تدرس إدارة مخيم الهول وقوى الأمن الداخلي التابعة لـ«الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا» عزل قطاعات مخيم الهول وفصلها عن بعضها البعض. ومع دخول الحملة الأمنية يومها السابع، كشفت قوات الأمن حصيلة عملياتها الأمنية بإلقاء القبض على 100 مطلوب بتعاونهم مع خلايا موالية لتنظيم «داعش» وأزالت عشرات الخيم المشبوهة، في وقت وصل وفد من قيادة التحالف الدولي والخارجية الأميركية لمخيم الهول للاطلاع على نتائج الحملة الأمنية الواسعة من نوعها.
وقال مصدر أمني بارز من إدارة المخيم إنه جرى بحث آليات وطرق عزل قطاعات المخيم، وعددها 9 أقسام، بهدف فصلها وعزلها عن بعضها، على غرار القسم الخاص بالعائلات المهاجرة الذي يتعرض لرقابة صارمة وهو مفصول بشبكات أسلاك وكاميرات مراقبة.
وأكد المصدر أن المساحة الجغرافية الكبيرة للمخيم ووعورة الأراضي الصحراوية والكثافة السكانية تحول دون تنفيذ هذه المهمة بوقت سريع، غير أن تصاعد وتيرة جرائم القتل وعمليات الاغتيال وحالات الاعتداء دفعت قوى الأمن إطلاق الحملة. وأضاف: «وصلتنا معلومات استخباراتية تفيد بمساعي ونوايا خلايا داعش بالسيطرة على كامل المخيم، لذلك بدأت إدارة المخيم وقوات الأمن بحث سبل كيفية عزل المخيم جغرافياً وفصله عن بعض».
وكشف المصدر أن الهجوم الدامي لخلايا «داعش» على سجن الثانوية الصناعية في حي الغويران جنوب مدينة الحسكة بداية العام الجاري، تم تنفيذ جزء من مخططه من داخل المخيم وشاركت عناصر من الخلايا النائمة فيه. «كان هناك تنسيق بين الخلايا النائمة بالهول وخارجه مع متزعمي الخلايا بالسجن والمناطق الخاضعة للاحتلال التركي شمالي البلاد، يديرونها ويقدمون لها الدعم الاستخباراتي والأمني والمادي».
ولليوم السابع على التوالي، تستمر العملية الأمنية بمشاركة ألفي عنصر من قوى الأمن الداخلي وقوات التدخل السريع ووحدات خاصة من قوات «قسد» بدعم وتنسيق من قوات التحالف الدولي المناهض للتنظيم وبتغطية جوية من طيران التحالف. وتعرض القطاع السابع الخاص بالنازحين السوريين أمس الأربعاء للمداهمة عند الخامسة فجراً، بعد فرض حظر للتجول ومنع الخروج والدخول «عبر مكبرات الصوت»، على أن تشمل الحملة القطاعين الثامن والتاسع.
بدوره، أكد عضو القيادة العامة لقوات الأمن الداخلي بالإدارة الذاتية العميد علي الحسن، أنهم أحبطوا محاولات أمنية عدة للسيطرة على مخيم الهول من الخارج. وقال في حديث إلى «الشرق الأوسط» من مخيم الهول: «بقيت الخلايا تزداد شراسة بتنفيذ العمليات ضد المدنيين وسقط هذا العام 44 ضحية بينهم 14 امرأة وطفلان». وتابع المسؤول الأمني البارز بأن هذه الخلايا استخدمت طرقاً وأدوات للتعذيب والقتل مارسها التنظيم خلال سنوات حكمه على مناطق واسعة في سوريا والعراق قبل دحره والقضاء عليه في مارس (آذار) 2019.
وقال الحسن: «استخدموا طرقاً وحشية في القتل ومارسوا الإرهاب عبر الإعدامات الميدانية ومسدسات مزودة بكاتم للصوت والبنادق الحربية. كانت الضحايا تعذب ثم ترمى جثثها في أقنية الصرف الصحي». وعملت هذه الخلايا المتعاونة مع التنظيم من داخل المخيم مع شبكات وجماعات موالية لـ«داعش» لنشر الفكر المتطرف بين الأطفال والفتيان وتدريبهم على نشر الدعاية التحريضية.
«هددوا وقتلوا عاملين في منظمات إنسانية واستهدفوا أفراد قوى الأمن الداخلي الأمر الذي تطلب إطلاق الحملة الأمنية الواسعة بمرحلتها الثانية»، قال الحسن مشيراً إلى أن حصيلة جرائم القتل مقارنة بالعام الفائت أظهرت أن هناك زيادة ملحوظة في وتيرة العمليات داخل مخيم الهول.
ويعد هذا المخيم الذي يقع على بُعد نحو 45 كيلومتراً شرق مدينة الحسكة من بين أكبر المخيمات على الإطلاق في سوريا ويضم 56 ألفاً معظمهم من النساء والأطفال، غالبيتهم من اللاجئين العراقيين. كما يؤوي قسماً خاصاً بالعائلات المهاجرة من عائلات عناصر التنظيم، وهم 10 آلاف شخص يتحدرون من 54 جنسية غربية وعربية.
وبحسب حصيلة قوات الأمن الداخلي المنشورة على موقعها الرسمي، وصل عدد الأشخاص الذين قبض عليهم حتى تاريخه خلال أول الأيام الستة الأولى من العملية الأمنية 98 مشتبهاً، فيما أزيلت 96 خيمة كانت تستخدمها خلايا التنظيم للدورات الشرعية وتحركاتها الإرهابية ولإصدار أحكام القتل والاغتيال.
إلى ذلك، بحث نائب القيادة العامة لقوات المهام المشتركة في عملية العزم الصلب التابعة للتحالف الدولي كارل هاريسن وممثل الخارجية الأميركية بشمال شرقي سوريا نيكولاس غراينجر، مع القيادة العامة لـقوات «قسد» وإدارة مخيم الهول، نتائج الحملة الأمنية التي أطلقتها القوات بالمخيم في 26 من شهر أغسطس (آب). وشدد الوفد على تقديم الدعم المستمر للقوات في محاربة الإرهاب ومساندتها ودعم جهود قوى الأمن بالقضاء على خلايا «داعش» وتعقبها في المخيم.
ونقل عضو القيادة العامة في «قسد» محمود برخدان خلال الاجتماع مع وفد التحالف، بواعث المخاوف الأمنية من زيادة أنشطة الخلايا الموالية للتنظيم وارتفاع حصيلة ضحاياها، وقال: «لذلك كانت الحاجة الملحّة لهذه العملية بهذا التوقيت مع ازدياد تحركات خلايا (داعش) لتنفيذ عمليات داخل وخارج المخيم، وارتكاب المجازر بحق القاطنين فيه».
وطالبت مديرة المخيم في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» جيهان حنان دول التحالف الدولي والحكومات المعنية بمعالجة سريعة لملف مخيم الهول عبر استعادة رعاياها، وقالت: «على جميع الدول والحكومات تحمل مسؤولية جراء تدهور الأوضاع الأمنية الأخيرة التي وصل إليها المخيم، فالتغاضي الدولي عن شبكات التواصل والتمويل، إضافة لعدم استعادة رعاياها، عناصر لعبت أدواراً كبيرة في الانفلات الأمني».
«أمن مخيم الهول» وإدارته يدرسان تقسيم قطاعاته المكتظة إلى جزر معزولة
الحملة الأمنية تسفر عن القبض على 100 مشتبه به وإزالة 96 خيمة
«أمن مخيم الهول» وإدارته يدرسان تقسيم قطاعاته المكتظة إلى جزر معزولة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة