هل للكتف صوت مسموع؟

يحدث بسبب الشيخوخة ونمو العظام والإصابات

هل للكتف صوت مسموع؟
TT

هل للكتف صوت مسموع؟

هل للكتف صوت مسموع؟

الأصوات المنبعثة من الكتف؛ مثل الطحن (القَرْقَشَة)، والنقر (الطَقطَقَة)، والسحق (الصَرِير)، والفرقعة، يمكن أن تكون مزعجة. وإليكم ما يتوجب فعله حيالها.

تركيب الكتف

هذه الأصوات تفاجئك على حين غرة: أصوات القرقشة، أو الفرقعة، أو الطقطقة، الصادرة من كتفك، والتي لم تسمعها من قبل. فهل تعني أن كتفك تنبهك إلى خطر ما؟ أم إنها من العوارض الطبيعية للتقدم في العمر؟ تتوقف الإجابة على عدد من العوامل.
تتكون الكتف من 3 عظام: عظمة الذراع العلوية (upper arm bone)، وعظمة الترقوة (collarbone)، وعظمة «إسكابولا» أو لوح الكتف (shoulder blade)، ومن العديد من الأنسجة اللينة (بما في ذلك العضلات والأربطة والأوتار).
وهناك 4 مفاصل داخل الكتف. يحتوي المفصل الرئيسي على بنية المقبس والكرة: عظمة الذراع العلوية هي «الكرة (ball)» التي تناسب «المقبس: التجويف (socket)» الضحل في لوح الكتف.
تُسبب الشيخوخة، ونمو العظام، ومختلف الإصابات، تغييرات في الكتف تلك التي تولد أصواتاً من وقت إلى آخر.

أصوات غريبة

ليس هناك صوت واحد مميز لمشكلة بعينها في الكتف، مما يجعل من الصعب معرفة ما تُخبرك به مختلف الأصوات الصادرة عن الكتف. وإليكم بعض الاحتمالات.
* التهاب المفاصل: عندما يبلى الغضروف الذي يُبطن مفاصل الكتف، يمكن أن تحتك العظام بعضها ببعض. يقول الدكتور جايسون سيمون، جراح العظام في «مستشفى نيوتن ويليسلي» التابع لجامعة هارفارد: «أحيانا تضعف الغضاريف إثر تآكلها، تماماً مثل انتزاع طبقة من فوق طبقة أخرى، ومع انزلاق الكرة في اتجاهها، فإنها تتحرك مُحدثة صوتاً مسموعاً». ويمكن أن يصاحب التهاب المفاصل بالتيبس والألم.
* كسر العظام: يمكن للعظام المكسورة أن يحتك بعضها ببعض بصوت مسموع. ويُصاحب الكسر قدر من الألم، والتورم، والتغير في لون الجلد، والتيبس.
* تمزق «الكفة المدورة (Rotator cuff tears)»: تتكون «الكفة المدورة» من أوتار تساعدك في رفع ذراعك وتدويرها. كما تساعد الأوتار أيضاً في إبقاء الكرة متمركزة في تجويف المقبس. يقول الدكتور سيمون: «إذا كنت تعاني تمزقاً في الوتر، فيمكن للكرة أن تتحرك بصورة غير طبيعية، أو ربما يكون هناك نسيج رخو يتقاطع مع محاولة تحريك ذراعك. وكلاهما يُحدث صوتاً مسموعاً. والتمزق يرافقه ألم يزداد سوءاً مع مواصلة استعمال الكتف».

فقاعات ونتوءات

* فقاعات الغاز: عندما تحرك كتفك، يمكن أن تطلق الغاز المتراكم في فقاعة داخل المفصل. وهذا لا يسبب ألماً؛ فالصوت الناجم يشبه صوت طقطقة مفاصل أصابع اليدين.
* نتوءات العظام: أحيانا ينمو التورم المتكلس في الكتف. ويقول الدكتور سيمون: «يمكن لأكثر النتوءات العظمية بروزاً الاحتكاك مع (الكفة المدورة). ويمكن أن يؤدي ذلك إلى صوت مسموع أو ألم، لا سيما مع الحركة العلوية».
* مشكلات العنق: في بعض الحالات، ما قد تُدركه على أنه صوت صادر من الكتف؛ قد يكون في الواقع ناشئاً من العنق. على سبيل المثال؛ قد ينشأ الصوت من عظام العنق التي تحتك بعضها ببعض بسبب غضروف بال (تالف). وهذا قد يضر أو لا يضر.
* التهاب التجويف الكيسي: يحتوي مفصل الكتف على عدد من الأكياس الصغيرة المملوءة بالسائل (الأجربة) التي تحمي الأوتار من العظام والأربطة التي تنزلق عليها. يشرح الدكتور سيمون الأمر قائلاً: «عند انتفاخ أو التهاب الأجربة المملوءة بالسائل، يزداد ضغطها كلما تحرك المفصل، مما يُصدر صوتاً مسموعاً».
* الأجزاء المنفصلة (السائبة): قد لا تشعر بوجود قطع صغيرة من الحطام في كتفك - مثل أجزاء الغضاريف التي كُسرت أو فُصلت من جراحات الكتف السابقة - لكن يمكن أن يصدر عنها صوت مسموع أثناء تحركها داخل المفصل.

استشارة الطبيب

* التحقق وطلب المساعدة: ينصح الدكتور سيمون بالتحقق من أصوات الكتف إذا كنت تعاني ألماً أو ضعفاً في الكتف، أو صعوبة في حركة الذراعين، أو إذا كان الصوت لاحقاً لإصابة في الكتف. ويقول إنه من الحكمة أيضاً - وإن لم يكن عاجلاً - أن تسأل طبيبك عن أصوات الكتف التي لا ترافقها أعراض أخرى: «من الأفضل دائماً أن تكون آمناً، وأن تُعنى بالأمر قبل أن يسوء ويتعذر إصلاحه».
اطلب المساعدة من طبيب الرعاية الأولية الذي يمكنه إحالتك إلى جراح العظام. ولإجراء التشخيص، يُجري الطبيب فحصاً جسدياً، ويطلب فحوصات الأشعة، مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
* العلاج: إذا لزم الأمر العلاج، فهذا لا يعني الجراحة على الفور. بعض الحالات يحتاج فقط إلى العلاج الطبيعي، أو العقاقير المضادة للالتهاب أو الحقن. يقول الدكتور سيمون: «إذا كان هناك شيء ممزق، أو مكسور، أو تالف تماماً؛ ربما نفكر في الجراحة. ولكنها الحل الأخير؛ إذ إن أصوات الكتف لا تعني بالضرورة أن هناك عملية جراحية في المستقبل».


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال
TT

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص. وأوضحت أن قضاء وقت من دون حركة كافية لفترة أكثر من 6 ساعات يومياً، يمكن أن يسبب زيادة في ضغط الدم الانقباضي (الخارج من البطين الأيسر- systolic blood pressure) بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية، وذلك في الفترة العمرية من الطفولة، وحتى بداية مرحلة البلوغ.

الخمول ومؤشرات الأمراض

أجريت الدراسة بالتعاون بين جامعتي «بريستول» و«إكستر» في المملكة المتحدة، وجامعة «شرق فنلندا»، ونُشرت في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي، في مجلة «الهزال وضمور العضلات» (Journal of Cachexia, Sarcopenia and Muscle). وأكدت أن النشاط والخمول يلعبان دوراً رئيسياً في تنظيم الضغط؛ حيث يساهم الخمول وعدم الحركة في رفع ضغط الدم، بينما يساهم النشاط البدني الخفيف بشكل يومي في خفض الضغط. وفي الماضي وقبل التقدم التكنولوجي المعاصر، ولأن الأطفال كانوا في نشاط مستمر، كان ارتفاع ضغط الدم من الأمور شديدة الندرة في الأطفال.

قام الباحثون بمتابعة 2513 طفلاً من دراسة خاصة بجامعة «بريستول» على أطفال التسعينات من القرن الماضي، وتمت المتابعة من سن 11 إلى 24 عاماً. وركَّز الباحثون على الأطفال الذين قضوا تقريباً 6 ساعات يومياً من دون أي نشاط يذكر، ثم 6 ساعات يومياً في ممارسة تمارين خفيفة (LPA)، وأخيراً نحو 55 دقيقة يومياً في نشاط بدني يتدرج من متوسط إلى قوي (MVPA)، وبعد ذلك في بداية مرحلة المراهقة والشباب قضوا 9 ساعات يومياً في حالة خمول، ثم 3 ساعات يومياً في التمارين الخفيفة، ونحو 50 دقيقة يومياً في تمارين متوسطة إلى قوية.

تم أخذ عينات دم بعد فترة صيام لعدة ساعات للأطفال بشكل متكرر، لتثبيت العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في ارتفاع ضغط الدم، مثل قياس مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، والكوليسترول عالي الكثافة (HDL)، والدهون الثلاثية (TG)، وأيضاً تم قياس منحنى الغلوكوز لكل 3 شهور (hba1c) في الدم، وكذلك هرمون الإنسولين، ودلالات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي سي (C-reactive protein)، وقاموا بقياس معدل ضربات القلب.

بعيداً عن التحاليل الطبية، قام الباحثون برصد بقية العوامل المؤثرة في ارتفاع ضغط الدم، وتم سؤال الأطفال عن التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بجانب الحالة الاقتصادية والاجتماعية للعائلة، وحالة الطفل النفسية، وتعامل العائلة معه، وأيضاً نوعية الغذاء، وهل تحتوي على دهون أم لا، واستخدام ملح الطعام باعتدال. وبالنسبة للمراهقين والبالغين تم سؤالهم عن حالة التدخين، بالإضافة إلى قياس كتلة الدهون في الجسم، وكذلك الكتلة العضلية.

ضغط الدم في الأطفال

قال العلماء إن الدراسة الحالية تُعد أكبر وأطول دراسة متابعة في العالم، لرصد العلاقة بين حجم النشاط البدني ومستوى ضغط الدم في الأطفال والمراهقين، وصولاً لمرحلة البلوغ. وحتى تكون الدراسة معبرة عن التغيرات الطبيعية التي تحدث للضغط في المراحل العمرية المختلفة، قام الباحثون بقياس ضغط الدم بعد فترات الخمول والتمرينات الخفيفة ومتوسطة الشدة، في عمر الحادية عشرة (نهاية فترة الطفولة) وفي عمر الخامسة عشر (فترة المراهقة والتغيرات الهرمونية) وأخيراً في عمر الرابعة والعشرين (مرحلة البلوغ).

وجد الباحثون أن متوسط ضغط الدم في مرحلة الطفولة كان 106/ 56 ملِّيمتراً زئبقياً، وبعد ذلك ارتفع إلى 117/ 67 ملِّيمتراً زئبقياً في مرحلة الشباب. ويرجع ذلك جزئياً -في الأغلب- إلى النمو الفسيولوجي الطبيعي المرتبط بالسن، وأيضاً ارتبطت الزيادة المستمرة في وقت الخمول من سن 11 إلى 24 عاماً بزيادة ضغط الدم الانقباضي في المتوسط بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية.

لاحظ الباحثون أن المشاركة في التمرينات الخفيفة بانتظام من الطفولة وحتى البلوغ، ساهمت في خفض مستوى الضغط الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية تقريباً. وفي المقابل تبين أن ممارسة التمرينات الشاقة والقوية لم تساهم في خفض الضغط بعكس المتوقع، وذلك لأن زيادة حجم الكتلة العضلية ارتبط بزيادة الدم المتدفق إليها، مما سبب زيادة طفيفة في ضغط الدم، ما يوضح الأهمية الكبرى للنشاط البدني الخفيف بانتظام؛ لأنه يُعد بمثابة وقاية من خطر ارتفاع ضغط الدم.

النشاط البدني الخفيف المنتظم يقي من خطره

أكد الباحثون أن أي فترة صغيرة في ممارسة النشاط الحركي تنعكس بالإيجاب على الطفل. وعلى سبيل المثال عندما استُبدلت بعشر دقائق فقط من كل ساعة تم قضاؤها في حالة خمول، فترة من التمرينات الخفيفة (LPA) في جميع مراحل النمو من الطفولة إلى مرحلة الشباب، انخفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية، وضغط الدم الانبساطي بمقدار ملِّيمترين زئبقيين، وهو الأمر الذي يُعد نوعاً من الحماية من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية؛ لأن خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5 ملِّيمترات زئبقية فقط يقلل بنسبة 10 في المائة من الذبحة الصدرية وجلطة المخ.

من المعروف أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أصدرت تقارير تفيد باحتمالية حدوث 500 مليون حالة مرضية جديدة من الأمراض غير المعدية المرتبطة بالخمول البدني بحلول عام 2030، ونصف عدد هذه الحالات بسبب ارتفاع ضغط الدم. ونصحت المنظمة بضرورة ممارسة النشاط البدني الخفيف لمدة 3 ساعات على الأقل يومياً، للحماية من الإصابة بضغط الدم، وأيضاً لأن هذه التمرينات بمثابة علاج للضغط العالي للمرضى المصابين بالفعل. وأكدت أن النشاط البدني لا يشترط وقتاً أو مكاناً معيناً، مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات، وحتى القيام بالأعمال المنزلية البسيطة.

* استشاري طب الأطفال