عائلات الأسرى اليهود لدى «حماس» تطلق حملة لاستعادتهم

أول حراك لها منذ الـ2014 في ظل اتهامها الحكومات المتعاقبة بإهمال الجنود

والدة الجندي هدار غولدن وشقيقاه خلال المسيرة (أ.ف.ب)
والدة الجندي هدار غولدن وشقيقاه خلال المسيرة (أ.ف.ب)
TT

عائلات الأسرى اليهود لدى «حماس» تطلق حملة لاستعادتهم

والدة الجندي هدار غولدن وشقيقاه خلال المسيرة (أ.ف.ب)
والدة الجندي هدار غولدن وشقيقاه خلال المسيرة (أ.ف.ب)

في أول نشاط من نوعه وبعد صمت دام 8 سنوات، انطلقت صباح أمس الأربعاء، مسيرة لعائلات الأسرى الإسرائيليين اليهود لدى حركة «حماس»، في مسيرة احتجاج، اتهموا خلالها جميع الحكومات السابقة والحالية، سواء تلك التي ترأسها بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت أو تلك التي يترأسها اليوم يائير لبيد، بالتقاعس المقصود وعدم القيام بأي خطوة جدية لإعادتهم من الأسر.
ستستمر المسيرة 3 أيام، حتى الجمعة، لتختتم أمام الحدود مع قطاع غزة.
ولم يخف منظمو المسيرة من عائلة الجندي هدار غولدن، أنهم قرروا الانطلاق بها مستغلين معركة الانتخابات العامة، التي ستجري مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وقالت إييلت، شقيقة الأسير هدار غولدن، إن العائلة صمتت طيلة ثماني سنوات كي توفر للحكومة ظروفاً مريحة للتفاوض مع «حماس» أو اختيار طريقة أخرى تعيد الأسرى. أضافت «لقد التزمنا بالمسؤولية الوطنية. ضغطنا على جروحنا النازفة ولم نرفع صوت الاحتجاج، حتى نمنع (حماس) من استغلالنا لابتزاز حكومتنا. ولكن الكيل قد طفح. والحكومات الإسرائيلية أركنت إلى هذا الموقف النبيل ولم تفعل شيئا. حسبت أننا سكتنا بدافع الضعف. ولم تعد تكترث لحالنا. ولم تصغ إلى ألمنا. والآن، ربما ينتبه السياسيون ويفهمون بأن القصور له ثمن. ونتوقع أن يتصرفوا بشكل مختلف عشية الانتخابات».
المعروف أنه خلال الحرب على غزة في سنة 2014 تمكن مقاتلو «حركة حماس» في حي الشجاعية من أسر الجنديين الإسرائيليين، هدار غولدن وأورون شاؤول، خلال معركة شرسة. ويقال إن رفاقهما تلقيا أوامر باستخدام منهج «هنيبعل»، الذي يقضي بقتل رفيق السلاح حتى لا يقع في الأسر. لذلك أعلنت إسرائيل لاحقاً أن الأسيرين متوفيان. وفي وقت لاحق، دخل إلى القطاع مواطنان آخران، أحدهما عربي من النقب (هشام السيد) والثاني من أصول إثيوبية (منغستو) في ظروف غير واضحة. ولا تفصح الحركة عن مصير المحتجزين الأربعة ولا يُعرف مكان احتجازهم.
وتدعي إسرائيل أن الجنديين ميتان، وأن الأسيرين الآخرين يعانيان من متاعب نفسية. لكن «حماس» تعتبر هذا الادعاء جزءاً من حرب نفسية ترمي إلى منع الإسرائيليين من الخروج في عملية احتجاج.
والتزم فعلاً ذوو الأسرى بالامتناع عن الاحتجاج طيلة ثماني سنوات. واليوم، قرروا تغيير الاتجاه والبدء بحملة احتجاج متواصلة حتى تتوصل الحكومة إلى حل يعيد الأسرى. وهم يخيرون الحكومة ما بين إبرام صفقة مع «حماس» أو القيام بخطوات للضغط عليها، بما في ذلك إعلان حرب.
ويقود الحملة والد غولدن، البروفسور سمحا غولدن، وأفراد عائلته ومعهم أفراد عائلة شاؤول ومنغستو ويلاحظ غياب عائلة السيد العربية. وقد غاب اسم الأسير هشام السيد عن شعارات المسيرة وظهرت فيها المطالبة بإطلاق سراح الأسرى اليهود فقط.
وكشف والد الضابط هدار غولدين، أمس الأربعاء، بعض الأسرار حول عملية أسر ابنه، متهماً الجيش الإسرائيلي بالكذب والخداع والتضليل. وقال في مقابلة مع «القناة 14» للتلفزيون اليميني المتطرف: «من يعتقد في قيادة إسرائيل أنني لا أعرف الحقيقة فهو مخطئ، يبدو أن هناك قراراً أجمع عليه قادة هيئة الأركان المتتابعون، بعدم جلب المصابين من جنود الجيش الإسرائيلي خلال القتال في ميدان المعركة. فأنا أعرف أن الجيش استخدم نهج هنيبعل، وعندما أصيب ابني توقفت القوات الإسرائيلية عدة مئات الأمتار فقط من المستشفى الذي نقل إليه، وعلى مدار 38 ساعة كانوا في الجيش الإسرائيلي يعرفون أن هدار مصاب لكنهم لم يخاطروا بالدخول إلى ذلك المستشفى». أضاف «كانت هناك معلومة استخباراتية دقيقة لدى الجيش بأن النفق الذي نفذت منه (حماس) عملية الأسر، كان قريباً من ذلك المستشفى. وقال لي وزير الدفاع بيني غانتس شخصياً بعد انتهاء عملية حارس الأسوار عام 2021 إنه لن يسمح بإتمام إعادة إعمار غزة قبل إعادة الجنود الأسرى، لكن تبين أن غانتس كذاب، فها هي غزة يتم إعادة إعمارها ولم تتم إعادة جنودنا».
وتابع سمحا غولدين: «(حماس) تسيطر على حياتنا وقيادتنا تخاف منها، لذلك يتم التخفيف عن قطاع غزة من دون إعادة جنودنا الأسرى لديها. فالمفترض ألا يتم إطلاق سراح أي أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية حتى وإن انتهت مدة سجنه، قبل أن يتم إطلاق سراح جنودنا لدى (حماس)، لكن قيادة إسرائيل لا تقوم بذلك خوفاً من (حماس)... هل تعلمون أنه منذ عام 2014 حتى يومنا هذا، تم إطلاق سراح 677 أسيراً فلسطينياً؟ إذن، لماذا تتذرع قيادة إسرائيل بأنها لا تريد إطلاق سراح فلسطينيين مقابل استعادة جنودنا، فإصرار نتنياهو وبنيت من بعده على عدم استعادة الجنود (في صفقة مع حماس) ليس مسألة أمنية وإنما سياسية».
ودعا غولدن الجمهور الإسرائيلي إلى المشاركة في المسيرة الاحتجاجية، لأن «الهدف ليس فقط إعادة الأسرى، بل إعادة القيمة الأخلاقية باستعادة الجنود الذين يسقطون في ميدان المعركة، وإيصال رسالة للقيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية والأمنية، بأننا لا نخاف من (حماس) مثلما تخافه هذه القيادة. فيجب على العائلات الإسرائيلية التي ترسل أبناءها إلى القتال في غزة، أن تخشى عليهم من مصير شبيه». كما دعا رجال الدين اليهود إلى المشاركة، لأن إعادة الجنود الأسرى، أحياءً أو موتى، ودفن الموتى في قبور داخل إسرائيل، أمور تعتبر من صميم الدين اليهودي.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

الجولاني يلتقي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا

أبو محمد الجولاني (أ.ب)
أبو محمد الجولاني (أ.ب)
TT

الجولاني يلتقي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا

أبو محمد الجولاني (أ.ب)
أبو محمد الجولاني (أ.ب)

قالت القيادة العامة للإدارة السياسية الجديدة في سوريا، اليوم (الأحد)، إن قائد الهيئة أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، ناقش مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، ضرورة إعادة النظر في خريطة الطريق التي حددها مجلس الأمن الدولي في عام 2015.