المحكمة الإسرائيلية العليا تعرقل جهود لبيد في تعيين رئيس الأركان الجديد للجيش

TT

المحكمة الإسرائيلية العليا تعرقل جهود لبيد في تعيين رئيس الأركان الجديد للجيش

في خطوة اعتبرت «صفعة مدوية للحكومة وشحنة تعزيز لقوة المعارضة، عشية الانتخابات البرلمانية»، قررت محكمة العدل العليا في القدس الغربية رفض تعيين القاضي ميني مزوز رئيسا للجنة إقرار التعيينات العليا، وبذلك فرضت على حكومة يائير لبيد تأجيل قرار تعيين الجنرال هيرتسي هليفي رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي، خلفا لرئيسه الحالي أفيف كوخافي، الذي ينهي مهمته بعد ثلاثة شهور. لكن القاضي اليكيم روبشتاين أنقذ الحكومة ووافق على إجراء يتيح تثبيت التعيين. وكانت المحكمة العليا أصدرت حكما صادما للحكومة وللمستشارة القضائية لها، غالي بهاراف – ميارا، ولوزير الدفاع، بيني غانتس، الذين رفضوا اقتراح المحكمة بحلول وسط. وبدا واضحا أن القضاة الثلاثة الذين اتخذوا القرار الجديد، كانوا غاضبين على الحكومة. وقرروا بشكل متعمد توجيه هذه الصفعة. وحسب عدد من الخبراء فإنه لو جلس قضاة آخرون من الجناح الليبرالي في المحكمة لجاء القرار معاكسا.
المعروف أن اليمين الإسرائيلي داخل الائتلاف الحكومي وكذلك في المعارضة، وقف ضد قرار غانتس تعيين رئيس أركان للجيش في هذا الوقت، حيث تتجه إسرائيل إلى انتخابات برلمانية وليس من اللائق فرض رئيس أركان على الحكومة القادمة. لكن غانتس أصر على ذلك قائلا إن الجيش يجابه مهمات صعبة ويجب على رئيس الأركان الجديد أن يباشر العمل عليها فورا بغض النظر عن الأحداث السياسية والحزبية. وأشار بسخرية إلى أن إسرائيل تخوض اليوم خامس انتخابات لها في غضون ثلاث سنوات ونصف السنة. ولا أحد يضمن ألا تتجه نحو انتخابات سادسة بعد عدة شهور. وقال: «سيكون من غير المسؤول عدم تعيين رئيس أركان خلال فترة أمنية حساسة في لبنان وغزة والضفة الغربية وإيران».
لكن رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو رفض موقف غانتس واعترض على ترشيحه الجنرال هليفي رئيسا للأركان، وقال لمقربين منه إنه يعتبره يساريا ويفضل تعيين الجنرال أيال زامير، الذي كان سكرتيره العسكري.
وعندما أقرت الحكومة تعيين هليفي، بدأت معركة أخرى حول رئاسة لجنة التعيينات الحكومية، التي يجب أن تصادق على قرارات الحكومة للمناصب العليا. ولكن رئيس اللجنة السابق استقال من منصبه، وبات من الضروري تعيين رئيس جديد. فقررت حكومة نفتالي بنيت تعيين القاضي ميني مزوز رئيسا لها. ولكن اليمين الإسرائيلي يعتبر مزوز معاديا له لأنه ساهم في المصادقة على محاكمة نتنياهو بتهم الفساد. وتوجه بالقضية إلى المحكمة. واقترحت المحكمة أن يتم تعيين مزوز بشكل مؤقت فقط لإقرار تعيين رئيس الأركان، وإعادة البحث في التعيين الدائم بعد انتخاب حكومة جديدة. لكن مزوز رفض وقال إنه يفضل الانسحاب من الترشيح على أن يعين مؤقتا. ووافقت معه حكومة لبيد وأبلغت المحكمة أنها تصر على تعيين مزوز لثماني سنوات. وقد ردت المحكمة على قرار الحكومة برفض التعيين تماما.
وقال غانتس معقبا، إنه يتأسف لقرار المحكمة وينوي دراسة سبل التعاطي معه. وأضاف: «تأخير عملية تعيين رئيس أركان سيضر بقدرة الجيش الإسرائيلي على الاستعداد للتحديات الفريدة المتوقعة منه في عام 2023، حيث تعتبر بداية فترة استراتيجية جديدة تتطلب الاستعداد والتعامل مع تحديات أمنية فريدة واستثنائية». ورجحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المقصود من هذه التحديات الاستراتيجية «الفريدة والجديدة» الاستعداد لإمكانية مهاجمة المنشآت النووي الإيرانية.
وفي مساء الجمعة، أعلن أن القاضي المتقاعد روبشتاين وافق على إشغال منصب رئيس اللجنة المذكورة للمصادقة على التعيين، وبهذا أجهض قرار المحكمة العليا وفتح الطريق أمام تعيين هليفي رئيس أركان.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل «ليست لديها مصلحة» في خوض مواجهة مع سوريا، وذلك بعد أيام على إصداره أوامر بدخول قوات إلى المنطقة العازلة بين البلدين في هضبة الجولان.

وجاء في بيان بالفيديو لنتنياهو: «ليست لدينا مصلحة في مواجهة سوريا. سياسة إسرائيل تجاه سوريا ستتحدد من خلال تطور الوقائع على الأرض»، وذلك بعد أسبوع على إطاحة تحالف فصائل المعارضة السورية، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، بالرئيس بشار الأسد.

وأكد نتنياهو أن الضربات الجوية الأخيرة ضد المواقع العسكرية السورية «جاءت لضمان عدم استخدام الأسلحة ضد إسرائيل في المستقبل. كما ضربت إسرائيل طرق إمداد الأسلحة إلى (حزب الله)».

وأضاف: «سوريا ليست سوريا نفسها»، مشيراً إلى أن إسرائيل تغير الشرق الأوسط، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل».

وتابع: «لبنان ليس لبنان نفسه، غزة ليست غزة نفسها، وزعيمة المحور، إيران، ليست إيران نفسها».

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه تحدث، الليلة الماضية، مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب حول تصميم إسرائيل على الاستمرار في العمل ضد إيران ووكلائها.

وصف نتنياهو المحادثة بأنها «ودية ودافئة ومهمة جداً» حول الحاجة إلى «إكمال انتصار إسرائيل».

وقال: «نحن ملتزمون بمنع (حزب الله) من إعادة تسليح نفسه. هذا اختبار مستمر لإسرائيل، يجب أن نواجهه وسنواجهه. أقول لـ(حزب الله) وإيران بوضوح تام: (سنستمر في العمل ضدكم بقدر ما هو ضروري، في كل ساحة وفي جميع الأوقات)».