«الكراهية» تهدد المجتمع الإسرائيلي

51% لا يحبون قياداتهم و40% يمقتون العرب

طفل فلسطيني من قرية دير استيا أمام كتابة بالعبرية «قرية الإرهابيين» في هجوم لمجموعة «تدفيع الثمن» 2019 (إ.ف.ب)
طفل فلسطيني من قرية دير استيا أمام كتابة بالعبرية «قرية الإرهابيين» في هجوم لمجموعة «تدفيع الثمن» 2019 (إ.ف.ب)
TT

«الكراهية» تهدد المجتمع الإسرائيلي

طفل فلسطيني من قرية دير استيا أمام كتابة بالعبرية «قرية الإرهابيين» في هجوم لمجموعة «تدفيع الثمن» 2019 (إ.ف.ب)
طفل فلسطيني من قرية دير استيا أمام كتابة بالعبرية «قرية الإرهابيين» في هجوم لمجموعة «تدفيع الثمن» 2019 (إ.ف.ب)

في الوقت الذي تخوض فيه إسرائيل معركة انتخابات جديدة، هي الخامسة في غضون ثلاث سنوات ونصف السنة، أظهرت دراسة أكاديمية، أن الخلافات السياسية والاجتماعية تتحول إلى كراهية شديدة تهدد المجتمع وتقوض أركان الديمقراطية.
وقالت الدراسة إن أبرز معالم هذه الظاهرة، أن أكثر من 51 في المائة من الإسرائيليين يكرهون قيادتهم السياسية (الوزراء وأعضاء الكنيست)، و40 في المائة يكرهون العرب و20 في المائة يكرهون المتدينين اليهود (الحريديم).
وقد أجريت هذه الدراسة في معهد «بنيما» الذي يديره وزير المعارف الأسبق، شاي بيرون، تحت عنوان «مؤشر الكراهية والقطبية». وقد أظهرت أن 51 في المائة من المواطنين بشكل عام يكرهون أعضاء الكنيست والوزراء. وأن هذه الكراهية تبرز لدى مصوتي حزب «يوجد مستقبل»، الذي يقوده رئيس الوزراء يائير لبيد، ومصوتي حزب «كحول لفان» الذي يقوده وزير الدفاع، بيني غانتس، إذ تصل النسبة عندهم إلى 94 في المائة، لكنها تنخفض إلى نسبة 64 في المائة لدى مصوتي أحزاب اليمين، والأحزاب العربية المنضوية تحت لواء «القائمة المشتركة» أو «القائمة العربية الموحدة».
وبلغت نسبة الكراهية للمواطنين العرب 40 في المائة، وللصحفيين 34 في المائة، ولليهود القادمين من دول الاتحاد السوفييتي سابقا 33 في المائة، ولليهود الشرقيين 30 في المائة، ولليهود الأشكناز 26 في المائة وللقضاة ورؤساء البلديات واليهود المتدينين 20 في المائة، ولرجال الشرطة 17 في المائة والمثليين 13 في المائة، و11 في المائة لليهود القادمين من إثيوبيا.
وأظهرت الدراسة أن 62 في المائة من الإسرائيليين، يعتقدون أن الصحافة تساهم في شرذمة المجتمع الإسرائيلي وبث سموم الكراهية الداخلية فيه. وقال31 في المائة إن الشبكات الاجتماعية هي التي تتحمل السبب الأساسي لذلك. وقال 24 في المائة إن القضاء وأجهزة إنفاذ القانون تساهم في هذه الكراهية.
وتطرقت الدراسة إلى علاقة الكراهية بالتمزق السياسي والخلافات الحزبية، فقال 57 في المائة إنهم لا يعانون من خلافات سياسية داخل العائلة، بينما اعتبر 40 في المائة أن الخلافات السياسية لا تؤثر على العلاقات داخل العائلة الواحدة، وفقط 3 في المائة قالوا إن الخلافات السياسية تنعكس على العائلة.
في تلخيص لهذه الدراسة، قال بيرون إن المجتمع الإسرائيلي يشهد خلافات عميقة الجذور، وللأسف هذه الخلافات ليست آيديولوجية وسياسية مهنية وموضوعية، بل تلطخها نغمة كراهية مقلقة. فإذا لم تعالج كما يجب وفي الوقت المناسب، يكون الأمر خطيرا.
وقال إن معهده يشدد على نقطة الكراهية في مسعى لوضع اليد على الجرح ومحاربة الظاهرة. وقالت زميلته في إعداد الدراسة، البروفسور أنيتا شبيرا، إنها تحفظت على كلمة كراهية، لأنها تعتقد أن الجمهور واع لمنع تفاقم الظاهرة. وقالت إن «اليهود في التاريخ كرهوا بعضهم البعض أكثر مما يفعلون اليوم بكثير». لافتة إلى أن الشعب اليهودي لم يصل بعد نحن إلى نقطة التدهور «وإلى الزمن الذي انهارت فيه مملكة إسرائيل مرتين بسبب الكراهية».
وشددت على ضرورة بذل جهود حقيقية لمواجهتها ومنع تفاقمها «إلى أحوال خطيرة».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

زوجة نتنياهو تطلب اعتبارها ضحية لهجوم استهدف منزل العائلة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
TT

زوجة نتنياهو تطلب اعتبارها ضحية لهجوم استهدف منزل العائلة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)

طلب محامي سارة نتنياهو - زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - من المحكمة الاعتراف بزوجة رئيس الوزراء كضحية لهجوم الصواريخ البحرية في التحقيق بإطلاق النار على منزل رئيس الوزراء في قيسارية، رغم أن سارة نتنياهو لم تكن موجودة في المنزل وقت الحادث.

في استئنافه للمحكمة، ادعى أورييل نزري، محامي عائلة نتنياهو، أن سارة نتنياهو تستحق وضع ضحية جريمة وفقاً لأحكام قانون حقوق ضحايا الجريمة، حسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.

تم القبض على 4 مشتبه بهم، بمن فيهم العميد (احتياط) عوفر دورون، بالقضية في وقت سابق من نوفمبر (تشرين الثاني). وفقاً للشرطة، كان المشتبه بهم يقومون بدوريات وجمع معلومات استخباراتية عن المنزل لعدة أيام قبل الحادث. ويشتبه في أن الـ4 فحصوا الترتيبات الأمنية حول المنزل الخاص، بما في ذلك نظام الأمن والكاميرات، لمعرفة ما إذا كان نتنياهو هناك، وبحثوا عن طرق لتجنب تصويرهم من كاميرات الأمن.

وأضافت الشرطة الإسرائيلية أن المشتبه بهم أوقفوا مركباتهم في المنطقة وساروا حتى وصلوا إلى نقطة تبعد 200 متر من المنزل، وأطلقوا منها الألعاب النارية.

وقالت مصادر مطلعة على تفاصيل التحقيق لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية: «من المهم التأكيد على أن هذه الألعاب النارية من المفترض أن تُطلق... نحو السماء... لأن احتراقها قوي جداً».

وادعى المحامي نزري أن الهجوم يشكّل عملاً إرهابياً لإلحاق الضرر بالدولة والديمقراطية، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.