كيف تؤثر قلة النوم على صحتك العقلية والجسدية؟

قلة النوم  لها عواقب وخيمة على الصحة العامة على المديين القصير والطويل (أ.ف.ب)
قلة النوم لها عواقب وخيمة على الصحة العامة على المديين القصير والطويل (أ.ف.ب)
TT

كيف تؤثر قلة النوم على صحتك العقلية والجسدية؟

قلة النوم  لها عواقب وخيمة على الصحة العامة على المديين القصير والطويل (أ.ف.ب)
قلة النوم لها عواقب وخيمة على الصحة العامة على المديين القصير والطويل (أ.ف.ب)

يعاني كثير من الأشخاص حول العالم من قلة النوم أو عدم انتظامه، الأمر الذي حذر خبراء الصحة من أنه قد تكون له عواقب وخيمة على الصحة العامة على المديين القصير والطويل.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية عن ماثيو ووكر، أستاذ علم الأعصاب وعلم النفس في جامعة كاليفورنيا، ومؤلف كتاب «لماذا ننام؟»، قوله إن قلة النوم قد تتسبب في مشاكل كبيرة وخطيرة للصحة العقلية والجسدية.
وأشار ووكر إلى أن النوم غير الكافي يؤثر سلباً على الذاكرة، حيث يضعف قدرة العقل على الاحتفاظ بالأحداث والمعلومات. وأضاف قائلاً: «قلة النوم في الواقع ستمنع عقلك من أن يكون قادراً على تكوين ذكريات جديدة، وكأن الأرق يغلق صندوق الذاكرة بالدماغ». وتابع: «ومع ذلك، هذا ليس أسوأ ما في الأمر. يمكن أن تؤدي قلة النوم أيضاً إلى زيادة تركيز مادة بيتا أميلويد بالدماغ، وهي مادة سامة مرتبطة بمرض ألزهايمر يتخلص منها المخ عادة من هذه أثناء النوم العميق».
وأوضح ووكر أنه كلما زادت معاناة الشخص من الأرق يزيد تراكم هذه المادة ويزيد أيضاً خطر الإصابة بالخرف وألزهايمر في وقت لاحق من الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، أشار أستاذ علم الأعصاب الأميركي إلى أن قلة النوم مرتبطة أيضاً بضعف جهاز المناعة.
وأكمل قائلاً: «إن النوم لمدة 4 ساعات فقط يخفض عدد الخلايا المناعية الحرجة المضادة للسرطان والتي تسمى الخلايا القاتلة الطبيعية بنسبة 70 في المائة».
وأكد ووكر أن قلة النوم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء أو البروستاتا أو الثدي في وقت لاحق من الحياة.
علاوة على ذلك، في عام 2007. صنفت منظمة الصحة العالمية «العمل في نوبات متأخرة الذي ينتج عنه اضطراب في الإيقاع اليومي» على أنه «مادة مسرطنة محتملة».
وقد تؤدي قلة النوم أيضاً إلى ارتفاع ضغط الدم، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على القلب والأوعية الدموية.
وحذر ووكر من أن النوم لمدة أقل من 6 ساعات يومياً يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية قاتلة بنسبة 200 في المائة. ولفت إلى أنه، بمجرد أن يتخطى الفرد 16 ساعة من الاستيقاظ، يبدأ التدهور العقلي والتدهور الفسيولوجي في الجسم، مؤكداً على ضرورة النوم لمدة 8 ساعات على الأقل يومياً.


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
TT

وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)

شهد العالم، خلال الأسبوعين الماضيين، تحطم طائرتين؛ إحداهما تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان، والأخرى تابعة لشركة «جيجو إير»، وهي أكبر شركة طيران منخفض التكلفة في كوريا الجنوبية.

وقُتل في الحادث الأول 38 شخصاً، ونجا 29 راكباً، في حين قُتل جميع ركاب طائرة «جيجو إير»، باستثناء اثنين.

وبعد هذين الحادثين، انتشرت التقارير المتعلقة بوجود أماكن معينة على متن الطائرة أكثر أماناً من غيرها.

فقد أكد كثيرون صحة المعتقد القديم بأن الجلوس في مؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة، مشيرين إلى أن حطام طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية وطائرة «جيجو إير» يؤكد هذا.

فقد كان الناجون التسعة والعشرون من حادث تحطم الطائرة الأذربيجانية يجلسون جميعاً في مؤخرة الطائرة، التي انقسمت إلى نصفين، تاركة النصف الخلفي سليماً إلى حد كبير. وفي الوقت نفسه، كانت المضيفتان اللتان جلستا في مقعديهما القابلين للطي في ذيل الطائرة، هما الناجيتين الوحيدتين من حادث تحطم الطائرة الكورية الجنوبية.

فهل هذا المعتقد صحيح بالفعل؟

في عام 2015، كتب مراسلو مجلة «تايم» أنهم قاموا بفحص سجلات جميع حوادث تحطم الطائرات في الولايات المتحدة، سواء من حيث الوفيات أم الناجين من عام 1985 إلى عام 2000، ووجدوا، في تحليل تلوي، أن المقاعد في الثلث الخلفي من الطائرة كان معدل الوفيات فيها 32 في المائة بشكل عام، مقارنة بـ38 في المائة في الثلث الأمامي، و39 في المائة في الثلث الأوسط.

كما أشاروا إلى أن المقاعد الوسطى في الثلث الخلفي من المقصورة كانت هي الأفضل، بمعدل وفيات 28 في المائة. وكانت المقاعد «الأسوأ» هي تلك الواقعة على الممرات في الثلث الأوسط من الطائرة، بمعدل وفيات 44 ف المائة.

إلا أنه، وفقاً لخبراء سلامة الطيران فهذا الأمر ليس مضموناً في العموم.

ويقول حسن شهيدي، رئيس مؤسسة سلامة الطيران، لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «لا توجد أي بيانات تُظهر ارتباطاً بين مكان الجلوس على متن الطائرة والقدرة على البقاء على قيد الحياة. كل حادث يختلف عن الآخر».

من جهته، يقول تشنغ لونغ وو، الأستاذ المساعد في كلية الطيران بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني: «إذا كنا نتحدث عن حادث تحطم مميت، فلن يكون هناك أي فرق تقريباً في مكان الجلوس».

أما إد غاليا، أستاذ هندسة السلامة من الحرائق في جامعة غرينتش بلندن، والذي أجرى دراسات بارزة حول عمليات إخلاء حوادث تحطم الطائرات، فقد حذر من أنه «لا يوجد مقعد سحري أكثر أماناً من غيره».

ويضيف: «يعتمد الأمر على طبيعة الحادث الذي تتعرض له. في بعض الأحيان يكون المقعد الأمامي أفضل، وأحياناً أخرى يكون الخلفي آمن كثيراً».

ويرى مختصون أن للمسافر دوراً في تعزيز فرص نجاته من الحوادث عبر عدة طرق، من بينها الإنصات جيداً إلى تعليمات السلامة، وقراءة كتيب تعليمات الأمان المتوفر بجيب المقعد أمامك، ودراسة مخارج الطوارئ جيداً، وتحديد الأقرب إليك، وتجنب شركات طيران ذات سجل السلامة غير الجيد.