صلاح جاهين... دراما الشعر والسلطة و«اكتئاب النكسة»

معرض «القاهرة للكتاب» اختاره شخصية الدورة الـ54

صلاح جاهين
صلاح جاهين
TT

صلاح جاهين... دراما الشعر والسلطة و«اكتئاب النكسة»

صلاح جاهين
صلاح جاهين

أثار اختيار اسم الشاعر المصري صلاح جاهين ليكون شخصية الدورة المقبلة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب السعادة في الأوساط الثقافية والفنية بمصر، لكون الراحل لم يلق ما يستحق من التكريم الرسمي رغم عمق وتنوع إسهاماته في مجالات مختلفة بحسب نقاد ومؤرخين.
وتنطلق الدورة الـ54 من معرض القاهرة الذي يعد أحد أكبر معارض الكتاب عالميا من حيث عدد الناشرين والزوار في الفترة من 24 يناير (كانون الثاني) حتى 6 فبراير (شباط) من العام المقبل، حيث سيكون «الثقافة وبناء الوعي»، عنوان المحور الرئيسي من فعاليات هذا الحدث الثقافي.
وأشار د. هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إلى أن اختيار جاهين يعود إلى كونه وجها ثقافيا معبّرا عن الهوية المصرية، وتنوعها وشمولها، ولما قدمه من منجز إبداعي فريد أدبيا وفنيا وإعلاميا.
ويعد صلاح جاهين (1930-1986) نموذجا فريداً للفنان متعدد المواهب الذي بلغ مرتبة عالية في مجالات متنوعة، فإلى جانب الشعر كان مؤلف أغان ورسام كاريكاتير وسيناريست وممثلا، كما اشتهر باكتشاف ودعم العديد من المواهب الجديدة، مثل النجم أحمد زكي والموسيقار هاني شنودة والمطرب علي الحجار.
وبحسب الكاتب محمود عبد الشكور، فإن من أهم ملامح تجربة جاهين الذي وصفه بـ«الفنان العبقري» أغنياته بكلماتها الجديدة والسهلة وخفيفة الظل، ورسومه الكاريكاتورية الذكية والجسورة، واجتهاداته في مجال الكتابة الدرامية الكوميدية، مشيراً في تصريح إلى «الشرق الأوسط» إلى أنه «يتبقى أيضا إسهامات جاهين في مسرح العرائس من خلال الأوبريت الشهير (الليلة الكبيرة) الذي صار جزءاً من الإبداع العبقري العابر للأجيال».
وقدم جاهين العديد من كلمات الأغنيات التي غناها عبد الحليم حافظ ولحنها كمال الطويل واعتبرت مديحا في الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر مثل «إحنا الشعب» و«بالأحضان» و«بستان الاشتراكية» و«ناصر يا حرية»، و«صورة»، لكن وقوع نكسة 1967 أصابه باكتئاب شديد وجعله يعيد النظر في العديد من قناعاته السياسية.
ويعلق عبد الشكور على تلك الجزئية قائلاً: «أعمال جاهين الغنائية مع كمال الطويل يجب النظر إليها في سياقها التاريخي كتجربة ابنة زمنها، كان الاثنان صادقين فيها وليس بالضرورة أن نتفق معهما، ولكنهما لم يكونا منافقين للسلطة، وإنما أقرب إلى الحالمين بغد أفضل لم يتحقق بالتأكيد»، نافيا أن «يكون جاهين قريبا من السلطة كما يعتقد البعض ولكنه كان مؤمنا بزعامة عبد الناصر ومصدقا للحلم الناصري الذي انتهى بالكارثة العسكرية مما زاد من صدمته، ويجب ألا نحاسب شاعراً يحلم ولكن يجب محاسبة أهل السياسة الذين خذلوا ثقة الناس وأحلامهم». على حد تعبيره.
ويضيف عبد الشكور: «تم التحقيق مع صلاح جاهين في عصر عبد الناصر بسبب رباعيته الشعرية (يا طير يا عالي في السما)، مما يدل على أنه لم يكن ابن السلطة وأنه كان أيضا في دائرة الشك للنظام الذي مجده جاهين في أعماله، والحقيقة أن انحياز جاهين الاشتراكي لعبد الناصر سببه الانحياز للغلابة وللفقراء ولمكانة مصر وللحرب ضد الاستعمار قبل الانحياز للزعيم كفرد».
وفي مجال السينما والدراما التلفزيونية، قدم جاهين العديد من الإسهامات ما بين تأليف وإنتاج وكتابة أغانٍ، أبرزها «خلّي بالك من زوزو» الذي يعد أحد أشهر الأفلام الاستعراضية المصرية، واستمر عرضه 54 أسبوعا في دار العرض، و«هو وهي»، و«أميرة حبي أنا»، كما شارك في بعض الأعمال ممثلا مثل «اللص والكلاب»، و«وداعا بونابرت»، و«لا وقت للحب».
وتعد «الرباعيات» قمة الإنتاج الشعري لجاهين، وهي بحسب نقاد، قصائد شعرية شديد التكثيف، ومكتوبة بالعامية المصرية عبر أربعة أبيات قصيرة تنتهي بمفارقة مشحونة بطاقة من السخرية اللاذعة وكثيرا ما تجنح نحو الحكمة واستخلاص العبرة من التأمل في الزمن والحياة، وقد لحن الموسيقار سيد مكاوي العديد منها وغناها علي الحجار.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.