فلسطينيون يرفضون الحملة على رئيسهم: التحريض ضده خط أحمر

اعتبروه استهدافاً لتحركهم في الأمم المتحدة

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
TT

فلسطينيون يرفضون الحملة على رئيسهم: التحريض ضده خط أحمر

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)

رفضت الرئاسة الفلسطينية، وبقية الفصائل، الحملة الألمانية الإسرائيلية المستمرة ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على خلفية تصريحاته عن «الهولوكوست»، واعتبروها جزءاً من الحرب على الرواية الفلسطينية وضد الفلسطينيين كلهم.
وعبَّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، عن استهجانه الشديد من حملة التحريض التي يتعرض لها عباس من قبل جهات متعددة، بهدف النيل من عدالة القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني، مؤكداً أنها مرفوضة ومدانة، وهي خط أحمر لن نقبل به من قِبَل أي جهة كانت.
وقال أبو ردينة إن هدف هذه الحملة الشعواء المستمرة على الرئيس هو المشروع الوطني والثابت الفلسطيني الذي أكد عليه الرئيس عباس دوماً، بعدم التنازل عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية مهما كان الثمن.
وأضاف أن «هذا العالم المتهم بازدواجية المعايير لم يتحرك وبقي صامتاً على الجرائم الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي وما زال يرتكبها يومياً، سواء بقتل الأطفال واقتحام المدن أو الاعتداء على مقرات مؤسسات حقوق الإنسان، وغيرها من الجرائم التي يندى لها الجبين».
وتابع أبو ردينة: «رغم البيان التوضيحي الذي أصدره الرئيس محمود عباس، وأعلن فيه بكل وضوح عن مواقفه، فإن هذه الحملة ما زالت مستمرة، الأمر الذي يؤكد الهدف الحقيقي منها، وهو محاولة القضاء على الصمود الفلسطيني».
وكان عباس قد سئل من قبل صحافي إسرائيلي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس، عما إذا كان مستعداً للاعتذار عن الهجوم الذي نفذه فلسطينيون من منظمة «أيلول الأسود» بحق الرياضيين الإسرائيليين في أولمبياد ميونيخ في ألمانيا قبل 50 عاماً، فرد بغضب قائلاً إن «الفلسطينيين يتعرضون في كل يوم لخمسين مذبحة، لخمسين هولوكوست»، ثم تعرض بعدها لحملة إسرائيلية ألمانية شرسة، قبل أن يتراجع عن التصريح قائلاً إنه لا ينكر المحرقة، إنما يعتبرها أفظع الجرائم في التاريخ الحديث، وإنه لم يكن المقصود في إجابته إنكار خصوصية «الهولوكوست» التي ارتكبت في القرن الماضي.
ورغم تراجع عباس، أعلنت شرطة برلين الجمعة فتح تحقيق في شبهة «تحريض على العنف» تطال عباس، بعد تلقيها شكوى ضده «لتخفيفه من شأن محرقة اليهود».
وقال نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول، إن «الحملة على عباس تمثّل محاولة للهروب من الاستحقاقات الأساسيّة المتعلّقة بجرائم الاحتلال والموقف منها، والتهرّب من الإجابة عن أسئلة تتعلّق بإنهاء الاحتلال والاستيطان، وكلّ الجرائم التي ترتكب بحقّ شعبنا، بالإضافة إلى ارتباطها بتوجّه السلطة الفلسطينية إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة للحصول على وضع دولة كاملة العضوية».
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، إن بعض الجهات تصر على استمرار حملة التحريض ومحاولة قلب الحقائق وتزويرها وتحريفها، رغم البيان الرئاسي التوضيحي الذي صدر في أعقاب المؤتمر الصحافي في المستشارية الألمانية.
ودعمت الفصائل الفلسطينية عباس الذي تلقى السبت اتصالاً هاتفياً من نائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية»، جميل مزهر، مؤكداً رفضه لحملة التحريض التي يتعرض لها.
وشدّد مزهر خلال الاتصال الهاتفي «على وقوفه و(الجبهة الشعبية) خلف الرئيس في مواقفه الشجاعة التي تعبر عن مواقف شعبنا وقضيته العادلة»، كما أكد أن هذه الحملة التحريضية «تمس حقوق شعبنا الفلسطيني، وروايته التاريخية».
وانضمت «حماس» و«الجهاد الإسلامي» لدعم عباس، وعبرتا عن رفضهما وإدانتهما الهجوم عليه، واستنكرتا إعلان الشرطة الألمانية فتح تحقيق ضده.
وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لـ«حماس» في تصريح صحافي: «مرة أخرى تثبت القوى الدولية انحيازها للاحتلال الإسرائيلي، وتنكُّرها للحقوق التاريخية لشعبنا الفلسطيني، ولمعاناته الممتدة لأكثر من 7 عقود».
وقال خالد البطش، عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي»، إن تصريح الرئيس عباس «هو جزء من الرواية الوطنية الفلسطينية التي يدافع عنها شعبنا في وجه العالم بأسره، لكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي».
وأدان البطش قيام الشرطة الألمانية بفتح تحقيق على خلفية تصريحات عباس، وقال إن ذلك هو «أحد أوجه ازدواجية المعايير والنفاق والانحياز للاحتلال، والتنكر لمعاناة الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن نتائج الحرب العالمية الثانية، في ظل غياب العدالة الدولية».
وقال عضو اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير»، أمين عام حزب «فدا»، صالح رأفت، إن الهجمة على الرئيس عباس «عزّزت الوحدة الوطنية في إطار (منظمة التحرير)؛ لأنها تستهدف شعبنا وقضيّته العادلة».
وأكد الأمين العام لـ«جبهة التحرير الفلسطينية»، عضو اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير»، واصل أبو يوسف، أن «حملة التحريض الألمانية ضد عباس تهدف إلى إرضاء إسرائيل، وطمس جرائم الاحتلال ضد شعبنا». كما أدان رئيس المجلس الوطني روحي فتوح «حملة التحريض» التي يتعرض لها عباس، وقال إنها «تمثل تحريضاً مباشراً وعلنياً لاستهداف شعبنا الفلسطيني وقيادته».
وأصدر عضو المكتب السياسي لـ«حزب الشعب» وليد العوض، بياناً ضد الهجمة المرفوضة التي يتعرض لها عباس، والتي «تطلقها دوائر صهيونية بحق كل شعبنا الفلسطيني».
وكان عباس -على غير العادة- قد حظي فور عودته من ألمانيا باستقبال شعبي، في محاولة لإرسال رسالة للعالم بأن شعبه يقف خلفه.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

كردستان يرد على صهر صدام: إيران لم تقصف حلبجة بالكيماوي

معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)
معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)
TT

كردستان يرد على صهر صدام: إيران لم تقصف حلبجة بالكيماوي

معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)
معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)

تفاعلت أوساط عراقية مع المقابلة التي أجرتها «الشرق الأوسط» مع جمال مصطفى، صهر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وسكرتيره الثاني.

وردّاً على قوله إن إيران قصفت مدينة حلبجة (شمال العراق) بالسلاح الكيماوي نهاية الثمانينات، أصدرت حكومة إقليم كردستان بيان تكذيب، شدّدت فيه على أن «ما قاله صهر الديكتاتور العراقي السابق (صدام حسين) ملفق، وعارٍ عن الصحة».

رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني (إعلام حكومي)

وجاء في بيان لمكتب رئيس حكومة كردستان، مسرور بارزاني، أنه «في مقابلة مع صحيفة (الشرق الأوسط) أطلق شخص يُدعى جمال مصطفى التكريتي، صهر الديكتاتور العراقي السابق، ادعاءً يُنكر فيه الهجوم الكيماوي الذي اقترفه النظام البعثي السابق على حلبجة، وتمادى في ادعائه، ناسباً تصريحاً باطلاً لرئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، بأن (طائرتين إيرانيتين قصفتا حلبجة)».

وقال مكتب بارزاني: «إن رئيس حكومة الإقليم لم يسبق أن أدلى بمثل هذا التصريح»، وشدد البيان على أن «مرتكبي الهجوم الكيماوي على حلبجة هو النظام العراقي السابق نفسه، وكل الأدلة تُثبت قطعاً أنه مَن اقترف هذه الجريمة».

وكان جمال مصطفى قد قال في المقابلة التي أجراها مع رئيس تحرير «الشرق الأوسط»، غسان شربل، إن «إيران هي مَن قصفت حلبجة»، والشاهد على ذلك قبل فترة غير بعيدة، مسرور بارزاني، رئيس وزراء كردستان الذي أعلن «أن طائرتين إيرانيتين قصفتا حلبجة قبل دخول الإيرانيين إليها».

وتعرضت حلبجة في 16 مارس (آذار) 1988، إلى القصف بالأسلحة الكيماوية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 5 آلاف من مواطنيها، وإصابة ضعف هذا العدد، كثير منهم يعاني حتى اليوم من تأثيرات الغازات السامة، وفقاً لمؤسسات حكومية ومدنية في كردستان.

وفي يناير (كانون الثاني) 2010 حُكم بالإعدام على علي حسن المجيد، الملقب بـ«علي الكيماوي»، ابن عم صدام حسين، ونفذ فيه الحكم لمسؤوليته عن «مجزرة» حلبجة.

جمال مصطفى مع رئيس التحرير غسان شربل خلال المقابلة

وتفاعل مدونون في مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريحات صهر صدام عن زعيم حزب «السيادة»، خميس الخنجر.

وقال مصطفى، إن المحققين (خلال فترة احتجازه) حاولوا تلفيق تهمة، مفادها أنه «أعطى قبل الاحتلال، خميس الخنجر، مائتين وخمسين مليون دولار، وقالوا له: إذا لم تعترف بذلك ستبقى في السجن طيلة عمرك».

وأكد صهر صدام، أن هذا «الادعاء لا أساس له من الصحة، رغم أنه كان على علاقة بالخنجر» بحكم «اهتمامه بملف العشائر».

واستعاد مدونون الجدل حول محاكمة أركان النظام السابق، في حين شكك عدد منهم في تصريحات جمال مصطفى حول تلك الحقبة.

وجمال مصطفى التكريتي، ضابط برتبة مقدم في الجيش العراقي، وعُيّن في جهاز حماية صدام، ومسؤول عن ملف شؤون القبائل والعشائر، وهو زوج «حلا»، الابنة الصغرى لصدام حسين.