وفاة 5 طالبات في مطلع العام الدراسي تفجع المصريين

اتهامات متنوعة بـ«الإهمال والعنف» تلاحق المتورطين

فعاليات النشاط الصباحي في مدرسة مصرية (وزارة التربية والتعليم)
فعاليات النشاط الصباحي في مدرسة مصرية (وزارة التربية والتعليم)
TT

وفاة 5 طالبات في مطلع العام الدراسي تفجع المصريين

فعاليات النشاط الصباحي في مدرسة مصرية (وزارة التربية والتعليم)
فعاليات النشاط الصباحي في مدرسة مصرية (وزارة التربية والتعليم)

صدمت 5 حالات وفاة لطالبات في مدارس مختلفة، المصريين خلال أقل من أسبوعين، منذ انطلاق العام الدراسي الجديد بالبلاد مطلع الشهر الجاري، وتنوعت الأسباب التي تفحصها سلطات التحقيق بين «وفاة بفعل الضرب»، وأخرى «تأثراً بسقوط سور على إحدى الضحايا»، و«السقوط من الطابق الثالث»، فضلاً عن حالتي وفاة دون أسباب ظاهرة.
والعام الدراسي الجديد في مصر، كان ينظر إليه بترقب كبير، خاصة بعد جلوس وزير جديد على رأس «التربية والتعليم»، هو الدكتور رضا حجازي خلفاً للدكتور طارق شوقي، غير أنه بدلاً من أن يكون الحديث منصباً على الملفات المعتادة مثل المصروفات أو المشكلات الدراسية، جاءت حوادث الوفيات المتتالية.
أحدث حالات الوفاة كانت بطلتها الطفلة بسملة (9 سنوات تقريباً) بالصف الرابع الابتدائي، التي توفيت مساء (الاثنين)، متأثرة بنزف في المخ بعد تعرضها لـ«الضرب على رأسها من قبل مدرسها الذي استخدم عصا خشبية»، مبرراً فعلته بأنها «أخطأت في الإملاء»، بحسب ما نقلت مواقع محلية عن أقواله في التحقيقات.
ساعات محدودة فصلت بين وفاة الطالبة صاحبة الـ9 سنوات، وإعلان وفاة طفلة أخرى في الصف الثاني الإعدادي، الثلاثاء، من محافظة الشرقية، وحسب صحف مصرية، فقد وافتها المنية بعدما سقطت الطالبة مغشياً عليها دون شبهة جنائية ظاهرة.
غير أن أول أيام العام الدراسي كان قد شهد انهيار سياج خرساني في مدرسة إعدادية للبنات، بمنطقة كرداسة محافظة الجيزة، بسبب تدافع الطالبات، وأسفر الحادث عن إصابة 15 فتاة، بينما لقيت إحدى الطالبات حتقها. وفي اليوم التالي وقع حادث آخر في حي العجوزة بالجيزة، بعدما سقطت طالبة بالصف الثالث الابتدائي، من الطابق الثالث «إذ كانت تحاول الهرب من مدرس» وتوفيت الطالبة.
أما اليوم الرابع من العام الدراسي فشهد وفاة طالبة بالصف الثاني الابتدائي، من محافظة الشرقية، وأفادت البيانات الرسمية بأنها «وفاة طبيعية، دون شبهة إهمال أو عنف».
وقال شادي زلطة، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجهات المعنية تعاملت مع كل واقعة وفاة فور وقوعها، بحسب ملابساتها»، مضيفاً أن «الحادث الأول المتعلق بسقوط الحاجز الخرساني، أعقبه إصدار الوزير توجيهاته لهيئة الأبنية التعليمية، بضرورة مراجعة سلامة المباني لكل المدارس على مستوى الجمهورية وإخلاء أي مبنى يشكل خطراً على الطلاب، مع تسكينهم في مدارس أخرى مجاورة لحين الانتهاء من أعمال الصيانة».
وتابع زلطة أن «حالة وفاة طالبة بسقوطها من الطابق الثالث بالمدرسة، انطوى على وقوع مخالفة إدارية حققت فيها الوزارة، إذ تمت مخالفة التعليمات التي لا تسمح بتسكين طلاب المرحلة الابتدائية في أدوار عليا، وهو ما تمت إحالته على التحقيق وننتظر بته لعدم تكرار مثل هذه الوقائع المؤسفة».
وبشأن حالة الوفاة بفعل العنف، قال زلطة إن «القضية باتت ذات طابع جنائي، وبالتالي فنحن ننتظر قرار النيابة العامة في هذا الشأن».
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة التربية والتعليم قرارات تضمنت «سرعة استيفاء استمارة الأمن والسلامة داخل المؤسسات التعليمية، ووضعت ضمن الشروط أن يخلو فناء المدارس من أعمدة خرسانية وبناء عشوائي وأعمدة إنارة ومحولات كهرباء وحجرات خشبية ومخازن، مع ضرورة توفير متسع من الوقت يسمح للطلاب بتبادل وقت الفسحة في حالة وجود أكثر من مرحلة دراسية منعاً للتزاحم».
كما حظيت واقعة وفاة الطفلة بسملة بسبب تعدي مدرس عليها بالضرب باهتمام خاص من الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الذي قدم واجب التعازي، وأكد: «لن يقبل أي تجاوز سواء من المعلم الذي يجب أن يكون بمثابة قدوة للطلاب، أو من جانب أي مسؤول ينتمي للوزارة»، مؤكداً أن «أي تجاوز يقابل بحزم وإجراءات صارمة»، كما وجه بإطلاق اسم الطالبة على إحدى قاعات المدرسة، فضلاً عن التوجيه بسرعة صرف الدعم المادي لأسرتها.
وقال الدكتور مصطفى النشار، العميد الأسبق لكليتي التربية ورياض الأطفال في جامعة القاهرة، إن أزمة الإهمال تعود إلى «تراجع إجراءات الصيانة في الأبنية التعليمية».
ويضيف النشار، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «المسؤولية لا تقتصر على وزارة التربية والتعليم فحسب، بينما ثمة دور مباشر يقع على الأجهزة المحلية في المحافظات، ولأن سلامة أبنائنا أمانة، لا يمكن غض الطرف عن الدعم أهمية اللوجيستي ومتابعة إجراءات السلامة داخل المدارس قبل بدء العام الدراسي».
ويتطرق النشار إلى واقعة العنف التي راحت ضحيتها الطفلة بسملة، قائلاً إن «التصدي للعنف داخل المدارس يأتي بالتجريم الفعلي دون هوادة، أي حال إثبات أي واقعة ضرب من قبل مدرس ضد طالب يجب التدخل بالمعاقبة الجادة».
ويلفت كذلك إلى أن هناك جهداً آخر بخلاف التجريم ويتعلق بـ«حاجة المعلم المصري إلى تغيير مفاهيم ترسخت عبر سنوات، منها ثقافة التعدي البدني واللفظي، فهذا لا يربي أجيالاً. بينما على النقيض، هو سبب رئيسي في حالة الكراهية بين الطالب والمعلم».
وناشد النشار، وزير التربية والتعليم تجديد رخصة التدريس كل خمس سنوات حتى يظل العاملون في حالة شغف لتطوير الأداء.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


أكبر حزب معارض يدعو إلى «وقف التسيير الأحادي لشؤون الجزائر»

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
TT

أكبر حزب معارض يدعو إلى «وقف التسيير الأحادي لشؤون الجزائر»

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)

دعا حزب «جبهة القوى الاشتراكية»، أقدم حزب معارض في الجزائر، إلى ما وصفه بـ«وضع حد للتسيير الأمني والأحادي لشؤون البلاد، والانخراط في عملية إصلاحات كبرى، قادرة على ضمان الديمقراطية السياسية، والتنمية الاقتصادية والازدهار الاجتماعي»، حسب ما أورده تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، اليوم السبت. وقال الأمين الوطني الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية»، يوسف أوشيش، خلال دورة استثنائية للمجلس الوطني، السبت، إنه «بات من الضروري تغيير المقاربات في ظل التغيرات الجيوستراتيجية الكبرى، التي يشهدها العالم»، داعياً إلى «تحديد مشروع وطني واضح وطموح، وإشراك جميع القوى الحية في البلاد فيه».

وأضاف أوشيش موضحاً أن ذلك يتم عبر «تبني وتشجيع الحوار، مع الاستعداد الدائم لتقديم التنازلات، وتشكيل التوافقات من أجل الحفاظ على البلاد، وتعزيز وحدتها وتماسكها». واستطرد ليؤكد أن الاستقرار الحقيقي «لن يتحقق إلا من خلال تسيير سياسي حكيم، يعتمد على بناء إطار ديمقراطي، قادر على بعث الثقة وحماية المصلحة العليا للأمة. فهذا هو الحصن الأقوى ضد كل محاولات تقويض سيادتنا وتهديد وحدتنا الترابية».

يوسف أوشيش خلال حملته للانتخابات الرئاسية (حملة المترشح)

في سياق ذلك، ذكر أوشيش أن التسيير الأمني لشؤون المجتمع، بحجة الحفاظ على النظام العام، لن يؤدي إلا إلى «إضعاف أسس المجتمع الجزائري، وتغذية مناخ الشك، والخوف والانقسام، إذ تعلمنا التجارب أن سياسات الغلق تولد التوترات، التي تؤدي في نهاية المطاف إلى أزمات اجتماعية وسياسية أكثر خطورة». وعلق أوشيش، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية التي جرت بتاريخ السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي على الأحداث المتسارعة في سوريا، بالقول: «يجب أن تشكل درساً لنا، وتذكرنا بحقيقة ثابتة غير قابلة للتأويل، وهي أن قوتنا تكمن في وحدتنا، ومدى قدرتنا على بناء منظومة قوية ومستقلة، تمكننا من حماية أنفسنا من هذه التحولات الجيوسياسية الكبرى الماثلة أمام أعيننا»، داعياً مسؤولي البلاد وجميع القوى الحية في المجتمع إلى تعزيز المؤسسات، وتطوير الاستقلالية الاستراتيجية، وضمان الاستقرار والسلم الداخلي من خلال حوكمة عادلة، شاملة ومسؤولة، مع «الانخراط في ورشة كبيرة للسيادة والقدرة الدائمة على التكيف».

وانتقد أوشيش ما وصفه بـ«نقاشات سامة وخبيثة»، مؤكداً أنه «تقع على عاتق السلطة مقاومة كل الإغراءات السلطوية، كما تقع أيضاً على عاتق المجتمع بأسره محاربة شياطين الانقسام والتفرقة»، معتبراً أن إقالة محمد شرفي، رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، «لا تعد ذا أثر كبير، ما لم تعقبها إعادة نظر في القوانين العضوية، وفي النصوص المؤطرة للحياة السياسية بصفة عامة، وللعملية الانتخابية بصفة خاصة، لإضفاء المصداقية على العملية الانتخابية، ولاستعادة الثقة فيها، وضمان مشاركة مواطناتية فعلية».