هل تستفيد «السياحة المصرية» من كأس العالم في قطر؟

خطة تركز على مشجعي الدول البعيدة

مسؤولون مصريون يبحثون في طريقة الاستفادة سياحيا من تنظيم كأس العالم في قطر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مسؤولون مصريون يبحثون في طريقة الاستفادة سياحيا من تنظيم كأس العالم في قطر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

هل تستفيد «السياحة المصرية» من كأس العالم في قطر؟

مسؤولون مصريون يبحثون في طريقة الاستفادة سياحيا من تنظيم كأس العالم في قطر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مسؤولون مصريون يبحثون في طريقة الاستفادة سياحيا من تنظيم كأس العالم في قطر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مع اقتراب كأس العالم لكرة القدم في قطر، بدأت مصر حملة للترويج لمقاصدها السياحية تستهدف مشجعي الدول البعيدة التي لا يوجد بينها وبين القاهرة خطوط طيران مباشرة. لكن هل من الممكن أن تستفيد السياحة المصرية من كأس العالم في قطر؟
وزارة السياحة والآثار المصرية قالت، في بيان لها، مساء أمس (الثلاثاء)، إنها بصدد إعداد خطة ترويجية لجذب الجماهير التي ستحضر مباريات كأس العالم لكرة القدم التي تقام في دولة قطر، في الفترة من 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، حتى 18 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
كما عقدت غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار لشؤون السياحة، اجتماعاً لمناقشة الخطة التسويقية، شارك فيه الطيار منتصر مناع، نائب وزير الطيران المدني، بحضور مجموعة من ممثلي شركات السياحة والطيران العاملين في السوق العربية، وممثلين عن اتحاد الغرف السياحية، وقالت في تصريحات صحافية إن «بطولة كأس العالم ستشهد حضور عدد كبير من المشجعين من مختلف الجنسيات ومن بعض الدول التي لا يوجد معها خطوط طيران مباشرة، مثل دول أميركا اللاتينية، وهو ما يُعدّ فرصة لجذب هؤلاء المشجعين لزيارة مصر خلال فترة البطولة».
وأعلن عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي لـ«الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي»، عقب الاجتماع، أنه سيجري «إطلاق حملة ترويجية للمقاصد السياحية المصرية، خلال فعاليات كأس العالم في قطر، بالتنسيق مع شركات الطيران ومقدمي الخدمة السياحية، بجانب حملات ترويجية في السوق العربية بشكل عام».
وقدم ممثلو الشركات السياحية مقترحات تتعلق بتقديم تسهيلات وتخفيضات لتشجيع جمهور كأس العالم على زيارة مصر خلال وجوده في قطر.
ويرى الدكتور زين الشيخ، الخبير السياحي المصري، أن «كأس العالم فرصة كبيرة لمصر كي تتمكن من جذب المشجعين الذين سيحضرون المباريات، وهي فرصة أكبر للترويج للسياحة المتخصصة، مثل السياحة الرياضية والتعليمية والعلاجية والثقافية وسياحة التسوق.
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «يمكننا أن نستفيد من التجربة الروسية التي نجحت في جذب أعداد كبيرة من السائحين خلال تنظيمها كأس العالم الماضية».
واقترح الشيخ أن تبدأ خطط جذب السائحين من بلادهم قبل الذهاب إلى قطر، قائلاً: «من الممكن أن نحضرهم من بلادهم إلى مصر يقضون فيها كل فترة إقامة كأس العالم، ونقوم بنقلهم إلى قطر لمشاهدة المباريات، ونعيدهم».
وأطلقت وزارة السياحة والآثار حملات ترويجية متنوعة، خلال العام الحالي، بهدف تنشيط حركة السياحة وفتح أسواق جديدة، كان بينها «اليوم في مصر ما بيخلصش»، التي استهدفت السوق العربية والخليجية، وشاركت فيها الفنانة دنيا سمير غانم، كما تعاقدت «الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي» مع شركة إعلانات أميركية لتنفيذ حملة ترويجية دولية.
ويشكل عدد العاملين في القطاع السياحي نحو 10 في المائة من قوة العمل في مصر، ويُقدرون بنحو 3 ملايين شخص، بحسب دراسة لـ«معهد التخطيط القومي»، التابع لوزارة التخطيط، نشرها في مايو (أيار) عام 2020. ووفق الدراسة ذاتها، وصل عدد السياح عام 2019 إلى 13 مليون سائح، بعائدات بلغت 12.6 مليار دولار.
واعتبر الشيخ أن «الاستفادة من كأس العالم في قطر لجذب السائحين إلى مصر تتوقف على العديد من العوامل، أبرزها تقديم برامج جاذبة ومخفضة، على أن تكون هذه البرامج متكاملة، بمعنى أن ننقل السائح من بلده إلى مصر بسهولة في التأشيرات والطيران وغيره؛ يشاهد المعالم المصرية، وخلال المباريات التي يريد مشاهدتها، نقوم بنقله إلى قطر».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

واصل الجيش السوداني، الخميس، تقدمه في المعارك الدائرة في ولاية الجزيرة وسط السودان، وسيطر على بلدة «الشبارقة»، بعد انسحاب «قوات الدعم السريع»، وفق مصادر محلية.

وكانت البلدة أحد أبرز أهداف الجيش في هذه الجبهة، لأنها تمكنه من الناحية العسكرية من التقدم نحو عاصمة الولاية، مدينة ود مدني.

وحقق الجيش السوداني تقدماً كبيراً في جنوب الجزيرة، يوم الأربعاء، حيث سيطر بالكامل على مدينة «الحاج عبد الله»، وعدد من القرى المجاورة لها، فيما تحدث شهود عيان عن توغله في أكثر من قرية قريبة من ود مدني باتجاه الجنوب.

عناصر من «الدعم السريع» في منطقة قريبة من الخرطوم (رويترز)

وقالت «لجان المقاومة الشبارقة»، وهي تنظيم شعبي محلي، «إن القوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على البلدة بعد معارك طاحنة».

وأفادت في بيان على موقع «فيسبوك»، بأن الطيران الحربي التابع للجيش «لعب دوراً كبيراً في إسناد الهجوم البري، بتنفيذ ضربات جوية على مواقع قوات الدعم السريع لمنعها من التقدم».

ووفقاً للجان، فقد «استولت القوات المسلحة على كميات من الأسلحة والذخائر كانت مخبأة داخل المنازل في البلدة».

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من قوات الجيش أمام لافتة على مدخل الشبارقة، فيما قالت مصادر أخرى، إن اشتباكات عنيفة سجلت بين قوات مشتركة من الميليشيات المسلحة المتحالفة مع الجيش ضد «قوات الدعم السريع» في الأجزاء الشرقية من بلدة «أم القرى» شرق الجزيرة، على بعد نحو 30 كيلومتراً من ود مدني.

وحسب المصادر، فإن القوات المهاجمة، تتقدمها ميليشيا «درع السودان» التي يقودها القائد المنشق عن «الدعم السريع» أبو عاقلة كيكل، فشلت في استعادة البلدة خلال المعارك الشرسة التي دارت الأربعاء.

وقال شهود عيان لــ«الشرق الأوسط»، إن المضادات الأرضية لقوات «الدعم السريع» تصدت لغارات جوية شنها الطيران الحربي للجيش على ارتكازاتها الرئيسية في وسط البلدة.

وتوجد قوات الجيش والفصائل التي تقاتل في صفوفه، على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة ود مدني، لكن قوات «الدعم» لا تزال تنتشر بكثافة في كل المحاور المؤدية إلى عاصمة الولاية.

دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (رويترز)

ولم يصدر أي تصريح رسمي من «الدعم السريع»، التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» بخصوص المعارك في ولاية الجزيرة التي جاءت بعد أشهر من التخطيط من قبل الجيش الذي شنّ هجوماً برياً يعد الأوسع والأعنف، وتمكن للمرة الأولى، من التوغل بعمق والسيطرة على عدد من المواقع التي كانت بقبضة «الدعم السريع».

ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، سيطرت قوات «الدعم» على 6 محليات في ولاية الجزيرة، ولم يتبق للجيش سوى محلية المناقل التي ما زالت تحت سيطرته، ويسعى عبر محورها لاستعادة الولاية كاملة.

ولكن رغم تقدم الجيش عسكرياً خلال الأشهر الماضية في وسط البلاد والخرطوم، لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان في الجنوب... وفي حال فرض الجيش سيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، فإنه بذلك سيحاصر «الدعم» في العاصمة الخرطوم من الناحية الجنوبية.

واندلعت الحرب منذ أكثر من 21 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين من منازلهم.