بروح عصرية، مزجت الحكاية الشعبية بوسائل التقنية الحديثة، اجتذب «مهرجان الأراجوز»، الجمهور المصري، خصوصاً الأطفال، عبر عروض مختلفة خلال فعاليات دورته الثالثة التي يستضيفها «بيت السناري»، بوسط القاهرة.
وتحت عنوان «التمساح»، قدمت فرقة «ومضة»، التي تنظم المهرجان بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، عرضاً لحكايات «الأراجوز»، مساء الاثنين، يدور حول صياد يخرج بصحبة ابنه لصيد السمك، ومع ارتفاع موج البحر، يخرج عليهما تمساح، يبتلع الصياد الذي يستغيث بابنه، ويحاول الطفل طلب المساعدة من عدة أشخاص يعرضون تقديم المساعدة مقابل أجر، لكن مهمتهم تفشل ويلحقون بمصير الأب ويسقطون فريسة للتمساح، وتستمر محاولات الابن حتى يهتدي إلى «أراجوز» كان يمر بجانب البحر، وعلى الفور يبدأ في تقديم المساعدة دون أن يطلب أجراً، ويدعو الجمهور ليردد معه «كلنا يد واحدة»، ومع كل نداء يتمكن «الأراجوز» من إنقاذ شخص، حتى يتمكن من إنقاذ الجميع.
ويقول الدكتور نبيل بهجت، مدير فرقة «ومضة»: «إن المهرجان يحاول الاستفادة من روح العصر، وتقنياته الحداثية»، موضحاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «عرض التمساح على سبيل المثال، يقدَّم على شاشة كبيرة، كما يدور حول قصة واقعية، تلمس خيال الأطفال، رغم أن فكرة العرض نفسها قديمة جداً تعود إلى أكثر من ألف عام، وكانت تقدَّم في الشوارع والاحتفالات الشعبية، وترتكز على مبدأ رئيسي يقول إننا قادرون معاً على مواجهة الأخطار».
ويضيف بهجت: «تحاول العروض استلهام قصص الماضي لمواجهة مشكلات الحاضر»، لافتاً إلى أن «المهرجان يقدم عروضاً أخرى مثل (صندوق الحكايات)، من تمثيل الفنانين محمود السيد، وعلي أبو زيد، ومصطفى الصباغ، وصلاح بهجت، وصابر شيكو، وهم أنفسهم أبطال عرض (التمساح)».
تأسست فرقة «ومضة» لعروض «الأراجوز» و«خيال الظل» عام 2003 تحت شعار «لدينا ما يستطيع أن يعبِّر عنا»، ويقول بهجت: «تُعد الفرقة أولى فرق الدمى، ونظمت أكثر من 80 ورشة تعليمية داخل مصر وخارجها، وأنتجت 21 مسرحية عرضتها في أكثر من 30 دولة بلغات عدة، وشاركت في عروضها على أحد مسارح بنسلفانيا، حيث قدمت 121 ليلة عرض، شاهدها أربعون ألف متفرج في الولايات المتحدة الأميركية، وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا واليونان وتونس واليمن».
من جهته يوضح الفنان محمود السيد أن «العروض تعتمد على 3 عناصر: الأراجوز، وخيال الظل، والراوي»، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «العروض عبارة عن مزيج بين التراث الشعبي والواقع المعيش»، لافتاً إلى أن العرض المسرحي لـ«خيال الظل» كان يطلق عليه قديماً اسم «بابة»، ومنها أخذ عرض «التمساح» التراثي، بعد «تحديثه وإسقاطه على الواقع الحالي، باستخدام الأراجوز»، على حد قوله.
و«الأراجوز»، هو دمية مصنوعة من الجلد، أدرجتها مصر أخيراً على قائمة «اليونيسكو» للتراث غير المادي.
«الأراجوز» يُكمل حكاياته بروح عصرية في «بيت السناري» القاهري
«الأراجوز» يُكمل حكاياته بروح عصرية في «بيت السناري» القاهري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة