جهود لتوثيق السجلات المدنية في مناطق «الإدارة الذاتية» شرق سوريا

من الجلسات الحوارية لمنظمة «ماري» للتنمية مع سكان دير الزور بخصوص التوثيق المدني (الشرق الأوسط)
من الجلسات الحوارية لمنظمة «ماري» للتنمية مع سكان دير الزور بخصوص التوثيق المدني (الشرق الأوسط)
TT

جهود لتوثيق السجلات المدنية في مناطق «الإدارة الذاتية» شرق سوريا

من الجلسات الحوارية لمنظمة «ماري» للتنمية مع سكان دير الزور بخصوص التوثيق المدني (الشرق الأوسط)
من الجلسات الحوارية لمنظمة «ماري» للتنمية مع سكان دير الزور بخصوص التوثيق المدني (الشرق الأوسط)

يعاني أهالي بلدات ريف دير الزور الشرقي من غياب الدوائر الرسمية الحكومية للحصول على وثائق وإثباتات شخصية معترف بها، تخص الزواج والطلاق وشهادات الميلاد والوفاة والميراث... وغيرها من المعاملات التي تتطلب بيانات تثبت هوية صاحبها. وفي مسعى لتنظيم سجلات الأحوال المدنية عقد عدد من المنظمات المدنية والحقوقية جلسات حوارية توعوية بمشاركة سكان المنطقة مع قادة «مجلس دير الزور المدني». وفعلت «مديرية التوثيق المدني» البطاقات التعريفية الشخصية المؤقتة، المصدقة رسمياً من المجلس المدني وتخول صاحبها حرية التنقل والسفر ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» شمال شرقي سوريا.
تقول نور العجيل، مديرة البرامج في منظمة «ماري للتنمية»؛ إحدى الجهات المدنية التي عملت على تنسيق وتنظيم الجلسات الحوارية وتفعيل السجل المدني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفكرة جاءت من الجلسات الحوارية مع أهالي المنطقة ضمن مشروع (أمننا) بضرورة تفعيل السجل المدني بدير الزور، حيث افتتحت لجنة الداخلية وقوى الأمن الداخلي التابعة للمجلس مديرية التوثيق في شهر مارس (آذار) الماضي بمنطقة الـ7 كيلومترات شمال دير الزور لجنة الداخلية وقوى الأمن الداخلي التابعة للمجلس، على افتتاح المديرية في شهر مارس (آذار) الماضي بمنطقة الـ7 كيلومترات شمال دير الزور».
ولدعم جهود المديرية، نظمت «ماري»، (السبت)، جلسة حوارية عن الخدمات التي تقدمها مديرية التوثيق المدني للمواطنين بإقليم دير الزور شرق الفرات، بمشاركة نشطاء مدنيين وحقوقيين وسكان المنطقة، إلى جانب ممثلين عن المجالس المحلية ولجان الوساطة المجتمعية، على أن تنظم مزيداً من الجلسات والحوارات المجتمعية مستقبلاً.
يقول عواد المحيمد، رئيس مديرية التوثيق المدني التابعة لـ«المجلس المدني في دير الزور»: «لدينا نحو 24 موظفاً وموظفة مؤهلين بالشكل الكامل، وتم تجهيز المركز لتقديم خدمات التوثيق الشخصية، ومنح الأوراق المطلوبة مصدقة من المجلس». وعن آلية العمل يضيف المحيمد: «ما نعمل عليه هو التوثيق المدني وليس السجل، حيث نقوم بتوثيق الوثائق الرسمية الموجودة لدى السكان، للعمل على قاعدة بيانات تتم أرشفتها بشكلين إلكتروني وورقي».
وتمنح مديرية التوثيق المدني في دير الزور بطاقة التعريف المؤقتة والبطاقة العائلية وبيان الزواج وشهادتي الولادة والوفاة... وغيرها من الوثائق الشخصية، غير أنه من بين أبرز التحديات التي تواجه أصحاب هذه الوثائق، عدم الاعتراف بها في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، كما لا تخول أصحابها السفر إلى المناطق الخاضعة لنفوذ فصائل المعارضة المسلحة ومناطق العمليات التركية شمال غربي سوريا، لعدم اعترافها بهياكل الحكم المدنية بريف دير الزور الشرقي.
وتشكو خضرة؛ البالغة من العمر (28 سنة) وتتحدر من مدينة الميادين الخاضعة لسيطرة النظام ومقيمة مع أسرتها في بلدة الصور الخاضعة لسيطرة «قسد»، عدم منحها أوراقاً ثبوتية تعريفية تسهل تنقلها بين مناطق الإدارة الذاتية. هذه السيدة وغيرها من النازحين من خارج مناطق الإدارة، يمنحون بطاقة «وافد» التي تحتاج إلى كفالة من أحد أبناء المنطقة. تقول خضرة: «عند هروبنا قبل 7 سنوات فقدنا كل أوراقنا الشخصية وحتى اليوم لم أحصل على أي إثبات شخصي».
يعلق المحيمد على حالة خضرة: «لا يمكن إعطاء بطاقة تعريفية إلا بوجود وثيقة رسمية صادرة عن الحكومة السورية - بيان عائلي - أو صورة دفتر العائلة، أو إخراج قيد، أو أي إثبات شخصي رسمي». وفيما يخص المواليد حديثة الولادة، «تمنح بطاقة تعريفية هي بمثابة بطاقة شخصية. وتُعطى بطاقة (مؤقتة) لمن ليست لديه هوية شخصية وبلغ سن 17 عاماً، مدتها عام كامل يتم تجديدها لحين توفر آلة طابعة ليزرية لإصدار بطاقات تعريف دائمة».
إلى جانب «ماري»؛ شاركت في الفعالية منظمات «حماية البيئة والتنمية المستدامة» و«فراتنا» و«أمل الباغوز» و«ديرنا للتنمية» و«إنصاف للتنمية». ويتحدث الناشط والمدرب المدني أحمد شيحان، من منظمة «حماية البيئة»، عن المعاناة التي كانت تواجه أبناء المنطقة ممن فقدوا أوراقهم الثبوتية نتيجة النزوح أو عدم قدرتهم على استخراج أوراق جديدة لأنهم لا يستطيعون السفر لمناطق النظام، «أما اليوم فيستطيعون استخراج هذه الأوراق من مديرية التوثيق المدني».
وذكر شيحان أن الحوارات التي عقدتها المنظمة مع سكان المنطقة والنازحين المقيمين فيها تطرقت إلى المشكلات التي يعانون منها على الحواجز ولدى مراجعتهم دوائر الإدارة الذاتية أو سفرهم إلى الأقاليم الأخرى، منوهاً بأن «أبرز التحديات تتمحور حول عدم معرفة الناس بعمل التوثيق المدني، لذلك عقدنا وسنعقد جلسات حوارية أخرى لتوعية الأهالي».
وقد عمد النظام السوري قبل انسحابه إلى نقل قاعدة البيانات والملفات والسجلات الرسمية إلى مناطق سيطرته في مركز المحافظة، ولاستخراج أوراق رسمية معترف بها، يجبر كثير من أهالي ريف دير الزور الشرقي على السفر إلى مناطق النظام. يقول عبد الرؤوف، وهو الاسم الأول لأحد أبناء بلدة البصيرة، إنه يضطر إلى الذهاب إلى هناك لاستخراج أوراقه الرسمية، وإنه «وفي كل سفرة؛ أتخوف من وجود تقرير أمني كيدي أتعرض بموجبه للاعتقال».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.