ترشيد مصر للكهرباء يشحن «طاقة السخرية» وساعة الصيف

الحكومة أعلنت خطة لـ«تخفيف الإنارة» وتبحث تغيير التوقيت

مصريان على أحد شواطئ مدينة مرسى مطروح الشاطئية على البحر المتوسط (أ.ب)
مصريان على أحد شواطئ مدينة مرسى مطروح الشاطئية على البحر المتوسط (أ.ب)
TT

ترشيد مصر للكهرباء يشحن «طاقة السخرية» وساعة الصيف

مصريان على أحد شواطئ مدينة مرسى مطروح الشاطئية على البحر المتوسط (أ.ب)
مصريان على أحد شواطئ مدينة مرسى مطروح الشاطئية على البحر المتوسط (أ.ب)

من حقول الغاز الذي تستهدف بلادهم زيادة تصديره لأوروبا، إلى ساحات معارك النزاع الروسي - الغربي في أوكرانيا، وجد المصريون أنفسهم أكثر تماساً مع الحسابات الإقليمية والتحليلات الاقتصادية بعدما قررت حكومتهم الاتجاه إلى ترشيد الكهرباء مستهدفةً تحقيق زيادة في حصيلة البلاد من «العملة الصعبة» عبر بوابة تصدير الطاقة.
رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي، أظهر رغبة في شرح مستهدفات الخطوة التي تضمنت فضلاً عن «الترشيد» إعلاناً عن «دراسة عودة الساعة الصيفية» وذلك بعد نحو 7 سنوات على وقف العمل بها. وقال الرجل خلال اجتماع حكومي (الخميس) إن الإجراءات «تهدف لتوفير الغاز الطبيعي لتصديره للخارج وزيادة العائد من النقد الأجنبي»، وذلك بعد تنويه قبل يومين بأن «تداعيات الأزمة العالمية الراهنة استوجبت اتخاذ الكثير من الإجراءات لتقليل حدّتها قدر المستطاع».
وتسعى مصر إلى «تحقيق فائض إضافي، بمتوسط يصل إلى نحو 15 في المائة من حجم الغاز الطبيعي الذي يُضخ لمحطات الكهرباء، على مدار العام، لزيادة حجم التصدير وبما سيوفر 450 مليون دولار ضرورية للبلاد في ظل ارتفاع أسعار الحبوب والمنتجات البترولية؛ جرّاء الأزمة الروسية - الأوكرانية»، حسب مدبولي.
الخطة المصرية للترشيد، تضمنت «إغلاق الكهرباء في المباني الحكومية بعد المواعيد الرسمية عدا (المؤسسات ذات الحساسية)، وإيقاف الإنارة الخارجية لكل المباني الحكومية والميادين العامة، وتخفيض إنارة الشوارع والمحاور الرئيسية، وتطبيق التوقيت الصيفي في المراكز التجارية والمحال العامة في تمام الساعة 11 مساءً، بتوقيت القاهرة، وتوجيه المراكز التجارية بأن تكون درجات الحرارة للتكييفات المركزية 25 أو أكثر، وكذلك ترشيد الإنارة الخاصة بالمنشآت الرياضية وإغلاق الاستادات والصالات المغطاة والتنسيق مع النوداي الكبرى لذلك».
لكن الطاقة المستهدف توفيرها في حقول الغاز، شحنت طاقة أخرى -لا تنفد على ما يبدو- عند المصريين وهي السخرية التي غلبت على تعليقات كثيرة تناولت القرارات، بدايةً من استحضار تراث الأجداد في عصور ما قبل وصول الكهرباء لمعظم بقاع البلاد، وفق ما نشر أحدهم صورة «وابور الجاز» (موقد بدائي للطهي والتدفئة يعمل بالسولار)، داعياً أقرانه لصيانته في مواجهة الترشيد «القادم لا محالة».
https://twitter.com/FattahFattahh/status/1557457471509258242
غير أن مواطنة مصرية أخرى بدت أكثر رومانسية، وحلقت عبر «تويتر» بعيداً عن الطاقة الكهربائية المستهدفة بالترشيد، داعية إلى الاعتماد على طاقة أخرى دعت إليها المطربة الراحلة وردة في أغنية لها تقول في إحدى مقاطعها: «دوّروا على الحب تلاقوا في الضلمة ألف قمر».
https://twitter.com/RaghdaaElSaeed/status/1557338872442396672
لكن العملية والعقلانية لم تعدم أنصاراً وسط المعلقين المصريين على أنباء الترشيد، إذ دخل أحد أبناء ذاك التيار، الذي استشهد (بتصرف) بكلمات أغنية للمطربة شادية، تقول فيها: «ومولع لك شمعة»، لتصبح نصيحة: «قوم ولع لك شمعة».
https://twitter.com/chezsafi/status/1557359493968691200
ونظراً لجمهورها الكاسح، فقد حضرت منافسات كرة القدم على الدوري المصري، أيضاً ضمن التعليقات على ترشيد الكهرباء التي رأى مقدم البرامج أحمد موسى أنها يمكن أن تتحقق عبر لعب مباريات البطولة في وضح النهار وتوفير إضاءة الاستادات.
لكنّ معلقاً من مشجعي نادي الزمالك (المتصدر جدول البطولة) غمز من قناة موسى (الذي يعلن تشجيعه للأهلي) واعتبر أن نصيحته تستهدف تعطيل مسيرة الأبيض نحو تحقيق اللقب.
https://twitter.com/alielgamal100/status/1557122995474276352
ليست طاقة السخرية وحدها هي التي ازدهرت وشًحنت، بل إن طاقة «الساعة الصيفية» التي أُهملت لنحو 7 سنوات عادت هي الأخرى للدوران بفعل أحاديث الترشيد.
وتضاربت القرارات المصرية بشأن «التوقيت الصيفي» خلال العقد الماضي، إذ ظل مطبقاً منذ الخمسينات من القرن الماضي حتى عام 2011 وبعدها عُطل حتى عام 2014 عندما عاد لعام واحد فقط ومنذ عام 2015 لم يتم تطبيقه.
ودافعت الحكومة على لسان متحدثها الرسمي السفير نادر سعد، عن أنها تدرس إعادته بأن «توقيت الصيف ليس بدعة مصرية، وتنفذه عشرات الدول حول العالم لترشيد الكهرباء»، ونوّه سعد إلى أن الأمر ربما يتم العام المقبل بسبب الحاجة إلى إجراءات تنظيمية تتعلق بحركة الطيران والتنسيق مع الجهات الدولية المختلفة في هذا الصدد.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

شاحنة تحمل لاجئين سودانيين من مدينة رينك الحدودية في جنوب السودان (د.ب.أ)
شاحنة تحمل لاجئين سودانيين من مدينة رينك الحدودية في جنوب السودان (د.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

شاحنة تحمل لاجئين سودانيين من مدينة رينك الحدودية في جنوب السودان (د.ب.أ)
شاحنة تحمل لاجئين سودانيين من مدينة رينك الحدودية في جنوب السودان (د.ب.أ)

أفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، بأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، مشيراً إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل نزحوا داخل السودان وخارجه منذ بداية الصراع.

وأضاف التقرير أن واحداً من كل ثلاثة في السودان يعاني من نقص حاد في الأمن الغذائي.

وبحسب التقرير الذي نُشر على موقع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أسفرت موجة العنف وانعدام الأمن الحالية عن ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمرافق الحيوية، فضلاً عن النزوح على نطاق واسع.

وجاء في التقرير: «أُجبر أكثر من 7.4 مليون شخص على مغادرة منازلهم بحثاً عن الأمان داخل السودان وخارجه، إلى جانب 3.8 مليون نازح داخلياً من الصراعات السابقة. يواجه السودان حالياً أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأهم أزمة نزوح للأطفال».

وأشار التقرير إلى أن النظام الصحي الهش بالفعل أصبح في حالة يرثى لها، مع تصاعد خطر تفشي الأمراض، بما في ذلك تفشي الكوليرا، فضلاً عن حمى الضنك والحصبة والملاريا.