كرة القدم توحد اليمنيين رغم الصراع وانتهازية الانقلابيين

استغلال سياسي ودعائي حوثي لإنجاز «الناشئين»

تعمل وزارة الشباب والرياضة اليمنية في ظروف صعبة بسبب الحرب والانقلاب (إعلام حكومي)
تعمل وزارة الشباب والرياضة اليمنية في ظروف صعبة بسبب الحرب والانقلاب (إعلام حكومي)
TT

كرة القدم توحد اليمنيين رغم الصراع وانتهازية الانقلابيين

تعمل وزارة الشباب والرياضة اليمنية في ظروف صعبة بسبب الحرب والانقلاب (إعلام حكومي)
تعمل وزارة الشباب والرياضة اليمنية في ظروف صعبة بسبب الحرب والانقلاب (إعلام حكومي)

تبرز كرة القدم متنفساً شبه وحيد يجلب لليمنيين شيئاً من السعادة والفرح، إذ تحقق إنجازات المنتخبات الوطنية مشاعر وحدة جماعية وسط الأزمة الإنسانية والانقسام المجتمعي اللذين صنعهما الحرب، ويجري التعويل على استغلالها لتعزيز الوحدة الوطنية، في حين تقف الجماعة الحوثية ضد كل ذلك.

وبينما كانت جموع اليمنيين في مختلف المحافظات المحررة أو المختطفة تحتفل بفوز المنتخب الوطني للناشئين ببطولة غرب آسيا لكرة القدم، كانت الجماعة الحوثية تحرّض على استغلال هذا الفوز للترويج لأجندتها، بالتزامن مع بث خطاب لزعيم الجماعة يهدد فيه بمزيد من التصعيد في البحر الأحمر.

منتخب اليمن للناشئين المتوج ببطولة غرب آسيا للمرة الثانية (إكس)

ودعا قادة حوثيون إلى تحويل فوز منتخب الناشئين ببطولة غرب آسيا مناسبة للاحتفال بممارسات الجماعة وادعاءاتها، واستغلال الإنجاز الرياضي للدعاية لمشروع الجماعة بوصفها صاحبة الفضل فيه من جهة، واستخدامه في النكاية بخصوم الجماعة داخليا وخارجيا.

وأعلن محمد علي الحوثي ابن عم زعيم الجماعة أنه سيجري الاحتفال بالمنتخب على السفينة «غالاكسي ليدر» التي اختطفتها الجماعة في الـ19من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والتضامن خلال الاحتفال مع قطاع غزة، كما أبدى الاستعداد للاحتفال بالمنتخب على الأراضي العمانية حيث أقيمت البطولة.

من جهته، زعم القيادي الحوثي الموجود على الأراضي العمانية كمال الشريف أن المنجز الذي حققه منتخب اليمن للناشئين للمرة الثانية يأتي بعد الجهود والرعاية التي قدمتها الجماعة الحوثية لإعداد ودعم المنتخب ومواجهة الصعوبات والتحديات التي تسببت بها الحرب.

وعلى عكس مزاعم الشريف؛ فإن الحكومة الشرعية، ورغم ظروف الحرب والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بسبب اعتداء الجماعة الحوثية على موانئ تصدير النفط؛ قدمت دعماً كبيراً لمختلف المنتخبات الوطنية من أجل المشاركات الخارجية.

إشادة رئاسية

أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بالدعم الذي قدمته الجهات المعنية لتحقيق هذا الفوز المستحق، بدءا بوزارة الشباب والرياضة، وقيادة الاتحاد اليمني لكرة القدم، و السلطة المحلية في محافظة حضرموت التي استضافت المعسكرات التدريبية للمنتخب.

وهنأ العليمي بعثة المنتخب الوطني للناشئين باسمه وأعضاء المجلس، والحكومة، منتخب الناشئين بالفوز الغالي في البطولة الآسيوية بوصفه إنجازا كرويا جديدا للمنتخبات الوطنية، رغم كل ظروف الحرب القاهرة، موجها بتكريم أبطال غرب آسيا بما يليق بمنجزهم وتقديم الدعم والرعاية لهم ليصبحوا منتخباً واعداً في مختلف المحافل الرياضية.

وعد هذا الفوز سببا في الفرحة الشعبية العارمة، وتوحيدا لليمنيين حول أهمية الإبداع، وإطلاق الحريات للطاقات الشبابية في مختلف المنافسات كسبيل أمثل لتعزيز حضور اليمن الخلاق في محيطيه الإقليمي والدولي، مشيداً بالروح التنافسية العالية التي تحلى بها وصيف البطولة المنتخب السعودي الشقيق.

حولت الجماعة الحوثية موارد صناديق الشباب والمنشآت الرياضية لخدمة مشروعها وفعالياتها الطائفية (إعلام حوثي)

ويؤكد فرحان ثابت المنتصر مدير عام الإدارة العامة للاتحادات والأندية في وزارة الشباب والرياضة على ما جاء في تهنئة الرئيس العليمي، فإنجازات المنتخب الوطني للناشئين تأكيد على وجود المواهب والإبداعات التي تحتاج إلى وجود دولة راعية وفي ظروف استقرار تسمح بتوفير كامل الدعم والتأهيل عبر المؤسسات وضمن فرص متساوية.

وقال المنتصر لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة اليمنية، وعبر وزارة الشباب والرياضة، حافظت على وحدة الفعل الرياضي من خلال قرار التمديد للهيئات والمؤسسات الرياضية حتى تقام انتخابات الاتحادات في ظل استقرار وجو آمن لاستمرار الأنشطة الرياضية، ما ساهم في استمرار هذه الأنشطة ومشاركة المنتخبات الوطنية خارجيا.

ونوه إلى أن الحكومة لا تقف وحدها خلف إنجازات ونجاحات المنتخبات الوطنية للفئات العمرية، بل إن هناك جهات مجتمعية كثيرة لديها إسهامات في هذه النجاحات.

وانتقد المنتصر استغلال الجماعة الحوثية لنجاحات المنتخبات الوطنية سياسيا ودعائيا، والسعي لتلميع صورتها، مشيراً إلى أنها لا تقدم للمنتخبات الوطنية أي دعم، ولا تظهر إلا عند تحقيق الإنجازات لاستثمارها لصالح مشروعها.

نهب الموارد وتصعيد عسكري

نبه المسؤول اليمني إلى أن الجماعة الحوثية تستحوذ على جميع الموارد المالية الخاصة بوزارة الشباب والرياضة من خلال سيطرتها على مؤسسات الدولة منذ عام 2015، ولا تقدم للمنتخبات الوطنية أي دعم مالي من خلال هذه المؤسسات.

ووفقاً للمسؤول الرياضي؛ فإن موارد صندوق النشء والشباب تجاوزت 9 مليارات ريال يمني (الدولار يساوي 530 ريالا في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، و 1530 ريالا في المناطق المحررة)، ولا يعلم مصير هذه الإيرادات التي لا تحصل المنتخبات الوطنية على أي دعم منها، في حين لا تحصل وزارة الشباب والرياضة في الحكومة الشرعية سوى على أقل من مليار ريال يمني، وتسعى إلى تقديم الدعم الممكن للمنتخبات.

مقر وزارة الشباب والرياضة في صنعاء الذي تسيطر عليه الجماعة الحوثية (فيسبوك)

واستغلت الجماعة الحوثية الاحتفالات بتتويج المنتخب الوطني للناشئين ببطولة غرب آسيا للتصعيد العسكري وتحقيق اختراقات في عدد من الجبهات.

وتحدث المركز الإعلامي لمحور تعز عن اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وميليشيات الحوثي، شمال غربي مدينة تعز، حيث أفشلت قوات الجيش محاولة تسلل للميليشيا في جبهة الدفاع الجوي.

ويرى الصحافي وسام السامعي أن الجماعة الحوثية عادة ما تحتفل بمثل هذه المنجزات على طريقتها، فهي تسعى لتحقيق مكاسب سواء عسكرية أو سياسية على حساب فرحة المجتمع المسروقة من رحم المعاناة على حد وصفه، مدللاً على ذلك بمحاولة التسلل إلى مواقع «الدفاع الجوي» في تعز، رغم ما يجري من جهود دولية وإقليمية للتسوية السياسية واستمرار الهدنة برعاية مختلف الأطراف الفاعلة.

ويضيف السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن سياسة الجماعة مبنية على استثمار الفرص، ولا يعنيها فرح أو حزن، ولا تهمها غزة أو تعز، بل على العكس من كل ذلك؛ يغيظها توحد الناس وإن كان هذا التوحد حول كرة القدم، ولذلك تُسارع دائما إلى إعادة رسم الحدود بكل الطرق.


مقالات ذات صلة

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

العالم العربي للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال، من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي سوق سوداء لبيع غاز الطهي في صنعاء (فيسبوك)

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

خصصت الجماعة الحوثية ملايين الريالات اليمنية لتوزيع أسطوانات الغاز على أتباعها دون غيرهم من السكان الذين يواجهون الصعوبات في توفير الحد الأدنى من القوت الضروري.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الإمارات ترحب بإعلان غروندبرغ الاقتصادي وتصف الاتفاق بالخطوة الإيجابية

الإمارات ترحب بإعلان غروندبرغ الاقتصادي وتصف الاتفاق بالخطوة الإيجابية

قالت الإمارات إنها ترحب ببيان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بشأن التوصل إلى اتفاق بين الأطراف اليمنية حول الخطوط الجوية والقطاع المصرفي.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
العالم العربي دخان يتصاعد من موقع الغارات الجوية الإسرائيلية بمدينة الحديدة الساحلية باليمن في هذه الصورة المنشورة 20 يوليو 2024 (رويترز)

الحوثيون: هجماتنا على إسرائيل ستستمر ولن تردعها الغارات الجوية

قال عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين، الخميس، إن هجمات الجماعة على إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة ستستمر ولن تردعها الغارات الجوية الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية في طريقها من صنعاء إلى عمان (أرشيفية - أ.ب)

اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي في اليمن يدخل مسار التنفيذ

دخل اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي بين الحكومة اليمنية والحوثيين حيّز التنفيذ مع عودة «السويفت» الدولي إلى البنوك المعاقبة، واستئناف الرحلات من صنعاء إلى عمان.

علي ربيع (عدن)

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
TT

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة، الذي يديره بشكل مباشر «الحرس الثوري» الإيراني، بتنسيق مع ميليشيا «حزب الله» اللبناني.

وتضمن تقرير المنصة، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، معلومات عن خريطة التوسّع الخارجي للجماعة الحوثية بتكليف من إيران، وخريطة تهريب وتسليح الجماعة، ومفاتيح مشروع التوسّع الحوثي في القرن الأفريقي والمشرفين عليه والمنفّذين.

ابن عم زعيم الجماعة الحوثية خلال تجمع في صنعاء (أ.ف.ب)

ويتناول التقرير نشاط جماعة الحوثيين خارجياً في القرن الأفريقي، ابتداءً من تهريب الأسلحة وتجنيد الأفارقة ومعسكرات تدريبهم، واستخدامهم في الأنشطة الاستخبارية والإرهابية التوسّعية.

ووفق التقرير، أكدت محاضر سرية لاجتماعات ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للحوثيين أنه جرى إسناد مسؤولية مشروع التوسّع الخارجي في القرن الأفريقي إلى القيادي عبد الواحد أبو راس، ورئيس الجهاز عبد الحكيم الخيواني، ووكيل الجهاز لقطاع العمليات الخارجية حسن الكحلاني (أبو شهيد)، والقيادي الحسن المرّاني، والقيادي أبو حيدر القحوم، بهدف تحقيق مساعي إيران في التوسّع في القارة الأفريقية والسيطرة على ممرّات الملاحة الدولية.

وأشار التقرير إلى الدور الذي يلعبه نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين الانقلابية، حسين العزّي، من خلال المصادر الدبلوماسية والشخصيات التي تعمل معه في كل من إثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي، والسودان، وكينيا، إذ تُجرى إقامة علاقات استخباراتية وأمنية وسياسية ولوجستية مع الشخصيات والعناصر الموجودة والمقرّبة من جماعة الحوثيين في تلك الدول، والعمل على استقطاب أكبر قدر ممكن من الدبلوماسيين في السفارات اليمنية في تلك الدول.

تجهيز وتدريب

وكشفت المنصة اليمنية في تقريرها عن سعي الحوثيين لإنشاء محطات استخباراتية حسّاسة ودقيقة في كل دول القرن الأفريقي والدول المحيطة باليمن، والعمل على تجهيز وتدريب وتأهيل كوادرها في أسرع وقت ممكن؛ بهدف تفعيلها بشكل مناسب، وفي وقت مناسب، لما يحقّق أهداف ما تُسمّى «المسيرة القرآنية والمصالح المشتركة مع دول المقاومة، خصوصاً إيران، وغزة، ولبنان».

عشرات الآلاف من الأفارقة المهاجرين يصلون سنوياً إلى اليمن (الأمم المتحدة)

وأظهرت الوثائق التي أشار إليها التقرير إلى هدف الحوثيين المتمثّل في التحضير والتجهيز مع العناصر والشخصيات التي جرى إنشاء علاقة معها في أفريقيا لـ«إنجاز أعمال وتحرّكات ونشاط في البحر الأحمر ودول القرن الأفريقي لمساندة الحوثيين في حال ما تعرّضوا لأي ضغوط سياسية أو دبلوماسية دولية خارجية».

واحتوى التقرير على أسماء القيادات المسؤولة عن هذا الملف، ابتداءً من المشرف في «الحرس الثوري» الإيراني المدعو أبو مهدي، وانتهاءً بمالك أصغر قارب تهريب للأسلحة في البحر الأحمر، إضافة إلى علاقة تنظيم «الشباب المجاهدين» الصومالي بجماعة الحوثيين والأفارقة ومافيا تجنيد الأفارقة وتهريبهم من وإلى اليمن، في واحدة من أخطر جرائم الاتجار بالبشر والجريمة المنظّمة.

ويؤكد تقرير منصّة تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) أن جماعة الحوثيين قامت باستقطاب وتجنيد كثير من العناصر الأفريقية من جنسيات مختلفة، خصوصاً عقب اجتياح صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر (أيلول) 2014، إذ جرى إخضاعهم لدورات ثقافية وعسكرية، وتوزيعهم على جبهات القتال (تعز - الساحل الغربي - مأرب - الحدود)، وأرجع البعض إلى دولهم لغرض التوسّع في أفريقيا.

تعنت الحوثيين أدى إلى تعطيل مسار السلام في اليمن (أ.ب)

كما استقطبت الجماعة - وفق المنصة - كثيراً من الشخصيات والرموز الأفارقة المؤثّرين (قبيلة العفر - الأورومو - أوجادين) بين أوساط الجاليات الأفريقية في صنعاء (الصومالية - الإثيوبية - الإريترية) والاعتماد عليهم في الحشد والاستقطاب من اللاجئين الأفارقة الموجودين في صنعاء، وكذلك من يجري استقطابهم من مناطقهم بالقرن الأفريقي، والتنسيق لهم للوصول إلى صنعاء.

أبو راس والكحلاني

وذكرت المنصة اليمنية في تقريرها أن مسؤول ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي في الجماعة الحوثية هو عبد الواحد ناجي محمد أبو راس، واسمه الحركي «أبو حسين»، وهو من مواليد محافظة الجوف اليمنية، إذ تولّى هذا الملف بتوصية مباشرة من قبل قيادات إيرانية سياسية عليا وقيادات في «الحرس الثوري» الإيراني.

ومن أبرز الملفات التي يعمل عليها أبو راس، وفق التقرير، التنسيق مع عناصر «الحرس الثوري» الإيراني، وقيادة الحركة الحوثية للعمل الميداني، كما أنه المسؤول المباشر عن تأمين وإدخال وتهريب عناصر «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» من وإلى اليمن.

وتوارى أبو راس - وفق التقرير - عن الأنظار منذ عدة أعوام، ولكنه كان المكلّف السري بأخطر الملفات السياسية والاستخباراتية لدى جماعة الحوثي، إذ كُلّف بمهام وكيل الشؤون الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، حتى تعيين المدعو حسن الكحلاني بالمنصب نفسه، وترقية أبو راس لتولي ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي، بتوصية واتفاق مباشر بين عبد الملك الحوثي وقيادة «الحرس الثوري» الإيراني.

الحوثيون يطمحون إلى التحول إلى لاعب دولي ضمن المحور الذي تقوده إيران في المنطقة (أ.ب)

وإلى جانب أبو راس يأتي القيادي حسن أحمد الكحلاني، المُعين في منصب وكيل قطاع العمليات الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، والمعروف بكنيته «أبو شهيد»، وهو من مواليد 1984 في محافظة حجة، ويُعد من القيادات الحوثية الأمنية البارزة؛ إذ نشأ في بيئة حوثية بين صعدة وصنعاء، والتحق بالجماعة في سن مبكّرة.

ويشير التقرير إلى أن الكحلاني كان من خلية صنعاء الإرهابية التي نفّذت عدّة تفجيرات واغتيالات عقب مقتل مؤسّس الجماعة حسين الحوثي في 2004، كما كان من القيادات التي تولت دخول صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وتولّى قيادة المجموعة التي أصدرت توجيهاً بمنع طائرة أمريكية من الإقلاع من مطار صنعاء، بحجة تفتيشها قبل المغادرة. وعقب هذا الحادث، جرى اغتيال والده في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 على أيدي مسلّحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في صنعاء.

ويعمل حسن الكحلاني حالياً - وفق المنصة - تحت إشراف عبد الواحد أبو راس، ويعرف ارتباطه الوثيق بـ«الحرس الثوري» الإيراني، ويحاول عبر هذه العلاقة فرض نفسه باعتباره الرجل الأول في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الأمر الذي يعكس حالة من الصراع بينه وبين عبد الحكيم الخيواني رئيس الجهاز.

قيادات في ملف التوسع

يشير تقرير المنصة اليمنية إلى القيادي الحوثي أدهم حميد عبد الله العفاري (أبو خليل) ويذكر أنه المختص في ملف الجاليات الأفريقية الموجودة في اليمن، خصوصاً في صنعاء، إذ كُلّف بمهام التواصل المستمر والتنسيق برؤساء الجاليات (إثيوبية- صومالية - إريترية - سودانية - جيبوتية).

عناصر حوثيون في صنعاء خلال تجمع حاشد دعا له زعيمهم (أ.ف.ب)

كما يعمل العفاري على حشد العناصر الأفريقية وإلحاقهم بالدورات العسكرية والثقافية، وبعدها يجري توزيعهم على جبهات (الساحل الغربي - مأرب - الحدود - تعز)، وفي مهام استخباراتية داخل بلدانهم.

وإلى ذلك يعد العفاري، المسؤول عن التنسيق مع النقاط الأمنية التابعة للحوثيين لإدخال العناصر الأفريقية إلى مناطق الحوثيين، ويتولى أيضاً مهام أخرى، أبرزها صرف المخصّصات المالية للعناصر الأفريقية.

أما الشخص الرابع المسؤول عن ملف التوسّع الخارجي الحوثي إلى القرن الأفريقي فهو أسامة حسن أحمد المأخذي، واسمه الحركي (أبو شهيد)، وهو - وفق التقرير - أحد العناصر الحوثية العاملة في جهاز الأمن والمخابرات، وملف المسار الأفريقي، وتتلخّص مهمته في التنسيق مع الشخصيات الأفريقية المؤثّرة في كل من (الصومال - إثيوبيا - إريتريا - جيبوتي - السودان) من أجل حشدهم لتدريبهم وتأهيلهم، وإلحاقهم بصفوف ميليشيا الحوثي، بصفتهم مقاتلين وعاملين في الدول القادمين منها، وبصفتهم عناصر استخباراتية، تقوم بمهام مختلفة، منها نشر الفكر الحوثي، والقيام بالعمليات الاستخباراتية، وتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، ونقل المخدرات عبر البحر من وإلى القرن الأفريقي واليمن.

الجماعة الحوثية متهمة بتجنيد اللاجئين الأفارقة بالترغيب والترهيب (الأمم المتحدة)

إلى ذلك أورد التقرير أسماء 16 شخصية أفريقية، هم أبرز المتعاونين مع الجماعة الحوثية للتوسع في القرن الأفريقي، يتصدرهم، تاجو شريف، وهو مسؤول عن الجالية الإثيوبية في صنعاء، والتحق بدورات ثقافية حوثية، ويعمل على استقطاب وتجنيد عناصر أفريقية لصالح العمل العسكري والاستخباراتي الحوثي.

ويرى التقرير في توصياته أن التوسع الحوثي في القرن الأفريقي يمثل تهديداً كبيراً يستدعي تحركاً دولياً وإقليمياً عاجلاً، من خلال خطة رادعة متكاملة توقف التوسع والنشاط الخارجي بشكل كامل، وبما يعزز الاستقرار والأمن في المنطقة.