تقديرات بكسر الاقتصاد السعودي حاجز التريليون دولار العام الحالي

إغلاق 49 صفقة استثمارية بقيمة 925 مليون دولار في الربع الثاني

«أكسفورد إيكونوميكس» تتوقع كسر ناتج الاقتصاد السعودي للتريليون دولار العام الحالي (الشرق الأوسط)
«أكسفورد إيكونوميكس» تتوقع كسر ناتج الاقتصاد السعودي للتريليون دولار العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

تقديرات بكسر الاقتصاد السعودي حاجز التريليون دولار العام الحالي

«أكسفورد إيكونوميكس» تتوقع كسر ناتج الاقتصاد السعودي للتريليون دولار العام الحالي (الشرق الأوسط)
«أكسفورد إيكونوميكس» تتوقع كسر ناتج الاقتصاد السعودي للتريليون دولار العام الحالي (الشرق الأوسط)

في وقت كشفت فيه وزارة الاستثمار السعودية عن توقيع مجموعة من الصفقات الاستثمارية الجديدة في الربع الثاني من العام الحالي، قوامها 49 صفقة، أفصحت مجموعة «أكسفورد إيكونوميكس» العالمية عن توقعاتها بأن يكسر ناتج الاقتصاد السعودي حاجز التريليون دولار للمرة الأولى، العام الحالي، في وقت سيبلغ فيه نمو الناتج المحلي للبلاد 7.5 في 2022.
يأتي ذلك في وقت سجلت فيه السعودية، وفق توقعات «صندوق النقد الدولي» المعلنة أخيراً أعلى معدل نمو بين الاقتصادات المتقدمة والنامية والأسواق الصاعدة بنسبة 7.6 في المائة لأداء الناتج المحلي الإجمالي المرشح للعام الحالي (2022).
وكشفت وزارة المالية السعودية، الأسبوع الماضي، عن قفزة في أداء أعمال مالية البلاد بزيادة محققة في الإيرادات قرابة 50 في المائة، خلال النصف الأول للعام الحالي، مشيرة إلى أن عائدات الربع الثاني سجلت نمواً بالنسبة ذاتها تقريباً (49 في المائة)، مقارنة بالربع الأول العام الحالي، وسط دعم واضح من عوائد النفط المتصاعدة، في وقت يواصل فيه القطاع غير النفطي المساهمة البارزة في أداء الميزانية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الاستثمار عن توقيع مجموعة من الصفقات الاستثمارية الجديدة في قطاعات متنوعة، كالصناعات المتقدمة، والتشييد والبناء، والأنشطة العقارية، وتقنية المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى السياحة، والترفيه، والرياضة، مما يعكس نجاح الاستراتيجية الوطنية للاستثمار في جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية إلى المملكة.
وشهد الربع الثاني من العام الحالي توقيع 49 صفقة استثمارية تتجاوز ما قيمته 925 مليون دولار، مدعومة بالأهداف الطموحة للاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ومن المتوقَّع أن تخلق نحو ألفَي فرصة وظيفية جديدة.
وتشمل هذه الصفقات اتفاقية بقيمة 133.3 مليون دولار بين «هيئة الموانئ السعودية» و«دي بي ورلد» الإمارات، لإنشاء منطقة لوجيستية حديثة بميناء جدة الإسلامي، وصفقة باستثمارات تُقدر بقيمة 37 مليون دولار، بقيادة عملاق التمويل العالمي «ماستر كارد» في «شركة التجارة الإلكترونية السعودية» (هايبرباي)، لتوسيع نظام الدفع الرقمي في المملكة.
وتطرق تقرير «مستجدات الاستثمار» الصادر عن الوزارة إلى صفقات أخرى، ومن أهمها اتفاقيات استراتيجية مع «نوفارتيس» الدوائية السويسرية، لتنمية التقنية الحيوية في المملكة، واستثمارات بقيمة 50 مليون دولار من قبل «مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال» (واعد)، لمنصة «واحد» للتقنية المالية الإسلامية العالمي، وصفقة من «معادن»، لبناء أكبر محطة في العالم تعمل بالطاقة الشمسية لتكرير خام «البوكسيت» لاستخراج «الألومينا»، ودعم صناعة الألمنيوم.
وسلط التقرير الضوء على الفرص الاستثمارية في السياحة، الذي يُعد من القطاعات سريعة النمو في المملكة، وكذلك طموحات الاستراتيجية الوطنية للسياحة، في وقت أضاف فيه المهندس خالد الفالح، وزير الاستثمار السعودي، أن التعاون بين الاستراتيجية الوطنية للاستثمار والاستراتيجية الوطنية للسياحة سيشهد تطوير منتج سياحي قوي وجذاب، وفي الوقت الذي لا يزال يتعافى فيه قطاع السياحة العالمي، فإن كثيراً من مستثمري السياحة يبدون اهتماماً قوياً بإمكانيات المملكة.
وتشهد السياحة في المملكة اهتماماً عالمياً، نتيجة للفرص المتاحة في المشاريع الضخمة والعملاقة، حيث وقَّعت شركة «البحر الأحمر للتطوير» صفقات مؤخراً مع مجموعات الضيافة: «ريتز كارلتون» و«حياة» و«روزوود» لتطوير منتجعات فاخرة، في حين أعلن عدد من كبار المستثمرين العالميين في مجال الضيافة، مثل «راديسون» و«هيلتون»، عن تطلعهم لافتتاح 20 و59 فندقاً جديداً في البلاد على التوالي.
وبشكل عام استعرض تقرير «مستجدات الاستثمار» جهود التنويع الاقتصادي في المملكة، في إطار «رؤية 2030»، والإصلاحات التي عملت عليها الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ونظام الشركات الجديد، وكذلك تضمن أبرز التحديثات حول التقدم المحرَز في المشاريع الضخمة والعملاقة.
وركز التقرير على السياحة، من خلال مقابلات حصرية مع أحمد الخطيب، وزير السياحة السعودي، بالإضافة إلى لقاءات مع أكبر الجهات في القطاع، التي تشمل «صندوق التنمية السياحي»، و«مجموعة الخطوط السعودية»، و«مشروع تطوير البحر الأحمر»، و«هيئة تطوير بوابة الدرعية».
وفي جانب آخر، أفصحت النشرة الإحصائية الشهرية لـ«البنك المركزي السعودي»، عن تراجع التمويل العقاري السكني الجديد للأفراد، عبر البنوك وشركات التمويل، بمعدل سنوي 18 في المائة، خلال الستة أشهر الأولى من العام الحالي، ما يمثل انخفاضاً بنحو 68.8 مليار ريال (18.3 مليار دولار)، مقابل 84 مليار ريال للفترة ذاتها من العام الماضي. وتقلص التمويل العقاري المستهدف لشراء الشقق السكنية بنسبة 9.2 في المائة، عند المقارنة السنوية حتى نهاية النصف الأول من العام الحالي.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.