مصر تتوسط لوقف الحرب على غزة

تيسير الجعبري
تيسير الجعبري
TT

مصر تتوسط لوقف الحرب على غزة

تيسير الجعبري
تيسير الجعبري

بعد إطلاق إسرائيل غاراتها الحربية على قطاع غزة (بعد ظهر الجمعة)، واغتيالها عشرة مسؤولين عسكريين من حركة «الجهاد الإسلامي»، بينهم قائد القوات في الشمال، تيسير الجعبري، وقائد وحدة الصواريخ، عبد الله قدوم، استأنفت مصر مساعي الوساطة لوقفها.
وفي الوقت نفسه، بعثت إسرائيل برسالة إلى حركة «حماس» في القطاع و«حزب الله» في لبنان، تدعوهما للامتناع عن الانضمام إلى الحرب وهددتهما برد شديد يوسع العمليات الحربية أكثر.
وكان الجيش الإسرائيلي قد انطلق في عمليته الحربية بادعاء أن «الجهاد الإسلامي» كان يستعد لإطلاق صواريخ على البلدات الإسرائيلية بشكل مؤكد، وغالى بمطالبه بأن يتم إطلاق سراح قائد التنظيم في الضفة الغربية، بسام السعدي، وإطلاق سراح أسير مضرب عن الطعام.
وتبين أن إسرائيل كانت تفاوض الوسيط المصري وفي الوقت ذاته تعد لعملية حربية جديدة، وتضع قائمة أهداف تابعة لـ«الجهاد» لضربها. وقررت إطلاق اسم عليها بالعبرية «علوت شاحر» (بزوغ السحر) واسم آخر بالعربية «الفجر الصادق».
وأعربت أوساط في قيادة الجيش الإسرائيلي عن تقديرها بأن هذه العملية ستستغرق من ثلاثة لأربعة أيام، في حال عدم انضمام «حماس» إليها. ولكن الجيش أعلن عن حالة طوارئ في البلدات الإسرائيلية ليوم واحد فقط، حتى مساء السبت.
وبضمن الطوارئ، نصب بطاريات القبة الحديدية المضادة للصواريخ حول مدينة القدس ومدن الوسط، قرب تل أبيب. وفي مطار بن غوريون، تقرر حرف مسار الطائرات الإسرائيلية نحو الشمال والشرق. وأغلقت جميع الشواطئ في الجنوب. وفي بلدات غلاف قطاع غزة، طلبت قوى جبهة الطوارئ من المواطنين البقاء بالقرب من الملاجئ لدخولها في حال إطلاق صواريخ من قطاع غزة، أو مغادرة البلدات إلى مناطق أبعد.
وقالت مصادر إسرائيلية إن «حماس» أبلغت الوسيط المصري بأنها ليست معنية بالانضمام إلى الحرب. لكن تل أبيب تحاول تثبيت هذا الموقف، فهددت «حماس» بالقول إن «لدى القوات الإسرائيلية بنك أهداف واسعاً في قطاع غزة، ولن تتردد في توسيعه أكثر في حال انضمامها لتطال أهداف حماس». وأكد مراقبون أن القرار حول حجم الحرب الآن بيد «حماس». وحسب قول مصدر سياسي رفيع المستوى، للمراسل العسكري للقناة 13 للتلفزيون الإسرائيلي، فإن «إسرائيل تفصل بين حماس والجهاد وتعد حماس مسؤولاً عن القطاع. ولا تمس به. وكل الأهداف التي تمت إصابتها حتى الآن تقتصر على الجهاد. فإذا لم تنضم إليها حماس، فإنها ستكون خارج الأهداف».
يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، ووزير الدفاع، بيني غانتس، يحاولان الإفادة من هذه العملية لأقصى الحدود في معركتهما الانتخابية. ومع أنهما يؤكدان أنهما غير معنيين بحرب، فإن اختيار سياسة تشدد في التعاطي مع موقف «الجهاد» جاء ليصب في رصيدهما السياسي. والأمر مهم لهما، لأن منافسهما بنيامين نتنياهو يدير حملة دعاية ضدهما بأنهما لا يصلحان لقيادة إسرائيل في الملمات. وهذا بالضبط ما يريدان الرد عليه. وقد لوحظ هذا بشكل خاص، عندما حضر كلاهما إلى مقر قيادة أركان الجيش في تل أبيب وترأسا جلسة تقييم للأوضاع. وعادا إلى التهديد بتشديد الضربات وتوسيعها. وسربا إلى الصحافة بأن لبيد لم يجد حاجة لجمع المجلس الوزاري الأمني المصغر (كابينت). واتخذ القرار بنفسه بالتشاور مع الوزير غانتس وقادة الأجهزة الأمنية.
ولكن الخبراء الإسرائيليين يحذرون من تقديرات متفائلة، وربما متغطرسة زيادة على الحد. فيقولون إن هذه العمليات يمكن أن تنعطف إلى اتجاهات مغايرة وتنقلب الأمور ضد لبيد وغانتس. ففي حال وصول صواريخ إلى تل أبيب أو القدس وسقوط قتلى وجرحى، أو في حال انضمام «حزب الله» و«حماس» إلى الحرب، فإن الجيش سيضطر لإعطاء تفسيرات وغانتس ولبيد سيدفعان ثمناً باهظاً.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

 حكومة سوريا المؤقتة تطالب «مجلس الأمن» بإجبار إسرائيل على الانسحاب من أراضيها

قوات إسرائيلية تتحرك داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تتحرك داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)
TT

 حكومة سوريا المؤقتة تطالب «مجلس الأمن» بإجبار إسرائيل على الانسحاب من أراضيها

قوات إسرائيلية تتحرك داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تتحرك داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)

طالبت الحكومة السورية المؤقتة مجلس الأمن الدولي بالتحرك لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها في الشمال في انتهاك لاتفاق فض الاشتباك الذي تم التوصل إليه عام .1974

وفي رسالتين متطابقتين إلى المجلس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك، بحسب وكالة أنباء «أسوشيتد برس» (أ ب)، إنه يتصرف «بناء على تعليمات من حكومته» لتقديم المطالب. ويبدو أن هذه هي الرسالة الأولى الموجهة إلى الأمم المتحدة من الحكومة السورية المؤقتة الجديدة

وتم توجيه الرسالتين بتاريخ 9 ديسمبر (كانون الأول)، بعد إطاحة المعارضة السورية المسلحة بالرئيس بشار الأسد وإنهاء حكم عائلته الذي دام أكثر من 50 عاماً في سوريا.

وكتب السفير الضحاك: «في الوقت الذي تشهد فيه الجمهورية العربية السورية مرحلة جديدة من تاريخها يتطلع فيها شعبها إلى إقامة دولة حرية ومساواة وسيادة القانون وتحقيق آماله في الرخاء والاستقرار، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق إضافية من الأراضي السورية في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة».