأمن العام».

ودعا في تصريح مصوَّر لـ«سانا» جميع الوحدات الميدانيّة الملتحقة بمواقع القتال إلى «الالتزام الصارم بتعليمات القادة العسكريين والأمنيين»، مشدداً على أنه «يُمنع منعاً باتاً الاقتراب من أي منزل أو التعرُّض لأي شخص داخل منزله، إلا وفق الأهداف المحدّدة من قبل ضباط وزارة الدفاع».

من جهتها، طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ«احترام أرواح المدنيين والسماح للمسعفين والعاملين في المجال الإنساني بالوصول الآمن لتقديم المساعدة الطبية ونقل الجرحى والجثامين».

وبدا التوتر، الخميس، في قرية ذات غالبية علوية في ريف اللاذقية، على خلفية توقيف قوات الأمن لمطلوب. وما لبث أن تطور الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلحين علويين النار، وفق «المرصد».

سوريون يشيعون عناصر من القوات الحكومية سقطوا بالمواجهات مع فلول نظام الأسد الخميس (أ.ف.ب)
سوريون يشيعون عناصر من القوات الحكومية سقطوا بالمواجهات مع فلول نظام الأسد الخميس (أ.ف.ب)

وقالت السلطات في اليوم الأول إنها تواجه مجموعات مرتبطة بسهيل الحسن، أحد أبرز ضباط الجيش السوري السابق.

وإثر تعرُّض قوة تابعة لها لكمين في محيط بلدة جبلة أوقع 16 قتيلاَ، أرسلت قوات الأمن تعزيزات عسكرية إلى الساحل وفرضت حظر تجول.

وتصدّت قوات الأمن فجر السبت «لهجوم من قبل فلول النظام البائد» استهدف المستشفى الوطني في مدينة اللاذقية، وفق «سانا».

وأعلن مصدر في وزارة الدفاع لوكالة «سانا»: «بالتنسيق مع إدارة الأمن العام، تم إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل، وذلك لضبط المخالفات ومنع التجاوزات وعودة الاستقرار تدريجياً إلى المنطقة».

وقال إن الوزارة «شكَّلت سابقاً لجنة طارئة لرصد المخالفات، وإحالة مَن تجاوز تعليمات القيادة خلال العملية العسكرية والأمنية الأخيرة إلى المحكمة العسكرية».

وحضّ الرئيس الانتقالي أحمد الشرع المقاتلين العلويين ليل الجمعة على تسليم أنفسهم «قبل فوات الأوان».

ونشر مستخدمون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً موقع «فيسبوك»، منشورات تتحدّث عن قتل مدنيين من أفراد عائلات وأصدقائهم ينتمون إلى الطائفة العلوية في المنطقة، لم تتمكّن «الصحافة الفرنسية» من التحقق منها بشكل مستقل. وقالت ناشطة إن والدتها وإخوتها «ذُبِحوا جميعاً في منزلهم».

ووجَّه سكان من مدينة بانياس نداءات استغاثة للتدخل من أجل حمايتهم، بحسب منشورات على «فيسبوك» كذلك.

وشارك ناشطون و«المرصد السوري»، الجمعة، مقاطع فيديو تُظهِر عشرات الجثث بملابس مدنية مكدس بعضها قرب بعض في باحة أمام منزل، وقرب عدد منها بقع من الدماء، بينما كانت نسوة يولولن في المكان.

وفي مقطع آخر، يظهر عناصر بلباس عسكري وهم يأمرون 3 أشخاص بالزحف على الأرض، واحداً تلو آخر، قبل أن يطلقوا الرصاص عليهم من رشاشاتهم من مسافة قريبة. ويظهر في مقطع ثالث مقاتل بلباس عسكري وهو يطلق الرصاص تباعاً من مسافة قريبة على شاب بثياب مدنية في مدخل مبنى قبل أن يرديه.

ولم تتمكن «الصحافة الفرنسية» من التحقق من مقاطع الفيديو.

سوريون يتظاهرون تأييداً للقوات الحكومية في مواجهة فلول نظام الأسد في حلب الخميس (رويترز)
سوريون يتظاهرون تأييداً للقوات الحكومية في مواجهة فلول نظام الأسد في حلب الخميس (رويترز)

ومنذ إطاحة الأسد، نفّذت السلطات الجديدة حملات أمنية بهدف ملاحقة «فلول النظام» السابق، شملت مناطق يقطنها علويون، خصوصاً في وسط البلاد وغربها.

وتخلل تلك العمليات اشتباكات وحوادث إطلاق نار، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للأسد بالوقوف خلفها.

ويفيد سكان ومنظمات بين حين وآخر بحصول انتهاكات تشمل أعمالاً انتقامية، بينها مصادرة منازل أو تنفيذ إعدامات ميدانية وحوادث خطف، تدرجها السلطات في إطار «حوادث فردية»، وتتعهَّد بملاحقة المسؤولين عنها.