مريض السكري في رمضان.. خطوات نحو صوم صحي

نصائح غذائية تضمن سلامة المصابين

مريض السكري في رمضان.. خطوات نحو صوم صحي
TT

مريض السكري في رمضان.. خطوات نحو صوم صحي

مريض السكري في رمضان.. خطوات نحو صوم صحي

يتشعب في المنظور الطبي تعريف «الصوم الصحي» Healthy Fasting، ذلك أن العبارة تتضمن تمكن الإنسان بالعموم، ومريض السكري على وجه الخصوص، وبغض النظر عن حالته الصحية والأمراض المزمنة الأخرى لديه، من أداء فريضة الصوم بثلاثة ضوابط صحية، وهي: أولاً: إتمام صوم أيام الشهر الفضيل دون حصول انتكاسات في حالته الصحية، وثانيًا: إتمام صوم أيام الشهر الفضيل بالحفاظ على قدرات بدنية ونفسية وذهنية تمكنه من القيام بأنشطة حياته اليومية والشعائر التعبدية بقدرات تقارب تلك التي يمتلكها الأصحاء من الصائمين، وثالثًا: رفع مستوى صحته العامة ومعالجة حالة مرض السكري لديه وتحسين ضبط عوامل الخطورة الصحية المرافقة لدى مرضى السكري كاضطرابات الكولسترول وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن.. وغيرها.
ولذا ابتداءً يتطلب صوم مريض السكري استشارة الطبيب المعالج حول إمكانية مناسبة حالته المرضية لتحمل أداء فريضة الصوم، وهذا أمر لا توجد فيه عبارات طبية يصلح تطبيقها على جميع المرضى، بل إن النصيحة الطبية في هذا الشأن بالذات تُعطى لكل مريض على حدة وفق مراجعة الطبيب كافة جوانب حالته الصحية وتقييمه لها، وأيضا وفق المعطيات التي يُقدمها المريض نفسه حول كيفية قيامه بالعناية بنفسه وبصحته وبتناوله الأدوية ومراقبته مستويات السكر لديه خلال فترة شهر رمضان الكريم.

السكري والصوم

العلاقة بين مرض السكري والصوم على نوعين؛ النوع الأول العلاقة المباشرة بين مستويات نسبة السكر في الدم خلال نهار الصوم وليل الإفطار ضمن أيام شهر رمضان الكريم؛ أي معالجة اضطرابات نسبة السكر في الدم التي هي المظهر الأبرز للاضطرابات المرضية لدى مرضى السكري. والنوع الثاني من العلاقة فيما بين مرض السكري والصوم هو العلاقة غير المباشرة بين الاضطرابات الصحية المرافقة لمرض السكري كزيادة الوزن واضطرابات الكولسترول والدهون الثلاثية وارتفاع ضغط الدم واضطرابات عمل الكلى وسلامة شبكية العين والوقاية من الالتهابات الميكروبية وسلامة شرايين القلب والدماغ.. وغيرها.
وسيكون التركيز في هذا العرض بالدرجة الأولى على النوع الأول من علاقة السكري بالصيام، وفي جانب التغذية تحديدًا.
إن فهم أساسيات فسيولوجيا الصوم وتأثيرات التوقف عن تناول الطعام والشراب خلال ساعات الصوم خطوة مهمة يجدر بكل مريض بالسكري إدراك بعض المعلومات عنها. والصائم يتوقف عن تناول الطعام والشرب من طلوع الفجر إلى مغيب الشمس، أي لفترة تُقارب 14 إلى 16 ساعة باختلاف مناطق إقامة الصائم، ولكن الجسم لا يدخل مباشرة في الصوم إلاّ بعد نحو ثمان ساعات من آخر وجبة طعام تناولها الصائم، بمعنى أن الجسم له وقت وحسابات تختلف عن وقت وحسابات الصائم نفسه في بدء الجسم بالتعامل والتفاعل مع حالة الصوم، وذلك بعد فراغ الجسم من هضم طعام وشراب آخر وجبة تناولها الصائم، وهي وجبة السحور، وامتصاص الأمعاء العناصر الغذائية والماء، ثم عمل الجسم على توزيع تلك العناصر الغذائية على أعضاء الجسم المختلفة، ومن ثم استهلاك أعضاء الجسم وأنسجته تلك العناصر الغذائية، وبعدها يبدأ سؤال الأعضاء والأنسجة تلك للجسم: هل من مزيد من الطعام والشراب؟

تكيف الجسم

الفترة ما بين حالة التغذية والصوم fed to fasted State فترة مهمة، ولذا تناول وجبة السحور أمر مهم، وذلك من خلال النقاط التالية:
1- في حالة التغذية الطبيعية تبقى مادة غلايكوجين Glycogen هي المصدر الرئيسي لإمداد أعضاء وأنسجة الجسم بوقود الطاقة. وهي مادة تحتوي سكريات يتم تخزينها في الكبد بشكل رئيسي.
2- إفراز البنكرياس هرمون الإنسولين Insulin ينخفض، بينما في المقابل يرتفع إفراز هرمون غلوكاغون Glucagon وهرمونات الكاتاكولامين Catecholamine.
3- خلال فترة الصوم، يبدأ مخزون مادة غلايكوجين في التناقص، لأنه وقود يُستهلك من قبل الأنسجة والأعضاء لإنتاج الطاقة، وبالتالي هذا المخزون لهذه المادة في الكبد يتلاشى خلال أول 18 إلى 24 ساعة عبر عملية «تحلل الغلايكوجين» Glycogenolysis.
4- وبعد هذا، وبالاستمرار في الصوم وبتلاشي مخزون مادة غلايكوجين من الكبد، يبدأ الجسم في استخدام مصدر وقود المرحلة الثانية، وهذا الوقود هو الشحوم التي تصبح هي مصدر الوقود المتوفر لأعضاء الجسم وأنسجته. والشحوم تُستهلك بصفتها وقودا على هيئة دهون ثلاثية Triglycerides.
5- وإذا ما استمرت فترة الامتناع عن تناول الطعام لمدة زمنية أطول، أي أياما أو أسابيع دون تناول أي طعام، يبدأ الجسم باستخدام مصدر ثالث وقودا، وهذا المصدر هو البروتينات الموجودة بشكل رئيسي في العضلات.
إذن، الحديث الطبي يقول لنا إن ثمة مراحل لتكيف الجسم مع انقطاع تناول الطعام بالذات، وهذا التكيف هو لغرض توفير مصادر لتزويد أعضاء الجسم وأنسجته بالطاقة، وهو ما يتدرج من استهلاك مخزون الكبد لمادة «غلايكوجين» أولاً في الـ18 إلى 24 ساعة الأولى من الصوم، ثم يلجأ الجسم إلى استهلاك الشحوم، ثم مع استمرار عدم تناول الطعام لأيام يلجأ الجسم إلى البروتينات لاستخدامها وقودا.
الصوم في نهار أيام شهر رمضان الكريم هو فقط للفترة ما بين طلوع الفجر إلى مغيب الشمس، ثم في فترة ما بعد مغيب الشمس إلى حين طلوع فجر اليوم التالي يتناول المرء ما شاء من الطعام والشراب، أي تحصل فرصة طبيعية للكبد كي يُعيد تكوين مخزونه المعتاد من مادة «غلايكوجين»، أي إنه بفعل الصوم وإضافة إلى استهلاك المخزون المتجدد من مادة «غلايكوجين»، ستتهيأ فرصة ذهبية للجسم يتم خلالها الاستهلاك المتدرج واليومي لكميات من الشحوم دون الوصول إلى حد لجوء الجسم لاستهلاك بروتينات العضلات.
وتُضيف المصادر الطبية ملاحظة حصول شيء آخر، وهو زيادة متدرجة في إفراز مواد «إندروفين» Endorphin التي تعطي الشعور بالراحة والنشوة وتحسن المزاج والصحة والوعي، ولذا، فإن تناول وجبات طعام صحي ومتوازن وبكميات معتدلة خلال فترات الإفطار والسحور وما بينهما، مع الحرص بالدرجة الأولى على تناول الماء والسوائل والمعادن والأملاح والفيتامينات، يُعطي الجسم فرصة للاستفادة من الظروف الصحية التي يُهيئها الصوم لجسم الصائم.
وعليه، فإن عملية الانقطاع عن تناول الطعام لفترات النهار هي أولاً صحة للجسم لإعادة ترتيب أوضاعه في فترة شهر من السنة، بشرط أن ندرك هذه الحقائق الفسيولوجية ونتعامل معها بطريقة تُمكن الجسم من الاستفادة منها. وهي ثانيًا بالنسبة للجسم مدة زمنية تبدأ بعد 8 ساعات من بدء الصوم وتنتهي ببدء تناول الطعام بعد مغيب الشمس.

أنواع مرضى السكري

ومرضى السكري على نوعين؛ الأول مرضى النوع الأول من السكري الذين لا ينتج جسمهم هرمون الإنسولين من البنكرياس، ولدى هؤلاء تتأثر عملية ضبط نسبة السكر في الدم بفعل المرض وبفعل تلقيهم حقن الإنسولين. وإفراز هرمون «غلوكاغون» قد يتأثر ولا يرتفع بما يكفي استجابة لانخفاض نسبة السكر في الدم كما هو في الحالات الطبيعية، كما بالمقابل، فإن عدم وجود الإنسولين يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر واستهلاك الشحوم وقودا وارتفاع إنتاج الأحماض الكيتونية Hyperglycemia Ketoacidosis..
ومرضى النوع الثاني من السكري، الذين لا تكون لديهم الكمية الكافية من الإنسولين أو الذين يواجه الإنسولين لديهم مقاومة لعمله من قبل أنسجة الجسم، قد تحصل لهم هذه الأمور بدرجة أخف، أي انخفاضات أو ارتفاعات في نسبة السكر في الدم، ومن هنا تبدأ أهمية العناية بتخطيط تناول وجبات الطعام والإرشادات الطبية حولها.
إن التخطيط الصحيح لتناول وجبات الطعام مهم لتفادي الارتفاعات في نسبة السكر بالدم التي تحصل بُعيد تناول وجبات الطعام Postprandial Hyperglycemia. ولا تختلف حمية طعام مرضى السكري في طعام شهر رمضان عنها في بقية أيام السنة، أي تناول وجبات طعام متوازنة في احتوائها على السكريات البسيطة والمعقدة والبروتينات والدهون الصحية، وأيضا في مكوناتها الصحية الأخرى من الخضار والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة غير المقشرة والبقول واللحوم الخالية من الشحوم.. وغيرها من إرشادات التغذية الصحية. والمهم هو تناول نوعية السكريات التي يتم هضمها ببطء وبالتالي امتصاصها ببطء، ومن ثم لا تتسبب في الارتفاعات الحادة في نسبة السكر في الدم ولا تتسبب في تدني نسبة السكر في الدم بعد ساعات عدة من الانقطاع عن تناول الطعام، أي الحرص على تناول النشويات المعقدة البطيئة الهضم والبطيئة الامتصاص مثل الأطعمة المعدة من الحبوب الكاملة غير المقشرة الغنية بالألياف، وتناول الأرز، وتناول الخبز الأسمر، وتناول البقول بأنواعها كالفول والفاصولياء والبازلاء.. وغيرها. وأيضا تقسيم وجبات الطعام خلال فترة الليل إلى ثلاث وجبات: وجبة ما بعد الإفطار الخفيف، ووجبة منتصف الليل، ووجبة السحور.

نصائح عامة

وإضافة إلى هذا، تتلخص عموم النصائح في شأن التغذية لمريض السكري بالنقاط التالية:
* عدم إهمال وجبة السحور بالمطلق، لأن هذه الوجبة مهمة في احتوائها المتوازن والمعتدل على العناصر الغذائية الصحية، وتأخير وجبة السحور إلى ما قبل الإمساك مباشرة ما أمكن.
* عدم تأخير الإفطار، أي مباشرة بعد سماع الأذان. وإضافة إلى شرب الماء عند بدء الإفطار، يفضل الاكتفاء بتناول أطعمة خفيفة تحتوي سكريات سهلة الهضم، وتحديدًا بضعة تمرات.
* ثم بعد أداء صلاة المغرب، تناول وجبة الإفطار المحتوية على أطباق صحية، كالشوربة والخضراوات والبقول والنشويات السكرية، بالطريقة الصحية في إعداد وجبة طعام متوازنة ومعتدلة في المحتوى والكمية.
* ثم تناول وجبة طعام أخرى بعد أداء صلاة التراويح أو في نحو منتصف الليل تكون كسابقتها في المحتوى والمكونات الصحية، أي الخضراوات والفواكه والنشويات المعقدة والبقول واللحم ومشتقات الألبان.. وغيرها.
* ثم وجبة السحور كسابقتها في المحتوى والمكونات الصحية، أي الخضراوات والفواكه والنشويات المعقدة والبقول واللحم ومشتقات الألبان.. وغيرها.
* تحاشي تناول الأطعمة المقلية بأنواعها، خصوصا المقلية باستخدام الزيوت النباتية المهدرجة كليًا أو جزئيًا.
* تقليل تناول الأطعمة المالحة لتخفيف الشعور بالعطش ولضبط معدلات ضغط الدم.
* الحرص على تعويض الجسم بالكميات اللازمة من الماء والسوائل، وعلامة تزويد الجسم بها بشكل كاف هو إخراج بول لونه شفاف أو أصفر خفيف خلال ساعات الليل.
* الحرص على أن تكون السوائل تلك غير الماء، من عصائر الفواكه، أو المشروبات الدافئة غير المحلاة بإضافة السكر.

* استشارية في «الباطنية»



دراسة: تناول هذا المشروب قبل الفطور والغداء قد يحاكي مفعول «أوزمبيك»

المخفوقات الغنية بالبروتين كان لها تأثيرٌ ملحوظٌ على مستويات الغلوكوز في الصباح (رويترز)
المخفوقات الغنية بالبروتين كان لها تأثيرٌ ملحوظٌ على مستويات الغلوكوز في الصباح (رويترز)
TT

دراسة: تناول هذا المشروب قبل الفطور والغداء قد يحاكي مفعول «أوزمبيك»

المخفوقات الغنية بالبروتين كان لها تأثيرٌ ملحوظٌ على مستويات الغلوكوز في الصباح (رويترز)
المخفوقات الغنية بالبروتين كان لها تأثيرٌ ملحوظٌ على مستويات الغلوكوز في الصباح (رويترز)

يتساءل الكثير من الناس حول ما إذا كان «أوزمبيك الطبيعي» موجوداً بالفعل لإنقاص الوزن أم لا. قد يكون أحد المنتجات الغنية بالبروتين جديراً بهذا اللقب، حيث تشير الأبحاث إلى أن استهلاكه قبل وجبات معينة يمكن أن يحاكي تأثيرات عقار التخسيس الشهير، حسب صحيفة «نيويورك بوست».

مع أنه ليس بنفس فاعلية أدوية «GLP-1» التي تبدو عجيبة، فإن بروتين مصل اللبن يمكن أن يساعد في الشعور بالشبع وتحسين استجابة الأنسولين.

أظهرت العديد من التجارب أن شرب مخفوق مصنوع من البروتين المشتق من الحليب قبل الوجبة يُحسّن مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني أو السمنة.

في الوقت نفسه، أفادت دراسة صغيرة بأن تناول مشروبات بروتين مصل اللبن قبل الفطور والغداء أدى إلى انخفاض نسبة السكر في الدم وتقليل الشهية، وهما اثنان من الآثار الرئيسية لأدوية إنقاص الوزن.

تجدر الإشارة إلى أهمية تحديد وقت تناول المخفوقات. على وجه التحديد، كان للمخفوقات الغنية بالبروتين تأثيرٌ ملحوظ على مستويات الغلوكوز في الصباح. وبحلول وقت الغداء، انخفضت شهية المشاركين بشكلٍ معتدل.

بروتين مصل اللبن، وهو منتج ثانوي لعملية صنع الجبن، يُعدّ مكوناً شائعاً في المكملات الغذائية لعشاق الرياضة.

تشير الدراسات إلى أنه يمكن أن يساعد في بناء العضلات وزيادة القوة.

يحفز بروتين مصل اللبن أيضاً إفراز «GLP-1»، وهو هرمون معوي يقلل من تناول السعرات الحرارية عن طريق تعزيز الشعور بالشبع وكبح الشهية.

تعمل أدوية «GLP-1»، مثل «أوزمبيك» عن طريق محاكاة «GLP-1» لتنظيم سكر الدم وتحفيز فقدان الوزن.

على الرغم من فاعلية هذه الأدوية، فإنها قد تسبب آثاراً جانبية مزعجة مثل تجشؤ الكبريت أو ترهل الذقن المعروف باسم «وجه أوزمبيك».

يمكن أن يسبب بروتين مصل اللبن الانتفاخ أو التقلصات أو مشكلات هضمية أخرى، وللأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الحليب، قد يسبب الشرى أو الطفح الجلدي أو التورم.

هناك أشكال عديدة من بروتين مصل اللبن - المركز، والمعزول، والمحلل - التي تختلف في طريقة معالجتها، ونقاء البروتين، ومعدل الامتصاص. ويعتمد الخيار الأمثل على الأهداف الشخصية.


الأفوكادو... ثمار صديقة للقلب

الأفوكادو... ثمار صديقة للقلب
TT

الأفوكادو... ثمار صديقة للقلب

الأفوكادو... ثمار صديقة للقلب

ضمن عدد أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من مجلة «إيسبن التغذية الإكلينيكية» Clinical Nutrition ESPEN، لسان حال الجمعية الأوروبية للتغذية الإكلينيكية والأيض، قدّم باحثون برازيليون مراجعتهم العلمية بعنوان: «هل الأفوكادو مفيد لمستويات الدهون؟ مراجعة شاملة للمراجعات والتحليلات المنهجية».

الأفوكادو فاكهة صحية

الأفوكادو Avocado عبارة عن فاكهة كثيفة المحتوى بالعناصر الغذائية، مثل الألياف الغذائية، والبوتاسيوم، والمغنسيوم، والدهون الأحادية غير المشبعة MUFAs، والدهون المتعددة غير المشبعة PUFAs، إضافة إلى المغذيات النباتية من فئة Phytonutrients والمركبات النشطة بيولوجياً Bioactive Compounds، والتي ارتبطت بشكل مستقل بصحة القلب والأوعية الدموية.

وفي الخلفية والأهداف من وراء إجرائهم هذه المراجعة المنهجية، قال الباحثون: «الأفوكادو غنية بالدهون الأحادية غير المشبعة والألياف والمواد الكيميائية النباتية، وقد رُبط (تناولها) بنتائج إيجابية في الدهون والأيض القلبي. وقامت هذه المراجعة بتجميع الأدلة من المراجعات المنهجية والتحليلات التلوية السابقة حول استهلاك الأفوكادو وتأثيرها على عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وخاصة تأثير الأفوكادو على مستويات الدهون، بما في ذلك الكولسترول الكلي TC والدهون الثلاثية TG وكولسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL-c وكولسترول البروتين الدهني عالي الكثافة HDL-c ».

وأفادوا في نتائجهم قائلين: «لدى الأفراد المصابين باضطرابات كولسترول ودهون الدم، ارتبط تناول الأفوكادو بانخفاض في مستويات كولسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكولسترول الخفيف الضار)، وتحسن طفيف في ضغط الدم لدى الأفراد المصابين بارتفاع ضغط الدم. أما بين الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن وداء السكري، فقد سُجِّل انخفاض في مستويات تراكم السكر في الهيموغلوبين HbA1c»، وخلصوا إلى القول: «قد يُفيد تناول الأفوكادو الأفراد المصابين باضطرابات كولسترول ودهون الدم عن طريق خفض الكولسترول الكلي وكولسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة».

وكانت غالبية الدراسات التي تناولت علاقة الأفوكادو بصحة الإنسان تتحدث عن تناول ثمرتين من الأفوكادو أسبوعياً. مثل الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة هارفارد بالولايات المتحدة، وتم نشرها ضمن عدد 5 أبريل (نيسان) 2022 من «مجلة رابطة القلب الأميركية»Journal of the American Heart Association، والتي أفادوا في نتائجها بأن الأشخاص الذين يتناولون كمية أكبر من الأفوكادو - وجبتين على الأقل في الأسبوع - لديهم مخاطر أقل بنسبة 16 في المائة للإصابة بأمراض القلب بالعموم، وخطر أقل بنسبة 21 في المائة للإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية بالذات.

مغذيات مفيدة للقلب

وتحتوي ثمار الأفوكادو على الكثير من المواد الكيميائية النباتية والمغذيات، ولكل منها دور مفيد في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وتخفيف اضطرابات الدهون والكولسترول.

وبداية، فإن الأفوكادو غنية بالدهون الأحادية غير المشبعة MUFAs، حيث تشكل الدهون الأحادية غير المشبعة نحو 10 في المائة من كتلة لب الأفوكادو. ويرتبط تناول كمية أكبر من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة بانخفاض عام في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (12 في المائة)، والوفيات لجميع الأسباب (11 في المائة)، والسكتة الدماغية (17 في المائة)، والأحداث القلبية الوعائية (9 في المائة)، مقارنةً بتناول كمية أقل من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة.

وللتوضيح، ورغم كونها فاكهة، فإن ثمرة الأفوكادو تحتوي على نسبة عالية من الدهون تبلغ نحو 80 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية فيها. أي نحو 20 ضعف متوسط محتوى الدهون في الفواكه الأخرى. وثمرة من الأفوكادو بوزن 150 غراماً تحتوي على 16 غراماً من حمض الأوليك Oleic Acid (دهون أحادية غير مشبعة)، الذي هو نوع الدهون الذي يشكل 80 في المائة من الدهون في زيت الزيتون. وللتقريب، فإن كمية حمض الأوليك في ثمرة الأفوكادو تعادل كمية حمض الأوليك في ملعقتين كبيرتين من زيت الزيتون. وكذلك تحتوي ثمرة الأفوكادو على 4 غرامات من الدهون المتعددة غير المشبعة. وبالعموم، تميل ثمرة الأفوكادو الأصغر حجماً إلى أن تكون أعلى في محتواها من الدهون، والأفوكادو كبيرة الحجم تميل إلى أن تكون أقل احتواء على الدهون. وتشكل الألياف الغذائية نحو 80 في المائة من الكربوهيدرات في لب ثمار الأفوكادو، منها 70 في المائة ألياف غير قابلة للذوبان و30 في المائة ألياف قابلة للذوبان. وكمية الألياف في ثمرة من الأفوكادو تلبي 40 في المائة من حاجة الجسم اليومية إلى الألياف. وتظهر نتائج الدراسات أن تناول المزيد من الألياف يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ووفرة الألياف النباتية يسهم في خفض امتصاص الأمعاء لكل من الدهون المشبعة والكولسترول، إضافة إلى إبطاء امتصاص الأمعاء للسكريات بشكل سريع. وما يعزز ذلك احتواء الأفوكادو على نسبة جيدة من مركبات الفيتوستيرول Phytosterols، التي تعيق امتصاص الأمعاء للكولسترول.

وتحتوي ثمار الأفوكادو على المغنسيوم والبوتاسيوم، وهي معادن أساسية ومفيدة لصحة عضلة لقلب وقوة انقباضها وانبساطها، وكذلك هي مهمة لضبط إيقاع نبض القلب ومنع أي اضطرابات فيه، وأيضاً تعمل على ضمان مرونة الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم فيها. وببعض التفصيل، تمد الثمرة الواحدة من الأفوكادو الجسم باحتياجه اليومي من النحاس بنسبة 31 في المائة، ومن البوتاسيوم بنسبة 25 في المائة، ومن المغنسيوم بنسبة 14 في المائة.

كما تحتوي على عدد من الفيتامينات المفيدة لصحة القلب وصحة الأوعية الدموية، والتي تعمل مضاداتٍ للالتهابات في الأوعية الدموية، وخاصة فيتامين سي، وفيتامين إي وفيتامين الفوليت. وكذلك تحتوي على نسبة عالية من فيتامين بي - 5 الضروري في عمليات ضبط إنتاج الدهون وتكسيرها وإنتاج عدد من الهرمونات، حيث تمد الثمرة الواحدة الجسمَ بحاجته اليومية من فيتامين بي - 5 بنسبة 42 في المائة، ومن فيتامين كيه بنسبة 35 في المائة، ومن حمض الفوليك بنسبة 30 في المائة، ومن فيتامين بي - 6 بنسبة 23 في المائة، ومن فيتامين إي بنسبة 21 في المائة، ومن فيتامين سي بنسبة 20 في المائة.

ولذلك كله؛ يمكن القول إن دمج الأفوكادو في نظام غذائي منخفض الدهون، استراتيجية غذائية مفيدة للأفراد الذين يسعون إلى خفض مستويات الكولسترول وتعزيز صحة القلب لديهم. وما يدعم ذلك أيضاً تدني احتوائه على السكريات التي تتسبب بالسمنة واضطرابات نسبة سكر الغلوكوز في الدم. ويوجد القليل جداً من السكر في الأفوكادو (أقل من غرام واحد) ويأتي باقي الكربوهيدرات في الفاكهة من النشا والألياف. ويقدر مؤشر نسبة السكر في الدم Glycemic Index للأفوكادو بنحو الصفر؛ ما يجعله غذاءً منخفض التأثير على نسبة السكر في الدم.

3 معلومات تهمك لكيفية الاستفادة من تناول الأفوكادو

- توجد أكبر تركيزات من المغذيات النباتية في الأجزاء التي لا نأكلها عادة، أي القشرة والبذرة، بينما يحتوي لب الأفوكادو في الواقع على كمية أقل بكثير من المغذيات النباتية. ومع ذلك؛ فإن أجزاء مناطق اللب الأقرب إلى القشر (ذات اللون الأخضر الغامق) تحتوي على كميات أعلى من المغذيات النباتية مقارنة بالأجزاء الداخلية للب. ولذا؛ فإن الطريقة التي تستخدمها لتقشير الأفوكادو تُحدث فرقاً في الاستفادة الصحية من العناصر الغذائية بداخلها. ولهذا السبب؛ يجدر عدم إزالة الجزء الخارجي ذي اللون الأخضر الداكن من اللب عند تقشير ثمرة أفوكادو.

- ثمار الأفوكادو، مثلها مثل المانغو والموز، من أنواع الفواكه التي تنضج بعد قطفها وفصلها عن الشجرة. وتختلف مدة النضج وفق عوامل عدة. ولكن للتبسيط، تنضج ثمرة الأفوكادو الصلبة بطريقة أفضل في غضون أيام قليلة عند وضعها في كيس ورقي أو في سلة فواكه في درجة حرارة المطبخ. وثمة علامات للنضج، منها تحول لون القشرة إلى لون أغمق، وكذلك الإحساس بليونة إسفنجية عند الإمساك بها والضغط عليها برفق. وبعد النضج، يُمكن تبريد وحفظ الأفوكادو بالوضع في الثلاجة لمدة تصل إلى أسبوع. وهذا التبريد مفيد؛ لأن محتوى فيتامين سي سيدوم أطول من خلال التبريد.

- عند تبريد ثمرة أفوكادو في الثلاجة، من الأفضل الاحتفاظ بها كاملة وعدم تقطيعها لمنع تكون اللون البني الذي يحدث عند تعرض اللب للهواء. كما يُمكن تغليفها بغطاء من النايلون عند الحفظ مُقطعة في الثلاجة. وقد يساعد رش السطح المكشوف بعصير الليمون؛ لمنع تكوين اللون البني، الذي يمكن أن يحدث عندما تتفاعل مواد عدة في لب الأفوكادو مع الأكسجين الموجود في الهواء. وهذا اللون البني غير ضار ويُمكن أكله.

التغذية السيئة للقلب... تأثيرات سلبية عميقة

تهدف الجهود الطبية في جانب التغذية الإكلينيكية الصحية إلى البحث عن أكثر أنواع المنتجات الغذائية فائدة لصحة القلب، وكذلك أشدها ضرراً عليه.

ولأن أمراض القلب حالة لا تقبل «المزاح» باقتراح فوائد صحية لمنتجات غذائية غير مدعومة بأدلة علمية تثبت تلك الفوائد لها؛ فإن الباحثين الطبيين يجتهدون في إجراء المراجعات العلمية لمجمل الدراسات السابقة للتأكد من مدى جوى منتج غذائي ما في إعطاء فائدة صحية معينة، مثل خفض الكولسترول أو ضبط معدلات سكر الدم، أو المساهمة في خفض ارتفاع ضغط الدم وغيره.

وأمراض القلب مرتبطة في الغالب بسلوكيات حياتية غير صحية، والتي من أهمها التغذية السيئة للقلب.

ووفقاً للتقديرات العالمية، فإن التغذية السيئة مسؤولة عن 255 مليون سنة عمرية معدلة بالإعاقة و11 مليون حالة وفاة. وللتوضيح، تستخدم الأوساط الطبية مصطلح «سنة الحياة المعدّلة حسب الإعاقة» Disability-Adjusted Life Years (DALY)، مقياساً للعبء الإجمالي للأمراض في مجتمع ما. وهو ما يجمع بين سنوات الحياة المفقودة بسبب الوفاة المبكرة والسنوات التي عاشها الشخص بصحة أقل من الكاملة.

ويُحسب هذا المقياس بجمع سنوات الحياة المفقودة بسبب الوفاة المبكرة YLL وسنوات العيش مع الإعاقة YLD. أي أن سنوات الحياة المفقودة YLL، هي عدد سنوات الحياة المفقودة بسبب الوفاة المبكرة لسبب محدد. وسنوات العيش مع الإعاقة YLD، هي مجموع سنوات العيش مع الإعاقة الناتجة عن أمراض غير مميتة، مرجحة حسب شدة الإعاقة.

وتتيح سنوات الحياة المعدّلة حسب الإعاقة مقارنة العبء الصحي للأمراض المختلفة، حتى تلك التي تسبب الوفاة المبكرة بتلك التي تسبب الإعاقة طويلة الأمد.

ومن خلال تحديد العبء الإجمالي للمرض، تساعد سنوات العمر المعدلة حسب الإعاقة المنظمات الصحية مثل منظمة الصحة العالمية على تحديد أولويات التدخلات التي يمكن أن تؤدي إلى أعظم التحسينات الصحية.

وبالنسبة لأمراض القلب، تمثل اضطرابات الكولسترول والدهون الثلاثية، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، وتدني ممارسة النشاط البدني، والتدخين، عوامل خطورة ترفع من احتمالات الإصابة بأمراض القلب، وترفع من احتمالات الإعاقة أو الوفاة بسببها.

وفي جميعها تمثل التغذية السيئة عاملاً مشتركاً. ولذا؛ يُنصح في كثير من الأنظمة الغذائية بتقليل تناول الدهون، وخاصة الدهون الحيوانية المشبعة، وزيادة تناول المنتجات الغذائية الغنية بالألياف وبالدهون غير المشبعة UFAs (بنوعيها: الدهون الأحادية غير المشبعة MUFAs والدهون الكثيرة غير المشبعة PUFAs) وبمضادات الأكسدة.

* استشاري باطنية وطب قلب للكبار


كيف تتخلص من الكرش؟

كيف تتخلص من الكرش؟
TT

كيف تتخلص من الكرش؟

كيف تتخلص من الكرش؟

انظر في المرآة، فقد تلاحظ بروزاً طفيفاً حول خصرك، أو ربما أصبحت سراويلك ضيقة بعض الشيء. وحتى لو كان إجمالي وزن جسمك طبيعياً، فقد تكون لا تزال تحمل دهوناً زائدة في البطن يمكن أن تزيد من خطر إصابتك بمشاكل صحية خطيرة.

إضافة إلى تراكم دهون البطن، يميل الرجال الأكبر سناً إلى فقدان الكتلة العضلية، وهو تغيير يُعرف باسم ساركوبينيا «Sarcopenia»، حيث يفقد أغلبهم نحو 30 في المائة من كتلتهم العضلية على مدار حياتهم بدءاً من سن 30 عاماً.

تقول الدكتورة كارولين أبوفيان، المديرة المشاركة لمركز إدارة الوزن والعافية في مستشفى بريغهام والنساء التابع لجامعة هارفارد: «عندما تفقد الكتلة العضلية، تعمل آلة حرق السعرات الحرارية والدهون بكفاءة أقل، ويصبح من الأسهل تخزين السعرات الحرارية دهوناً». ثم تضيف: «والرجال لا يخزنون الدهون في أرجلهم وصدورهم مثل النساء. بدلاً من ذلك، تتجه مباشرة إلى البطن».

أنواع الدهون

> الدهون «تحت الجلدية»: يفترض الناس عادة أن الدهون «الضارة» حول الخصر هي النوع الذي يتراكم تحت الجلد مباشرة (الدهون تحت الجلدية subcutaneous fat)، التي يمكنك قرصها ورؤيتها، لكن الدكتورة أبوفيان تقول: «ومع ذلك، يبدو أن هذه الدهون، في حد ذاتها، تسبب القليل من المشاكل الصحية».

> الدهون الحشوية : النوع الأكثر خطورة من الدهون هو النوع الذي لا يمكنك رؤيته، وهي الدهون الحشوية Visceral Fat، تلك التي تُخزّنُ داخل تجويف البطن وتحيط بالأعضاء الحيوية، بما في ذلك البنكرياس والكبد والأمعاء. وتنتج الدهون الحشوية المزيد من البروتينات المسماة السيتوكينات «Cytokines»، التي يمكن أن تثير التهاباً منخفض المستوى. كما أنها تنتج مادة أولية لـالأنجيوتنسين «Angiotensin»، وهو بروتين يتسبب في انقباض الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم.

في حين أن الدهون الحشوية قد تمثل نحو 10 في المائة فقط من إجمالي دهون الجسم لدى الشخص، فقد أظهرت الأبحاث أن حتى هذه الكمية يمكن أن تزيد من عدة عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب، مثل مستويات ضغط الدم، ومستويات السكر في الدم، والكوليسترول الكلي، إضافة إلى زيادة خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني.

قياس الدهون الحشوية

> تصوير الدهون الحشوية : إذا كنت لا تستطيع رؤية الدهون الحشوية، فكيف تعرف ما إذا كان لديك الكثير منها؟ تقول الدكتورة أبوفيان: «لا يزال المجال الطبي يتصارع مع أفضل نهج لتحقيق ذلك». والطريقة الأكثر دقة هي التصوير بالرنين المغناطيسي «MRI»، أو التصوير المقطعي المحوسب «CT scan»، لكنها قد تكون مكلفة (ولا يغطي التأمين الصحي الأميركي تكلفة الاختبار إذا طُلب فقط لتقييم الدهون الحشوية). يمكن للدهون تحت الجلدية أن تقدم دليلاً مهماً، إذ تشير الكميات الزائدة منها عادة إلى كميات أعلى من الدهون الحشوية.

> مؤشر كتلة الجسم : في الماضي، كان مؤشر كتلة الجسم «BMI» هو الطريقة القياسية لتقدير الدهون الزائدة في الجسم، ولكنه ليس مقياساً يمكن الاعتماد عليه، خاصة كمقياس للدهون الحشوية. إذ إن هذا المؤشر لا يأخذ في الاعتبار الاختلافات العرقية، ولا يأخذ في الحسبان الوزن الزائد الناتج عن الكتلة العضلية والعظمية (ولهذا السبب يعدّ العديد من الرياضيين ذوي اللياقة البدنية الجيدة زائدين في الوزن أو يعانون من السمنة وفقاً لمعايير مؤشر كتلة الجسم).

> محيط الخصر : تُعد طريقة قياس محيط خصرك طريقة أكثر ملاءمة لتقدير الدهون الحشوية. ضع الحافة السفلية لشريط القياس عند الجزء العلوي من عظمة الورك الأيمن، ثم لف الشريط حول الخصر عند مستوى السرة (وليس أضيق جزء من جذعك). لا تشفط بطنك للداخل ولا تشد الشريط بإحكام لدرجة الضغط على المنطقة.

تقول الدكتورة أبوفيان: «لدى الرجال، يُشير مقاس الخصر الذي يبلغ 40 بوصة (102 سم) أو أكثر دائماً تقريباً إلى زيادة الدهون الحشوية». ومن الناحية المثالية، يجب أن يهدف الرجال الذين تتراوح أطوالهم بين 5 أقدام و6 بوصات (168 سم) و6 أقدام و6 بوصات (198 سم) إلى قياس خصر لا يزيد على نصف طولهم.> نسبة الخصر إلى الورك : هناك طريقة بديلة وهي نسبة الخصر إلى الورك: اقسم قياس محيط خصرك على محيط الوركين. بالنسبة للرجال، يجب أن تكون النتيجة أقل من 1.0 (تشير بعض المراجع إلى أن النسبة المثالية للرجال لا تزيد على 0.9).

تقليص الدهون ببناء العضلات

ليس من المستغرب أن تكون أفضل طريقة لتقليل الدهون الحشوية هي مزيج من التمارين الرياضية والنظام الغذائي الصحي. ومع ذلك، فإن نوع التمرين مهم، وكذلك كيفية تعديل نظامك الغذائي.

>تمارين المقاومة : تقول الدكتورة أبوفيان: «لتحفيز حرق دهون البطن، تحتاج إلى بناء الكتلة العضلية، وهذا يعني زيادة ممارسة تمارين المقاومة resistance exercises». تتكون تمارين المقاومة (المعروفة أيضاً باسم تدريبات القوة strength training) من تمارين للجزء العلوي والسفلي من الجسم باستخدام الأوزان الحرة (مثل الدمبل - الثُّقَّالة dumbbells، أو كيتل بيل الثُّقالة الكروية - kettlebells، أو البار- الثَّقْلَة أو الحديدة «barbells»، أو آلات رفع الأثقال، أو أحزمة المقاومة، أو وزن الجسم).

وتزيد تمارين المقاومة من الكتلة العضلية من خلال العمل على تضخم العضلات، وهي عملية يتسبب فيها التلف المجهري لألياف العضلات في تحفيز إصلاحها ونموها. وتحفز هذه العملية الجسم على زيادة عدد اللييفات العضلية «Myofibrils»، وهي هياكل أنبوبية طويلة داخل الألياف العضلية، ما يجعل الألياف أكثر سمكاً وأقوى.

يمكن أن تؤدي زيادة الأنسجة العضلية إلى تحويل الخلايا الدهنية البيضاء إلى خلايا دهنية بنية، التي تنتج الطاقة لتوليد الحرارة والحفاظ على درجة حرارة الجسم. تقول الدكتورة أبوفيان: «هذا التحوّل البني للخلايا الدهنية البيضاء يمكن أن يعيد تشغيل آلة حرق الدهون ويؤدي إلى تقلص الدهون الحشوية وتقليل دهون البطن».

>التمارين الهوائية

تلعب التمارين الهوائية «Aerobic Exercise» أيضاً دوراً في تحسين التمثيل الغذائي للعضلات. توصي الدكتورة أبوفيان بممارسة 30 إلى 60 دقيقة من التمارين الهوائية ذات الشدة المعتدلة لثلاثة أيام أو أكثر كل أسبوع، بالإضافة إلى تدريبات المقاومة المنتظمة. ثم تقول: «يمكن أن يؤدي الجمع بين التمارين الهوائية وتمارين المقاومة إلى استغلال الدهون الحشوية المخزنة بشكل أكبر». لا يهم نوع التمارين الهوائية، فالركض، والسباحة، وركوب الدراجات، والمشي السريع كلها تمارين مثالية. وتقول الدكتورة أبوفيان: «المفتاح هو جعل قلبك يضخ بقوة أكبر خلال غالبية وقت التمرين».

الحصول على ما يكفي من البروتين

لبناء العضلات، يحتاج جسمك أيضاً إلى كمية كافية من البروتين، الذي يفككه إلى أحماض أمينية تُكوّن العضلات.

والكمية الغذائية الموصى بها من البروتين هي 0.8 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، أو نحو 0.36 غرام لكل رطل. هذا يعني أنك تضرب وزنك في 0.36 لمعرفة متطلباتك اليومية من البروتين. بالنسبة لرجل يزن 180 رطلاً، فإن ذلك يعادل 65 غراماً تقريباً من البروتين يومياً.

ومع ذلك، تشير الأبحاث المنشورة في عدد يونيو (حزيران) 2023 من «دورية علم الشيخوخة: السلسلة إيه - The Journals of Gerontology: Series A» إلى أن كبار السن الذين يتطلعون إلى زيادة الكتلة العضلية قد يستفيدون من استهلاك ما يصل إلى ضعف هذه الكمية (أي ما يقرب من 82 إلى 130 غراماً للفرد الذي يزن 180 رطلاً).

يجب أن يشكل البروتين 40 في المائة من سعراتك الحرارية اليومية. وتتمثل إحدى الطرق السهلة لتتبع هذه الكمية في أن تحتوي كل وجبة ووجبة خفيفة على نحو 30 غراماً من البروتين. وتعد الأسماك، والدواجن، والبقوليات، والزبادي مصادر ممتازة للبروتين. يمكنك أيضاً إضافة مساحيق البروتين إلى العصائر، أو الشوفان، أو كوب من الماء أو الحليب.

السعرات الحرارية وفقدان الوزن

يحتاج الرجال الأكبر سناً أيضاً إلى الانتباه إلى سعراتهم الحرارية، لأن استهلاك الكثير منها يساهم في تراكم الدهون الحشوية. ووجدت مراجعة أجريت عام 2023 لـ40 تجربة أن الأشخاص الذين اتبعوا أنظمة غذائية مقيّدة بالسعرات الحرارية فقدوا دهوناً حشوية أكثر مقارنة بالمجموعات التي لم تتبع تلك الأنظمة الغذائية. ووفقاً لدراسة نُشرت على الإنترنت في 3 يونيو (حزيران) عام 2025 في مجلة «نتشر ميتابوليزم - Nature Metabolism»، فإن استهلاك سعرات حرارية أقل يمكن أن يحول الخلايا الدهنية البيضاء إلى خلايا بنية منتجة للطاقة.

ومع ذلك، تنصح الدكتورة أبوفيان بعدم الاعتماد فقط على تقليل السعرات الحرارية للحد من دهون البطن. وتقول: «نحو 25 في المائة من أي فقدان للوزن هو أيضاً فقدان للكتلة العضلية، ما قد يؤثر على أداء آلة حرق السعرات الحرارية والدهون». ثم تضيف: «يجب عليك إدارة مدخولك من السعرات الحرارية - فالرجال النشطون باعتدال، الذين تتراوح أعمارهم بين 50 عاماً وما فوق، يحتاجون إلى ما يقرب من 2200 إلى 2400 سعرة حرارية يومياً - ولكن للحصول على أفضل النتائج، يجب عليك إعطاء الأولوية لزيادة الكتلة العضلية».

رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».