إسرائيل قلقة من تحولات «الجيل الثالث» في الضفة الغربية

شبان غاضبون يحملون السلاح لكنهم لا ينتمون تنظيمياً إلى حركات فلسطينية

جنود إسرائيليون يحيطون بعسكري تعرض لعملية طعن قرب الخليل بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يحيطون بعسكري تعرض لعملية طعن قرب الخليل بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل قلقة من تحولات «الجيل الثالث» في الضفة الغربية

جنود إسرائيليون يحيطون بعسكري تعرض لعملية طعن قرب الخليل بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يحيطون بعسكري تعرض لعملية طعن قرب الخليل بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

تشغل التحولات العميقة في الضفة الغربية والتي تتمثل بتعزيز قوة حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في مقابل تدهور مكانة السلطة الفلسطينية، أجهزة الأمن الإسرائيلية أكثر بكثير من انشغالها بتحولات الوضع في قطاع غزة أو مع «حزب الله» اللبناني.
وكتبت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن التعامل مع التنظيمات المحلية الفلسطينية التي يمثلها شبان غاضبون في شمال الضفة، وخصوصاً في المخيمات، يمثل نقطة ضعف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. ويشكل المسلحون الفلسطينيون الذين يطلق عليهم الإعلام الإسرائيلي «الجيل الثالث»، جيلاً شاباً جديداً يعمل بدون غطاء تنظيمي معروف، وأصبحوا يقودون خط المواجهة مع القوات الإسرائيلية.
واتهم التقرير حركتي «حماس» و«الجهاد» بالعمل على تمويل وتزويد السلاح لهؤلاء الشبان المسؤولين في العامين الأخيرين عن معظم عمليات إطلاق النار حتى بدون أن يكون لهم انتماء تنظيمي لهاتين الحركتين. ورصد التقرير ارتفاعاً غير مسبوق في عمليات إطلاق النار منذ بداية العام الحالي وحتى يونيو (حزيران) الماضي بواقع 91 عملية بما يشمل مواجهة الجيش أثناء اقتحامات المخيمات والمدن، مقابل 30 عملية في نفس الوقت العام الماضي. وقتل شاب فلسطيني أمس في شمال الخليل برصاص الجيش الإسرائيلي الذي قال إنه طعن بسكين أحد جنوده.
وبحسب «معاريف» فإن تزايد عمليات إطلاق النار يشكل خطراً على الاستقرار الأمني في الضفة مع تحول مطلقي النار إلى «أبطال» ورموز شعبية على الشبكات الاجتماعية.
وقالت الصحيفة إنه من الواضح أن المزيد والمزيد من الشباب الفلسطينيين أصبحوا مستعدين للمخاطرة بحياتهم أمام قوات الجيش الإسرائيلي العاملة في الميدان أو عبر تنفيذ عمليات مسلحة على الطرق السريعة في الضفة الغربية.
وعزز تقرير «معاريف» تقارير إسرائيلية سابقة أكدت أن إسرائيل تستعد لتدهور أمني محتمل في الضفة الغربية، في ظل شبه إجماع لدى السلطات والأجهزة المعنية بأن الضفة ستشتعل بشكل أكبر. ونشر معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه التقديرات الأمنية فيما بدا بمثابة «تسريبات» من جهات نافذة.
وقال مسؤول أمني كبير إن إحدى القضايا الملحة التي تشغل السلطات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة هي رصد «اشتعال» متزايد للأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، والتي من الممكن أن تتحول إلى «انتفاضة» شعبية عنيفة. وذكر المسؤول الأمني لموقع «واي نت» الإسرائيلي أن هذه التقديرات جاءت بعد مراقبة لما يجري عن كثب في كل الساحات التي ينشط فيها الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية.
وأكد مسؤولون أمنيون آخرون أن الجهاز الأمني متأهب حالياً لتطورات من هذا القبيل ويحاول بشكل أساسي منع حدوثها.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن السبب الرئيسي للتصعيد في الضفة هو شعور الشباب الفلسطيني بالإحباط من الأوضاع في مناطقهم وبشعورهم بأنه «لا أمل» في تحسن حالهم في ظل الوضع الحالي، إضافة إلى أن الصراعات على خلافة الرئيس محمود عباس تضعف قدرة السلطة الفلسطينية على فرض سيطرتها في الضفة الغربية، ما أدى إلى وضع لا يوجد فيه قانون ولا منفذ للقانون، مقابل ازدهار تجارة الأسلحة وإنتاجها.
ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية كذلك عن اتفاق كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي و«الشاباك» ووحدة تنسيق العمليات الحكومية، بأن الأوضاع في الضفة الغربية آخذة بالتدهور. أما «جيروزاليم بوست» فرصدت كيف أصبح الفلسطينيون يفضلون المقاومة المسلحة على تلك الشعبية التي يؤيدها الرئيس محمود عباس.
وكتب إلون بن ديفيد، المحلل العسكري الإسرائيلي أن ما يجري كل يوم في الضفة الغربية يمثل وجهاً جديداً لانتفاضة من نوع آخر. وقال إن الأنشطة الإسرائيلية في الضفة الغربية في ظل تراجع قوة السلطة والاستعداد إسرائيلياً لليوم التالي لغياب الرئيس الفلسطيني، من شأنها أن تدفع نحو انتفاضة يقودها «جيل ثالث» من الفلسطينيين.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

غزة: 30 قتيلاً بقصف إسرائيلي لمكتب بريد يؤوي نازحين

فتاة مصابة تجلس داخل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)
فتاة مصابة تجلس داخل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

غزة: 30 قتيلاً بقصف إسرائيلي لمكتب بريد يؤوي نازحين

فتاة مصابة تجلس داخل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)
فتاة مصابة تجلس داخل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)

كشف مسعفون عن أن غارة إسرائيلية، على مكتب بريد يؤوي سكاناً من غزة، أسفرت عن مقتل 30 فلسطينياً على الأقل وإصابة 50 آخرين. وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، إنه كان يستهدف عضواً بارزاً في حركة «الجهاد»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأفاد المسعفون بأن العائلات النازحة؛ بسبب الصراع المستمر منذ 14 شهراً، لجأت إلى مكتب البريد في مخيم النصيرات، وأن الغارة التي وقعت في وقت متأخر أمس (الخميس) رفعت حصيلة القتلى في القطاع أمس إلى 66 قتيلاً.

وذكرت إسرائيل أنَّها كانت تستهدف قيادياً في حركة «الجهاد» هاجم مدنيين وقوات إسرائيلية. واتهمت إسرائيل الحركة المسلحة باستغلال البنية التحتية المدنية والسكان دروعاً بشرية لأنشطتها.

وقال بيان عسكري إسرائيلي إنه يراجع التقارير بشأن عدد القتلى. ولم يذكر هوية عضو «الجهاد».

و«النصيرات» هو أحد المخيمات الـ8 القديمة في قطاع غزة التي كانت في الأصل مخصصة للاجئين الفلسطينيين الذين فروا من حرب عام 1948 التي رافقت قيام إسرائيل. وهو اليوم جزء من منطقة حضرية مكتظة بالنازحين من جميع أنحاء القطاع.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم، أنه تناول في محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ووزير الخارجية هاكان فيدان، ضرورة موافقة حركة «حماس» على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال بلينكن عقب اجتماعه مع فيدان في أنقرة: «في مباحثاتي مع الرئيس إردوغان والوزير فيدان تحدَّثنا عن ضرورة موافقة (حماس) على الاتفاق (في غزة) الذي يمكن أن يساعد أخيراً على وضع حد للأمر».

وتابع: «نقدِّر كثيراً الدور الذي يمكن أن تضطلع به تركيا باستخدام تواصلها مع (حماس)، لمحاولة إنهاء الأمر».