النفط يواصل خسائره في جلسة متقلبة

«غازبروم» الروسية تحذر من قفزة بأسعار الغاز في أوروبا

هبطت العقود الآجلة لخام برنت إلى 93.19 دولار للبرميل (رويترز)
هبطت العقود الآجلة لخام برنت إلى 93.19 دولار للبرميل (رويترز)
TT

النفط يواصل خسائره في جلسة متقلبة

هبطت العقود الآجلة لخام برنت إلى 93.19 دولار للبرميل (رويترز)
هبطت العقود الآجلة لخام برنت إلى 93.19 دولار للبرميل (رويترز)

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الثلاثاء، في جلسة متقلبة، بعد أن جددت بيانات اقتصادية مخيبة للآمال من الصين، أكبر مشترٍ للخام، المخاوف من حدوث ركود عالمي.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 1.21 دولار، أو 1.1 في المائة، إلى 93.19 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:58 بتوقيت غرينتش. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.05 دولار، أو 1.1 في المائة إلى 88.37 دولار للبرميل. وهوت العقود الآجلة للنفط بنحو 3 في المائة خلال جلساتها السابقة.
وخفض البنك المركزي الصيني أسعار الفائدة على الإقراض لإنعاش الطلب، مع تباطؤ الاقتصاد بشكل غير متوقع في يوليو (تموز)، وتقلص نشاط المصانع والبيع بالتجزئة، بسبب سياسة بكين الصارمة (صفر كوفيد) وأزمة عقارات.
وقال ييب جون رونج، خبير الأسواق من مجموعة «آي جي»، وفق «رويترز»: «أسعار السلع في جميع المجالات تعرضت للضغط؛ إذ رسمت بيانات الصين الاقتصادية لشهر يوليو صورة للنمو أكثر تشاؤماً مما كان متوقعاً في السابق، مما أدى إلى تجدد المخاوف بشأن التوقعات على الطلب».
وتابع المستثمرون عن كثب محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015. وقال محللون إن مزيداً من النفط قد يدخل السوق إذا قبلت إيران والولايات المتحدة اقتراحاً من الاتحاد الأوروبي، من شأنه أن يرفع العقوبات عن صادرات النفط الإيرانية.
وتنتظر السوق أيضاً بيانات رسمية بشأن مخزونات الخام الأميركية المقرر صدورها في وقت لاحق، اليوم الأربعاء. وأظهر استطلاع مبدئي أجرته «رويترز» يوم الاثنين أن مخزونات النفط والبنزين تراجعت على الأرجح الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، في تقرير يوم الاثنين، إن إنتاج النفط في الأحواض الصخرية الرئيسية في الولايات المتحدة، من المنتظر أن يرتفع 141 ألف برميل يومياً إلى 9.049 مليون برميل يومياً في سبتمبر (أيلول)، وهو ما سيكون أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2020.
وأضافت الوكالة الحكومية أن إنتاج الخام في حوض بيرميان بولاية تكساس، وهو أكبر حوض للنفط الصخري في البلاد، من المتوقع أن يرتفع 79 ألف برميل يومياً إلى مستوى قياسي عند 5.408 مليون برميل يومياً، في سبتمبر.
وأظهرت توقعات إدارة معلومات الطاقة أيضاً أن إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في الأحواض الصخرية الكبيرة، سيزيد بمقدار 0.673 مليار قدم مكعبة يومياً إلى مستوى قياسي عند 93.835 مليار قدم مكعبة يومياً في سبتمبر.
وعلى صعيد قطاع الغاز، قال عملاق الغاز الروسي المملوك للدولة «غازبروم» أمس، إن أسعار الغاز في أوروبا قد تقفز 60 في المائة إلى أكثر من 4 آلاف دولار للألف متر مكعب في شتاء هذا العام، بينما يستمر تراجع إنتاج وصادرات الشركة وسط عقوبات غربية.
وتسير تدفقات الغاز من روسيا، أكبر مورِّد لأوروبا، عند مستويات منخفضة هذا العام، بعد إغلاق طريقه، عندما أرسلت موسكو قواتها إلى أوكرانيا في فبراير (شباط)، وبعد عقوبات أثارت نزاعاً حول معدات لخط الأنابيب «نورد ستريم 1»، ونتيجة لذلك قفزت أسعار الغاز.
وقالت «غازبروم»: «أسعار الغاز الأوروبية للبيع الفوري وصلت إلى 2500 دولار (للألف متر مكعب). وفقاً لتقديرات متحفظة، فإنه إذا استمر مثل هذا الاتجاه، فإن الأسعار ستتجاوز 4000 دولار للألف متر مكعب هذا الشتاء».
وأغلقت أوكرانيا أحد طرق «غازبروم» للتصدير إلى أوروبا، في حين خفضت الشركة الإمدادات إلى 20 في المائة فقط من الطاقة الاستيعابية لخط الأنابيب «نورد ستريم 1» إلى ألمانيا، وسط النزاع بشأن المعدات.
وفي المجمل، هبطت صادرات «غازبروم» من الغاز بنسبة 36.2 في المائة إلى 78.5 مليار متر مكعب، بين أول يناير (كانون الثاني) و15 أغسطس (آب)، وتراجع الإنتاج 13.2 في المائة إلى 274.8 مليار متر مكعب مقارنة بمستوياته قبل عام، حسبما قالت «غازبروم» في بيان.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)

صفقات «جسري» السعودية تتخطى 9.3 مليار دولار

جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)
جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

صفقات «جسري» السعودية تتخطى 9.3 مليار دولار

جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)
جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)

أعلنت السعودية توقيع 9 صفقات استثمارية بقيمة تزيد على 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار)، ضمن «المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية (جسري)»، لتعزيز الوصول إلى المواد الأساسية والتصنيع المحلي، بالإضافة إلى تمكين الاستدامة والمشاركة السعودية في سلاسل الإمداد العالمية.

ووفق بيان من «المبادرة»، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن المشروعات البارزة التي أُعلن عنها تشمل: مرافق صهر وتكرير، وإنتاج قضبان النحاس مع «فيدانتا»، ومشروعات التيتانيوم مع «مجموعة صناعات المعادن المتطورة المحدودة (إيه إم آي سي)» و«شركة التصنيع الوطنية»، ومرافق معالجة العناصر الأرضية النادرة مع «هاستينغز».

وتشمل الاتفاقيات البارزة الأخرى مصانع الألمنيوم نصف المصنعة مع «البحر الأحمر للألمنيوم»، إلى جانب مصنع درفلة رقائق الألمنيوم مع شركة «تحويل».

بالإضافة إلى ذلك، أُعلن عن استثمارات لصهر الزنك مع شركة «موكسيكو عجلان وإخوانه للتعدين»، ومصهر للمعادن الأساسية لمجموعة «بلاتينيوم» مع «عجلان وإخوانه»، إلى جانب مصهر للزنك، واستخراج كربونات الليثيوم، ومصفاة النحاس مع «مجموعة زيجين».

وهناك استثمار رئيسي آخر بشأن منشأة تصنيع حديثة مع «جلاسبوينت»، في خطوة أولى لبناء أكبر مشروع حراري شمسي صناعي في العالم.

يذكر أن «جسري» برنامج وطني أُطلق في عام 2022 بوصفه جزءاً من «استراتيجية الاستثمار الوطنية» في السعودية، بهدف طموح يتمثل في تعزيز مرونة سلاسل التوريد العالمية، من خلال الاستفادة من المزايا التنافسية للمملكة، بما فيها الطاقة الخضراء الوفيرة والموفرة من حيث التكلفة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي.

ويهدف «البرنامج» إلى جذب استثمارات عالمية موجهة للتصدير بقيمة 150 مليار ريال بحلول عام 2030.

وخلال العام الماضي، تعاون «البرنامج» مع كثير من أصحاب المصلحة المحليين والعالميين لمتابعة أكثر من 95 صفقة بقيمة تزيد على 190 مليار ريال سعودي، تغطي أكثر من 25 سلسلة قيمة.