سامح شكري: خطاب لبيد حول حل الدولتين إيجابي لكن ننتظر الأفعال

قال إن قطع جزء من المعونة الأميركية لمصر لا يعني وجود خلاف مع واشنطن

سامح شكري (الشرق الأوسط)
سامح شكري (الشرق الأوسط)
TT

سامح شكري: خطاب لبيد حول حل الدولتين إيجابي لكن ننتظر الأفعال

سامح شكري (الشرق الأوسط)
سامح شكري (الشرق الأوسط)

وصف وزير الخارجية المصري سامح شكري خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي لائير لبيد الذي أبدى خلاله انفتاحاً إسرائيلياً نادراً على فكرة حل الدولتين على منبر الجمعية العامة بالأمم المتحدة، بأنه خطاب إيجابي، لكنه شكك في قدرة الجانب الإسرائيلي على تحويل هذه الإعلان إلى واقع، مشيراً إلى «جمود المفاوضات وانشغال الجانب الإسرائيلي بالانتخابات المقبلة وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة».
وقال شكري في تصريحات صحافية صباح الاثنين في نيويورك قبل عودته إلى مصر: «إن القضية الفلسطينية هي دائماً في صدارة القضايا التي نثيرها في كل اللقاءات الثنائية، ومصر بذلت جهوداً لتأييدها ودعمها، ولها دور جوهري في التشاور مع كل الأطراف لتعزيز فرص التعاون والعمل على احتواء أوجه التوتر، والتأكيد على مقررات الشرعية الدولية لحل الصراع على أساس مبدأ الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». وقال إن «موقف مصر ثابت ولا يتغير لحين إقامة الدولة ونعمل بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي والأطراف الدولية لاحتواء أي أزمات أو تصعيد بين الجانبين لتجنب تقويض فرص السلام، وننصح دائماً الجانب الإسرائيلي، بالابتعاد عن الإجراءات الأحادية التي تزيد من تعقيد الموقف وتجعل السلام أبعد وأصعب منالاً في ظل تلك الإجراءات».
ووصف شكري حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي حول حل الدولتين بأنه «أمر إيجابي»، لكنه طالب الطرف الإسرائيلي «بتطبيق هذا الإعلان على أرض الواقع». وقال: «علينا تفعيل ذلك من خلال سياسات تتيح تفعيل هذه الرؤية»، واستدرك: «في الوقت الراهن لا نرى مساراً لتفعيل هذا الإعلان، فالمفاوضات مجمدة، وهناك انتخابات إسرائيلية على الأبواب، ونتطلع إلى أن تقوم الحكومة الإسرائيلية الجديدة بالتعبير عن التزامها بحل الدولتين كأساس لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن تسفر المفاوضات بين الجانبين، عند استئنافها، عن إقامة الدولة الفلسطينية». وأضاف: «بعد ثلاثة عقود من اتفاق أوسلو لم تتحقق رؤية إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جانب بأمن وسلام مع إسرائيل».
وعن النقاشات التي جرت في اللقاءات مع وزراء الخارجية العرب حول المبادرة العربية التي قدمتها المملكة العربية السعودية عام 2002، وإمكانية إعادة التفكير فيها وتفعيلها، قال شكري: «المبادرة العربية تم اعتمادها من جميع الدول العربية في عام 2002 وما زالت قائمة، وتتيح بكل عناصرها التعامل الشامل مع القضية الفلسطينية، والتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل نظير الحراك بما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية، لذا فالمبادرة قائمة ويمكن الاستفادة منها، والأمر مرهون بالمفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عند استئنافها».
- جمود دبلوماسية حول سد النهضة
وأبدى وزير الخارجية المصري استياءه من عدم إحراز تقدم في الجهود الدبلوماسية بشأن «سد النهضة» الإثيوبي، وربط بين تحقيق تقدم في المفاوضات وتوافر «الإرادة السياسية لدى إثيوبيا». وأشار إلى أنه تطرق في حديثة مع وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، وفي اللقاءات الثنائية مع عدد من الوزراء والمسؤولين، إلى «مخاطر الوضع الحالي، وسعي مصر إلى إقامة علاقة تعاونية تقوم على التزامات قانونية محددة لحماية حقوق دول المصب».
وقال وزير الخارجية المصري: «الأمر ليس مرتبطاً بنزاع وإنما بمسار تفاوضي استمر على مدى عشر سنوات ولم يؤتِ ثماره من حيث التوصل إلى اتفاق، والدعوة هي إلى ضرورة تفعيل الاتفاق إذا توفرت الإرادة السياسية للأشقاء في إثيوبيا، وهذا لم يظهر بالشكل الكافي. الأمر يتوقف على الإرادة الإثيوبية والرغبة في التوصل إلى اتفاق».
ونفى شكري وجود «خلافات أو اختلافات مع الإدارة الأميركية حول ملف حقوق الإنسان في مصر»، وشدد على أن «العلاقات المصرية - الأميركية هي علاقات طبيعية، ليس بالضرورة أن تتطابق في كل الأحيان، لكن يتم تبادل وجهات النظر بما يؤدي إلى تحقيق مصلحة الجانبين». ودافع عن «الخطوات التي تقوم بها مصر في إطار مبادئ مجلس حقوق الإنسان، وفي إطار الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والحوار الوطني للارتقاء بحقوق المواطن المصري الذي يستحق اهتمام الحكومة، وهو أمر واضح في كل السياسات التي تنتهجها الحكومة».
وأشار وزير الخارجية المصري إلى «أن قرار قطع 130 مليون دولار من المعونة العسكرية الأميركية لمصر، هو قرار تم اتخاذه من قبل الكونغرس الأميركي». وقال: «القرار بالمساعدات أمر يرجع إلى الإدارة الأميركية والكونغرس، ونحن نتلقى هذه المساعدات لخدمة مصلحة البلدين، ونستمر في الإعراب عن التقدير لكل المعونة التي قدمت على مدى سنوات والتي عززت من إمكانات وقدرات مصر الدفاعية في نطاق المعونة العسكرية».
وحول المطالب بإصلاح هيكل الأمم المتحدة وتوسيع عضوية مجلس الأمن، أكد شكري «أهمية المنظومة الأممية، وضرورة التعامل معها في إطار الميثاق»، مؤكداً «أن المنظومة الأممية قادرة على الاضطلاع بالمهام الموكلة إليها إذا توافرت الإرادة السياسية». قال: «الأمم المتحدة مثلها مثل أي منظمة أو مؤسسة، هناك مجال لتنفيذ الإصلاح والتطوير بحيث تحقق أهدافها بشكل أكثر إيجابية، وهناك اعتماد مصري كبير على منظومة الأمم المتحدة التي خدمت دول العالم على مدى 77 عاماً، وبالتأكيد هي المنظومة الدولية الرئيسية، ولا بد من تعزيزها، والعمل من خلالها ووفقاً للمبادئ وعدم تناول القضايا بمعايير مزدوجة».

- الخلافات الليبية
وحول دور مصر في حل الخلافات بين حكومتي عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا في ليبيا، وانسحاب مصر من اجتماعات جامعة الدول العربية خلال إلقاء الكلمة الليبية، أوضح وزير الخارجية المصري «أن انسحاب مصر يرجع إلى وجود موقف مرتبط بالشرعية الدولية في انتهاء ولاية الحكومة الليبية، وأن اتفاق الحوار الوطني الليبي هو الذي حدد موعد نهاية ولاية الحكومة السابقة». وشدد على أن الجهود المصرية «مرتبطة بتزكية الحوار بين الأطراف الليبية»، وقال: «هناك مسار شرعي للمؤسسات الشرعية مثل مجلس النواب ومجلس الدولة، للتوافق على القواعد الدستورية التي تتم على أساسها الانتخابات، وعندما تنتهي هذه المشاورات سيكون هناك وضع جديد يتحتم على كل الأطراف احترامه والعمل وفقاً لما يتم اعتماده في كلا المجلسين، والأمر مرهون بالتوافق الليبي - الليبي واحترام قواعد الشرعية والمؤسسات التي تعبر عن إرادة المواطن الليبي من خلال الانتخابات».

- تقارب مصري روسي
وحول انضمام مصر كشريك حوار في «منظمة شنغهاي»، وهل يعد ذلك كمحاولة تقارب أكثر مع الجانب الروسي، أوضح وزير الخارجية المصري، «أن منظمة شنغهاي هي منظمة فاعلة وتضم في عضويتها دولاً مهمة». وقال: «مصر منضوية في منظمات دولية عديدة. نستفيد من علاقتنا مع الدول الأعضاء سواء في إطار التنسيق السياسي، أو فتح آفاق جديدة للتجارة والاستثمار. ومصر دائماً تهتم بالدوائر المختلفة للعمل المشترك. والأمر ليس له علاقة بتقارب مع روسيا وإنما انضمام لمؤسسات دولية تركز على النواحي الاقتصادية والمحافظة على استقرار الدول».
وأيد شكري بقوة، «مبادرة عالمية بين الدول الدائنة والمدينة لتحويل الديون إلى مشروعات استثمارية». وهي الفكرة التي طرحت في اجتماعات مجموعة العشرين العام الماضي. وقال: «مصر تؤيد هذه المبادرة وتشترك في دعمها مع مجموعة السبع والسبعين والصين، وبرزت أهمية هذه المبادرة بعد الأزمة الاقتصادية الراهنة نتيجة جائحة كورونا، والتوتر الجيوسياسي المرتبط بالأزمة الروسية الأوكرانية»، وطالب شكري دول العالم بتأييد هذه المبادرة قائلاً: «العالم يواجه مخاطر الركود، وتلك أفكار قد تؤدي إلى تحريك عجلة الاقتصاد العالمي، ورفع العبء عن الدول التي تحملت تبعات الأزمات الجيوسياسية، بحيث توظف هذه الديون في مشروعات لتحريك عجلة الاقتصاد الوطني والدولي».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

إسرائيل لن تتجاوز «الخط الأحمر» في رفح

إسرائيل لن تتجاوز «الخط الأحمر» في رفح
TT

إسرائيل لن تتجاوز «الخط الأحمر» في رفح

إسرائيل لن تتجاوز «الخط الأحمر» في رفح

وافق مجلس الوزراء الأمني في إسرائيل على «توسيع محسوب» لعملية الجيش في رفح، على الرغم من إصداره تعليمات للمفاوضين بمواصلة الجهود للتوصل إلى اتفاق حول الهدنة.

ونقل موقع «أكسيوس»، أمس، عن مصدرين لم يحددهما، أن التوسع لن يتجاوز «الخط الأحمر» الذي وضعه الرئيس الأميركي جو بايدن، بينما قال مصدر ثالث إن توسيع العملية يمكن عدُّه تجاوزاً للخط الذي حدده بايدن الذي علّق بالفعل إرسال بعض المساعدات العسكرية لإسرائيل.

في غضون ذلك، سيطرت دبابات إسرائيلية على الطريق الرئيسية التي تفصل بين النصفين الشرقي والغربي لرفح، ما أدى إلى تطويق كامل لـ«المنطقة الحمراء» في الجانب الشرقي من المدينة.

في المقابل، لمّح مصدر فلسطيني قريب من «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إلى احتمال تحوّل القتال في غزة إلى ما يشبه «حرب استنزاف»، قائلاً إن ذلك «وارد وطبيعي؛ لأن المقاومة أعادت تموضعها حتى في المناطق التي اجتاحها الاحتلال ودمرها، فكيف بمنطقة رفح التي حضّرت نفسها جيداً لهذا اليوم».

تزامن ذلك، مع تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية ساحقة - 143 دولة من أصل 193 - على قرار يمنح فلسطين «حقوقاً وامتيازات» جديدة في المنظمات الدولية. ويدعو القرار مجلس الأمن إلى إعادة النظر في الطلب لتصبح فلسطين الدولة الـ194 في المنتديات العالمية.

وتُعدّ هذه الخطوة «رمزية»، لكنها أثارت غضب كل من إسرائيل والولايات المتحدة. واعترضت 9 دول فقط، وامتنعت 25 دولة عن التصويت من الدول الـ193 الأعضاء في الجمعية العامة.


العراق لطي صفحة بعثة «يونامي»

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)
TT

العراق لطي صفحة بعثة «يونامي»

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)

حددت الحكومة العراقية يناير (كانون الثاني) 2025 موعداً لإنهاء مهمة البعثة الدولية «يونامي»، وقالت إنها «لم تعد بحاجة إلى دورها السياسي».

وبعث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس (الجمعة)، برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تضمّنت اعتراضات على فريق دولي «تواصَل مع جهات غير رسمية» لتقييم حالة العراق.

وذكّر السوداني بطلب سابق للعراق لتقليص ولاية البعثة، لكن مجلس الأمن «شكّل فريق الاستعراض الاستراتيجي؛ لبيان الحاجة إلى استمرار البعثة».

وجاء في رسالة السوداني: «لم يقتصر تشاور الفريق مع الحكومة العراقية، بل امتد إلى أطراف لم يكن لها دور عند إنشاء البعثة عام 2003».

وقال رئيس الوزراء العراقي إن «مسوغات وجود بعثة سياسية في العراق لم تعد متوافرة بعد الآن». ودعا غوتيريش لإنهاء ولاية البعثة قبل 31 يناير 2025، على أن يقتصر دورها خلال الفترة المتبقية على «التنمية والمناخ والإصلاح الاقتصادي».

وتأسست «يونامي»، وهي بعثة سياسية خاصة، عام 2003، بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 1500، بناءً على طلب حكومة العراق بعد إطاحة نظام الرئيس الراحل صدام حسين.


حرب الجنوب تقتل «حلم الصيف» اللبناني

الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

حرب الجنوب تقتل «حلم الصيف» اللبناني

الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

نسفت حرب الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله» الآمال بـ«حلم الصيف اللبناني»، وبات أصحاب المؤسسات السياحية ينظرون بتشاؤم إلى الموسم المقبل، الذي كان كثيرون يراهنون عليه لتحريك عجلة الاقتصاد.

وجاءت التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بأن صيف لبنان «سيكون ساخناً»، لتزيد القلق من ضرب الموسم السياحي الذي لا تعكس مؤشراته الحالية تفاؤلاً كبيراً، وهو أمر أكدته تصريحات لنقيب الفنادق بيار الأشقر الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن مجرّد التهديد بصيف ساخن واستمرار الحرب في الجنوب يُعدّان «أسباباً كافية لعدم إقدام عدد كبير من المغتربين والسيّاح على الحجز للمجيء إلى لبنان». ولفت إلى أن «مؤشرات الحجوزات (في الفنادق) تبدأ عادة بالظهور في أوائل شهر مايو (أيار)، لكنها هذا العام معدومة».

ويتحسّر الأشقر على موسم الصيف عام 2023، قائلاً: «كان الموسم ممتازاً بعد 3 سنوات من الانتكاسة، وكنا قد بدأنا بمرحلة النمو وأسهم في ذلك قدوم أعداد كبيرة من السيّاح الأجانب. لكن اليوم، مع تحذيرات السفارات لمواطنيها بعدم القدوم إلى لبنان، طبعاً لن يغامروا (السياح) بالمجيء، علماً أن سبب نجاح الموسم السياحي العام الماضي كان بشكل أساسي بسبب أعداد السياح الأجانب الذين أتوا إلى لبنان». وعلى هذا الأساس، يعدّ الأشقر أن الوضع اليوم أسوأ مما كان عليه خلال الأزمة الاقتصادية، حيث كان السياح يأتون إلى لبنان بعيداً عن أي تحذيرات أو مخاوف.


مجلس الأمن يطالب بالتحقيق في مقابر جماعية بغزة

جرافة تعمل بحثاً عن جثث في محيط مجمع «الشفاء الطبي» بمدينة غزة (أ.ف.ب)
جرافة تعمل بحثاً عن جثث في محيط مجمع «الشفاء الطبي» بمدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

مجلس الأمن يطالب بالتحقيق في مقابر جماعية بغزة

جرافة تعمل بحثاً عن جثث في محيط مجمع «الشفاء الطبي» بمدينة غزة (أ.ف.ب)
جرافة تعمل بحثاً عن جثث في محيط مجمع «الشفاء الطبي» بمدينة غزة (أ.ف.ب)

دعا مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، إلى إجراء تحقيق في مقابر جماعية اكتُشفت قرب مرافق صحية في قطاع غزة.

ويذكر أنه تم العثور على مقابر تحتوي على عدة مئات من الجثث قرب «مستشفى ناصر» في خان يونس ومستشفى «الشفاء» في مدينة غزة في الأسابيعالأخيرة.

وكان مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد قال الشهر الماضي نقلا عن سلطات الدفاع المدني الفلسطينية، إن بعض الجثث كانت مقيدة الأيدي.

وبموجب القانون الإنساني الدولي، تتمتع المستشفيات والمؤسسات الطبية الأخرى بإجراءات حماية خاصة.

وزعم الجانب الإسرائيلي إن الاتهامات بأن القوات الإسرائيلية دفنت جثث الفلسطينيين لا أساس لها من الصحة. وقال مسؤولون إن الجنود الإسرائيليين قاموا فقط بتفتيش القبور بحثا عن رهائن إسرائيليين.

وجاء في بيان صادر عن البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة أن «مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى إجراء تحقيقات فورية ومستقلة

ودقيقة وشاملة وشفافة ومحايدة في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في منشأتي ناصر والشفاء الطبيتين في غزة».

وأضاف البيان: «يجب أن تكون هناك محاسبة على انتهاكات القانون الدولي»، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.


ماذا يعني تأييد «غالبية دول الأمم المتحدة» لعضوية فلسطين في المنظمة؟

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية الدول الأعضاء على طلب فلسطين بمنحها عضوية كاملة في المنظمة (إ.ب.أ)
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية الدول الأعضاء على طلب فلسطين بمنحها عضوية كاملة في المنظمة (إ.ب.أ)
TT

ماذا يعني تأييد «غالبية دول الأمم المتحدة» لعضوية فلسطين في المنظمة؟

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية الدول الأعضاء على طلب فلسطين بمنحها عضوية كاملة في المنظمة (إ.ب.أ)
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية الدول الأعضاء على طلب فلسطين بمنحها عضوية كاملة في المنظمة (إ.ب.أ)

عدّت غالبية ساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، أن الفلسطينيين لهم الحق في عضوية كاملة بالمنظمة الدولية، في تصويت أثار غضب إسرائيل، وقررت منحهم بعض الحقوق الإضافية في ظل غياب انضمام فعلي عرقلته الولايات المتحدة باستخدامها «الفيتو» في مجلس الأمن.

وقال مندوب الإمارات محمد عيسى أبو شهاب متحدثاً باسم الدول العربية، إن هذا القرار «سيترك أثراً مهماً على مستقبل الشعب الفلسطيني»، رغم أنه «لا يمثل في حد ذاته إنصافاً لدولة فلسطين، لأنها وإن مُنحت حقوقاً إضافية، ستبقى دولة مراقبة لا تتمتع بحق التصويت في الجمعية العامة أو الترشح لهيئات الأمم المتحدة».

تكرار لمطلب قديم

وفي مواجهة الحرب في غزة، كرّر الفلسطينيون مطلع أبريل (نيسان) طلباً تقدموا به عام 2011، ويسعون عبره إلى جعل فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، حيث تتمتع حالياً بصفة «دولة غير عضو لها صفة مراقب».

ويتطلّب منح العضوية الكاملة، قبل التصويت في الجمعية العامة بغالبية الثلثين، توصية إيجابية من مجلس الأمن. لكن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بهذا الشأن في 18 أبريل.

ورغم أن الجمعية العامة لا يمكنها تجاوز هذا «الفيتو»، قرر الفلسطينيون التوجه إلى الدول الأعضاء الـ193 ليثبتوا بذلك أنه من دون «الفيتو» الأميركي كانوا ليحصلوا على غالبية الثلثين اللازمة للمصادقة على العضوية.

ويعدّ مشروع القرار الذي قدمته الإمارات واعتمد بغالبية 143 صوتاً ومعارضة 9 وامتناع 25 عن التصويت، أن «فلسطين مؤهلة لعضوية الأمم المتحدة وفقاً للمادة 4 من الميثاق، وبالتالي ينبغي قبولها عضواً في الأمم المتحدة».

كما يوصي مجلس الأمن «بإعادة النظر في المسألة بشكل إيجابي».

حلقة دبلوماسية مفرغة

وأوضح المحلل في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوان: «قد نجد أنفسنا في حلقة دبلوماسية مفرغة مع دعوة الجمعية العامة المجلس بشكل متكرر إلى قبول العضوية الفلسطينية واستخدام الولايات المتحدة (الفيتو) ضدها».

ومن هذا المنظور، يقترح النص منح مجموعة من «الحقوق والامتيازات الإضافية» للفلسطينيين دون تأخير «استثنائياً ومن دون أن يشكّل سابقة» بدءاً من الدورة 79 للجمعية العامة في سبتمبر (أيلول).

والنص الذي يستبعد بشكل واضح حق التصويت والترشح لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن، يسمح للفلسطينيين على سبيل المثال بتقديم مقترحات وتعديلات بشكل مباشر من دون المرور بدولة ثالثة، وفق ما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».

ورغم أن هذه الإجراءات رمزية إلى حد كبير، فإن إسرائيل التي ترفض حكومتها حل الدولتين، استهجنت القرار. كما أبدت الولايات المتحدة التي صوتت ضد القرار، تحفظاتها عن هذه المبادرة.


البيت الأبيض: التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في غزة لا يزال ممكناً

جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (أ.ب)
جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (أ.ب)
TT

البيت الأبيض: التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في غزة لا يزال ممكناً

جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (أ.ب)
جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (أ.ب)

قال البيت الأبيض، الجمعة، إن المحادثات وجهاً لوجه بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مقابل تحرير الرهائن انتهت دون التوصل إلى اتفاق.

وأضاف جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في مؤتمر صحافي: «الولايات المتحدة تعتقد أنه لا يزال من الممكن سد الفجوات المتبقية».

وذكر أن الولايات المتحدة تراقب بقلق العملية الإسرائيلية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة وتريد إعادة فتح معبر رفح على الفور.

وتابع كيربي عن العملية العسكرية في رفح: «نحن بالطبع نراقب (العملية) بقلق، لكنني لن أذهب إلى حدّ قول إن ما رأيناه هنا في الساعات الـ24 الأخيرة يحمل معنى عملية برية كبيرة أو واسعة النطاق، أو أنه يدل على ذلك».

وبدأت إسرائيل عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة يوم الاثنين الماضي، وسيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ما أدى لإغلاقه وتوقف حركة الأفراد وشاحنات المساعدات.

وتسعى إسرائيل للقضاء على 4 كتائب من حركة «حماس» تعمل في المنطقة.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر من فصائل فلسطينية مختلفة، والقوات الإسرائيلية في مناطق شرق رفح.


ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 34 ألفاً و943 قتيلاً

عناصر الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون عن ضحايا أسفل مبنى قصفته إسرائيل في غزة (الداخلية الفلسطينية عبر تلغرام)
عناصر الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون عن ضحايا أسفل مبنى قصفته إسرائيل في غزة (الداخلية الفلسطينية عبر تلغرام)
TT

ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 34 ألفاً و943 قتيلاً

عناصر الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون عن ضحايا أسفل مبنى قصفته إسرائيل في غزة (الداخلية الفلسطينية عبر تلغرام)
عناصر الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون عن ضحايا أسفل مبنى قصفته إسرائيل في غزة (الداخلية الفلسطينية عبر تلغرام)

أفادت وزارة الصحة في غزة، الجمعة، بأن حصيلة الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ارتفعت إلى 34 ألفا و943 قتيلا.

وقالت الوزارة، في بيان، إنه تم إحصاء 39 قتيلا على الأقل خلال 24 ساعة، لافتة النظر إلى أن عدد الجرحى الإجمالي بلغ 78 ألفا و572، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعدما نفذت حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى هجوما على جنوب إسرائيل.

وتقصف إسرائيل القطاع من البر والبحر والجو، وبدأت عملية برية منذ 27 أكتوبر، ووافقت «حماس»، الاثنين الماضي، على مقترح هدنة عرضه الوسطاء، قبل ساعات قليلة من دخول القوات الإسرائيلية إلى معبر رفح لبدء عملية عسكرية أقصى جنوب القطاع.


«حماس»: سنجري مشاورات لإعادة النظر في استراتيجية التفاوض

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
TT

«حماس»: سنجري مشاورات لإعادة النظر في استراتيجية التفاوض

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)

قالت حركة «حماس»، الجمعة، إنها ستجري مشاورات مع «قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية» من أجل إعادة النظر في استراتيجية التفاوض.

وأوضحت الحركة، في بيان، أنها تعاملت «بكل مسؤولية وإيجابية مع جهود الوسطاء، وأبدت ما يلزم من مرونة لتسهيل الوصول لاتفاق يحقّق وقف إطلاق النار بشكل دائم». وأكدت أن رفض إسرائيل مقترح الوسطاء، من خلال ما وضعته من تعديلات عليه «أعاد الأمور إلى المربع الأول».

وأضافت: «هجوم جيش العدو على رفح واحتلال المعبر مباشرة بعد إعلان حماس موافقتها على مقترح الوسطاء، يؤكدان أن الاحتلال يتهرَّب من التوصل لاتفاق».

وأشارت «حماس» إلى أن نتنياهو وحكومته يستخدمان المفاوضات غطاء للهجوم على رفح واحتلال المعبر، و«مواصلة حرب الإبادة ضد شعبنا»، ويتحمَّلان كامل المسؤولية عن عرقلة التوصّل لاتفاق، مؤكدة أن الهجوم على رفح لن يكون نزهة.


حرب جنوب لبنان تنسف آمال القطاع السياحي بصيف واعد

الفنان اللبناني ملحم زين خلال إحيائه حفلاً ضمن مهرجانات بعلبك في صيف 2023 (حساب مهرجانات بعلبك)
الفنان اللبناني ملحم زين خلال إحيائه حفلاً ضمن مهرجانات بعلبك في صيف 2023 (حساب مهرجانات بعلبك)
TT

حرب جنوب لبنان تنسف آمال القطاع السياحي بصيف واعد

الفنان اللبناني ملحم زين خلال إحيائه حفلاً ضمن مهرجانات بعلبك في صيف 2023 (حساب مهرجانات بعلبك)
الفنان اللبناني ملحم زين خلال إحيائه حفلاً ضمن مهرجانات بعلبك في صيف 2023 (حساب مهرجانات بعلبك)

ينظر أصحاب المؤسسات السياحية في لبنان بتشاؤم إلى موسم الصيف المقبل متحسّرين على صيف عام 2023 الذي كان الأفضل بعد 3 سنوات من الانتكاسة، ما جعلهم يعوّلون عليه ليكون بداية استعادة النمو، قبل أن تبدأ الحرب في الجنوب، وتنسف كل الآمال.

وتأتي اليوم التهديدات الإسرائيلية بأن الصيف «سيكون ساخناً في لبنان»، لتزيد القلق من ضرب الموسم السياحي الذي لا تعكس مؤشراته تفاؤلاً كبيراً، وهو ما يتحدث عنه نقيب الفنادق بيار الأشقر واصفاً نسبة الحجوزات في الفنادق منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) بـ«المعدومة». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «مجرّد التهديد بالصيف الساخن، إضافة إلى استمرار الحرب في الجنوب سببان كافيان لعدم إقدام عدد كبير من المغتربين والسياح على الحجز للمجيء إلى لبنان»، لافتاً إلى أن مؤشرات الحجوزات تبدأ عادة الظهور في أوائل شهر مايو (أيار)، لكن هذا العام هي معدومة.

تجدر الإشارة إلى أن معظم الفنادق وأكبرها في بيروت تقفل بشكل جزئي من دون أن تعلن ذلك، وفق الأشقر، مشيراً كذلك إلى أن 90 في المائة من الفنادق في جبل لبنان معظمها مغلق بشكل نهائي، وإن كان أصحابها لم يعلنوا ذلك، وهو ما انعكس على عدد الموظفين بحيث بات الاعتماد على عدد قليل منهم بانتظار ما سيؤول إليه الوضع في المرحلة المقبلة.

ويتحسّر الأشقر على موسم الصيف العام الماضي قائلاً: «كان الموسم ممتازاً بعد 3 سنوات من الانتكاسة، وكنا قد بدأنا بمرحلة النمو، وأسهم في ذلك قدوم أعداد كبيرة من السياح الأجانب، لكن اليوم ومع تحذيرات السفارات لمواطنيها بعدم القدوم إلى لبنان طبعاً لن يغامروا بالمجيء، علماً بأن سبب نجاح الموسم السياحي العام الماضي كان بشكل أساسي بسبب أعداد السياح الأجانب الذين أتوا إلى لبنان»، من هنا، يرى أن الوضع اليوم هو أسوأ مما كان عليه خلال الأزمة الاقتصادية، حيث كان السياح يأتون إلى لبنان بعيداً عن أي تحذيرات أو مخاوف.

وفي حين يؤكد الأشقر أنه مجرّد الإعلان عن وقف إطلاق النار سترتفع مؤشرات الحجوزات، يوضح: «هذا الشهر وبداية الشهر المقبل، مرحلتان حاسمتان بالنسبة إلى الموسم السياحي في لبنان، فإذا توقفت الحرب فسنشهد فوراً ارتفاعاً في الحجوزات، أما إذا استمرت أسابيع مقبلة فسيفوتنا القطار، ويوماً بعد يوم سنخسر موسم الصيف».

مع العلم، أن الاقتصاد في لبنان يعتمد في جزء كبير منه على السياحة، بحيث يشكل القطاع السياحي 40 في المائة من الناتج المحلي، وهو ما سيخسره لبنان هذا العام في حال استمرار الوضع الأمني في الجنوب على ما هو عليه أو توسّع الحرب.

ويقول الخبير الاقتصادي وليد ابو سليمان لـ«الشرق الأوسط»: «إن السياحة هي التي تحرك الاقتصاد اللبناني، ومن ثم إذا لم يكن الموسم واعداً لن تدخل العملة الصعبة إلى البلد، وسيتباطأ الاستهلاك الذي عادة ما ينشط في المواسم، وينعكس على العمل في القطاعات السياحية، إضافة إلى أن ذلك سيؤدي إلى صرف موظفين، وبالتالي إلى زيادة في نسبة البطالة بين الشباب اللبناني».

وفي حين يفضّل الأشقر انتهاء العام لتقدير الخسائر، مشيراً إلى أن إيرادات القطاع السياحي المباشرة بلغت العام الماضي نحو 3 مليارات ونصف المليار، يقدّر أبو سليمان خسائر القطاع السياحي خلال أشهر الحرب الثمانية بـ200 مليون دولار أميركي، متوقفاً عند الحركة التي شهدها قطاع المطاعم والمقاهي لا سيما في مرحلة الأعياد، بينما يبقى الخاسر الأكبر هو قطاع الفنادق.

ويذكّر الأشقر بالمهرجانات التي عمّت المناطق من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، الصيف الماضي، وبعضها لم يكن موجوداً على الخريطة السياحية، بحيث عمدت كل قرية صغيرة إلى تنظيم مهرجان إضافة إلى افتتاح عدد كبير من المطاعم والمقاهي، ما انعكس انتعاشاً للمناطق سياحياً واقتصادياً، «لكن يبدو واضحاً أن هذه المهرجانات ستغيب هذا العام».

وجرت العادة في لبنان أن يبدأ الإعلان عن المهرجانات الكبرى في النصف الأول من كل عام، وهو ما لم يحدث حتى الآن، لأن المنظمين لا يغامرون بتوقيع العقود مع فنانين أجانب في ظل ضبابية الوضع الأمني في لبنان، وبالتالي فإن معظم المهرجانات ستغيب هذا العام، وأبرزها مهرجانات بعلبك لقربها من المناطق التي تتعرض في بعض الأحيان لقصف إسرائيلي. وتقول مصادر مقربة من قطاع المهرجانات: «إذا توقفت الحرب في الأسابيع المقبلة قد يعمد بعض منظمي المهرجانات إلى تنظيم حفلات محدودة». لكن في المقابل، يسجّل تنظيم حفلات كبرى في لبنان لفنانين من الصف الأول لبنانيين وعرب، على غرار وائل كفوري وشيرين وتامر حسني.

وبينما يعوّل القطاع السياحي في لبنان بشكل أساسي على المغتربين إضافة إلى السياح، يعيش اليوم معظم اللبنانيين في الخارج مرحلة من القلق والتردّد في المجيء إلى لبنان، في ظل الوضع الأمني والخوف من توسّع الحرب. وتقول إحدى الأمهات التي تنتظر ولديها في كل إجازة لزيارتها: «يريدان المجيء لتمضية عطلة الصيف، لكنهما يتريثان قليلاً أملاً بأن تتضح الصورة أكثر في الأيام المقبلة»، لكنها تتوقف عند مشكلة أخرى، وهي أسعار تذاكر السفر التي تسجّل في هذه المرحلة ارتفاعاً كبيراً، ما يطرح علامة استفهام»، آملة أن يتخذ قرار وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وأن يسهم هذا الأمر في تراجع أسعار التذاكر قليلاً كي تشجّع الجميع على زيارة لبنان»، مؤكدة: «أولادي كما أولاد معظم اللبنانيين المغتربين لا يمكنهم إلا أن يزوروا عائلاتهم».

وكان عدد الوافدين إلى لبنان في العام الماضي قد وصل إلى قرابة المليون ونصف، بحيث أظهرت أرقام مطار رفيق الحريري الدولي، وصول مليون و300 ألف وافد بين أشهر يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) وأغسطس (آب)، بينما تراوحت نسبة الحجوزات في الفنادق بين 80 و100 في المائة في هذه الأشهر، وهو الأمر الذي انعكس إيجاباً على قطاعات سياحية أخرى أبرزها المطاعم والمقاهي وشركات تأجير السيارات.


الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 من جنوده في غزة

جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 من جنوده في غزة

جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مقتل أربعة من جنوده خلال مواجهات في قطاع غزة، الذي يشهد حرباً مستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر.

وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن ضابطاً وجندياً أصيبا بجروح خطيرة في المواجهات التي وقعت في حي الزيتون بمدينة غزة صباح اليوم، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضافت الصحيفة أن تحقيقاً أولياً للجيش أظهر أن الجنود قُتلوا جراء انفجار عبوة ناسفة أو أكثر، لافتة إلى أن عدد الجنود الذين قُتلوا منذ بدء العملية البرية في غزة ارتفع إلى 271.