هدمت إسرائيل مساكن أهالي قرية العراقيب المسلوبة الاعتراف في منطقة النقب، للمرة الـ206 على التوالي، منذ هدمها أول مرة يوم 27 يوليو (تموز) 2010.
ويسكن في قرية العراقيب 22 عائلة فلسطينية بواقع نحو ثلاثمائة نسمة ينتمي معظمهم إلى عائلة «الطوري»، ويمتلكون آلاف الدونمات من الأراضي، لكن السلطات الإسرائيلية لا تعترف بملكيتهم هذه، وتقوم بهدم منازلهم المكونة من خشب وصفيح في كل مرة يعود الأهالي فيها لبنائها.
وكانت القوات الإسرائيلية هدمت القرية آخر مرة يوم 15 أغسطس (آب) الماضي. وهذه المرة هي العاشرة على التوالي منذ مطلع العام 2022 التي تهدم فيها السلطات الإسرائيلية خيام العراقيب، بعد أن هدمتها 14 مرة في العام الماضي 2021.
ويقول سكان العراقيب إن قريتهم أنشئت منذ مئات السنين، وإنهم يملكون وثائق «طابو» (شهادات ملكية للأرض) صادرة أيام الحكم العثماني، لكن إسرائيل لا تعترف بذلك وقررت هدم القرية من بين 45 قرية أخرى للبدو محرومة جميعها من الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والماء والكهرباء والاتصالات، باعتبارها «قرى غير قانونية».
وقررت المحاكم الإسرائيلية مرات عدة، أنه «لا ملكية للبدو في أرضهم».
وبداية هذا العام، أطلقت إسرائيل عمليات تجريف في منطقة النقب عبر الصندوق القومي اليهودي (كاكال) تحت بند تشجير المنطقة، فجّرت مواجهات واشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية لأيام عدة قبل أن تتوقف.
وتحاول الحكومة الإسرائيلية تقديم حل وسط يشمل الاعتراف بـ10 إلى 12 قرية بدوية غير معترف بها حالياً، لكن أهالي النقب يرفضون حلولاً وسطاً.
وكشف الباحث في جامعة تل أبيب والمحاضر في قسم التاريخ البروفسور غادي إلغازي، في دراسة سابقة، عن أن إصرار الحكومة الإسرائيلية على هدم قرية العراقيب البدوية في النقب، لم يأتِ صدفة، وهدفه أكبر بكثير من المعلن أنه لغرض إقامة حديقة قومية أو منع التواصل بين بئر السبع ورهط، بل هو ملف استراتيجي قومي، يتلاءم والخطة الأولى التي وضعها موشيه دايان، أحد كبار زعماء الصهيونية، لترحيل العرب وتطهير النقب منهم.
وهدمت إسرائيل العراقيب مرة أخرى، على الرغم من مطالبات أميركية سابقة بوقف عمليات التهجير في المنطقة. وكانت منظمة «كود بينك» النسائية الأميركية المؤيدة للحقوق الفلسطينية أطلقت قبل أشهر حملة ضد التطهير العرقي بحق الفلسطينيين في النقب.
ووقّع نحو 2500 أميركي على عريضة للمنظمة تطالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بالتدخل لوقف الحملات التي تستهدف المواطنين في النقب داخل أراضي عام 1948، كما طالبت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إسرائيل بوقف عمليات هدم المنازل في النقب وأي منطقة أخرى.
إسرائيل تهدم العراقيب للمرة الـ206

صورة متداولة في مواقع التواصل للجيش الاسرائيلي في العراقيب
إسرائيل تهدم العراقيب للمرة الـ206

صورة متداولة في مواقع التواصل للجيش الاسرائيلي في العراقيب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة