ثالث مسؤول يحاكم بارتكاب جرائم حرب في سوريا

محاكمة «جزار اليرموك» في برلين الخميس

صورة أرشيفية لحشود كبيرة تنتظر استلام مساعدات غذائية في مخيم اليرموك فبراير 2014
صورة أرشيفية لحشود كبيرة تنتظر استلام مساعدات غذائية في مخيم اليرموك فبراير 2014
TT

ثالث مسؤول يحاكم بارتكاب جرائم حرب في سوريا

صورة أرشيفية لحشود كبيرة تنتظر استلام مساعدات غذائية في مخيم اليرموك فبراير 2014
صورة أرشيفية لحشود كبيرة تنتظر استلام مساعدات غذائية في مخيم اليرموك فبراير 2014

تنطلق في ألمانيا، الخميس، ثالث محاكمة من نوعها لمحاسبة مجرمين مرتبطين بالنظام السوري على جرائم ارتكبت في سوريا منذ الانتفاضة السورية عام 2011.
وتُفتتح في محكمة برلين الإقليمية، محاكمة المتهم «موفق د.» الذي كان مسؤولاً في ميليشيا «فلسطين حرة» التابعة للنظام السوري، وتسبب بمجازر قتلت مدنيين داخل مخيم اليرموك (الفلسطيني) جنوب العاصمة دمشق.
وقال المدعون إن موفق متهم بالانتماء إلى حركة فلسطين حرة المسلحة التي تقاتل في صف القوات الحكومية. وتوجه إلى موفق اتهامات على رأسها قتل عدد من المدنيين، بعد إلقاء قنبلة يدوية من سلاح مضاد للدبابات داخل مخيم اليرموك في دمشق، أثناء انتظارهم لتلقي المساعدات من وكالة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في عام 2014، فقتل سبعة وأصاب ثلاثة بجروح خطيرة أحدهم طفل في السادسة.
وقال المدعون إن موفق متهم بالانتماء إلى حركة فلسطين حرة المسلحة التي تقاتل في صف القوات الحكومية. وقال المحامي السوري أنور البني، الذي سيكون الشاهد الأول في المحاكمة، إن هناك اتهامات أخرى موجهة للمتهم إضافة إلى التهمة الرئيسية هذه. وأضاف البني، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عشية انطلاق المحاكمة، إن من بين التهم الإضافية اعتقالات تعسفية وعمليات تعذيب واعتداءات جنسية نفذها موفق ووحدته التي كان مسؤولاً عنها داخل المخيم. وأشار البني إلى أن المتهم كان من الذين نفذوا الحصار على مخيم اليرموك الذي استمر نحو 3 سنوات وتسبب بتجويع سكانه.
وقررت المحكمة الاستماع إلى البني كشاهد أول في اليوم الثاني للمحاكمة، أي الجمعة، على أن يكون اليوم الأول مخصصاً للادعاء لتلاوة التهم الموجهة إلى المتهم. وأشار البني إلى أنه لا يعرف المتهم شخصياً ولكن المحكمة قررت على ما يبدو الاستماع إليه كشاهد أول، كون مركزه «المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية» هو من جمع الشهود وجهز الملف وقدمه للمدعي العام.
واعتُقل موفق الذي وصل إلى ألمانيا لاجئاً عام 2017 في أغسطس (آب) من عام 2021، وهو يقبع في السجن منذ ذلك الحين بانتظار بدء محاكمته. وقال البني إنه بدأ بتحضير الملف ضده بعد أن تقدم عدد من الشهود إلى مركزه، يبلغونه بوجود الرجل في أوروبا، وأشار إلى أن الشرطة ألقت القبض عليه بناء على شهادة 12 شخصاً تعرفوا عليه على أنه منفذ مجزرة اليرموك.
وأسندت شهادات الشهود بتقارير حقوقية وإنسانية وثقت المجزرة آنذاك. وكان المخيم من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا. وخضع لحصار من الجيش السوري والميليشيات المتحالفة معه في الأعوام ما بين 2013 و2018.
وأشار البني إلى أن موفق تصرف على ما يبدو «بدافع الانتقام، لأن ابن أخيه قتل قبل يوم في معارك في حلب». ولفت البني إلى أن موفق كان يساعد النظام منذ بداية الاحتجاجات الشعبية، بالتبليغ عن ناشطين سلميين ثم محاصرة المخيم. وغير واضح بعد عدد الشهود الذين ستستمع إليهم المحكمة، ولكن البني أكد أنه سيكون هناك أكثر من 12 شاهداً، لأن شهود آخرين تقدموا للإدلاء بمعلومات بعد اعتقال المتهم.
ويعد موفق ثالث متهم من المسؤولين عن جرائم في النظام السوري يحاكم في ألمانيا. وقبله كانت محكمة ألمانية في مدينة كوبلنز قد حكمت على الضابط السوري السابق أنور رسلان بالسجن المؤبد بعد إدانته بجرائم ضد الإنسانية ارتكبت وهو مسؤول عن قسم التحقيقات في سجن تابع للمخابرات الجوية في دمشق. وفي المحاكمة نفسها، أدانت المحكمة قبله إياد الغريب الذي كان مجندا في الجيش السوري، بالمساعدة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وحكمت عليه بالسجن لمدة 4 سنوات و6 أشهر.
وأشاد ناشطون حقوقيون بالمحاكمات التي تجريها ألمانيا بحق مسؤولين سوريين سابقين، خصوصاً أنها الدولة الأوروبية الوحيدة التي أجرت محاكمات وأصدرت أحكاماً في هذه القضايا، رغم أنها مرفوعة في أكثر من دولة أوروبية. ويقول ناشطون سوريون إن هناك محاكمة أخرى ستبدأ في ألمانيا، قريباً، آملين أن يحصل الأمر نفسه في دول أوروبية أخرى رفعوا فيها قضايا مثل فرنسا والسويد.


مقالات ذات صلة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

المشرق العربي «قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

أعلنت سوريا، أمس، سقوط قتلى وجرحى عسكريين ومدنيين ليلة الاثنين، في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في محيط مدينة حلب بشمال سوريا. ولم تعلن إسرائيل، كعادتها، مسؤوليتها عن الهجوم الجديد الذي تسبب في إخراج مطار حلب الدولي من الخدمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

في حين أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع تأكيد ما أعلنته تركيا عن مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو الحسين الحسيني القرشي في عملية نفذتها مخابراتها في شمال سوريا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن قوات بلاده حيدت (قتلت) 17 ألف إرهابي في السنوات الست الأخيرة خلال العمليات التي نفذتها، انطلاقاً من مبدأ «الدفاع عن النفس».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم أمس (الأحد)، مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا خلال عملية نفذتها الاستخبارات التركية. وقال إردوغان خلال مقابلة متلفزة: «تم تحييد الزعيم المفترض لداعش، واسمه الحركي أبو الحسين القرشي، خلال عملية نفذها أمس (السبت) جهاز الاستخبارات الوطني في سوريا». وكان تنظيم «داعش» قد أعلن في 30 نوفمبر (تشرين الأول) مقتل زعيمه السابق أبو حسن الهاشمي القرشي، وتعيين أبي الحسين القرشي خليفة له. وبحسب وكالة الصحافة الفرنيسة (إ.ف.ب)، أغلقت عناصر من الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية المحلية المدعومة من تركيا، السبت، منطقة في جينديرس في منطقة عفرين شمال غرب سوريا.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

قالت الرئاسة التونسية في بيان إن الرئيس قيس سعيد عيّن، اليوم الخميس، السفير محمد المهذبي سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهورية التونسية لدى سوريا، في أحدث تحرك عربي لإنهاء العزلة الإقليمية لسوريا. وكانت تونس قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قبل نحو عشر سنوات، احتجاجاً على حملة الأسد القمعية على التظاهرات المؤيدة للديمقراطية عام 2011، والتي تطورت إلى حرب أهلية لاقى فيها مئات آلاف المدنيين حتفهم ونزح الملايين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
المشرق العربي شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

أثار تمسك سوريا بانسحاب تركيا من أراضيها ارتباكاً حول نتائج اجتماعٍ رباعي استضافته العاصمة الروسية، أمس، وناقش مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة.


أكثر من 60 ضربة جوية إسرائيلية على سوريا في غضون ساعات

تصاعد الدخان على مشارف العاصمة السورية دمشق بعد غارات جوية إسرائيلية في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان على مشارف العاصمة السورية دمشق بعد غارات جوية إسرائيلية في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

أكثر من 60 ضربة جوية إسرائيلية على سوريا في غضون ساعات

تصاعد الدخان على مشارف العاصمة السورية دمشق بعد غارات جوية إسرائيلية في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان على مشارف العاصمة السورية دمشق بعد غارات جوية إسرائيلية في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

استهدفت أكثر من 60 ضربة إسرائيلية مواقع عسكرية في أنحاء سوريا في غضون ساعات، بعد نحو أسبوع على إطاحة فصائل المعارضة المسلحة الرئيس بشار الأسد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان

وذكر المرصد السوري مساء السبت، أن «61 ضربة جوية استهدفت الأراضي السورية في أقل من 5 ساعات، ولا تزال الضربات مستمرة».

وأضاف: «يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي تصعيده العنيف على الأراضي السورية مستهدفاً خصوصاً مستودعات صواريخ بالستية داخل الجبال».

وأشار المرصد إلى ارتفاع «عدد الضربات الإسرائيلية إلى 446 غارة طالت 13 محافظة سورية منذ سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر (كانون الأول)».