لإيصال الدواء... ابتكار روبوت يتفرق لقطع صغيرة ويتحد مجددا

يستطيع العبور من خلال الشرايين والشعيرات الدموية بجسم الإنسان

لإيصال الدواء... ابتكار روبوت يتفرق لقطع صغيرة ويتحد مجددا
TT

لإيصال الدواء... ابتكار روبوت يتفرق لقطع صغيرة ويتحد مجددا

لإيصال الدواء... ابتكار روبوت يتفرق لقطع صغيرة ويتحد مجددا

ابتكر العلماء روبوتًا يمكنه التحول من كرة سوداء إلى سرب من الخرزات الصغيرة والعودة مرة أخرى.
ويقول المخترعون إن قدرة الروبوت على تقسيم نفسه إلى عدة قطع ثم الالتفاف معًا تجعله مفيدًا على الأرجح في توصيل الدواء.
وجسم الإنسان مليء بالممرات المتعرجة والضيقة وبالقرب من الحواجز التي لا يمكن اختراقها، وهو مقيد جدًا لأي روبوت يمكن رؤيته بالعين المجردة. فالروبوتات صغيرة الحجم موجودة في مكانها، فهي صغيرة بما يكفي للضغط في أي مساحة صغيرة.
ولسوء الحظ، فإن حجمها الصغير يأتي على حساب قدرة منخفضة على حمل ما يكفي من المواد لتلبية احتياجات علاج الأعضاء المريضة بأكملها.
ويمكن للروبوت المتغير الشكل التغلب على هذه المشكلة عن طريق التحول إلى سرب ثم إعادة الاتحاد بمجرد وصوله إلى وجهته النهائية.
ففي دراسة حديثة، قام فريق من العلماء الدوليين ببناء روبوت من «ferrofluid»، وهو مركب من أكسيد الحديد وزيت الهيدروكربون. مستخدمين مغناطيسات كروية دوارة لتطبيق القوة على المادة بحيث تمزق نفسها إلى عدة قطع أو تطوّل نفسها للتحرك عبر ممرات ضيقة.
ولإثبات الفائدة المحتملة للروبوت في عبور الشرايين والشعيرات الدموية في جسم الإنسان، أنشأ الباحثون متاهة ذات أقسام كبيرة وضيقة. ومن خلال تقسيم الروبوت إلى سرب يمكن أن يصل إلى نهاية المتاهة بنجاح.
ويقول الباحثون إن العقبة الرئيسية أمام استخدام هذا الاختراع في التطبيقات الطبية الحيوية هي نظام التحكم المغناطيسي، والذي يجب أن يكون قويًا بما يكفي لاختراق الأنسجة البشرية، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن «ساينس أدفانس».
وعلى مدى العقد الماضي، طبق الباحثون بشكل متزايد التكنولوجيا الناشئة للروبوتات المصغرة التي يتم التحكم فيها مغناطيسيًا على الرعاية الصحية للإنسان. اما القفزة الكبيرة التالية في هذا المجال فتتمثل في إخراج أجساد الروبوتات الصغيرة من شيء أكثر نعومة وأكثر مرونة.
وفي هذا الاطار، أظهر بحث سابق أن هذه الأنواع من الروبوتات يمكن أن تمر عبر المساحات المحصورة داخل جسم الإنسان مثل فجوات الأنسجة وفروع الأوعية الدموية، لتوصيل الأشياء بدقة على مستوى الخلية وإجراء عمليات معالجة دقيقة، كما يقول الباحثون.
وفي الآونة الأخيرة، تحول الاهتمام إلى الروبوتات المصغرة الناعمة المصنوعة من السوائل والمواد الهلامية واللدائن لأنها أكثر مرونة من الروبوتات المصنوعة من مواد صلبة، وفق الباحثين.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».