مساعٍ سياسية في الجزائر للإفراج عن صحافي يواجه تهماً جنائية خطيرة

أزعج السلطات بسبب ازدرائه المخابرات و«اتصالاته بإرهابيين»

الصحافي والناشط المعارض عبد الوكيل بلام (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)
الصحافي والناشط المعارض عبد الوكيل بلام (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)
TT

مساعٍ سياسية في الجزائر للإفراج عن صحافي يواجه تهماً جنائية خطيرة

الصحافي والناشط المعارض عبد الوكيل بلام (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)
الصحافي والناشط المعارض عبد الوكيل بلام (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)

بينما قضى الصحافي والناشط السياسي الجزائري المعروف عبد الوكيل بلام، الأحد، أول ليلة له في إطار حبس احتياطي يرجح أنه سيطول، يبحث حقوقيون وناشطون طريقة للتواصل مع الرئاسة في البلاد، بغرض إطلاق سراحه على أساس أن تهم «الإرهاب» التي يواجهها، «سياسية في الأصل».

وأعلنت النيابة بـ«محكمة الشراقة» بالعاصمة، في بيان الأحد، أن قاضي التحقيق بها أودع شخصاً، رمزت إليه بالأحرف «ب.ع.و»، الحبس بـ«تهمة المشاركة في تنظيم إرهابي، ونشر أخبار كاذبة بين الجمهور، ما من شأنه المساس بالأمن العمومي وسلامة الوحدة الوطنية».

رئيس فريق الدفاع عن الصحافي عبد الوكيل بلام (حسابات ناشطين)

وأكد المحامي عبد الغني بادي، على حسابه بالإعلام الاجتماعي، أن الشخص المعني هو الصحافي مؤسس المنصة الإخبارية «أوراس»، عبد الوكيل بلام، من دون عرض أي تفاصيل عن الوقائع التي بنى قاضي التحقيق عليها التهم.

وحضر بادي، رفقة المحامي والحقوقي البارز مصطفى بوشاشي، مع الصحافي، جلسة الاستجواب في النيابة ثم جلسة التحقيق القضائي. وكان بلام قضى أسبوعاً في مقار الأمن الداخلي؛ حيث تم استجوابه حول كتاباته وعلاقاته بناشطين خارج الجزائر.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن محامين أطلقوا مسعى للتواصل مع رئيس البلاد عبد المجيد تبون، لإشعاره بأن تهم «الإرهاب التي وجهت للصحافي لا تعدو أن تكون تأويلاً مضخماً لمواقفه المعارضة للسلطة». ويرغب أصحاب الفكرة، إشراك حزب «حركة مجتمع السلم» في المسعى، بحجة أنه مقرَّب من قيادته التي بإمكانها، في تقديرهم، إشعار السلطات العليا في البلاد، بثقل الحكم الذي ينتظره بلام، في حال تم الاحتفاظ بالتهم.

وفي وقت سابق، أثمرت تدخلات حزبية لدى الرئاسة لصالح الصحافي إحسان القاضي، تقليص مدة حبسه من 5 سنوات إلى عامين، وكان متهماً بـ«تسلم أموال من الخارج بغرض تقويض الأمن في الداخل».

أعلام الجزائر ترفرف في أحد شوارع العاصمة (رويترز)

وبحسب النيابة، فإن الصحافي بلام «كان يعرف أغراض ونشاط التنظيم الإرهابي»، الذي تواصل مع عناصره.

وأكثر ما أزعج السلطات، في مواقف بلام، حسب محامين، هو منشور له في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال فيه: «صقورٌ... أثبت وثائقي الترهيب مرة أخرى، أنهم زواوش»، في تلميح إلى عمل بثته التلفزيون العمومي، يتهم فيه المخابرات الفرنسية بـ«التخطيط لضرب الاستقرار في البلاد»، بواسطة شاب عائد من سوريا، حيث كان عضواً في «داعش». ونسب العمل التلفزيوني «إحباط المؤامرة الفرنسية»، للمخابرات الجزائرية بوصف رجالها بـ«الصقور». وقدَّرت النيابة بأن إطلاق صفة «زواوش (عصافير)» عليهم، بمثابة «إهانة لهيئة تابعة للجيش»، من جانب الصحافي، على الرغم من أنه لم يُسمِّ الجهاز الأمني في منشوره بشكل واضح.

واجهة المحكمة حيث جرى التحقيق مع الصحافي (متداولة)

كما تناول بلام، في منشورات لاحقة، أحداثاً أثارت غضب السلطات، من بينها تعليقه على سقوط حكم بشار الأسد في سوريا، وأن النظام في الجزائر «قد يلقى المصير نفسه». زيادة على تهكّمه على جولة حوار سياسي يرتقب أن تعقد قريباً بين الرئاسة والأحزاب.

ويتحاشى دفاع بلام الخوض في تفاصيل القضية، مخافة من «ملامسة سرية التحقيق» بينما هو جارٍ، الأمر الذي يمنعه القانون، خصوصاً ما تعلق بـ«الإرهابيين» الذين تحدث بيان النيابة عنهم. لكنه حريص على التأكيد أن الوقائع المنسوبة للصحافي، «مرتبطة بمواقفه من السلطة وبآرائه في الأحداث الجارية بالبلاد».


مقالات ذات صلة

القاضي البيطار يستأنف التحقيق بملف انفجار مرفأ بيروت بعد توقف لأكثر من 3 سنوات

المشرق العربي قاضي التحقيق اللبناني في ملف انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار (الوكالة الوطنية للإعلام)

القاضي البيطار يستأنف التحقيق بملف انفجار مرفأ بيروت بعد توقف لأكثر من 3 سنوات

استأنف قاضي التحقيق اللبناني في ملف انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار تحقيقاته في القضية اليوم (الجمعة)، وذلك بعد توقف استمر أكثر من ثلاث سنوات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا من مظاهرة سابقة نظَّمها صحافيون احتجاجاً على تقييد الحريات (رويترز)

القضاء التونسي يخفف أحكام 4 من صناع المحتوى

خفّفت محكمة الاستئناف في تونس العاصمة، عقوبات أربعة من صانعي المحتوى على منصتي «إنستغرام» و«تيك توك»، حُكم عليهم ابتدائياً بالسجن لمدد تصل إلى أكثر 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (تونس)
أوروبا سفينة خفر سواحل سويدية (يمين) وسفينة الشحن «فيجين» راسيتان خارج كارلسكرونا بالسويد 27 يناير 2025 بعد انقطاع كابل جديد في بحر البلطيق (إ.ب.أ)

السويد تستبعد فرضية التخريب في حادثة إتلاف كابل بحري بالبلطيق

قرر ممثلو الادعاء في السويد، الاثنين الإفراج عن سفينة تابعة لشركة شحن بلغارية بعد استبعاد شبهة مبدئية في أن أعمال التخريب هي السبب في إتلاف كابل بحري بالبلطيق.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
شؤون إقليمية صورة غير مؤرخة أصدرتها شرطة العاصمة البريطانية في لندن بتاريخ 6 سبتمبر 2023 تُظهر دانيال خليفة الذي هرب من سجن ووندسورث (أ.ف.ب)

الحكم بالسجن 14 عاماً على جندي بريطاني سابق تجسس لصالح إيران

صدر، الاثنين، حكم بالسجن 14 عاماً بحق جندي بريطاني سابق مدان بالتجسس لصالح إيران بعد الهرب 3 أيام من سجن بلندن، بتهمة خيانة بلاده.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية إردوغان وسط القضاة والمدّعين العموم الجدد خلال حفل في القصر الرئاسي بأنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا تنتظر تقدماً في طلبها شراء مقاتلات «يوروفايتر- تايفون» الأوروبية

أعلنت تركيا أنها تنتظر عرض السعر في صفقة محتملة لشراء طائرات «يوروفايتر- تايفون» بعد تقديم قائمة توضح احتياجاتها الفنية إلى وزارة الدفاع البريطانية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

كندا تفرض عقوبات جديدة على قياديين اثنين بالجيش السوداني و«الدعم السريع»

دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (رويترز)
دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (رويترز)
TT

كندا تفرض عقوبات جديدة على قياديين اثنين بالجيش السوداني و«الدعم السريع»

دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (رويترز)
دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (رويترز)

أعلنت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، أن كندا فرضت عقوبات جديدة ضد قياديين أحدهما بالجيش السوداني والآخر بقوات الدعم السريع.

وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن القياديين المستهدفين هما حمدان دقلو موسى، مدير المشتريات بقوات الدعم السريع، وميرغني إدريس سليمان، وهو لواء في القوات المسلحة السودانية.

وأشارت الخارجية الكندية إلى أن الاثنين مرتبطان بالعنف المستمر ضد المدنيين في السودان، بما يشمل حالات واسعة النطاق من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع.

وتابع البيان أن هذين الشخصين لعبا أدوارا قيادية في شبكات التمويل والمشتريات سواء في الجيش أو الدعم السريع، مما تسبب في استمرار الانتهاكات الجسيمة والمنهجية للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان من خلال السماح للطرفين بمواصلة القتال.

وقال البيان إن شهادات عدد من الناجين وتقارير موثوقة من البعثة الدولية لتقصي الحقائق في السودان، وكذلك المنظمات الدولية غير الحكومية، أكدت أن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع منتشر على نطاق واسع، لا سيما ضد النساء والفتيات والأقليات العرقية