اغتيال قيادي سابق في المعارضة بدرعا وتغييرات في المخابرات الجوية

TT

اغتيال قيادي سابق في المعارضة بدرعا وتغييرات في المخابرات الجوية

تعرض قيادي سابق في أحد فصائل المعارضة بريف درعا الغربي لعملية اغتيال في بلدة تسيل في الريف الغربي من محافظة درعا، مساء الأحد، وفقاً لمصادر محلية من البلدة، حيث تم استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين أثناء وجوده أمام منزله، مما أدى إلى مقتله على الفور.
وخضع القيادي تيسير النظامي في عام 2018 لاتفاق التسوية والمصالحة مع النظام السوري الذي رعته روسيا جنوب سوريا، فيما قتل نجله رأفت النظامي عام 2020 بعملية اغتيال بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين أدى إلى مقتله، وتعدّ بلدة تسيل من المناطق التي تعرضت لهجوم من قبل تنظيم «داعش» في عام 2017 وفرض سيطرته عليها أثناء انتشاره سابقاً في مناطق حوض اليرموك.
واعتقلت قوات الأمن السوري قيادياً آخر من درعا، هو غصاب بشار العيد، المتحدر من إنخل بريف درعا الغربي أثناء وجوده بمطار دمشق الدولي عائداً من مصر. وذكرت مصادر محلية أن القيادي العيد كان من قادة فصيل «مجاهدي حوران» التابع لفصائل المعارضة المعتدلة سابقاً، والتي كانت تنتشر في المنطقة قبل اتفاق التسوية مع النظام عام 2018، وعمل بعد اتفاق التسوية لصالح جهاز مخابرات أمن الدولة في بلدته (إنخل)، وغادر سوريا بعد أن سوى وضعة الأمني، قبل نحو عامين، ليتم توقيفه أثناء عودته لوجود ادعاءات بحقه، أو أن المطالب الأمنية التي كانت بحقه لم تزل بموجب التسوية وتم التغاضي عن وضعه سابقاً أثناء خروجه، وهي حالة طبقت في سنتي التسويات الأوليين 2018 و2019 على عدد من الفاعلين في المنطقة.
كما تعرض الشاب محمد النصار للاعتقال بعد مداهمة قوات النظام مكان وجوده في بلدة نامر بريف درعا الشمالي، بعد أن غادر من مدينة طفس مؤخراً، بعدما طلب من كل المطلوبين الغريبين المغادرة، وقالت مصادر محلية إن النصار من عناصر فصائل المعارضة سابقاً ويتحدر من مدينة الصنمين ومن الحاصلين على بطاقة التسوية وأجرى تسويات عدة لوضعه بين 2018 و2020، ودخل طفس بعد أن سيطرت القوات النظامية على مدينته شمال درعا بشكل كامل عام 2020.
وكشف «تجمع أحرار حوران» المعارض عن مساعي النظام لإجراء تغييرات على مستوى الانتشار والنفوذ للأفرع الأمنية في ريف محافظة درعا الشرقي، وتشمل تغيير سيطرة فرع المخابرات الجوية المنتشرة على حواجز مهمة عدة، في بلدات الجيزة والمسيفرة وصيدا وكحيل والغارية الشرقية والغربية، ونقلها إلى مناطق عدة في الريفين الأوسط والغربي؛ منها بلدتا داعل والشيخ مسكين، وذلك بعد الكشف عن عمليات اغتيال جرت في ريف درعا الشرقي من تخطيط ضباط من المخابرات الجوية المقربين من إيران، وأن السيطرة في الريف الشرقي ستبقى بيد فرع الأمن العسكري.
وشهدت مناطق ريف درعا الشرقي تسجيل حوادث عدة اصطدم فيها عناصر «اللواء الثامن» المشكل من فصائل التسويات بدعم روسي، مع عناصر المخابرات الجوية على الحواجز المنتشرة في المنطقة، دون تصعيد بين الطرفين. وفي شهر مايو (أيار) الماضي، هاجمت مجموعة تابعة لـ«اللواء الثامن» مجموعة أمنية في بلدة صيدا كانت مهمتها تنفيذ عمليات اغتيال بحق معارضين للنظام ولعناصر وقادة في «اللواء الثامن»، وبث شريط مصور لأحد متزعمي هذه المجموعة وهو يدلي باعترافات عن تجنيدهم من قبل أحد ضباط المخابرات الجوية في درعا المدعو محمد الحلوة، بهدف تنفيذ عمليات اغتيال في المنطقة مقابل حصولهم على سلاح ومبالغ مالية.
في الأثناء، قالت مصادر محلية في السويداء؛ ذات الغالبية الدرزية، إن انفجاراً وقع مساء يوم الأحد في بلدة المزرعة بريف السويداء الغربي، ناجم عن عبوة ناسفة زرعت بالقرب من بناء الناحية، وتمكنت فرق الهندسة الحكومية من تفجيرها بعد العجز عن تفكيكها دون وقوع خسائر، إثر ورود بلاغ عن وجود العبوة في المنطقة.
وتعدّ بلدة المزرعة من بلدات السويداء التي تحوي فصائل محلية مسلحة غير تابعة لتشكيلات الجيش أو القوى الأمنية، وهي مسقط رأس مؤسس «حركة رجال الكرامة» الشيخ وحيد البلعوس، أكبر الفصائل المحلية في السويداء التي شنت مؤخراً هجمات على مواقع ونقاط تابعة لمجموعات محلية مرتبطة أمنياً؛ هي مجموعة «قوات الفجر» في بلدة عتيل، ومجموعة «قوات الفهد» في بلدة قنوات؛ وأسفرت الهجمات عن إنهاء هذه المجموعات، وقتل عدد من عناصر «قوات الفجر» واعتقال آخرين من عناصر وقادة المجموعات.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».