اقتحامات للأقصى تسبق الأعياد اليهودية

صورة متداولة عبر مواقع التوةاصل لبن غفير في الاقصى
صورة متداولة عبر مواقع التوةاصل لبن غفير في الاقصى
TT

اقتحامات للأقصى تسبق الأعياد اليهودية

صورة متداولة عبر مواقع التوةاصل لبن غفير في الاقصى
صورة متداولة عبر مواقع التوةاصل لبن غفير في الاقصى

اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين يتقدمهم عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير، الخميس، باحات المسجد الأقصى، في «بروفة» لاقتحامات أوسع يجري الاستعداد لها مع بدء الأعياد اليهودية نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي، وهي اقتحامات زادت من أجواء التوتر في المنطقة، فرفعت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب في وقت هددت «حماس» بأن هذه الاقتحامات لن «تمر مرور الكرام».
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن «بن غفير اقتحم الأقصى برفقة عشرات المستوطنين، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، قبل أن يؤدوا طقوسا تلمودية في المكان».
وسمح للمستوطنين بالوصول إلى الأقصى بعد تقييد وصول المصلين المسلمين الذين لبوا نداءات من أجل تكثيف وجودهم في المسجد في ظل المخاطر التي تتهدده، مع اقتراب عيد «رأس السنة العبرية» الذي يوافق ليلة 26-27 من الشهر الحالي.
ودعا خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إلى التوافد للقدس وتكثيف الرباط داخل ساحات المسجد، لإحباط المخططات الاستيطانية بتنفيذ اقتحامات غير مسبوقة داخله. وقال إن «واجب الوقت هو الرباط في القدس وفي الأقصى لكل من يستطيع الوصول إليه».
وجاءت دعوة صبري رداً على دعوات منظمات الهيكل المتطرفة التي دعت أنصارها لأوسع اقتحامات للأقصى أثناء عيد رأس السنة العبرية ويوم «الغفران» في السادس من الشهر المقبل و«عيد العرش» الذي يبدأ في العاشر من الشهر نفسه.
وحذر الفلسطينيون من مثل هذه الاقتحامات وقالوا إنها ستجر إلى مواجهة أكيدة.
وفي وقت أصدر فيه محافظ القدس، بيانا حذر من استغلال حكومة الاحتلال، للأعياد اليهودية للتصعيد في المدينة المقدسة خدمةً لأهداف سياسية خاصة بالأحزاب الإسرائيلية للحصول على مزيد من أصوات الناخبين المتطرفين، وأن الشعب الفلسطيني على استعداد لتقديم الغالي والنفيس في سبيل حماية مقدساته وعلى رأسها المسجد الأقصى، حذرت حركة حماس من حرب دينية، وقالت إن الانتهاكات بحق الأقصى لن تمر مرور الكرام.
وقال القيادي في «حماس»، محمود الزهار في مؤتمر صحافي، إن الحركة تتابع الجرائم والانتهاكات الخطيرة والمتصاعدة بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى، والتحضيرات التي تقوم بها الجماعات الاستيطانية لإحياء ما يسمى موسم الأعياد اليهودية المزعومة، عبر اقتحام الأقصى وتدنيسه وممارسة الطقوس اليهودية فيه. وأضاف: «الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات الانتهاكات بالقدس والأقصى، وإمكانية جرّ المنطقة لحرب دينية مفتوحة تنتهي بزواله».
ولاحقا لتهديدات حماس، هددت فصائل أخرى بالرد على اقتحامات محتملة للأقصى. وعززت التهديدات الفلسطينية، تقديرات لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية برفع مستوى التوتر أثناء فترة الأعياد اليهودية.
وقال وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف إن الفترة الأمنية المشحونة بالتوتر قد تستمر أسابيع أخرى. وأضاف أن «الإرهابيين ومن يرسلهم يسعون للوصول إلى المدن والتجمعات السكانية بقصد الاعتداء علينا وقتلنا، لكنهم سيجدون أمامهم في جميع أنحاء البلاد أفراد شرطة يؤدون وظيفتهم».
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية الخميس، أنه سيتم رفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى في جميع الأنحاء ابتداء من ليلة السبت، حتى 17 أكتوبر (تشرين الأول) القادم.
وقال المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، إن قواته سترفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى مستجيبة لارتفاع كبير في عدد الإنذارات حول عمليات محتملة.
وتخطط الشرطة لنشر 20 ألفا من عناصرها في جميع أنحاء إسرائيل وبشكل أساسي في مدينة القدس المحتلة.
وأوضح شبتاي أنه إضافة إلى نشر آلاف العناصر سيتم نصب حواجز ونقاط التفتيش على الطرق ومداخل مراكز التسوق والترفيه والمعابد ومناطق التجمهر وعلى امتداد نقاط التماس مع الضفة الغربية.
ويتوقع الإسرائيليون أن عدد زوار القدس من اليهود والسياح سيزداد إلى 18700 شخص خلال العطلة القادمة، وسيحاول الفلسطينيون تنفيذ عمليات.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

مع بدء الهدنة الإنسانية... كيف تجري حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة؟

طفل يتلقى التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال في مركز دير البلح الصحي (د.ب.أ)
طفل يتلقى التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال في مركز دير البلح الصحي (د.ب.أ)
TT

مع بدء الهدنة الإنسانية... كيف تجري حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة؟

طفل يتلقى التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال في مركز دير البلح الصحي (د.ب.أ)
طفل يتلقى التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال في مركز دير البلح الصحي (د.ب.أ)

أكدت السلطات الصحية في قطاع غزة تسجيل أول إصابة بشلل الأطفال منذ 25 عاماً، هذا الشهر.

وساهمت إصابة عبد الرحمن أبو الجديان البالغ من العمر ما يقرب من عام بالفيروس وشلل جزئي في وقت لاحق في تسريع خطط حملة تطعيم واسعة للأطفال في شتى أنحاء القطاع الفلسطيني، بدايةً من الأول من سبتمبر.

واتفقت إسرائيل وحركة «حماس» على ثلاث هدن منفصلة في وسط وجنوب وشمال القطاع تستمر الواحدة منها ثلاثة أيام، وذلك للسماح لآلاف العاملين بالأمم المتحدة بتطعيم الصغار.

* من أين جاءت العدوى؟

اكتُشفت السلالة، المعروفة باسم «فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح من النمط 2»، في يوليو (تموز)، في ست عينات من مياه الصرف الصحي جُمعت من خان يونس ودير البلح.

وتم رصد السلالة أيضاً في مياه الصرف الصحي ببعض البلدان المتقدمة في السنوات القليلة الماضية، وهي نفسها التي أصابت عبد الرحمن أبو الجديان.

ولم تتضح بعد كيفية وصول السلالة إلى غزة، لكن التسلسل الجيني أظهر تشابها مع متحور اكتُشف في مصر، وربما دخل إلى القطاع في سبتمبر الماضي، بحسب «منظمة الصحة العالمية».

وتقول «منظمة الصحة العالمية» إن تقلص حملات التطعيم المعتادة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك غزة، ساهم في إعادة ظهور المرض.

وقُدرت تغطية حملات التطعيم الاعتيادية ضد فيروس شلل الأطفال بنحو 99 بالمائة في 2022 قبل تراجعها إلى 89 بالمائة خلال العام الماضي.

ويقول عاملون في قطاع الصحة إن توقف العديد من المستشفيات في غزة عن العمل، غالباً بسبب الهجمات الإسرائيلية أو القيود المفروضة على الوقود، ساهم في انخفاض معدلات التطعيم. وتُحمّل إسرائيل حركة «حماس» مسؤولية إغلاق المستشفيات قائلة إنها تستخدمها لأغراض عسكرية.

ويقول موظفو إغاثة إن تدهور الأوضاع الصحية في غزة حيث تنتشر المجارير المكشوفة وأكوام القمامة بعد ما يقرب من 11 شهراً من اندلاع الحرب، ما هيَّأ ظروفاً مواتية لانتشار الفيروس.

* كيف يتم تنظيم حملة التطعيم؟

اتفقت إسرائيل و«حماس» على ثلاث هدن منفصلة في ثلاث مناطق تستمر الواحدة منها ثلاثة أيام، وذلك للسماح بإجراء الجولة الأولى من حملة التطعيم.

ومن المقرر أن تبدأ الحملة في وسط غزة يوم الأحد ثم تنتقل إلى الجنوب يليه شمال القطاع. وهناك اتفاق على تمديد الهدنة في كل منطقة ليوم رابع إذا لزم الأمر.

ووصلت اللقاحات التي تم صرفها من مخزون الطوارئ العالمي إلى غزة. ومن المقرر استخدامها لتطعيم 640 ألف طفل دون العاشرة.

وذكر موظفو إغاثة تابعون للأمم المتحدة أن نحو 2700 عامل في مجال الرعاية الصحية سيشاركون في تطعيم الأطفال باللقاح الفموي في مراكز طبية، إضافة إلى فرق متنقلة ستزور آلاف النازحين جراء الحرب.

وذكرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق التابعة للجيش الإسرائيلي أن حملة التطعيم ستتم بالتنسيق مع الجيش «في إطار الهدن الإنسانية التي ستسمح للسكان بالوصول إلى المراكز الطبية التي ستقدم التطعيم».

ومن المقرر إجراء جولة ثانية من الحملة في أواخر سبتمبر.

* ما مخاطر تفشي شلل الأطفال؟

الحالة التي تم اكتشافها في غزة، للطفل الذي حُرم من التطعيم، تعتبر انتكاسة لجهود مكافحة شلل الأطفال على مستوى العالم التي نجحت في خفض حالات الإصابة بنسبة تزيد عن 99 بالمئة منذ عام 1988، بفضل حملات التطعيم الشاملة.

وشلل الأطفال البري متوطن حالياً في باكستان وأفغانستان فقط، لكن أكثر من 30 دولة، من بينها مصر وإسرائيل، لا تزال مدرجة على قائمة منظمة الصحة العالمية باعتبارها عُرضة لتفشي المرض.

وحذرت المنظمة من انتشار شلل الأطفال بشكل أكبر داخل غزة وعبر الحدود بسبب تردي الظروف الصحية وتلك المتعلقة بلوازم النظافة الشخصية هناك.

وشلل الأطفال فيروس شديد العدوى قد يصيب الجهاز العصبي، ويسبب الشلل والوفاة للأطفال الصغار، ويكون الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين الأكثر عرضة للخطر. ولا تظهر أي أعراض على كل الحالات تقريباً، مما يجعل اكتشافه صعباً.