رؤوس الأموال الأجنبية تمثل 39 % من استثمارات القطاع الصناعي السعودي

برنامج «ندلب» يضيف 184 مليار دولار في اقتصاد المملكة

برنامج «ندلب» السعودي يعمل على إحداث التكامل بين قطاعات الصناعة والتعدين والطاقة والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
برنامج «ندلب» السعودي يعمل على إحداث التكامل بين قطاعات الصناعة والتعدين والطاقة والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
TT

رؤوس الأموال الأجنبية تمثل 39 % من استثمارات القطاع الصناعي السعودي

برنامج «ندلب» السعودي يعمل على إحداث التكامل بين قطاعات الصناعة والتعدين والطاقة والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
برنامج «ندلب» السعودي يعمل على إحداث التكامل بين قطاعات الصناعة والتعدين والطاقة والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)

بينما أكدت وزارة الصناعة والثروة المعدنية أمس (الأحد) أن رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية أو المشتركة تمثل ما يقارب 39 في المائة من إجمالي الاستثمارات في القطاع الصناعي، تمكن برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجيستية «ندلب» من إضافة 690.7 مليار ريال (184 مليار دولار) في الاقتصاد السعودي خلال العام المنصرم، وذلك بعد أن ساهمت الأنشطة الاقتصادية لقطاعات البرنامج بنحو 413.5 مليار ريال (110 مليارات دولار) في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي وبنسبة نمو 9 في المائة قياساً بـ2020. و231 مليار ريال (61 مليار دولار) لصادرات سلعية غير نفطية بنمو قدره 37 في المائة. وأطلقت السعودية برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية في 2019 بهدف تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومنصة عالمية للخدمات اللوجيستية، وإحداث التكامل بين القطاعات المستهدفة وهي الصناعة، والتعدين، والطاقة، والخدمات اللوجيستية.

الناتج المحلي الإجمالي

وبحسب تقرير أخير صادر عن البرنامج - اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه - فقد استطاع «ندلب» رفع نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 3.2 في المائة قياساً بالعام 2020، بقيمة 2.6 مليار ريال (697 مليون دولار)، وكذلك زيادة عمليات إعادة التصدير بنحو 43.6 مليار ريال (11.6 مليار دولار) وبنسبة 23 في المائة عن العام المنصرم، علاوة على استحداث 48.8 ألف وظيفة جديدة للمواطنين والمقيمين.
وطبقاً للتقرير فإن صادرات المملكة بدأت بالارتفاع منذ يونيو (حزيران) 2020 مدعومة بالزيادة في الصادرات النفطية والتي وصلت لأعلى قيمة لها في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي بقيمة 82.4 مليار ريال (21.9 مليار دولار). وكشف التقرير عن بلوغ إجمالي الصادرات غير النفطية في العام الفائت نحو 313.5 مليار ريال (83.6 مليار دولار)، وأن هناك تحسناً في أداء الصادرات السلعية غير النفطية لتسجل مع نهاية العام 231.3 مليار ريال (61.6 مليار دولار)، مقارنة بنحو 168.9 مليار ريال (45 مليار دولار) في 2020، بنسبة زيادة تصل إلى 37 في المائة.

إعادة التصدير

ووفقاً للتقرير فقد تحسنت قيمة عمليات إعادة التصدير بنهاية العام السابق لتبلغ 43.5 مليار ريال (11.6 مليار دولار) قياساً بنحو 35.3 مليار ريال (9.4 مليار دولار) في العام ما قبل الماضي، بنسبة زيادة بلغت 23 في المائة، حيث يمثل الارتفاع غير المسبوق للصادرات السلعية غير النفطية انعكاساً لارتفاع الأسعار وزيادة الكميات من خلال الجهود التحفيزية والمبادرات التمكينية.
ويعد برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية أحد أهم وأكبر البرامج الثلاثة عشر في «رؤية المملكة 2030»، من حيث التأثير الإيجابي المتوقع له على الاقتصاد السعودي، إذ للمرة الأولى، في تاريخ المملكة، يُصمم برنامج تنموي واحد يهدف لإحداث التكامل بين القطاعات المستهدفة وهي الصناعة، والتعدين، والطاقة، والخدمات اللوجيستية.
ويمهد البرنامج الطريق لتطوير صناعات نوعية غير مسبوقة، ويعزز زيادة الصادرات غير النفطية، ويخفض الواردات، ويرفع إسهامات قطاعاته المستهدفة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، إلى جانب العمل على جذب الاستثمارات الأجنبية.
ويستهدف البرنامج بحلول عام 2030، زيادة إسهام قطاعاته الأربعة الصناعة والتعدين والخدمات اللوجيستية والطاقة، في الناتج المحلي إلى 1.2 تريليون ريال (320 مليار دولار)، وتحفيز استثمارات بقيمة تفوق 1.7 تريليون ريال (453.3 مليار دولار)، ورفع حجم الصادرات غير النفطية إلى أكثر من تريليون ريال (266 مليار دولار)، فضلاً عن تنمية سوق العمل من خلال استحداث 1.6 مليون وظيفة جديدة.

جذب الاستثمارات

من جانب آخر، أوضحت وزارة الصناعة والثروة المعدنية أمس أن رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية أو المشتركة تشكل ما يقارب 39 في المائة من إجمالي الاستثمارات في القطاع الصناعي، في حين يمثل عددها ما نسبته 15 في المائة من إجمالي عدد المصانع القائمة وتحت الإنشاء حتى نهاية مايو (أيار) الماضي، مما يؤكد قدرة البلاد على جذب الاستثمارات النوعية في مختلف الأنشطة الاقتصادية.
وقالت الوزارة إن عدد المصانع ذات الاستثمار الأجنبي في المملكة بلغ 839 مصنعاً حتى نهاية مايو السابق، وتمثل ما يقارب 8 في المائة من إجمالي العدد الإجمالي، باستثمارات تقدر بما يزيد على 65 مليار ريال (17.3 مليار دولار).
ويبلغ عدد المصانع المشتركة قرابة 787، تشكل 7 في المائة من الإجمالي، باستثمارات تُقدر بأكثر من 464 مليار ريال (123 مليار دولار)، في حين وصلت عدد المنشآت الوطنية 9 آلاف و49 مصنعاً، تمثل ما نسبته 85 في المائة من الإجمالي، وبحجم استثمارات يقدر بـ832 مليار ريال (221 مليار دولار).

المنتجات المعدنية

وأشارت إلى أن الاستثمارات الأجنبية تركزت في عدد من الأنشطة الرئيسية كصناعة المنتجات المعدنية المشكلة، التي سجلت 157 مصنعاً، يليها تصنيع المعادن اللافلزية الأخرى بـ99 مصنعاً، ثم منتجات المطاط واللدائن بـ87، فيما سجلت صناعة الكيماويات والمنتجات الكيماوية 71، والمنتجات الغذائية 62 مصنعاً.
وأشارت وزارة الصناعة والثروة المعدنية إلى أن المصانع الصغيرة تشكل النسبة الأكبر من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في القطاع بنحو 54 في المائة، تليها المتوسطة 39 في المائة، بينما تمثل الكبيرة 7 في المائة، مؤكدة أن الرياض تستحوذ على النسبة الكبرى من إجمالي عدد المصانع غير الوطنية في المملكة بـ410 مصانع، تليها مكة المكرمة بـ196، ثم المنطقة الشرقية بـ170 مصنعاً.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
TT

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

حققت السعودية المركز الأول على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز العشرين على المستوى العالمي، وذلك وفق مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة «QI4SD» لعام 2024.

ويصدر المؤشر كل عامين من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»، حيث قفزت المملكة 25 مرتبة بالمقارنة مع المؤشر الذي صدر في عام 2022. وأوضح محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد بن عثمان القصبي، أنّ نتائج المؤشر تعكس الجهود الوطنية التي تقوم بها المواصفات السعودية بالشراكة مع المركز السعودي للاعتماد، والجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص، وذلك نتيجة الدعم غير المحدود الذي تحظى به منظومة الجودة من لدن القيادة الرشيدة لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، وتعزز من مكانة المملكة عالمياً، وتسهم في بناء اقتصاد مزدهر وأكثر تنافسية.

وأشاد بتطور منظومة الجودة في المملكة، ودورها في تحسين جودة الحياة، والنمو الاقتصادي، ورفع كفاءة الأداء وتسهيل ممارسة الأعمال، مما أسهم في تقدم المملكة بالمؤشرات الدولية.

ويأتي تصنيف المملكة ضمن أفضل 20 دولة حول العالم ليؤكد التزامها في تطوير منظومة البنية التحتية للجودة، والارتقاء بتشريعاتها وتنظيماتها، حيث تشمل عناصر البنية التحتية للجودة التي يتم قياسها في هذا المؤشر: المواصفات، والقياس والمعايرة، والاعتماد، وتقويم المطابقة والسياسات الوطنية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.