لإنقاذ اقتصاد بلاده... إردوغان يسعى للحصول على دعم روسي

بوتين وإردوغان يتصافحان خلال اللقاء في سوتشي في آغسطس الماضي (أ.ب)
بوتين وإردوغان يتصافحان خلال اللقاء في سوتشي في آغسطس الماضي (أ.ب)
TT

لإنقاذ اقتصاد بلاده... إردوغان يسعى للحصول على دعم روسي

بوتين وإردوغان يتصافحان خلال اللقاء في سوتشي في آغسطس الماضي (أ.ب)
بوتين وإردوغان يتصافحان خلال اللقاء في سوتشي في آغسطس الماضي (أ.ب)

كشف مسؤولون في تركيا النقاب عن مساع يبذلها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتعزيز العلاقات المالية مع روسيا، في ظل محاولاته لتحقيق الاستقرار لاقتصاد بلاده المضطرب، قبل الانتخابات المقررة العام المقبل.
ونقلت وكالة أنباء «بلومبرغ»، اليوم (الجمعة)، عن مسؤولين أتراك، رفضوا الكشف عن هوياتهم، قولهم إن «من أهداف إردوغان، خفض الأسعار، وتعزيز المدفوعات بالليرة التركية».
ومن المتوقع أن تتجاوز تكاليف فاتورة الغاز الطبيعي بالنسبة لتركيا، 50 مليار دولار خلال العام الحالي. يشار إلى أن روسيا تتصدر قائمة الدول المصدرة للغاز الطبيعي لتركيا.
وبحسب مسؤولين أتراك بارزين، فإنه من المتوقع خلال الاجتماع المقرر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق اليوم، أن يسعى إردوغان إلى الحصول على خفض 25 في المائة في أسعار الغاز الطبيعي الروسي لبلاده، والاتفاق على تسديد أنقرة بعض فواتيرها بالليرة التركية.
ولم يؤكد المسؤولون المطلعون على موقف موسكو صحة وجود محادثات بشأن تخفيض قيمة الغاز الروسي لتركيا.
واتفقت تركيا وروسيا على بدء الانتقال إلى الدفع الجزئي بالروبل، حسبما أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي الكسندر نوفاك، الشهر الماضي.
ومن المقرر أن يلتقي إردوغان وبوتين، للمرة الثالثة خلال ثلاثة أشهر، في وقت لاحق اليوم، على هامش اجتماع متعدد الأطراف في أوزبكستان.
ومن المتوقع أن تعاني تركيا من عجز في الحساب الجاري بواقع 47 مليار دولار بنهاية هذا العام، فضلا عن تسبب الأداء السيء للعملة المحلية في ارتفاع كلفة تسديد الديون، لا سيما أن ارتفاع أسعار الطاقة عالميا شكل عبئا إضافيا على الاقتصاد التركي.


مقالات ذات صلة

إردوغان يحشد أنصاره بعد وعكة صحية

شؤون إقليمية إردوغان يحشد أنصاره بعد وعكة صحية

إردوغان يحشد أنصاره بعد وعكة صحية

حشد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أنصاره في أول ظهور شخصي له، منذ إصابته بوعكة صحية عرقلت حملته الانتخابية لمدة 3 أيام، وذلك قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار). وبعد تعافيه من «نزلة معوية» تسبّبت في إلغائه أنشطة انتخابية، شارك إردوغان أمس، في افتتاح معرض «تكنوفست» السنوي لتكنولوجيا الطيران والفضاء. ووصل الرئيس التركي برفقة حليفه المقرب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان يستأنف نشاطه بعد الوعكة الصحية

إردوغان يستأنف نشاطه بعد الوعكة الصحية

استأنف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نشاطه تدريجياً بعد يومين من الوعكة الصحية التي ألمت به نتيجة التهابات في المعدة والأمعاء، اضطرته لإلغاء مشاركته في بث مباشر لقناتين محليتين، الثلاثاء، وإلغاء تجمعات انتخابية في عدد من الولايات التركية نزولاً على نصائح الأطباء له بالراحة في أوج حملته للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأطل إردوغان، أمس الخميس مجدداً، في مشاركة عبر «الفيديو كونفرنس» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في حفل أقيم بمناسبة تزويد أول مفاعل من 4 مفاعلات بمحطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تنشئها شركة «روسآتوم» الروسية في مرسين بجنوب تركيا، بالوقود النووي. وكان مقرراً أن يحضر إر

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية كليتشدار أوغلو يشعل معركة حول مطار «أتاتورك» في إسطنبول

كليتشدار أوغلو يشعل معركة حول مطار «أتاتورك» في إسطنبول

أشعل مرشح المعارضة للرئاسة التركية رئيس «حزب الشعب الجمهوري» معركة جديدة مع الحكومة حول مطار «أتاتورك» الذي أُغلق مع افتتاح مطار «إسطنبول» عام 2019، حيث أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان أن المطار الذي يقع في منطقة يشيل كوي سيجري تحويله إلى حديقة للشعب. وشارك كليتشدار أوغلو مقطع فيديو بعنوان «مطار أتاتورك» على حسابه في «تويتر»، ليل الخميس - الجمعة، تحدث فيه عن رؤيته للمطار والمشروعات التي سينجزها فيه إذا أصبح رئيساً للجمهورية بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستجري في 14 مايو (أيار) المقبل. وقال كليتشدار أوغلو إن حديثه موجَّه إلى الشباب على وجه الخصوص حيث «سأعلن لهم عن أحد أكبر مشاريع حياتي»،

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان يواصل حملته الانتخابية «افتراضياً» بسبب ظروفه الصحية

إردوغان يواصل حملته الانتخابية «افتراضياً» بسبب ظروفه الصحية

في أوج تصاعد الحملات الدعائية استعداداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تشهدها تركيا في 14 مايو (أيار) المقبل، اضطر الرئيس رجب طيب إردوغان لمواصلة حملته لليوم الثاني على التوالي عبر «الفيديو كونفرنس»، بسبب ظروفه الصحية. في الوقت ذاته اكتسب مرشح المعارضة للرئاسة رئيس «حزب الشعب الجمهوري»، كمال كليتشدار أوغلو، دفعة قوية بإعلان «حزب الشعوب الديمقراطية» المؤيد للأكراد الذي يمتلك كتلة تصويتية كبيرة، دعمه له رسمياً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية تدشين أول مفاعل نووي لتوليد الكهرباء في جنوب تركيا

تدشين أول مفاعل نووي لتوليد الكهرباء في جنوب تركيا

أكّدت تركيا وروسيا عزمهما على تعزيز التعاون بعد نجاح إطلاق أكبر مشروع في تاريخ العلاقات بين البلدين اليوم (الخميس)، وهو محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء التي أنشأتها شركة «روسآتوم» الروسية للطاقة النووية في ولاية مرسين جنوبي تركيا. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال مشاركته إلى جانب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو الخميس، في حفل تزويد أول مفاعل للمحطة التركية بالوقود النووي، أن تركيا ستصبح من خلال هذا المشروع واحدة من القوى النووية في العالم.


تقرير: إسرائيل تستطيع هدم غزة... لكنها لن تتمكن من تدمير «حماس»

الدخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي لقطاع غزة كما يظهر من جنوب إسرائيل اليوم (أ.ب)
الدخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي لقطاع غزة كما يظهر من جنوب إسرائيل اليوم (أ.ب)
TT

تقرير: إسرائيل تستطيع هدم غزة... لكنها لن تتمكن من تدمير «حماس»

الدخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي لقطاع غزة كما يظهر من جنوب إسرائيل اليوم (أ.ب)
الدخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي لقطاع غزة كما يظهر من جنوب إسرائيل اليوم (أ.ب)

نشرت مجلة «فورين أفيرز» مقالاً لأستاذ العلوم السياسية ومدير برنامج جامعة شيكاغو للأمن والتهديدات روبرت إي بابيه، تحدث فيه عن حملة القصف الإسرائيلي «الفاشلة» على غزة، وأكد أن «حملة العقاب الجماعي لن تهزم (حماس)»

وقال بابيه إنه منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) غزت إسرائيل شمال غزة بقوة قتالية من 40 ألف جندي، ودكت المنطقة الصغيرة في حملة قصف مكثف لم ير مثلها في التاريخ. وفر حوالي مليوني شخص من بيوتهم وقتل أكثر من 15 ألف شخص بمن فيهم 6 آلاف طفل و5 آلاف امرأة، وذلك حسب وزارة الصحة التي تديرها «حماس»، في حين تعتقد وزارة الخارجية الأميركية أن الحصيلة الحقيقية قد تكون أعلى.

وأضاف «قصفت إسرائيل المستشفيات وسيارات الإسعاف وحطمت حوالي نصف بنايات غزة. وقطعت بشكل حقيقي كل إمدادات المياه والطعام وتوليد الكهرباء لـ 2.2 مليون نسمة. وبأي تعريف، تعد هذه الحملة الضخمة عقابا جماعيا ضد المدنيين».

وأشار بابيه إلى أنه «مع تقدم إسرائيل في جنوب غزة، لا تزال من دون هدف واضح، ومع أن الإسرائيليين يزعمون أنهم يستهدفون (حماس) فقط»، لكن غياب التمييز يثير سؤالاً حقيقياً وفقا له، عما تريده الحكومة الإسرائيلية فعلا، وسأل «هل كانت رغبة إسرائيل لتحطيم غزة نتاجا للعجز نفسه الذي قاد إلى الفشل الذريع للجيش الإسرائيلي ومواجهة هجوم (حماس) في 7 أكتوبر؟ وهل تدمير شمال غزة والآن جنوبه هو مقدمة لإرسال كامل سكان غزة إلى مصر، كما اقترحت (ورقة مفهوم) أنتجتها وزارة الاستخبارات العسكرية؟».

وأوضح بابيه أنه «مهما كان الهدف النهائي، فالدمار الجماعي الإسرائيلي لغزة يطرح مشاكل أخلاقية عميقة. وحتى لو حكمنا عليها عبر معايير استراتيجية، فنهج إسرائيل مصيره الفشل، وبالتأكيد فشل بالفعل».

العقاب الجماعي جعل «حماس» أقوى

ولفت إلى أن العقاب الجماعي للمدنيين لم يقنع سكان غزة للتوقف عن دعم «حماس»، بل على العكس، زاد من الحنق بين الفلسطينيين. ولم تنجح الحملة في تفكيك «حماس» التي من المفترض أنها مستهدفة.

وتابع: «كشفت 50 يوما وزيادة أن إسرائيل تستطيع هدم غزة، لكنها لا تستطيع تدمير (حماس)، في الحقيقة، ربما أصبحت (حماس) أقوى الآن مما كانت عليه في السابق».

الفلسطينيون المصابون بالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة يصلون إلى مستشفى في رفح اليوم (أ.ب)

القوة الجوية

وذكر الكاتب أن إسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي تعول على سحر القوة الجوية المفرطة، وتابع: «يكشف التاريخ أن عمليات القصف الجوي لمناطق مدنية واسعة لم تحقق أي هدف. وربما كانت إسرائيل حكيمة لو تعلمت من هذه الدروس وردت على هجمات 7 أكتوبر بضربات جراحية ضد قادة (حماس) ومقاتليها، بدلا من حملة القصف العشوائي التي اختارتها. لكن لم يفت بعد الأوان لتغيير المسار وتبني استراتيجية قابلة للتطبيق لتحقيق أمن دائم. وهو نهج يقوم على دق إسفين بين (حماس) والفلسطينيين لا التقريب بينهما واتخاذ خطوات أحادية ذات معنى نحو حل الدولتين».

وشرح أنه «منذ ظهور القوة الجوية، حاولت الدول قصف أعدائها كي يستسلموا وهز معنويات المدنيين ودفعها نحو نقطة انكسار تجعلهم ينهضون ضد حكوماتهم، حسب هذه النظرية، كي يغيروا مواقفهم».

وقال: «وصلت استراتيجية العقاب بالإكراه ذروتها في الحرب العالمية الثانية وفي القصف العشوائي للمدن التي يمكن ذكرها بالاسم والأهداف، هامبورغ (40 ألف قتيل)، ودارمستاد (12 ألف قتيل)، ودرسدن (25 ألف قتيل). ويمكن ضم غزة لهذه القائمة سيئة السمعة».

ووفقاً للكاتب، استخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو المقارنة مع الحرب العالمية الثانية وحملة القصف الجوي للحلفاء فيها. وفي الوقت الذي نفى فيه تورط إسرائيل اليوم في حملة عقاب جماعي، إلا أنه أشار إلى قصف الحلفاء لمقرات الغستابو في كوبنهاغن والتي قتلت أعداداً من تلاميذ المدرسة. وما فات نتنياهو ذكره أنه لم تنجح أي من محاولات الحلفاء لمعاقبة المدنيين.

دروس من التاريخ

وذهب الكاتب إلى التذكير بدروس من التاريخ، وروى أنه في ألمانيا، دمرت حملة الحلفاء الجوية ضد المدنيين التي بدأت في 1942 المدن الألمانية الواحدة تلو الأخرى ليبلغ العدد النهائي مع نهاية الحرب إلى 58 مدينة وبلدة ألمانية. لكن الحملة لم تستنزف معنويات المدنيين أو تدفعهم للثورة على أدولف هتلر رغم التوقعات الواثقة من مسؤولي الحلفاء.

وتابع: «بالتأكيد، فقد أقنعت الحملة الألمان بالقتال بشدة خشية فرض شروط تعسفية عليهم في سلام ما بعد الحرب».

وأردف: «لم يكن فشل الحملة الجوية مفاجئا، بالنظر لفشل الغارات الجوية الألمانية (بليتز) على لندن والمدن البريطانية التي قتلت 40 ألف شخص، لكن رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرتشل رفض الاستسلام، بل على العكس استخدم القتلى لتعبئة البريطانيين وتقديم مزيد من التضحيات الضرورية للنصر. وبدلا من هز المعنويات، أقنعت (بليتز) البريطانيين بتنظيم هجوم مضاد مع حلفائهم الأميركيين والسوفييت وغزو البلد الذي قصفهم. وفي الحقيقة لا يوجد مثال في التاريخ عن نجاح حملة جوية دفعت المدنيين للثورة على حكوماتهم».

كذلك، تطرق الكاتب إلى أن الولايات المتحدة حاولت هذا أكثر من مرة حيث دمرت في الحرب الكورية الطاقة الكهربائية في كوريا الشمالية وفي حرب فيتنام، حيث دمرت معظم الطاقة الكهربائية في شمال فيتنام، وكذا في حرب العراق حيث عطلت الغارات الجوية نسبة 90 في المائة من توليد الطاقة في العراق، ولم ينته أي منها بثورة شعبية.

وتعد الحرب في أوكرانيا المثال الأخير، بحسب الكاتب، حيث حاول الطيران الروسي ولأكثر من عامين إجبار أوكرانيا على الاستسلام من خلال غارات جوية متتالية قتلت أكثر من 10 آلاف مدني ودمرت 1.5 مليون منزل وشردت حوالي 8 ملايين أوكراني. وقد هز القصف الروسي معنويات الأوكرانيين لكنه لم يحطمها بل ودفعهم للقتال بشدة.

وقال: «تتكرر الدروس التاريخية هذه في غزة، فرغم شهرين من القصف الذي لا يرحم، والدعم العسكري غير المحدود من الولايات المتحدة وبقية العالم، لم تحقق إسرائيل إلا نتائج هامشية. وبأي مقياس ذي معنى، لم تؤد الحملة لهزيمة (حماس) ولو جزئيا، وقتلت الحملة الجوية 5 آلاف من مقاتلي (حماس) (وفقا للمسؤولين الإسرائيليين) من 30 ألف مقاتل، لكن هذه الخسائر لن تقلل من التهديدات على الإسرائيليين. وكما أظهرت هجمات 7 أكتوبر فكل ما تحتاجه (حماس) مئات من مقاتليها للهجوم على البلدات الإسرائيلية».

إسرائيل لم تفكك «حماس»

وأكد الكاتب أن «الأسوأ، هو اعتراف المسؤولين الإسرائيليين أن الحملة قتلت من المدنيين الفلسطينيين ضعف ما قتلت من المقاتلين»، مشيرا إلى أن «بنية (حماس) لم تفكك».

وأضاف: «أظهرت أشرطة الفيديو التي نشرتها إسرائيل تدمير مدخل لعدد من الأنفاق، لكن هذه يمكن إصلاحها، كما أن قيادة (حماس)، تركت المكان قبل دخول القوات الإسرائيلية إليه، مما يعني أنها فرت مع بنيتها التحتية الأهم...».

وتابع: «لدى (حماس) ميزة على القوات الإسرائيلية، فمن السهل عليها التخلي عن القتال والاختلاط بين السكان والعيش للقتال مرة أخرى وفي ظروف أفضل، ولهذا فعملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق محكوم عليها بالفشل».

كذلك، أكد أن العمليات الإسرائيلية لم تضعف سيطرة «حماس» على غزة، ولم تنقذ إسرائيل سوى رهينة واحدة من 240 رهينة، أما البقية فقد أفرجت عنهم «حماس»، ويظهر أنها لا تزال تسيطر على مقاتليها.

كما تابع: «رغم انقطاع التيار الكهربائي والدمار الكبير فإنه لا تزال الحركة تصدر دعاية وأشرطة عن مذابح المدنيين التي ارتكبتها إسرائيل والمعارك الشرسة بين المقاتلين والقوات الإسرائيلية».


إردوغان: تركيا لا تعد اليونان عدواً

إردوغان وميتسوتاكيس خلال لقاء جمعهما على هامش قمة «الناتو» في ليتوانيا في 12 يوليو 2023 (أ.ب)
إردوغان وميتسوتاكيس خلال لقاء جمعهما على هامش قمة «الناتو» في ليتوانيا في 12 يوليو 2023 (أ.ب)
TT

إردوغان: تركيا لا تعد اليونان عدواً

إردوغان وميتسوتاكيس خلال لقاء جمعهما على هامش قمة «الناتو» في ليتوانيا في 12 يوليو 2023 (أ.ب)
إردوغان وميتسوتاكيس خلال لقاء جمعهما على هامش قمة «الناتو» في ليتوانيا في 12 يوليو 2023 (أ.ب)

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده لم تنظر إطلاقا إلى جارتها اليونان على أنها عدو أو خصم، على الرغم من وجود خلافات بينهما. وكرر إردوغان أن هناك الكثير من القضايا العالقة بين تركيا واليونان، وأن البلدين يدركان ذلك، وعد أن «السماح أو عدم السماح لهذه المشكلات بإثارة التوتر بين الحكومتين والشعبين هو بيد البلدين أيضا».

جاءت تصريحات الرئيس التركي في إطار مقابلة مع صحيفة «كاثيميريني» اليونانية، عشية زيارته لأثينا لحضور اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى الذي يعقد برئاسته ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.

نهج الحوار

وأشار إردوغان إلى حديثه أخيرا عن فتح صفحة جديدة، وعن مبدأ «رابح - رابح» في العلاقات بين البلدين الجارين. كما عبّر في تصريحات، السبت الماضي، عن أمله في أن تفتح اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي الباب أمام «عهد جديد في العلاقات والتعاون بين البلدين». وقال: «بالطبع لدينا اختلافات في الرأي، وهناك قضايا عميقة لا يمكن حلها دفعة واحدة، لكننا سنذهب إلى أثينا بمنهج رابح للجانبين. هناك، سنناقش علاقاتنا الثنائية والعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي من أجل اتخاذ قرارات تليق بروح العهد الجديد».

واتهم إردوغان أطرافا أخرى، لا سيما الولايات المتحدة، بمحاولة تأجيج الخلافات بين تركيا واليونان. وقال: «ما يغضبنا هو أن بعض الأطراف، خاصة الولايات المتحدة، تحاول تأليبنا ضد بعضنا بعضا، وتأجيج الخلافات... على سبيل المثال، في حين أننا لا نحصل على طائرات (إف 16) الأميركية، على الرغم من أننا دفعنا ثمنها، لا تزال اليونان تحصل عليها. وأميركا ترسل قواتها وذخيرتها إلى اليونان... أعتقد أننا لسنا في موقف أن نتراجع لمجرد أن أميركا تفعل ذلك، يمكننا زيارة جارتنا والجلوس والتحدث معا».

مصافحة بين إردوغان وميتسوتاكيس على هامش قمة «الناتو» في ليتوانيا في 12 يوليو 2023 (رويترز)

وقال إردوغان، في تصريحاته للصحيفة اليونانية التي نشرت الأربعاء، إن مبدأ «رابح - رابح» هو أصلا يكمن في جوهر النهج الذي تتبعه تركيا في العلاقات الدولية والدبلوماسية. ولفت إلى أن معالجة الخلافات (بين تركيا واليونان) من خلال الحوار، والالتقاء على أرضية مشتركة، سيعود بالفائدة على الجميع، لافتا إلى أن البلدين اكتسبا مؤخرا زخما جيدا بشأن تشكيل علاقاتهما في إطار هذا النهج. وأضاف أن «قنوات الحوار بيننا مفتوحة وتعمل على جميع المستويات، وحركة زياراتنا المتبادلة مكثفة كذلك، ونمتلك الرغبة في تطوير تعاوننا في كثير من المجالات المهمة لبلدينا ومنطقتنا على أساس الثقة المتبادلة». وتابع: «الآن، تقع على عاتق كلا الطرفين مسؤولية تعزيز هذا النهج وإضفاء الطابع المؤسسي عليه والارتقاء به أكثر»، معرباً عن اعتقاده بأن رئيس الوزراء اليوناني لديه أيضا الإرادة ذاتها».

وقال إردوغان إن هذه النية المشتركة ستسجل بكل وضوح بفضل الإعلان المتعلق بالعلاقات الودية وحسن الجوار المزمع توقيعه في أثينا الخميس.

تقارب بعد الزلزال

وتأتي زيارة إردوغان لليونان في وقت شهدت فيه العلاقات بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، استئنافا لاجتماعات بناء الثقة، والمشاورات السياسية حول القضايا والملفات العالقة بينهما، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، بعدما توترت بشكل كبير بسبب عمليات التنقيب التركية عن الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط، وارتفاع وتيرة التوتر على الجزر المتنازع عليها في بحر إيجه.

ودفع تضامن اليونان مع تركيا في كارثة زلزال 6 فبراير (شباط) الماضي، باتجاه التقارب بينهما، والتقى إردوغان وميتسوتاكيس على هامش قمة الناتو في يوليو (تموز)، وبعدها استؤنفت المشاورات السياسية بين البلدين، ثم التقيا مجددا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر (أيلول) الماضي حيث اتفقا على عقد اجتماع مجلس التعاون التركي اليوناني رفيع المستوى، بعدما أعلن إردوغان قبل أشهر تجميد المجلس بسبب تصاعد التوتر في جزر متنازع عليها في بحر إيجه؛ هدد باجتياحها عسكرياً.

ارتياح أوروبي

من جانبه، عبّر الاتحاد الأوروبي، في تقرير صدر عن المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي حول «حالة العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا»، عن ارتياحه للهدوء في منطقة شرق البحر المتوسط بعد التوتر الذي ساد مع تركيا عامي 2019 و2020 بسبب التنقيب عن الغاز الطبيعي في المنطقة.

دورية أمنية قرب جدار حدودي بين اليونان وتركيا في 30 أكتوبر 2022 (أ.ب)

وبشأن قضية المهاجرين غير الشرعيين، التي تثير توترا من وقت لآخر بين تركيا واليونان، لفت إردوغان إلى ازدياد حركة الهجرة في العالم لأسباب عدة، أبرزها عدم الاستقرار السياسي، ما أدى إلى زيادة انتشار الشبكات الإجرامية التي تستغل ذلك وتحقق مكاسب عالية جدا من الهجرة غير القانونية. وأكد أنه لا يمكن لدولة مكافحة الهجرة غير القانونية بمفردها، واصفا المشكلة بأنها «امتحان مشترك» للدول يستدعي جهودا مشتركة. وشدد إردوغان على ضرورة دعم الاتحاد الأوروبي لتركيا في هذا الشأن، وضرورة تقاسم الأعباء والمسؤوليات واتخاذ خطوات مشتركة لمنع الهجرة من مصدرها.

وأوضح أن مكافحة الهجرة يجب ألا تقتصر على التعاون بين تركيا واليونان في بحر إيجه، إنما هناك حاجة إلى كفاح واسع النطاق، يتطلب مشاركة المجتمع الدولي بأكمله.

وتتهم تركيا الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بتعهداته بموجب اتفاقية الهجرة وإعادة قبول اللاجئين الموقعة بينهما في 18 مارس (آذار) 2016، ويطالب بتحديثها، وتؤيد اليونان المطلب التركي في هذا الشأن.


نتنياهو: القوات الإسرائيلية تطوق منزل زعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
TT

نتنياهو: القوات الإسرائيلية تطوق منزل زعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء أن القوات الإسرائيلية تطوق منزل زعيم حركة «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار.

وبحسب «رويترز»، جاء ذلك في بيان مصور مسجل، «قلت أمس إن قواتنا يمكن أن تصل إلى أي مكان في قطاع غزة. واليوم تحاصر منزل السنوار. قد لا يكون متحصنا في منزله ويمكنه الهروب لكن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن نمسك به».


غالانت: سنستخدم «كل الوسائل» لدفع «حزب الله» إلى شمال الليطاني

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)
TT

غالانت: سنستخدم «كل الوسائل» لدفع «حزب الله» إلى شمال الليطاني

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)

نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قوله اليوم الأربعاء إن إسرائيل ستستخدم «كل ما لديها من وسائل» بما فيها الوسائل العسكرية لدفع «حزب الله» اللبناني إلى شمال نهر الليطاني، مشيرا إلى أن أفضل خيار لتحقيق هذا الهدف هو التوصل لتسوية دبلوماسية.

وتعهد غالانت، في لقاء مع رؤساء البلديات ورؤساء مجالس البلدات الواقعة قرب الحدود اللبنانية، بأن الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم مع بدء الحرب مع «حماس» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لن يعودوا إلى ديارهم إلا بعد دفع «حزب الله» إلى شمال نهر الليطاني.

وقال غالانت، خلال الاجتماع الذي عقد في بلدة نهاريا، إن الخيار الأفضل لإسرائيل هو التوصل إلى تسوية دبلوماسية تؤدي إلى تطبيق القرار 1701، الذي أنهى الحرب مع «حزب الله» عام 2006.

وأوضح الوزير أنه إذا لم تنجح الدبلوماسية فإن إسرائيل «ستعمل بكل الوسائل المتاحة لديها» بما فيها العمليات العسكرية لدفع «حزب الله» إلى التراجع إلى شمال نهر الليطاني، بحسب الصحيفة.

ويمنع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 «حزب الله» من الاحتفاظ بوجود عسكري جنوب نهر الليطاني، الذي يقع على بعد نحو 30 كيلومترا شمال الحدود الإسرائيلية اللبنانية، إلا أن «حزب الله» يشن بانتظام هجمات على إسرائيل من مناطق قريبة من الحدود.


عنصريون إسرائيليون يهددون الفنانة دلال أبو آمنة

الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة
الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة
TT

عنصريون إسرائيليون يهددون الفنانة دلال أبو آمنة

الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة
الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة

في أعقاب سلسلة من الاعتداءات والمضايقات التي تتعرض لها الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة، التي بلغت أوجها هذه الأيام بفرض الحصار عليها في بيتها القائم ببلدة العفولة جنوب الناصرة في إسرائيل، حذرت محاميتها عبير بكر من خطر يهدد حياتها.

وقالت عبير بكر إن الفنانة دلال أبو آمنة، تتعرض منذ 30 أكتوبر (تشرين الأول) للعديد من المضايقات من عشرات المتظاهرين اليهود، الذين يقفون بشكل يومي أمام منزلها ويرفعون الأعلام الإسرائيلية، وقد قاموا في وقت سابق ويوم أمس الثلاثاء، بقطع المياه عن منزلها بينما هي محاصرة في البيت مع أطفالها.

وكانت الفنانة دلال أبو آمنة قد اعتقلت للتحقيق في بداية الحرب على غزة بسبب مدونة نشرتها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي كتبت فيها: «لا غالب إلا الله». وقد رأت الشرطة الإسرائيلية والمخابرات أن هذا المنشور يعبر عن تضامن الفنانة مع حركة «حماس» في غزة، وتم اعتقالها لعدة أيام.

وتوجهت المحامية عبير بكر إلى العديد من الجهات الرسمية، بضمنها الشرطة وبلدية العفولة والمستشار القضائي للحكومة لوضع حد لهذه المضايقات، ومنع المتظاهرين من الاقتراب من بيت الفنانة دلال أبو آمنة.

وقالت إن عناصر الشرطة الذين يصلون إلى المكان لا يقومون بتفريق المتظاهرين، بل يتضامنون معهم أحياناً ويشاركونهم الوقوف لإنشاد النشيد القومي «هتيكفا».

وترى المحامية عبير بكر، أن حياة الفنانة دلال أبو آمنة في خطر، وأن عليها مغادرة بيتها في العفولة حفاظاً على سلامتها وعدم الانتظار حتى يحدث ما لا تحمد عقباه. وكشفت أنها توجهت إلى بيت دلال أبو آمنة «من أجل الضغط عليها وإقناعها بألا تبقى في بيتها وسط هذه الأجواء الفاشية».

وأعربت المحامية عبير بكر عن قناعتها بأن هؤلاء المتظاهرين «مأجورون ويتقاضون راتباً مقابل التظاهر، وهم ليسوا أشخاصاً مبدئيين، فهؤلاء العنصريون يتظاهرون بالعشرات منذ شهر ونصف الشهر تقريباً، وهم لا يتظاهرون بدوافع مبدئية وآيديولوجية وليس لديهم أية مطالب، وإنما يهدفون إلى مضايقة العائلة فقط من خلال رفع الأعلام، ووضع شمعدان بجانب بيتها».

وكتبت المحامية رسالة إلى المستشارة القضائية للحكومة، مطالبة إياها بوضع حد لهذه المهزلة، قالت فيها إنه «لا ينبغي الانتظار حتى يقع العرب في الداخل ضحايا للحقد الأعمى بسبب الحرب على غزة».

محمد بركة أمام غرفة التحقيق في الشرطة الإسرائيلية بعد حرب غزة (حساب رسمي)

يذكر أن اليمين الحاكم في إسرائيل يدير حملة تحريض وتخويف للمواطنين العرب (فلسطينيي 48)، لمنعهم من التضامن مع أهل غزة، ونفذت اعتقالات بحق المئات منهم وبضمنهم رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، وأعضاء كنيست سابقين آخرين منهم، مثل إمطانس شحادة وحنين زعبي وسامي أبو شحادة وغيرهم من القادة البارزين والفنانين والمؤثرين.

وفي المداولات حول زيادة ميزانية الحرب، التي أقرت الأربعاء، تبين أن الحكومة تخطط لتقليص ميزانيات مخصصة للبلديات العربية ولبرامج التعليم. وقد حذر مجلس الأمن القومي وجهاز الأمن العام (الشاباك) من تقليص في ميزانية المجتمع العربي، وقالا إن «مثل هذا التقليص يمكن أن يعيق اندماج المجتمع العربي داخل المجتمع الإسرائيلي ويزيد من مخاطر اندلاع أعمال العنف».

تضامن ياباني في طوكيو بالقرب من السفارة الإسرائيلية ولافتات «أوقفوا قصف غزة» الأربعاء (د.ب.أ)

وذكرت هيئة البث الرسمية «كان»، أنه لأول مرة يذكر في التقييم الذي أعد بعد خطة التقليصات التي يجري إعدادها على ميزانية عام 2024، أن «وجود أهمية كبيرة من الزاوية الأمنية بتقليل الأضرار على موازنات الخطط المتعددة السنوات للمجتمع العربي والخطة المتعلقة بالمجتمع البدوي».

وأشار مجلس الأمن القومي إلى أن الخطط الخماسية ساهمت بتقليص الفجوات بين المجتمعين اليهودي والعربي، بطريقة أثرت بشكل مباشر على الحد من شرعية التورط في الأعمال العدائية والعنف. وأن «إيقاف الميزانيات على نطاق واسع قد يؤدي إلى إثارة رد فعل مضاد سلبي وصعب أيضاً على الجانب الأمني».

وأوصى التقرير أيضاً أنه بقدر ما سيتم من تقليصات، ضرورة تجنب إلحاق الضرر بالمجالات الحيوية لتحديات المجتمع العربي، مثل التعليم، والعمل، والرفاهية، والتوظيف والأمن الاجتماعي، وأن يتم ذلك مع التأكد من التحدث مع رؤساء السلطات المحلية في المجتمع.


إيران تعتقل مغنياً مثيراً للجدل بعد ترحيله من تركيا

صورة نشرتها وسائل إعلام إيرانية من اعتقال تتلو لدى وصوله إلى إيران (إیسنا)
صورة نشرتها وسائل إعلام إيرانية من اعتقال تتلو لدى وصوله إلى إيران (إیسنا)
TT

إيران تعتقل مغنياً مثيراً للجدل بعد ترحيله من تركيا

صورة نشرتها وسائل إعلام إيرانية من اعتقال تتلو لدى وصوله إلى إيران (إیسنا)
صورة نشرتها وسائل إعلام إيرانية من اعتقال تتلو لدى وصوله إلى إيران (إیسنا)

ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن السلطات اعتقلت مغنياً مثيراً للجدل فور من وصوله من تركيا التي رحّلته بعد سنوات من الإقامة خارج البلاد.

ويواجه مغني البوب والراب أمير مقصود لو (36 عاماً)، المعروف بـاسمه الفني أمير تتلو اتهامات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي على قاصرات إيرانيات في تركيا؛ الأمر الذي قد يعرّضه لأحكام قضائية قاسية. ولم يصدر تعليق من المغني ومحاميه إزاء تلك الاتهامات.

وقالت وكالة «ميزان» التابعة لـ«القضاء» الإيراني: إن السلطات التركية سلمت تتلو إلى الشرطة الإيرانية في معبر بازرغان شمال غرب البلاد، مشيرة إلى توقيفه وتوجيه الاتهامات له بعد شكاوى من أسر قاصرين.

وقبل عام من ترحيله، وصف المغني حياته في تركيا بـ«القاسية» متحدثاً عن نيته للعودة إلى إيران ونشر صورة من تذكرة العودة إلى بلاده، لكن مواقع إخبارية أفادت بأنه لم يتمكن من العودة لبلاده بسبب انتهاء صلاحية جواز سفره.

وقبل أسبوع ذكرت تقارير، أن الشرطة التركية اعتقلت تتلو بسبب الإساءة لطاقم القنصلية الإيرانية. وقال المغني إنه طلب ترحيله لبلاده، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب مشكلة جواز السفر.

واتهمته صديقته، الممثلة السابقة سحر قريشي بالعنف والاعتداء عليها لساعات عدة. وكشفت عن مضايقته فتيات في منزله بتركيا.

أمير تتلو مغني الراب الإيراني (إيسنا)

واعتُقل تتلو مرات عدة في السنوات العشر الأخيرة، وواجه عقوبة السجن بتهمة «إشاعة الفساد والفحشاء»، و«تشويش الرأي العام»، وفي كل مرة نظم أنصاره الذين تتراوح أعمارهم بين 13 عاماً و25 عاماً للمطالبة بإطلاق سراحه. واعتُقل المرة الأولى في 2012 بعد نشر ألبومه الأول.

في عام 2015 نشر تتلو أغنية جرى تسجيلها على متن مدمرة «جماران» التابعة لبحرية الجيش الإيراني وحول ضباط من مشاة البحرية.

تتلو يغني على متن مدمرة "جماران" حول تسليح إيران (يوتيوب)

وتدافع الأغنية عن البرنامج النووي، ويقول في عبارة مثيرة للجدل: إن «تسليح الخليج حق مسلّم لإيران». وكانت الأغنية من إنتاج شركة «أوج» التابعة لدائرة الدعاية والإعلام في «الحرس الثوري».

وبعد اعتقاله في عام 2016 تنصل قائد البحرية في الجيش الإيراني حينذاك، حبيب الله سياري من التعاون مع المغني المثير للجدل.

رئيسي يلتقي تتلو خلال حملة الانتخابات الرئاسية 2017 (فرارو)

وفي عام 2017، التقى تتلو الرئيس الإيراني الحالي، إبراهيم رئيسي، أثناء ترشحه للانتخابات الرئاسية في العام نفسه التي فاز فيها حسن روحاني. وفسر لقاء رئيسي والمغني حينها بأنه محاولة لاستقطاب جمهوره الذي يُقدّر بأكثر من خمسة ملايين.

وفي نهاية ینایر (كانون الثاني) 2020، قال متحدث باسم الشرطة الإيرانية: إن تتلو اعتُقل في تركيا بناءً على نشرة حمراء عمّمتها إيران عبر الشرطة الدولية. وجاء اعتقاله بعد اتهامه بالإساءة للرموز الدينية.

وفي وقت لاحق من 2020، أطلقت ناشطات وصحافيات إيرانيات في الخارج، حملة أجبرت شبكة «إنستغرام» على حذف صفحة تتلو التي كانت تحظى بمتابعة أكثر من أربعة ملايين، بعدما واجه اتهامات بالاعتداء على قاصرات. وبعد إعلان اعتقاله اليوم تصدّر اسم تتلو شبكات التواصل الاجتماعي في إيران.

واتهم بعض المدونين على منصة «إكس» الحكومة بإعادة إلى البلاد لـ«صرف أنظار الرأي العام» عن ملف فساد يتعلق باستيراد الشاي ويقدر بـ4 مليارات دولار.

وتراشقت حكومة إبراهيم رئيسي ومسؤولين من الحكومة السابقة برئاسة حسن روحاني بالاتهامات حول التورط في أحدث ملفات الفساد الكبرى التي هزت البلاد في السنوات الأخيرة.


إسرائيل توافق على بناء 1700 وحدة استيطانية في القدس الشرقية

جنود إسرائيليون أمام «كيبوتس المنارة» على الحدود مع لبنان (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون أمام «كيبوتس المنارة» على الحدود مع لبنان (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل توافق على بناء 1700 وحدة استيطانية في القدس الشرقية

جنود إسرائيليون أمام «كيبوتس المنارة» على الحدود مع لبنان (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون أمام «كيبوتس المنارة» على الحدود مع لبنان (إ.ب.أ)

أفادت منظمة «السلام الآن» الإسرائيلية غير الحكومية اليوم الأربعاء بأن الحكومة الإسرائيلية وافقت بشكل نهائي على بناء 1738 وحدة استيطانية في مستوطنة في جنوب شرق القدس الشرقية المحتلة.

وقالت حاغيت هوفران من المنظمة المناهضة للاستيطان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لولا الحرب لأثيرت ضجة كبيرة، إنه مشروع إشكالي للغاية بالنسبة لامتداد الدولة الفلسطينية بين جنوب الضفة الغربية والقدس الشرقية».


«العفو الدولية»: تعرض متظاهرين معتقلين في إيران للاغتصاب

عشرات يحتجون في طهران على موت الشابة مهسا أميني في 19 سبتمبر 2022 (رويترز)
عشرات يحتجون في طهران على موت الشابة مهسا أميني في 19 سبتمبر 2022 (رويترز)
TT

«العفو الدولية»: تعرض متظاهرين معتقلين في إيران للاغتصاب

عشرات يحتجون في طهران على موت الشابة مهسا أميني في 19 سبتمبر 2022 (رويترز)
عشرات يحتجون في طهران على موت الشابة مهسا أميني في 19 سبتمبر 2022 (رويترز)

اتهم تقرير دولي عناصر الأمن الإيراني باللجوء إلى الاغتصاب وغيره من أعمال العنف الجنسي ضد نساء ورجال اعتُقلوا في إطار الحملة الأمنية ضد الاحتجاجات التي اندلعت في سبتمبر (أيلول) 2022.

وأكدت «منظمة العفو الدولية»، الأربعاء، في تقرير أنها وثّقت 45 حالة اغتصاب أو اغتصاب جماعي أو عنف جنسي ضد المتظاهرين. ونظراً إلى أن الحالات مسجّلة في أكثر من نصف المحافظات الإيرانية، فقد أعربت عن خشيتها من أن هذه الانتهاكات الموثّقة تبدو جزءاً من «نمط أوسع»؛ وفق ما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، إن «بحوثنا تكشف عن كيفية استخدام عناصر المخابرات والأمن في إيران الاغتصاب وغيره من ضروب العنف الجنسي لتعذيب المحتجين؛ بمن فيهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً».

وأشارت المنظمة، التي تتخذ في لندن مقراً، إلى أنها أطلعت السلطات الإيرانية على النتائج التي توصلت إليها في 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، «لكنها لم تتلقَّ أي رد حتى الآن».

اندلعت الاحتجاجات في إيران في سبتمبر (أيلول) 2022 بعد وفاة مهسا أميني (22 عاماً) بينما كانت محتجزة لدى الشرطة. تقول عائلتها إنها قتلت بضربة على الرأس.

وبعدما أحدث هزّة في أوساط السلطة الإيرانية، تراجع زخم الحراك بحلول أواخر العام ذاته في مواجهة حملة أمنية عنيفة أودت بحياة المئات؛ وفق ناشطين حقوقيين، وجرى في إطارها توقيف الآلاف؛ وفق الأمم المتحدة.

«شهادات مرعبة»

أفادت منظمة العفو بأن 16 من الحالات الـ45 الموثّقة في التقرير كانت لاغتصاب أشخاص؛ 6 نساء و7 رجال وفتاة عمرها 14 عاماً، وفَتَيان في سن 16 و17 عاماً. وتعرّض 6 منهم (4 نساء ورجلان) للاغتصاب الجماعي من جانب عدد من العناصر الذكور، وفق المنظمة.

ولفتت إلى أن الاعتداءات الجنسية ارتُكبت من قبل عناصر من «الحرس الثوري» وقوة «الباسيج» وعناصر من وزارة المخابرات، فضلاً عن فروع مختلفة من قوات الشرطة.

وأوضحت أن اغتصاب النساء والرجال جرى «بواسطة هراوات خشبية ومعدنية، وقنانٍ زجاجية، و خراطيم مياه، و(...)».

وإضافة إلى ضحايا الاغتصاب الـ16، أفادت المنظمة بأنها وثّقت 29 حالة لأشخاص تعرضوا لأشكال أخرى من العنف الجنسي مثل «الإمساك بثُدي وأعضاء الناجيات والناجين التناسلية وأردافهم وتَحسُّسها، وضربهم ولكمهم وركلهم عليها؛ وإرغامهم على التعري، أحياناً أمام كاميرات الفيديو؛ وصعق خُصى الرجال بالصدمات الكهربائية (..) أو وضع ثلج عليها».

وذكرت منظمة العفو أنها جمعت الشهادات عبر مقابلات أجرتها مع الضحايا وغيرهم من الشهود عن بعد وعبر منصات اتصال آمنة.

وقالت كالامار: «تشير الشهادات المرعبة التي جمعناها إلى وجود نمط أوسع في ما يخص استخدام العنف الجنسي سلاحاً مهماً في ترسانة قمع الاحتجاجات وإسكات أصوات المعارضة، المتوفرة لدى السلطات الإيرانية؛ للتمسك بالسلطة مهما كان الثمن».

«حتى الحيوانات لا تفعل ذلك»

أفادت امرأة عرّفت عن نفسها باسم «مريم» فحسب، أُوقفت واحتُجزت لمدة شهرين بعدما نزعت حجابها خلال مظاهرة، منظمة العفو بأنها تعرّضت للاغتصاب من قبل عنصرين خلال التحقيق.

وقالت إن المحقق «نادى شخصين آخرين للدخول وقال لهما (حان الوقت). بدأوا تمزيق ملابسي. كنت أصرخ وأترجاهم بأن يتوقفوا».

وأضافت؛ وفق ما نقلت عنها منظمة العفو: «اغتصبوني بشكل عنيف (...) حتى الحيوانات لا تفعل ذلك».

بدوره، أفاد رجل يدعى «فرزاد» المنظمة بأن عناصر بلباس مدني اغتصبوه جماعياً داخل مركبة تابعة للقوات الخاصة إلى جانب متظاهر آخر يدعى «شاهد». علماً بأنه تم إطلاق سراحه بعد أيام عدة من دون توجيه أي اتهامات له.

تفيد منظمة العفو بأن معظم الضحايا لم يتقدموا بشكاوى عن تعرّضهم للاعتداءات خشية تعرضهم لعواقب أخرى، بينما تم تجاهل أولئك الذين أبلغوا النيابة.

وفي هذا الصدد، أكدت كالامار أنه «من دون وجود إمكانية لإقامة العدل محلياً، فإنه يترتب على المجتمع الدولي واجب الوقوف إلى جانب الناجيات والناجين والسعي لتحقيق العدالة».


فرنسا تركز على المساعدات الإنسانية لغزة وتترك الجوانب السياسية للآخرين

وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال كلمة لها في أستراليا  بمناسبة زيارة رسمية (إ.ب.أ)
وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال كلمة لها في أستراليا بمناسبة زيارة رسمية (إ.ب.أ)
TT

فرنسا تركز على المساعدات الإنسانية لغزة وتترك الجوانب السياسية للآخرين

وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال كلمة لها في أستراليا  بمناسبة زيارة رسمية (إ.ب.أ)
وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال كلمة لها في أستراليا بمناسبة زيارة رسمية (إ.ب.أ)

لأن باريس تبدو عاجزة عن التأثير على مجريات حرب غزة أو أنها غير راغبة في التعبير عن مواقف قد تثير أزمة في علاقاتها مع إسرائيل، فإنها استدارت نحو العمل الإنساني، وتوفير المساعدات لقطاع غزة الخاضع لقصف متواصل توقف فقط لستة أيام مع الهدنة الإنسانية التي انتهت بداية ديسمبر (كانون الأول) ثم استؤنف بشراسة أكبر. ووفق آخر الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الضحايا تجاوز 16 ألف شخص بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء. ودفع هذا الوضع المنظمات الدولية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى التنديد بقوة بما هو حاصل في غزة. وآخر التصريحات صدرت الأربعاء عن مدير المفوضية العليا لحقوق الإنسان فولكر تورك الذي ندد بحالة «الرعب المطلق» الذي يعرفه سكان القطاع، وبـ«الفظائع» التي يمكن أن تحصل.

وقال فولكر تورك، في مؤتمر صحافي عقده في مقر المفوضية في جنيف إن «الوضع الإنساني كارثي»، وإن المدنيين في غزة «يعيشون في حالة من الرعب المطلق، وهذه الحالة ستسوء أكثر فأكثر»، مذكراً بما جاء على لسان مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الذي وصف الوضع بأنه «يشبه نهاية العالم». ونبه فولكر الذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار وإخلاء سبيل جميع الرهائن، إلى أن ما يحصل في غزة من «جرائم فظيعة» يمكن أن تعد «جرائم إبادة أو جرائم حرب وضد الإنسانية». كذلك عبّر فولكر عن قلقه إزاء تصريحات مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين بينهم وزير الدفاع يوآف غالانت، التي «تنزع الإنسانية» عن الفلسطينيين، قائلاً إنه «لا يمكن القبول بها وإن محكمة متخصصة (في إشارة ضمنية إلى المحكمة الجنائية الدولية) يمكن أن ترى فيها دعوة للقتل وارتكاب الفظائع».

أطفال في غزة يبحثون عن الطعام (أ.ف.ب)

هذه الجوانب غابت عن تصريحات المسؤولين الفرنسيين في الأيام الأخيرة وتم التركيز، بالمقابل، على أمرين: الانتهاكات التي يقوم بها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية تحت مسمع ومرأى الجيش الإسرائيلي، وفق ما جاء أمس في تصريح صادر عن الخارجية الفرنسية والحاجة للاستجابة للوضع الإنساني في القطاع. والحال أن العمل الإنساني على أهميته خصوصاً في ظل أوضاع كارثية كما هي الحال في غزة، «لا يمكن عده سياسة أو أن يحل محل العمل السياسي» الذي يعني في حالة غزة السعي لوضع حد للحرب والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. ففي السياق الإنساني، أصدرت الخارجية الأربعاء بياناً أشارت فيه إلى أن الوزيرة كاترين كولونا ستعقد اجتماعاً بعد الظهر يضم ممثلي المنظمات الدولية بينهم فيليب لازاريني، المفوض العام للأمم المتحدة للأونروا ومارتن غريفيث، مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، وممثلين عن الصليب الأحمر وعن الدول التي شاركت في المؤتمر الذي استضافته باريس في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون. وكان المؤتمر المشار إليه قد أفضى إلى التزامات تزيد على المليار دولار للمساعدات الإنسانية لغزة.

وجاء في بيان الخارجية أن اجتماع الأربعاء يرمي إلى تحقيق ثلاثة أهداف أولها متابعة ما تم الإعلان عنه من مساهمات مالية وثانيها تحديد الحلول العملانية لزيادة كمية المساعدات وكيفية إيصالها وثالثها التنسيق بين الأطراف المساهمة بالمساعدات. وكان مؤتمر باريس قد ناقش مقترحاً تقدمت به قبرص لفتح خط بحري منها إلى غزة لإيصال المساعدات. لكن هذا الاقتراح لم يعرف أي تقدم ويواجه تنفيذه صعوبات كبرى أبرزها الشروط التي تفرضها إسرائيل التي تتمسك بتمكينها من مراقبة هذه العملية من بدايتها وحتى نهايتها. وفي سياق الإعلان عن الاجتماع، أشارت الخارجية بكثير من الدبلوماسية، إلى «الوضع الكارثي» الذي يعرفه قطاع غزة، وإلى «واجب احترام القانون الدولي الإنساني» دون أن تسمي إسرائيل بالاسم، وتفسيرها له يعني وصول المساعدات الإنسانية والاستجابة للحاجات الإنسانية للسكان. أما القصف وسقوط الضحايا فقد غاب ذلك عن بيان الوزارة الفرنسية.


إردوغان ينتقد «المنطقة العازلة» في غزة ويحذّر إسرائيل من اغتيالات على أرضه

إردوغان يدلي بتصريحات للصحافيين على متن طائرة الرئاسة أثناء عودته مساء الثلاثاء من قطر (الرئاسة)
إردوغان يدلي بتصريحات للصحافيين على متن طائرة الرئاسة أثناء عودته مساء الثلاثاء من قطر (الرئاسة)
TT

إردوغان ينتقد «المنطقة العازلة» في غزة ويحذّر إسرائيل من اغتيالات على أرضه

إردوغان يدلي بتصريحات للصحافيين على متن طائرة الرئاسة أثناء عودته مساء الثلاثاء من قطر (الرئاسة)
إردوغان يدلي بتصريحات للصحافيين على متن طائرة الرئاسة أثناء عودته مساء الثلاثاء من قطر (الرئاسة)

عاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى مسألة إقامة منطقة عازلة في غزة، وعدّها أمراً خارج المناقشة، ويعكس عدم الاحترام للفلسطينيين. وجدد استعداد بلاده للقيام بدور الضامن واستضافة مؤتمر دولي للسلام أيضاً، بشرط توفر إرادة حقيقية للسلام.

ورفض إردوغان ما تروّجه إسرائيل بشأن عزمها إقامة منطقة عازلة في غزة، قائلاً: «أرى مناقشة هذا الأمر قلة احترام لإخوتي الفلسطينيين؛ فهي خطة ليست للمناقشة».

وأضاف إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من الدوحة، حيث شارك في قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربي واجتماعات المجلس الاستراتيجي القطري - التركي، أن «غزة مِلك للفلسطينيين، والشعب الفلسطيني هو الذي يقرر ما سيحدث هناك ومَن سيحكمها، ونحن لا نعترف بأي شخص يرى أنه يقرر هناك نيابة عن الفلسطينيين».

جنود إسرائيليون ينتشرون داخل قطاع غزة وسط استمرار القتال (رويترز)

وواصل إردوغان انتقاداته للدعم الغربي لإسرائيل، قائلاً إنه «لولا دعم جميع الدول الغربية لإسرائيل، خصوصاً الولايات المتحدة، لما كنا نواجه مثل هذا المشهد في منطقتنا حالياً».

وجدَّد استعداد تركيا للقيام بدور الضامن في قطاع غزة، قائلاً: «نحن في تركيا على استعداد لتولي دور الضامن واستضافة مؤتمر دولي للسلام أيضاً، شريطة توفر إرادة حقيقية للسلام».

ولفت إردوغان إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أصبح في وضع يواجه فيه الإفلاس السياسي، وقد يرفع «راية الإفلاس» في أي لحظة، مضيفاً: «وجهة النظر الغربية بدأت تتغير منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وحتى الآن، إسرائيل بدأت تفقد أوروبا ودعمها، وضمير الشعوب الأوروبية الرافضة المجازر الإسرائيلية سيسرّع هذا الأمر».

وتابع: «أصوات بعض الدول بدأت تظهر، وهذا يعطي أملاً، والأمم المتحدة تشاهد ما يحدث وأيديها مكبّلة ولا تفعل شيئاً».

بنيامين نتنياهو يتفقد قواته في قطاع غزة 26 نوفمبر الماضي (مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي - أ.ف.ب)

وأكد الرئيس التركي، مجدداً، أن نتنياهو لن يستطيع التملص مما يفعله في قطاع غزة الفلسطيني، وسيُحاكم على جرائمه، وسيدفع ثمن جرائم الحرب التي ارتكبها في غزة إن عاجلاً أم آجلاً.

وقال إن «تركيا تعمل من أجل محاكمة نتنياهو وقادة إسرائيل المشاركين بالمجازر في غزة أمام المحاكم الدولية، ويعمل بهذا الملف نحو 3 آلاف محامٍ من أنحاء العالم.

وتطرق إردوغان إلى الخطط التي أعلنتها تل أبيب بشأن اغتيال أعضاء حركة «حماس» خارج فلسطين، في كل من تركيا ولبنان وقطر، قائلاً: «إذا تجرأت إسرائيل على اتخاذ خطوة كهذه في تركيا، فإنهم سيدفعون الثمن باهظاً، بحيث إنهم لن يتمكنوا من رفع ظهورهم مرة أخرى».

وأضاف: «لا يوجد أحد في العالم لا يعرف مدى التقدم والشوط الذي قطعته تركيا في مجالي الاستخبارات والأمن، ولا ينبغي لأحد أن ينسى ذلك».

إردوغان جمع بين الرئيس محمود عباس وإسماعيل هنية يوليو الماضي (الرئاسة التركية)

وجاء تحذير إردوغان رداً على إعلان رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، بأن إسرائيل ستلاحق قادة حركة «حماس» في قطر وتركيا ولبنان، حتى لو استغرق الأمر سنوات.

وقال إردوغان إن حركة «حماس» حركة مقاومة وتحرُّر تكافح من أجل الحفاظ على أراضيها وشعبها، ولا يمكن بالنسبة لتركيا عدّها منظمة إرهابية.

تهديد وزير الخارجية

في السياق ذاته، أكد وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، أن بلاده لن تسمح لأحد بتنفيذ عمل غير قانوني على أراضيها.

وعلَّق يرلي كايا، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة ليل الثلاثاء - الأربعاء على ما أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن استعداد جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) لاغتيال أعضاء حركة «حماس» خارج فلسطين، بما في ذلك تركيا ولبنان وقطر، قائلاً: «لا نسمح لأحد بالقدوم والقيام بأي شيء غير قانوني في بلدنا... منع وقوع ذلك هو مهمتنا الكبرى. وزارة الداخلية تتشاور وتتعاون مع الوزارات المعنية وجهاز المخابرات في هذا الشأن».