ألمانيا تتوقع ذروة التضخم في ديسمبر ولا تستبعد ركوداً اقتصادياً

تحذيرات من كثرة استخدام مراوح التدفئة في الشتاء ومطالبات برفع الأجور

ارتفع معدل التضخم في ألمانيا خلال أغسطس الماضي إلى 7.9% (أ.ف.ب)
ارتفع معدل التضخم في ألمانيا خلال أغسطس الماضي إلى 7.9% (أ.ف.ب)
TT

ألمانيا تتوقع ذروة التضخم في ديسمبر ولا تستبعد ركوداً اقتصادياً

ارتفع معدل التضخم في ألمانيا خلال أغسطس الماضي إلى 7.9% (أ.ف.ب)
ارتفع معدل التضخم في ألمانيا خلال أغسطس الماضي إلى 7.9% (أ.ف.ب)

تشهد ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، حالة حراك شديدة في معظم القطاعات الاقتصادية، نتيجة المخاوف من تداعيات قطاع الطاقة المتأثر بشدة من الحرب الأوكرانية، على جميع المجالات، بالتزامن مع معاناة المستهلكين من معدلات التضخم القياسية.
وفي هذا الصدد، قال رئيس البنك المركزي الألماني يواخيم ناجل، إن التوقعات الاقتصادية القاتمة لن تردع البنك المركزي الأوروبي عن مكافحته للتضخم الذي وصل إلى مستويات قياسية. متوقعا إمكانية تسارع وتيرة نمو الأسعار ووصول معدل التضخم في ديسمبر (كانون الأول) المقبل إلى ذروته.
وفي تصريحات لإذاعة «دويتشلاند فونك»، قال ناجل عضو مجلس البنك المركزي الأوروبي، أمس الأحد إن من غير المستبعد أن تكون هناك معدلات أقل للنمو أو حدوث ركود «لكن أصل الموضوع هو أن الأسعار المستقرة تعد في نهاية المطاف أكثر أهمية بالنسبة للنمو على المدى المتوسط والمدى الطويل وللتوقعات الاقتصادية الجيدة لمنطقة اليورو».
وأضاف ناجل أن من المحتمل أن تكون هناك مرحلة صعبة سيتعين تجاوزها، وقال إنه يبدو في الوقت الراهن أن تراجع الأداء الاقتصادي لن يكون قويا للغاية.
كان البنك المركزي قرر يوم الخميس الماضي رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 75 نقطة أساس وهي أعلى زيادة من نوعها يقررها البنك في تاريخه، وجاءت هذه الخطوة على خلفية الزيادة السريعة في أسعار المستهلكين والتي ترجع في المقام الأول إلى الحرب الروسية على أوكرانيا والتأثيرات اللاحقة لجائحة «كورونا».
وأوضح ناجل أنه يتوقع إمكانية تسارع وتيرة نمو الأسعار ووصول معدل التضخم في ديسمبر المقبل إلى ذروته، حيث سيتجاوز 10 في المائة. وقال إنه يتوقع أن يستمر معدل التضخم في العام المقبل أيضا عند مستوى مرتفع يزيد على 6 في المائة، في الوقت الذي يسعى فيه البنك المركزي الأوروبي إلى إبقاء معدل التضخم عند مستوى 2 في المائة للحفاظ على استقرار الأسعار.
وصرح ناجل أن هناك مؤشرات تدل على انتشار التضخم في العديد من القطاعات وقال إن على السياسة النقدية لهذا السبب أن «تمد يد العون» بصورة ملحوظة.
وكانت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد أعلنت أن من المنتظر رفع سعر الفائدة من جديد. في الوقت نفسه، قال ناجل إنه على ثقة بأن شركاء العقود الأجور الجماعية «سيظهرون المسؤولية» خلال مفاوضات الأجور القادمة.
في الأثناء، حذرت الوكالة الاتحادية للشبكات في ألمانيا من كثرة استخدام مراوح التدفئة في الشتاء المقبل. وفي تصريحات لصحيفة «تاجس شبيجل» الألمانية الصادرة أمس الأحد، قال رئيس الوكالة كلاوس مولر إن «استخدام مراوح التدفئة أغلى من التدفئة بالغاز حتى مع الارتفاع الكبير لأسعار الغاز».
وأضاف مولر أنه «عندما يستخدم عدد زائد عن الحد من الأشخاص هذه المراوح في التدفئة في نفس الوقت، فإن ذلك يمكن أن يصل بشبكات الكهرباء المحلية إلى أقصى حدود حمولتها ويتجاوزها».
كان اتحاد المدن والبلديات الألمانية حذر في وقت سابق من تحميل شبكات الكهرباء بأحمال زائدة، وهي الحالة التي لا يستبعدها خبراء لكنهم لا يعتبرون هذا السيناريو محتملا بدرجة كبيرة.
وارتفعت أسعار الغاز في ألمانيا بعدما أوقفت روسيا إمدادات شحنات الغاز من خط أنابيب نورد ستريم 1 عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، وبررت ذلك بالعقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
في غضون ذلك، تظاهر نحو ألفي شخص وفقا لنقابة IG Metall الألمانية النافذة في لايبزيغ (ساكسونيا) للمطالبة برفع الأجور بنسبة 8 في المائة في قطاع الصناعة، وهو المطلب الأبرز منذ عام 2008 على خلفية التضخم والتباطؤ الاقتصادي.
تظاهر المشاركون في وسط مدينة لايبزيغ رافعين شعار «الخريف أيضا سيكون ساخنا» للحصول على هذه الزيادة والتي قد تشمل 3.8 مليون موظف في هذا القطاع وفقا لمصور فرنس برس.
وقال رئيس النقابة يورغ هوفمان للمتظاهرين: «الآن ليس الوقت المناسب لضبط النفس، إنه وقت الحصول على زيادة كبيرة بنسبة 8 في المائة في الأجور وبدلات التدريب في صناعة المعادن والكهرباء». وبالتالي تعتزم النقابة التأثير على المفاوضات الأولى التي ستبدأ في منتصف سبتمبر (أيلول). ولن تكون الإضرابات المحتملة ممكنة إلا اعتبارا من 28 أكتوبر (تشرين الأول) مع نهاية فترة الحوار الاجتماعي الإلزامي.
من جهتها، تطالب منظمة أصحاب العمل Gesamtmetall بعدم تغيير الرواتب راهنا بسبب «التحديات والشكوك الكبيرة» التي تواجهها الشركات، بين أزمة الطاقة والنزاع في أوكرانيا ونقص المواد الأولية. وقالت إيرين شولز الرئيسة الإقليمية لنقابة IG Metall Berlin - Brandenburg - Saxony إن عدم إقرار زيادة سيكون «غير منطقي في وقت ترتفع الأسعار بقوة وتزداد تكاليف المعيشة كل يوم تقريبا».
ارتفع معدل التضخم مجددا في ألمانيا في أغسطس (آب) إلى 7.9 في المائة خلال عام واحد، وقد يبلغ 10 في المائة بحلول نهاية العام، في سابقة منذ الخمسينات. وأعلنت الحكومة الألمانية في 4 سبتمبر أنها ستفرج عن 65 مليار يورو لصالح تعزيز القدرة الشرائية.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

الأسواق تنتظر بيانات التضخم الأميركية وقرار الفائدة الكندية

شاشة تعرض أسعار الأسهم في غرفة التداول ببنك هانا بسيول (رويترز)
شاشة تعرض أسعار الأسهم في غرفة التداول ببنك هانا بسيول (رويترز)
TT

الأسواق تنتظر بيانات التضخم الأميركية وقرار الفائدة الكندية

شاشة تعرض أسعار الأسهم في غرفة التداول ببنك هانا بسيول (رويترز)
شاشة تعرض أسعار الأسهم في غرفة التداول ببنك هانا بسيول (رويترز)

استقرت أسواق الأسهم الآسيوية، يوم الأربعاء، في انتظار خفض متوقع لأسعار الفائدة في كندا، وبيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن يُبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي على المسار الصحيح لخفض أسعار الفائدة مرة أخرى.

وكانت التوقعات حذِرة إلى حد ما، حيث حددت الأسواق احتمالات بنسبة 85 في المائة لخفض أسعار الفائدة بالولايات المتحدة، الأسبوع المقبل. ومع اقتراب الأسهم الأميركية من أعلى مستوياتها التاريخية، هناك مجال للإحباط إذا جاءت البيانات مخيِّبة للآمال، وفق «رويترز».

وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 في المائة، يوم الثلاثاء، لكنه كان على بُعد 65 نقطة فقط من أعلى مستوى له على الإطلاق. وارتفعت العقود الآجلة الأميركية بنسبة 0.1 في المائة في الجلسة الآسيوية، في حين تراجعت العقود الآجلة الأوروبية بنسبة 0.2 في المائة، وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر «فوتسي» بنسبة 0.4 في المائة.

وانخفض مؤشر «إم إس سي آي» الأوسع نطاقاً للأسواق الآسيوية خارج اليابان بنسبة 0.4 في المائة، في حين استقر مؤشر «نيكي» الياباني.

ويشير متوسط ​​توقعات خبراء الاقتصاد، الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، إلى ارتفاع أسعار المستهلكين الأساسية والرئيسية بنسبة 0.3 في المائة على أساس شهري خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولكن ليس أكثر من ذلك، مما يترك الأسواق عرضة لأي مفاجآت.

وقال براينت دونيلي، رئيس شركة «سبكترا ماركتس»: «إذا جاءت الزيادة عند 0.4 في المائة، فستكون مفاجأة كبيرة»، مضيفاً أن الاستراتيجية هي شراء الدولار وبيع الأسهم إذا ارتفعت بنسبة 0.4 في المائة، وعدم القيام بأي شيء آخر.

ومن المتوقع أن يرتفع الدولار إذا جرى تعديل التوقعات بشأن سرعة وعمق خفض أسعار الفائدة الأميركية.

ويتوقع المحللون في بنك الكومنولث الأسترالي أن يتراجع مؤشر الدولار نحو 105.1 إذا جاءت بيانات التضخم مطابقة للتوقعات، لكنه قد يرتفع إلى نحو 108.1 إذا ارتفع التضخم الأساسي بنسبة 0.4 في المائة أو أكثر.

وخفّضت كندا أسعار الفائدة بمقدار 125 نقطة أساس، هذا العام، لكن الأخبار التي تفيد بارتفاع معدل البطالة إلى 6.8 في المائة خلال نوفمبر عزّزت الرهانات على خفض إضافي بمقدار 50 نقطة أساس.

وكانت أسواق العملات مستقرة بشكل عام، حيث جرى تداول اليورو عند 1.0524 دولار، في حين استقر الين الياباني عند 151.73 ين مقابل الدولار.

وقامت الأسواق بالفعل بتسعير خفض أسعار الفائدة من قِبل البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، مع وجود فرصة بنسبة 61 في المائة لخفض بمقدار 50 نقطة أساس من قِبل البنك الوطني السويسري، وهو ما قد يساعد في تهدئة ارتفاع الفرنك السويسري.

ويوم الثلاثاء، قرر بنك الاحتياطي الأسترالي إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، كما كان متوقعاً، لكنه تراجع عن الإشارة إلى رفع أسعار الفائدة في المستقبل، مما أدى إلى انخفاض الدولار الأسترالي بشكل حاد.

وانخفض الدولار الأسترالي 1 في المائة، مقارنة بالجلسة السابقة، إلى 0.6372 دولار أميركي، في حين هبط الدولار النيوزيلندي إلى 0.5792 دولار أميركي.

وفي أسواق السلع الأساسية، ارتفع الذهب فوق متوسطه المتحرك في 200 يوم إلى 2688 دولاراً للأوقية، حيث ساعد استئناف الصين لشراء الذهب من احتياطياتها في دفع الأسعار إلى ارتفاعها الأخير.

وفي أسواق الطاقة، بدت السياسات الجديدة التي تنتهجها الصين، هذا الأسبوع، داعمة لأسعار النفط، إذ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 47 سنتاً إلى 72.65 دولار للبرميل.

وفي أسواق السلع الزراعية، سجلت أسعار قهوة «أرابيكا» مستوى قياسياً مرتفعاً جديداً فوق 3.48 دولار للرطل، يوم الثلاثاء، مع قلق التجار بشأن تأثير الجفاف المتوقع على الإنتاج في البرازيل؛ أكبر منتِج للقهوة في العالم.