إسرائيل تخيّر عباس بين «الاجتياح» أو «اعتقال المسلحين»

جنرال سابق يدعو إلى «إماتة» السلطة لفشلها في السيطرة على الضفة

مسلحون فلسطينيون خلال مواجهات اليوم مع القوات الإسرائيلية في جنين بالضفة (إ.ب.أ)
مسلحون فلسطينيون خلال مواجهات اليوم مع القوات الإسرائيلية في جنين بالضفة (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تخيّر عباس بين «الاجتياح» أو «اعتقال المسلحين»

مسلحون فلسطينيون خلال مواجهات اليوم مع القوات الإسرائيلية في جنين بالضفة (إ.ب.أ)
مسلحون فلسطينيون خلال مواجهات اليوم مع القوات الإسرائيلية في جنين بالضفة (إ.ب.أ)

بعثت أجهزة الأمن الإسرائيلية رسالة تهديد مباشرة للسلطة الفلسطينية، بإعادة احتلال المدن، تزامناً مع عمليات اعتقال واسعة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وعمليات قتل وإصابات كثيرة، رغم المحادثات الودية التي بادر إليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، ووزير الدفاع بيني غانتس، مهنئاً إياهما بحلول رأس السنة العبرية.
وحسب مصادر مطلعة في تل أبيب، فإن الرسالة الإسرائيلية وضعت أمام السلطة الفلسطينية خيارين «إما أن تتحركوا ضد الخلايا الفلسطينية المسلحة التي تعمل ضدنا وتتشكل من عناصر في حركة فتح وحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وإما أن نقوم بعملية اجتياح كبيرة لمناطق السلطة وننجز نحن المهمة من دونكم».
وأضافت المصادر أن أجهزة الأمن الإسرائيلية أوضحت أن العمليات التي تقوم بها في الشهور الأخيرة تعد بسيطة مع ما يمكن أن ينفّذ حالياً. وقالت إن ما فعلته القوات الإسرائيلية في جنين (الأربعاء) وأدى لمقتل أربعة فلسطينيين مثال على شكل التصعيد المقصود.
وكان الرئيس الفلسطيني قد أجرى مكالمة هاتفية مع هرتسوغ (الثلاثاء) وغانتس (الاثنين)، وفي حين ركزت السلطة الفلسطينية على «تهنئة» عباس، شدد الجانب الإسرائيلي على أن المحادثة تناولت «الأوضاع الأمنية» و«تعزيز التنسيق الأمني». وجاء في بيان مقتضب صدر عن ديوان الرئيس الإسرائيلي أن هرتسوغ شدد في المحادثة على ضرورة الحفاظ على علاقات الجوار وتعزيزها بين الشعوب، وأهمية الجهود المشتركة لتهدئة ووقف العنف والقوى المتطرفة. كما ذكر البيان أن عباس وهرتسوغ أعربا في حديثهما «عن أملهما في زيادة التعاون المدني والأمني في العام (العبري) الجديد واستعادة الهدوء الأمني للجميع».
ولكن الأحداث على الأرض، اتخذت شكلاً ومضموناً معاكسين أرفقها مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون، بلهجة عدائية وتهديدات. فقال نائب وزير الدفاع ألون شوستر إن إسرائيل استطاعت «كسر موجة الإرهاب التي بدأت قبل نصف عام وإن غالبية السكان الفلسطينيين لا ينجرّون لممارسته»، موضحاً أنها ترى أهمية استقرار السلطة الفلسطينية لأمن إسرائيل والفلسطينيين وأهمية الحفاظ على التواصل مع أجهزتها الأمنية، «لكن من أجل ذلك، عليهم أن يقوموا بواجبهم في ردع شبابهم عن مهاجمتنا». وشدد شوستر على أن عدداً من الشبان الذين يبادرون إلى عميات عسكرية ضد قواته هم من أبناء الضباط في أجهزة الأمن الفلسطينية الذين ينتمون لحركة «فتح» ويتعاونون مع جميع الفصائل.
وقال القطب الليكودي يواف غالانت، إن «عملية اجتياح كبيرة باتت على الأبواب»، مهدداً بأن إسرائيل تقترب من اللحظة، حيث ستضطر إلى شن عملية عسكرية واسعة النطاق في يهودا والسامرة (الضفة الغربية). ودعا الوزراء الإسرائيليين إلى الامتناع عن لقاء رئيس السلطة محمود عباس «لأنه ينكر الهولوكوست ويعمل ضد المصالح الصهيونية»، حسب تعبير غالانت الذي كان وزيراً في حكومات بنيامين نتنياهو وخدم في الجيش الإسرائيلي (قائد لواء الجنوب)، وعُين رئيساً للأركان، لكن الحكومة تراجعت عن تعيينه بعد 24 ساعة لأن الصحافة كشفت قصة فساد تخصه.
ودعا العميد في جيش الاحتياط والقائد السابق للعمليات في اللواء الجنوبي للجيش هرئيل كانفو، إلى تحطيم السلطة الفلسطينية و«إماتتها بـإبرة قتل الرحمة». وقال إن المعالجات الموضعية للعمليات الفلسطينية ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين غير كافية ولا يمكنها أن تحل المشكلة. ورأى أن الشباب الفلسطيني يُظهر جرأة غير معقولة في مواجهة الجنود، بإقامتهم الكمائن لجرهم إلى مواجهات يحددون هم اتجاهها كأنهم جيش حقيقي. وفي حديث إذاعي، قال كانفو، إن مثل هذه التطورات تشير «إما إلى أن السلطة الفلسطينية تشجع هذه العمليات وتعدها مقاومة شرعية، وإما إلى أنها عاجزة عن مواجهتها. وفي الحالتين تجب معاقبتها والتخلص منها. إنها عملياً تنازع. ولا يجوز لنا أن ننقذها بحقنة الإنعاش».
واقترح أن تبدأ هذه العملية في المنطقة الشمالية من الضفة الغربية في جنين. وقال: «يجب أن نعيد احتلالها من جديد ونصفّي كل دوائر السلطة الفلسطينية هناك، ونتولى نحن الحكم ونريهم ماذا سيحدث لنابلس ورام الله. فإما أن يستوعبوا الدرس ويغيروا نهجهم وإما أن نوسع نطاق التجربة لكل أنحاء الضفة الغربية».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

وزير الخارجية التركي: لا مطامع لنا في الأراضي السورية

TT

وزير الخارجية التركي: لا مطامع لنا في الأراضي السورية

فيدان خلال مؤتمر صحافي (الخارجية التركية)
فيدان خلال مؤتمر صحافي (الخارجية التركية)

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، أن بلاده لا مطامع لها في أي جزء من الأراضي السورية بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد.

وقال فيدان، خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول، في حين تكثر المخاوف من تهديدات أنقرة للفصائل الكردية في سوريا: «لا مطامع لتركيا في أي جزء من الأراضي السورية».

 

قوات تركية عقب دخولها مناطق في شمال شرقي سوريا خلال عملية «نبع السلام» العسكرية عام 2019 (أرشيفية - الدفاع التركية)

وقال وزير الخارجية التركي إنه ينبغي منح الإدارة السورية الجديدة فرصة لحل مسألة وجود المسلحين الأكراد في البلاد، لكنه أكد أن أنقرة ستتخذ إجراءات ضدهم إذا لم يحدث ذلك. وأضاف فيدان أنه من الخطأ تصنيف معركة بلاده ضد المسلحين الأكراد على أنها معركة ضد الأكراد، مشيراً إلى أن أنقرة تقيّم في الوقت الراهن وجودها في سوريا في ضوء الوضع الجديد هناك. وقال إن روسيا اتخذت قراراً عقلانياً جداً عندما أوقفت دعم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، بينما كان بوسعها أن تدعمه عسكرياً في وقف تقدم مقاتلي المعارضة.

جانب من مباحثات فيدان والشرع بدمشق في 22 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

وذكر وزير الخارجية التركي أن بلاده تملك «القدرة والعزم» على القضاء على كل التهديدات الأمنية. وقال فيدان: «تملك تركيا السلطة والقدرة، خصوصاً العزم للقضاء على كل ما يهدد وجودها، من جذوره»، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد في سوريا المرتبطين، بحسب تركيا، بـ«حزب العمال الكردستاني» الذي تعدّه أنقرة إرهابياً.

أحد أفراد «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد في الحسكة (رويترز)

وأضاف أن واشنطن تُشكِّل المُحاوِر الوحيد لبلاده بشأن التطورات في شمال شرقي سوريا، في حين حذَّرت أنقرة من أنها ستتحرك عسكرياً ضد المقاتلين الأكراد في هذه المنطقة. وأوضح: «الولايات المتحدة هي مُحاوِرُنا الوحيد... بصراحة لا نولي اعتباراً لدول تحاول أن تخدم مصالحها الخاصة في سوريا»، في تلميح واضح إلى فرنسا.

ورأى وزير الخارجية التركي أن فرنسا لا تأخذ بالاعتبار أمن تركيا بشأن قضية المتطرفين الأجانب في سوريا. وشدّد فيدان على أن باريس «يجب أن تستعيد مواطنيها وتضعهم في سجونها وتحاكمهم». ورداً على سؤال حول سياسة فرنسا بشأن المتطرفين المعتقلين في سوريا، قال فيدان: «لديهم سياسة لا تقوم على إعادة السجناء من أعضاء تنظيم (داعش) إلى بلدهم. لا يأبهون لأمننا... يعطون الأولوية دائماً لمطالبهم الخاصة». ولفت فيدان إلى أن باريس تعتمد في احتجاز المتطرفين الفرنسيين على قوات «سوريا الديمقراطية (قسد)» المدعومة من واشنطن، والتي تُشكِّل وحدات «حماية الشعب الكردية» عمودها الفقري.