النظام السوري يصرّ على «إخراج داعش» من مدينة بريف درعا

TT

النظام السوري يصرّ على «إخراج داعش» من مدينة بريف درعا

شهدت مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي، صباح أمس (الأربعاء)، استنفاراً أمنياً لقوات النظام السوري تزامناً مع وصول وفد أمني من ضباط من النظام، بينهم رئيس جهاز فرع الأمن العسكري في جنوب سوريا العميد لؤي العلي، وسط تمسك بمطلب «إخراج داعش» من هذه المدينة.
وفقاً لمصادر محلية، فإن زيارة الوفد الأمني إلى جاسم جاءت بعد رفض وجهائها واللجنة المفاوضة فيها حضور اجتماع تفاوضي سابق في درعا المحطة قبل أسبوع.
وكانت قوات النظام استقدمت مؤخراً تعزيزات عسكرية إلى جاسم وأطرافها، مطالبة بإخراج المطلوبين منها والذين تتهمهم بالانتماء إلى تنظيم «داعش» وتنفيذ هجمات ضد نقاط وحواجز الجيش السوري في المنطقة، أو القيام بعمليات عسكرية في المدينة لإخراجهم.
وعُقد أمس اجتماع تفاوضي بين ضباط النظام السوري ووجهاء ومفاوضين من مدينة جاسم في المركز الثقافي الذي تحول بعد التسويات في عام 2018، نقطة عسكرية تابعة للأجهزة الأمنية. واعتبر القادة المحليون والشخصيات المدنية الذين رفضوا الدعوة التي وجهتها إليهم اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في درعا لعقد اجتماع في درعا المحطة لبحث تطورات المدينة، أن مطلب خروج عناصر «داعش» من مدينة جاسم، ما هي إلا مزاعم لتنفيذ عملية عسكرية تستهدف المعارضين. وطالبوا في المقابل بأن يكون الاجتماع التفاوضي في مدينة جاسم حصراً، ووقف إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة التي كانت شهدت دخول قوات عسكرية للنظام في الأيام القليلة الماضية وتعزيزها حواجز ونقاط عسكرية من الجهات الغربية والشمالية والجنوبية، وذلك في وقت تعيش المدينة ومحيطها حالة انفلات أمني كبقية مناطق محافظة درعا، وعمليات قتل واغتيالات طالت معارضين سابقين وآخرين من قوات النظام.
ويتخوف الأهالي من تكرار ما حدث مؤخراً في مدينة طفس غربي درعا، حيث اتبعت قوات النظام سياسة التصعيد العسكري والقصف للضغط على المطلوبين لإخراجهم من المدينة.
وذكّرت المصادر بأن مدينة جاسم بريف محافظة درعا الشمالي شهدت منتصف مارس (آذار) الماضي 2022، اشتباكات عنيفة استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، بعد أن اقتحمت دورية أمنية من قوات النظام أحد الأبنية بحثاً عن مطلوبين، وهم مقاتلون محليون خضعوا لتسويات عدة رفضوا عقبها الانخراط ضمن تشكيلات عسكرية تابعة للنظام السوري. وهؤلاء متهمون من قِبل النظام السوري بتنفيذ هجمات على حواجز ومراكز تابعة له؛ مما أدى إلى اندلاع اشتباكات أدت حينها إلى مقتل عناصر من النظام واحتجاز عدد من العناصر المقتحمة، ومقتل مدني وإصابة آخرين نتيجة الرصاص الطائش، في الحي الغربي من المدينة، ومقتل أحد المطلوبين الذي يتحدر من مناطق حوض اليرموك التي كان يسيطر عليها تنظيم «داعش» سابقاً (2016 – 2018). وقد تلت هذه الاشتباكات مفاوضات مع النظام طالَب فيها وجهاء مدينة جاسم بخروج جميع المطلوبين الغريبين عن المدينة.
وخضعت مدينة جاسم لاتفاقيات وتفاهمات عدة بين اللجان المفاوضة واللجنة الأمنية التابعة للنظام منذ دخولها ضمن المناطق التي قبلت تطبيق اتفاق تسوية عام 2018، وشهدت تسويات عدة مع النظام السوري كانت آخرها في صيف 2021. حينها، نُفذ اتفاق التسوية بدخول اللجنة الأمنية برفقة الشرطة العسكرية الروسية إلى المدينة، وتسليم عدد من قطع السلاح الخفيف والمتوسط وافتتاح مركز للتسويات فيها. وسبق التسويات الأخيرة تهديدات من قِبل اللجنة الأمنية بقصف المدينة بعد رفض أبناء المدينة تسليم السلاح الذي طالبت اللجنة الأمنية بضرورة تسليمه وفق عدد حددته حينها.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الحوثيون يؤكدون استمرار «العمليات بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل

مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يؤكدون استمرار «العمليات بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل

مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)

أكد زعيم المتمردين اليمنيين عبد الملك الحوثي، اليوم (الخميس) استمرار الهجمات التي تشنها قواته «بالصواريخ والمسيرات» ضد إسرائيل مهدداً بهجمات «أقوى وأكبر»، غداة بدء سريان وقف لإطلاق النار بين الدولة العبرية و«حزب الله» في لبنان.

وقال زعيم الحوثيين المدعومين من إيران في كلمة بثتها قناة «المسيرة» إنّ «العمليات من جبهة اليمن المساندة للشعب الفلسطيني بالقصف بالصواريخ والمسيّرات على العدو الإسرائيلي مستمرة».

وأطلق المتمردون الحوثيون في اليمن طائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل بشكل منتظم منذ بدء حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

كما استهدفوا سفن شحن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متوجهة إليها في البحر الأحمر وخليج عدن، ما أدى إلى تعطيل هذا الطريق التجاري الحيوي بشكل كبير.

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الحوثي «آمل من الجميع في الجيش وعلى المستوى الشعبي أن ندرك مسؤوليتنا لنبذل الجهد ونستعين بالله ليعيننا على فعل ما هو أقوى وأكبر ضد العدو الإسرائيلي».

وفي السياق ذاته، أفاد تلفزيون «المسيرة» التابع للحوثيين، مساء اليوم (الخميس)، بأن طائرات أميركية وبريطانية شنت غارتين على محافظة الحديدة في غرب اليمن.

وأوضح التلفزيون أن الغارتين استهدفتا مديرية باجل، دون ذكر مزيد من التفاصيل.