معالجات درامية مصرية أغضبت أصحاب مهن مختلفة

أحدثهم العاملون في مكتبة الإسكندرية... وسبقهم الممرضون والمحامون

خالد الصاوي وصابرين بطلا مسلسل «أعمل إيه؟»
خالد الصاوي وصابرين بطلا مسلسل «أعمل إيه؟»
TT

معالجات درامية مصرية أغضبت أصحاب مهن مختلفة

خالد الصاوي وصابرين بطلا مسلسل «أعمل إيه؟»
خالد الصاوي وصابرين بطلا مسلسل «أعمل إيه؟»

في فصل جديد من الأزمات التي تلحق بعروض المسلسلات الدرامية، أصدر صناع مسلسل «أعمل إيه؟» بياناً للاعتذار عن أحد المشاهد الذي اعتبرها القائمون على مكتبة الإسكندرية «إهانة لموظفي المكتبة»، وذلك بسبب بعض الجمل الواردة بالمسلسل التي وُصفت بأنها «تسيء بشكل ما للعاملين بها».
وبعدما أصدرت «مكتبة الإسكندرية» بياناً استنكرت ما جاء بالعمل الذي اعتبرت أنه انطوى على «خروج عن مبادئ المساواة التي يقرها الدستور»، عادت في بيان لاحق لتؤكد تلقي مديرها الدكتور أحمد زايد اعتذاراً من الشركة المنتجة للعمل، مع تأكيد «اتخاذ الإجراءات اللازمة لحذف المقطع وعدم عرضه».
وأعادت الأزمة الأحدث بشأن المعالجات الدرامية لبعض المهن الحديث عن المشكلات السابقة التي كان أطرافها منتجين وممثلين وبعض الكيانات المهنية، والتي وصلت إلى حد البلاغات ضد المسلسلات.
وشهد موسم شهر رمضان الماضي أزمة شبيهة ظهرت في استياء نقابة التمريض في مصر من ظهور الفنانة رحمة أحمد، التي قدمت دور «مربوحة» في الجزء السادس من مسلسل «الكبير أوي»، بزي ممرضة، في ليلة زفافهما، بصورة وصفتها النقابة بأنها «سخرية وإساءة للممرضة المصرية»، حسب بيان صدر للنقابة خلال عرض المسلسل الكوميدي.
وواكب البيان دعوى قضائية، قامت بتحريكها النقابة العام للتمريض المصري، أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، لوقف عرض المسلسل، وهو ما لم يحدث.
ويعتبر الناقد الفني محمد عدوي، رئيس تحرير مجلة «أخبار النجوم»، أن الاشتباك الذي حدث أخيراً بين مكتبة الإسكندرية وصناع مسلسل «أعمل إيه؟» أو غيرها من الاشتباكات التي تقع بين نقابات المهن وصناع الدراما «ناتجة عن خطأ مشترك». على حد تعبيره.
ويشرح عدوي في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أنه «أحياناً لا يستطيع أصحاب المهن التفريق بين ما هو واقعي وما هو مُتخيل ولا يضعوا هذه الحدود في الحسبان، ومن جهة أخرى يفتقد بعض صناع الدراما خبرة التعامل مع بعض الفئات درامياً، ويرى من يمثل تلك الفئات من جهات أو نقابات مهنية أنها تدافع عما تراه مسيئاً لأهل مهنته، كما من حق صانع الدراما في الوقت نفسه الكتابة بشكل حر»، على حد تعبيره.
ويرى عدوي أن الحل من وجهة نظره في تلك المواجهات قد يكون «بوسائل بسيطة، كأن تدعو الرقابة صُناع الأعمال الدرامية للتأكيد على وضع لافتات، مفادها أن هذا العمل لا يمت للواقع بصلة، وأن أي تشابه غير مقصود، وهي الجمل التي كان كِبار الكتّاب يستعينون بها هرباً من أي لبس محتمل، وربما تُحجم مثل تلك اللافتات الصراع، وتحجم من وصاية النقابات والجهات الممثلة على الدراما». كما يقول الناقد الفني.
ولعل من أبرز الصدامات بين النقابات الممثلة للمهن وصناع الدراما، إقامة ممثلين لنقابة المحامين دعوى على مسلسل «كلبش» عام 2017 بسبب ما وصفوه بإهانة المحامين وتعرضه باللفظ ضد المحامين ومهنة المحاماة، واختصموا في بلاغهم نجم المسلسل أمير كرارة، وكاتب السيناريو باهر دويدار، ومخرج العمل بيتر ميمي.
كما قدّمت هيئة مكتب «النقابة العامة للأطباء» بلاغاً للنائب العام وإقامة دعوى قضائية ضد الشركة المنتجة لمسلسل «دكتور أمراض نسا» عام 2014، واتهامه بتقديم الأطباء «في صورة مشوهة، وتقديم نموذج طبيب بعيد تماماً عن أي التزام أخلاقي أو مهني، يستغل مهنته في إقامة علاقات مع مرضاه».


مقالات ذات صلة

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

يوميات الشرق مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

دافع المخرج المصري خالد يوسف عن مسلسله الأخير «سره الباتع» الذي عُرض في رمضان، قائلاً إنَّه تعرَّض لحملة هجوم ممنهجة. وربط يوسف في «سره الباتع» بين زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، وحكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، ورصد التشابه بينهما في سعيهما لتغيير «هوية مصر». ورأى يوسف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المصريين لديهم كما يبدو «قرون استشعار» لمسألة الهوية، و«هذا ما شعرت به من قراءاتي للتاريخ، وهو ما يفسّر لماذا ثاروا على الحملة الفرنسية، وعلى حكم (الإخوان) بهذه السرعة». وواجه المسلسل انتقادات عدة، بعضها يرتبط بالملابس وشكل جنود الحملة الفرنسية، لكن يوسف رد على

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق «سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

«سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

تعود العراقية سهير القيسي إلى «إم بي سي» بعد غياب. تُجدّد في الاتجاه، فيصبح حواراً في الفن بعد قراءة لنشرات الأخبار ولقاءات في السياسة. ضيف الحلقة الأولى من برنامجها «سهير شو من أربيل» الفنان السوري معتصم النهار. طفت محاولات نفضها الصورة «الجدّية» وإذعانها لبداية جديدة. تزامُن عرض الحلقة مع العيد برّر غلبة «الإنترتيمنت»؛ دبكة و«بوش آب» و«راب»، دفعها للتعليل الآتي لشخصيتها التي عهدها الناس وللحوارات العميقة. لعلّها مع تقدّم الحلقات لن تحتاج لجهد ساطع يثبت العفوية ويؤكد للآخرين أنها في موقعها. ستفسح المجال للانسياب فيعبّر عن نفسه وعنها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

حقق الممثل وسام فارس حضوراً مميزاً في دراما رمضان 2023 المشتركة، وكاد أن يكون النجم اللبناني الوحيد الذي سطع في سمائها. وسام الذي تابعه المشاهد العربي قبيل موسم رمضان في مسلسل «الثمن» كان له حضوره المميز في العملين الدراميين الرمضانيين «سفر برلك» و«وأخيراً». وجاء اختياره في دور بطولي في «سفر برلك» بمثابة فرصة سانحة، ليطل على الساحة العربية مرة جديدة، ولكن من باب عمل تاريخي ضخم. هذا العمل يصنّفه فارس بالمتكامل الذي برز فيه مستوى عال في التصوير والإخراج بميزانية عالية رصدتها له الـ«إم بي سي». بدأ الاتصال بوسام فارس من أجل المشاركة في «سفر برلك» منذ عام 2018.

يوميات الشرق يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يتمتع الممثل يامن الحجلي، صاحب لقب «فارس الدراما السورية»، بخلفية درامية غنية، فإضافة إلى كونه كتب مسلسلات عدّة، فقد حقق نجاحات واسعة في عالم التمثيل، إذ قدّم، في 10 سنوات، أكثر من 30 مسلسلاً؛ بينها «الصندوق الأسود»، و«أرواح عارية»، و«أيام الدراسة»، و«طوق البنات»، و«هوا أصفر»، و«باب الحارة 7»، وغيرها... وهو يطلّ حالياً في مسلسل «للموت 3»، مجسداً شخصية «جواد»، الذي يُغرَم بإحدى بطلات العمل «سحر» (ماغي بوغصن). يؤدي الحجلي المشاهد بلغة جسد يتقنها، خصوصاً أنّ دوره تطلّب منه بدايةً المكوث على كرسي متحرك لإصابته بالشلل.


نهاية دانيال شبوري «فنان الأطباق المتّسخة»

دانيال شبوري معلّم الـ«إيت آرت» (غيتي)
دانيال شبوري معلّم الـ«إيت آرت» (غيتي)
TT

نهاية دانيال شبوري «فنان الأطباق المتّسخة»

دانيال شبوري معلّم الـ«إيت آرت» (غيتي)
دانيال شبوري معلّم الـ«إيت آرت» (غيتي)

مسَّت النهاية بحياة الفنان التشكيلي السويسري دانيال شبوري، أحد أبرز الأسماء في تيار «الواقعية الجديدة» الفنّي، ومعلّم الـ«إيت آرت» الذي يتمثّل بتعليق مخلّفات وجبة طعام على لوحة، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مركز «بومبيدو».

وكتب متحف الفنّ الحديث والمعاصر عبر منصة «إكس»: «ينتابنا حزن عميق لوفاة دانيال شبوري، العضو المؤسِّس للواقعية الجديدة».

وتابع: «نظرته الفريدة للفنّ من خلال لوحاته وتجميعاته غير المتوقَّعة، مكّنته من التقاط اللحظة وما هو عادي ومدهش. سيظلّ إرثه مصدراً للإلهام والتأمُّل الفريد».

واشتُهر الفنان السويسري من أصل روماني، المولود عام 1930 في منطقة على ضفاف نهر الدانوب بغالاتي (شرق رومانيا)، بلوحاته ثلاثية البُعد المرتبطة بفنّ المائدة.

مبدؤها بسيط، ففي نهاية الوجبة، يلصق شبوري كل ما يتبقّى على الطاولة (أدوات المائدة، والأطباق، وبقايا الطعام، والأغلفة...)؛ بهدف تجميدها على اللوحة.

ويُطلق على كل عمل فنّي يضيء على الأطعمة والعادات الغذائية «إيت آرت».

ومع هذا المفهوم، أسَّس الراقص السابق تيار «الواقعية الجديدة» عام 1960 إلى جانب فنانين من أمثال إيف كلاين، وأرمان، وريموند هاينز.

الراقص السابق أسَّس تيار «الواقعية الجديدة» (غيتي)

ووصل به الأمر حدّ تولّيه إدارة مطعم في دوسلدورف الألمانية بين 1968 و1972. وكان بإمكان الزبائن المغادرة مع عملهم الخاص.

وأنشأ شبوري صالة عرض «إيت آرت» التي أُقيمت فيها معارض لعدد من الفنانين، بينهم سيزار وبن وأرمان، مع إبداعات سريعة الزوال وصالحة للأكل، في حين يشارك رسامون مثل بيار سولاج في بعض الولائم.

لكنه سعى إلى التخلّص من تسمية «فنان الأطباق المتّسخة». وفي إحدى مجموعاته، وضع غرضاً فعلياً على قماش، وتساءل عن الحدود بين الواقع والوهم.

عُرضت أعماله في معارض استعادية نُظّمت في متاحف عدّة، بينها مركز «بومبيدو» في باريس خلال التسعينات.

وعام 2021، خصَّص متحف الفن الحديث والمعاصر «ماماك» في نيس معرضاً كبيراً له.