الجزائر: «القوى الاشتراكية» تنافس حزبي «الموالاة» في الانتخابات الجزئية

اعتقال صحافي بسبب «تسريبات»

الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني (الشرق الأوسط)
الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر: «القوى الاشتراكية» تنافس حزبي «الموالاة» في الانتخابات الجزئية

الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني (الشرق الأوسط)
الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني (الشرق الأوسط)

بينما انتهت، اليوم (الأربعاء)، حملة الانتخابات البلدية الجزئية في منطقة القبائل الجزائرية، ستكون بلديات أقبو ومسيسنا وفرعون وتوجة ببجاية (250 كلم شرق)، وآيت بومهدي وآيت محمود في تيزي وزو (110 كلم شرق)، السبت المقبل، على موعد مع التصويت في اقتراع جديد، بعدما قاطع سكانها الانتخابات التي جرت في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، بسبب رفضها من الحراك الشعبي.
وستقتصر المنافسة على حزبي «جبهة التحرير الوطني» و«التجمع الوطني الديمقراطي»، المواليين للحكومة، و«جبهة القوى الاشتراكية» المعارضة، فيما سيكون الغائب الكبير «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، الذي يملك شعبية بالمنطقة، والذي رفض الانتخابات، مطالباً بإطلاق سراح معتقلي الحراك كشرط للمشاركة. بينما ستخوص «القوى الاشتراكية» المنافسة في بلديتي مسيسنا وآيت بومهدي فقط. وعرفت البلديات السبع، مثل غالبية البلديات (عددها 1541) منذ استحقاق العام الماضي، تعطيلاً بسبب غياب مشروعات التنمية. وعاشت الكثير من المجالس المنتخبة خلافات حادة بين أعضائها، وأول من أمس أقال محافظ الجزائر العاصمة رئيس بلدية الجزائر الوسطى، بسبب تعطل مصالح سكانها لمدة عام.
وكانت قوات الأمن قد اعتقلت 13 شخصاً في منطقة القبائل، بشبهة منع تنظيم الانتخابات المحلية العام الماضي، وأدان القضاء ستة منهم بالسجن بتهم «إتلاف الصندوق المخصص للتصويت، وعرقلة سير المسار الانتخابي من خلال تعكير صفو عملية التصويت، ومنع مواطنين من الانتخابات باستخدام العنف». وتمت هذه الأحكام على أساس تعديلات أدخلتها الحكومة على قانون الانتخاب في مايو (أيار) 2021، تضمنت مواد جديدة حول «ضمان حماية الاقتراع من الأعمال المسيئة، قصد تعطيل السير العادي للاقتراع وممارسة الـمواطنين للحق الانتخابي بكل حرية».
وورد في المواد 294 إلى 313 من القانون أن العقوبات تصل إلى 20 سنة سجناً بحق كل من «قام بإتلاف أو بنزع صندوق الاقتراع، أو الإخلال بالاقتراع أو بتعكير صفو عمليات التصويت». إلى ذلك، كتب خالد درارني، مدير مكتب «مراسلون بلا حدود» بشمال أفريقيا، على حسابه بـ«تويتر»، أن الشرطة اعتقلت الصحافي ندير كري، مدير الموقع الإخباري المتخصص في السيارات «أوتو الجزاير»، مساء أمس، «بسبب مقال حول القانون الجديد المتعلق ببيع السيارات»، مشيرا إلى أنه «يوجد الآن (أمس) تحت النظر». وكانت السلطات الجزائرية قد أعلنت، الأحد الماضي، عن إجراءات لتسهيل شراء السيارات المستعملة، بعد أربع سنوات من وقف استيرادها، على أن يتكفل الأشخاص بجلبها بأنفسهم من الخارج. كما أعلنت عن «التحضير لدفتر أعباء» يخص بيع السيارات، يتقيد بها وكلاء استيراد السيارات بعد حصولهم على الاعتماد. وذكر زملاء الصحافي كري أن وزارة الصناعة تابعته قضائياً، بسبب «تسريبات» تخص المسودة الأولية لـ«دفتر الأعباء» من خلال نشرها في صحيفته الإلكترونية. ويرجح محامون أن تتم متابعته وفق قانون المضاربة في السلع والمنتجات، الذي صدر مطلع العام. ومنذ الثامن من الشهر الماضي، يوجد في الحبس الاحتياطي صحافي من جريدة «الشروق» يدعى بلقاسم حوام، بعد أن اتهمه قاضي التحقيق بـ«نشر أخبار كاذبة بغرض إحداث اضطراب في السوق، ورفع الأسعار بطريقة مباغتة وغير مبررة»، وذلك إثر نشره مقالاً عن رفض فرنسا تسلم شحنة تمور جزائرية، بذريعة أنها تحوي مواد كيميائية.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مساعٍ سياسية في الجزائر للإفراج عن صحافي يواجه تهماً جنائية خطيرة

الصحافي والناشط المعارض عبد الوكيل بلام (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)
الصحافي والناشط المعارض عبد الوكيل بلام (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)
TT

مساعٍ سياسية في الجزائر للإفراج عن صحافي يواجه تهماً جنائية خطيرة

الصحافي والناشط المعارض عبد الوكيل بلام (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)
الصحافي والناشط المعارض عبد الوكيل بلام (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)

بينما قضى الصحافي والناشط السياسي الجزائري المعروف عبد الوكيل بلام، الأحد، أول ليلة له في إطار حبس احتياطي يرجح أنه سيطول، يبحث حقوقيون وناشطون طريقة للتواصل مع الرئاسة في البلاد، بغرض إطلاق سراحه على أساس أن تهم «الإرهاب» التي يواجهها، «سياسية في الأصل».

وأعلنت النيابة بـ«محكمة الشراقة» بالعاصمة، في بيان الأحد، أن قاضي التحقيق بها أودع شخصاً، رمزت إليه بالأحرف «ب.ع.و»، الحبس بـ«تهمة المشاركة في تنظيم إرهابي، ونشر أخبار كاذبة بين الجمهور، ما من شأنه المساس بالأمن العمومي وسلامة الوحدة الوطنية».

رئيس فريق الدفاع عن الصحافي عبد الوكيل بلام (حسابات ناشطين)

وأكد المحامي عبد الغني بادي، على حسابه بالإعلام الاجتماعي، أن الشخص المعني هو الصحافي مؤسس المنصة الإخبارية «أوراس»، عبد الوكيل بلام، من دون عرض أي تفاصيل عن الوقائع التي بنى قاضي التحقيق عليها التهم.

وحضر بادي، رفقة المحامي والحقوقي البارز مصطفى بوشاشي، مع الصحافي، جلسة الاستجواب في النيابة ثم جلسة التحقيق القضائي. وكان بلام قضى أسبوعاً في مقار الأمن الداخلي؛ حيث تم استجوابه حول كتاباته وعلاقاته بناشطين خارج الجزائر.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن محامين أطلقوا مسعى للتواصل مع رئيس البلاد عبد المجيد تبون، لإشعاره بأن تهم «الإرهاب التي وجهت للصحافي لا تعدو أن تكون تأويلاً مضخماً لمواقفه المعارضة للسلطة». ويرغب أصحاب الفكرة، إشراك حزب «حركة مجتمع السلم» في المسعى، بحجة أنه مقرَّب من قيادته التي بإمكانها، في تقديرهم، إشعار السلطات العليا في البلاد، بثقل الحكم الذي ينتظره بلام، في حال تم الاحتفاظ بالتهم.

وفي وقت سابق، أثمرت تدخلات حزبية لدى الرئاسة لصالح الصحافي إحسان القاضي، تقليص مدة حبسه من 5 سنوات إلى عامين، وكان متهماً بـ«تسلم أموال من الخارج بغرض تقويض الأمن في الداخل».

أعلام الجزائر ترفرف في أحد شوارع العاصمة (رويترز)

وبحسب النيابة، فإن الصحافي بلام «كان يعرف أغراض ونشاط التنظيم الإرهابي»، الذي تواصل مع عناصره.

وأكثر ما أزعج السلطات، في مواقف بلام، حسب محامين، هو منشور له في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال فيه: «صقورٌ... أثبت وثائقي الترهيب مرة أخرى، أنهم زواوش»، في تلميح إلى عمل بثته التلفزيون العمومي، يتهم فيه المخابرات الفرنسية بـ«التخطيط لضرب الاستقرار في البلاد»، بواسطة شاب عائد من سوريا، حيث كان عضواً في «داعش». ونسب العمل التلفزيوني «إحباط المؤامرة الفرنسية»، للمخابرات الجزائرية بوصف رجالها بـ«الصقور». وقدَّرت النيابة بأن إطلاق صفة «زواوش (عصافير)» عليهم، بمثابة «إهانة لهيئة تابعة للجيش»، من جانب الصحافي، على الرغم من أنه لم يُسمِّ الجهاز الأمني في منشوره بشكل واضح.

واجهة المحكمة حيث جرى التحقيق مع الصحافي (متداولة)

كما تناول بلام، في منشورات لاحقة، أحداثاً أثارت غضب السلطات، من بينها تعليقه على سقوط حكم بشار الأسد في سوريا، وأن النظام في الجزائر «قد يلقى المصير نفسه». زيادة على تهكّمه على جولة حوار سياسي يرتقب أن تعقد قريباً بين الرئاسة والأحزاب.

ويتحاشى دفاع بلام الخوض في تفاصيل القضية، مخافة من «ملامسة سرية التحقيق» بينما هو جارٍ، الأمر الذي يمنعه القانون، خصوصاً ما تعلق بـ«الإرهابيين» الذين تحدث بيان النيابة عنهم. لكنه حريص على التأكيد أن الوقائع المنسوبة للصحافي، «مرتبطة بمواقفه من السلطة وبآرائه في الأحداث الجارية بالبلاد».