«إسلاميون» بالبرلمان الجزائري يطلقون إجراءات لإسقاط الحكومة

بدعوى «فشلها» في تسيير الشأن العام وتدهور الأوضاع المعيشية

رئيس وزراء الجزائر أثناء عرض حصيلة حكومته اليوم (البرلمان)
رئيس وزراء الجزائر أثناء عرض حصيلة حكومته اليوم (البرلمان)
TT

«إسلاميون» بالبرلمان الجزائري يطلقون إجراءات لإسقاط الحكومة

رئيس وزراء الجزائر أثناء عرض حصيلة حكومته اليوم (البرلمان)
رئيس وزراء الجزائر أثناء عرض حصيلة حكومته اليوم (البرلمان)

أعلنت كتلة الإسلاميين في البرلمان الجزائري اليوم عن تفعيل إجراءات دستورية تسمح بحجب الثقة عن الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن وحكومته، التي فشلت حسبهم في تسيير الشأن العام، خصوصا فيما يتعلق بالأوضاع المعيشية التي عرفت تدهورا. علما أن الرئيس عبد المجيد تبون تعهد قبل أسابيع برفع الأجور مطلع العام المقبل، بعد التأكد من مستوى مداخيل بيع المحروقات لعام 2022.
وكتب عبد الوهاب يعقوب، برلماني الهجرة الذي ينتمي لـ«حركة مجتمع السلم»، على حسابه بمنصة فيسبوك، اليوم، قبل ساعات من عرض بن عبد الرحمن «بيان السياسة العامة» على النواب، أن زملاءه البرلمانيين في الحزب سيرفعون «ملتمس الرقابة» (حجب الثقة) ضد الحكومة، «وذلك بتفعيل المادة 161 من الدستور، التي تعطي الحق في تقديم ملتمس الرقابة على عمل الحكومة، في حال تقدير مجموعة من النواب أنها فشلت في أداء مهامها». مشيرا إلى أنه «بعد التقييم الموضوعي الجاد، وصلنا إلى نتيجة مفادها أن هذه الحكومة يجب أن ترحل لأنها فشلت، وعجزت على أن تكون في مستوى تطلعات الشعب، والتحديات التي تواجه البلد». كما أكد النائب الإسلامي أن «بيان السياسة العامة، الذي سيطرحه الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن على المجلس الشعبي الوطني، ليس حصيلة، وإنما مجموعة وعود وأماني لا ترقى إلى مستوى الأداء الجدي في تسيير حكومة، ينتظر منها الجزائريون أبسط الخدمات العمومية في حياتهم اليومية وظروف العيش الكريم». وأضاف يعقوب موضحا: «سنقيم الحجة على جميع النواب، ونسمع صوتنا عاليا بأننا لسنا راضين على عمل الحكومة، لأن الواقع المعيش لا يحتاج إلى توضيح، أو كلام فضفاض… فالمواطنون عموما، ولا سيما من الفئات الهشة، يعانون من ظروف المعيشة الصعبة، وتدني القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار، خاصة في المواد الأساسية التي تختفي من حين لآخر وبصفة دورية، كما لا يزال سوء الخدمات في مختلف الإدارات العمومية وفي الخدمات الصحية غالبا، وسط مختلف أنواع الصد كل يوم، والإجراءات البيروقراطية، والتأخر في معالجة قضاياه، دون الحديث على الحرمان من توفير السيارات بالأسواق التي تجاوزت مبالغ خيالية». يشار إلى أن نائبي «جبهة العدالة والتنمية» الإسلامية، للشيخ عبد الله جاب الله، انضما للمسعى، كما يشار إلى انطلاق مناقشة عمل الحكومة اليوم، وسيستمر إلى يوم الخميس.
وتنص المادة 161 من الدستور على أنه يمكن للغرفة البرلمانية الأولى خلال مناقشة بيان السياسة العامة، أوعلى إثر استجواب، أن تصوت على ملتمس رقابة ينصب على مسؤولية الحكومة، ولا يقبل الملتمس إلا إذا وقعه سبع النواب على الأقل. فيما تقول المادة 162 إنه تتم الموافقة على ملتمس الرقابة بتصويت أغلبية ثلثي النواب، ولا يتم التصويت إلا بعد مرور ثلاثة أيام من تاريخ إيداع ملتمس الرقابة. وإذا صادق المجلس على ملتمس الرقابة يقدم الوزير الأول استقالة الحكومة إلى رئيس الجمهورية. وتبدو فرص نجاح مسعى الإسلاميين ضئيلة، بالنظر لقلة عددهم مقارنة بالكتلة الكبيرة الموالية للسلطة في البرلمان. علما أن عدد النواب يبلغ 407 نواب، 65 منهم من «مجتمع السلم»، واثنان من «العدالة». أما مجموعة ما يسمى «الموالاة» فتتكون من حزب «جبهة التحرير الوطني»، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، و«جبهة المستقبل» (تيار وطني محافظ)، و«حركة البناء» (تيار إسلامي).
وأثناء عرض حصيلة عمل حكومته للفترة الممتدة ما بين سبتمبر (أيلول) 2021 – أغسطس (آب) 2022، أكد الوزير الأول بن عبد الرحمن أنه «تم إعفاء الأشخاص الذين يتقاضون أجورا لا تتجاوز 30 ألف دينار، (170 دولارا) في الشهر، من الضريبة على الدخل. واستفاد خمسة ملايين شخص من هذا الإجراء، من بينهم 2.6 مليون متقاعد»، وأوضح أن الحكومة خفضت معدل الضريبة على الدخل الإجمالي، بموجب قانون الموازنة 2022، ومسَّ ذلك، حسبه، أكثر من 9 ملايين شخص. وبحسب الرجل الثاني في السلطة التنفيذية فإنه «بالرغم من الظروف والصعوبات، فقد استعادت الجزائر حركية النشاط الاقتصادي سنة 2021، بعد التراجع الذي عرفته سنة 2020 بفعل تداعيات وباء كورونا». مؤكدا «تحقيق نمو اقتصادي بلغ 4.7 بالمائة، كما بلغ مؤشر أسعار الاستهلاك + 7.8 نهاية 2021 مقابل +2.4 نهاية سنة 2020».


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.