مبادرات {موانئ} تحد من ارتفاع أسعار السلع في السعودية

الإجراءات تدعم التدفقات في سلاسل الإمداد وتحفز الشركات وملاك السفن

الموانئ السعودية تتخذ إجراءات تدعم استقرار أسعار السلع في السوق المحلية (الشرق الأوسط)
الموانئ السعودية تتخذ إجراءات تدعم استقرار أسعار السلع في السوق المحلية (الشرق الأوسط)
TT

مبادرات {موانئ} تحد من ارتفاع أسعار السلع في السعودية

الموانئ السعودية تتخذ إجراءات تدعم استقرار أسعار السلع في السوق المحلية (الشرق الأوسط)
الموانئ السعودية تتخذ إجراءات تدعم استقرار أسعار السلع في السوق المحلية (الشرق الأوسط)

أثمرت الإجراءات والمبادرات التي أطلقتها الهيئة العامة للموانئ «موانئ» تجاوز حدة الارتفاعات في أسعار النقل البحري العالمي، وعودتها إلى مسارها التصحيحي؛ لتنعكس على أسعار السلع والمنتجات الرئيسية في الأسواق التي تمس المواطن والمقيم، حيث شهدت الأسعار اعتدالاً ملحوظاً بعد الارتفاعات التي لحقت بها خلال جائحة «كورونا».
وكانت نسب الارتفاع في المملكة جراء تلك المبادرات دون المعدلات العالمية ونتيجة لمتانة الخطط الاقتصادية، لتشهد أسعار الشحن العالمية انخفاضا بنسبة 47 في المائة في المتوسط حسب مؤشر دروري المتخصص، حيث انعكس هذا الانخفاض على متوسط أسعار خطوط الشحن الرئيسية من وإلى المملكة بما يعادل 24 في المائة مع دول شرق آسيا و12 في المائة مع دول قارة أوروبا، علماً بأن أسعار الشحن البحري في المملكة لم تشهد ارتفاعاً يضاهي المعدلات العالمية.
وتأثر العالم مؤخراً بإجراءات الإغلاقات التي انعكست سلباً على حركة النقل البحري وسلاسل الإمداد، وأحدثت اضطراباً في عمليات استيراد وتصدير البضائع، إلا أن المبادرات والإجراءات المتخذة من الهيئة العامة للموانئ السعودية تمكنت من امتصاص الأزمة وضمان سلاسل الإمداد والحفاظ على الحركة التجارية في موانئها.
وقال مستشار اللوجيستيات، نشمي الحربي لـ«الشرق الأوسط» إن الإنجازات المحققة من شأنها أن ترفع مركز المملكة في مؤشر الأداء اللوجيستي العالمي، ويضمن تدفقات هائلة في سلاسل الإمداد، مؤكداً أن تلك الإجراءات تحفز شركات الملاحة البحرية وملاك السفن لوضع موانئ البلاد في خطة السير الرئيسية عوضاً عن بعض الموانئ الأخرى.
وأكد نشمي الحربي، أن مؤشر الأداء اللوجيستي العالمي يعتمد على حجم التسهيلات والممارسات المرنة في الموانئ والمنافذ الدولية، مبيناً أن ذلك سيضمن تدفقات هائلة من سلاسل الإمداد الصناعية والتجارية والغذائية والبضائع وكذلك نقل الركاب.
ووفقاً لنشمي الحربي فإن الموانئ السعودية تشهد نمواً كبيراً ومتزايداً في عدد السفن والمسافنة وهذا مؤشر إيجابي ومحفز لعدد من شركات الملاحة البحرية وملاك السفن لوضع موانئ المملكة على خطة السير الرئيسية عوضاً عن بعض الموانئ الأخرى، وسيكون ذلك رافدا اقتصاديا إضافيا طبقاً لما أفصح عنه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد عند إطلاق «رؤية 2030» حينما وعد أن تكون السعودية منصة لوجيستية عالمية.
ورصدت «الشرق الأوسط» مدى فاعلية الإجراءات التي اتخذتها المملكة لمواجهة التبعات العالمية، واستهدفت من خلالها رفع جودة الخدمات المُقدمة للشركات التجارية والوكلاء، والتي كان من بينها إطلاق الهيئة العامة للموانئ 17 مبادرة نوعية داعمة لكافة المستفيدين من خدمات النقل البحري بدعم من المهندس صالح الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجيستية رئيس مجلس إدارة «موانئ»، والتي أسهمت في تحقيق الأمن الغذائي واستمرار تدفق البضائع وسلاسل الإمداد وحتى وصول الأسواق إلى مرحلة الاستقرار والتعافي بوصفها شريكاً أساسياً في التنمية الوطنية الشاملة، وتماشياً مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية.
واتخذت «موانئ» جُملة من التدابير الاستثنائية ومنها تعزيز الشراكة مع الخطوط الملاحية وضمان كفاءة العمليات التشغيلية لمناولة السفن وتسهيل وإعادة هندسة إجراءات تحميل حاويات المسافنة، حيث تم إلغاء تأمين الحاويات، وأيضاً تخفيض الأجور بنسبة 50 في المائة على استيراد الحاويات الفارغة بغرض دعم المصدرين، كذلك تقليل مدة الفسح ليصل إلى ساعتين فقط.
وعملت «موانئ» ضمن مبادراتها التحفيزية على تخفيض فترة السماح لإعادة الحاويات من 10 إلى 7 أيام، وأعادت هندسة إجراءات وصول السفن ومغادرتها بما ينعكس إيجاباً على مدة الفسح.
وألغت «موانئ» بالتعاون مع هيئة الزكاة والضريبة والجمارك إذن التحميل لحاويات المسافنة، وزادت كذلك من فترات السماح للحاويات الفارغة الصادرة.
وعملت الهيئة على مراجعة أبرز الصعوبات التي تواجه الخطوط الملاحية وإيجاد مقترحات تطويرية، ونظمت عدداً من ورش العمل المشتركة مع القطاع الخاص لبحث فرص دعم المصدرين والمستوردين بهدف تحسين تجربة العميل، وتسهيل وتبسيط الإجراءات وزيادة الكفاءة التشغيلية.
وكانت «موانئ» سريعة التجاوب مع تأثيرات حادثة السفينة إيفرغرين بقناة السويس، على حركة النقل بإطلاق مبادرة زيادة فترة السماح للمسافَنة لمدة 20 يوماً إضافية، إسهاماً منها في دَعْم حركة التجارة العالمية عبر تحويل السفن وإنزال حاوياتها في ميناء جدة الإسلامي وتخفيف الآثار المترتبة.
وتستهدف «موانئ» عبر مبادراتها رفع مؤشر أداء الخدمات اللوجيستية، وزيادة الطاقة الاستيعابية للحاويات التي تتم مناولتها في الموانئ لتصل إلى أكثر من 40 مليون حاوية قياسية، وتطمح إلى زيادة حصة المملكة في سوق إعادة الشحن إلى 45 في المائة، ورفع نسبة تشغيل الموانئ إلى 70 في المائة من طاقتها الاستيعابية الإجمالية.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.