برلماني إيراني: قد نطلب من المرشد التراجع عن «فتوى تحريم الأسلحة النووية»

عبداللهيان قال إن طهران بدأت ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي... رداً على العقوبات الجديدة

عبد اللهيان يتحدث خلال مؤتمر في طهران أمس (إرنا)
عبد اللهيان يتحدث خلال مؤتمر في طهران أمس (إرنا)
TT
20

برلماني إيراني: قد نطلب من المرشد التراجع عن «فتوى تحريم الأسلحة النووية»

عبد اللهيان يتحدث خلال مؤتمر في طهران أمس (إرنا)
عبد اللهيان يتحدث خلال مؤتمر في طهران أمس (إرنا)

قال نائب إيراني إن البرلمانيين قد يوجهون طلباً إلى المرشد علي خامنئي للتراجع عن «فتوى تحريم الأسلحة النووية»، وذلك بعد ساعات من تراجع نسبي لـ«المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» عن تصريحات تنوقلت عن رئيس «المنظمة» محمد إسلامي بشأن امتلاك طهران قدرات لتصنيع الأسلحة النووية.
ونقلت وكالة «إيلنا» الإصلاحية عن النائب محمد رضا صباغيان بافقي قوله: «على العدو أن يعلم أنه إذا استمر في وقاحاته وتهديداته، فسوف نطلب من المرشد تغيير الاستراتيجية وفتوى إنتاج الأسلحة النووية، وهذا سهل جداً للشباب الإيراني».
والاثنين نقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن رئيس «الذرية» الإيرانية محمد إسلامي قوله إن إيران «لديها القدرة التقنية على إنتاج قنبلة ذرية، لكنها لا تنوي القيام بذلك».
وكرر إسلامي بذلك تصريحات وردت الأسبوع الماضي على لسان كمال خرازي، رئيس اللجنة الاستراتيجية للعلاقات الخارجية، الخاضعة لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي. وبعد خرازي؛ قال محمد جواد لاريجاني، المنظر الاستراتيجي ونائب رئيس القضاء السابق، إنه «لا أحد بإمكانه أن يمنع إيران إذا أرادت صناعة قنبلة نووية» وفق «رويترز».
بعد ساعات من تصريحات إسلامي، قال المتحدث باسم «الذرية» الإيرانية، بهروز كمالوندي، إن تصريحات إسلامي «أسيء فهمها»، معلناً في الوقت نفسه عن بدء إيران في ضخ الغاز بمئات من أجهزة الطرد المركزي؛ بما في ذلك أجهزة متقدمة من الجيل السادس، وقال إن طهران أبلغت «وكالة الطاقة الذرية» قبل بدء العملية.
وعلى هامش بداية مؤتمر المراجعة العاشر لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، في نيويورك، شدد وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في بيان مشترك، على ضرورة منع إيران في الحصول على أسلحة نووية.
وفي المكان نفسه، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، طهران إلى التعاون، وقال غروسي: «نحتاج، وأقول هذا بوضوح شديد، نحتاج إلى الوصول بشكل يتناسب مع اتساع وعمق تلك المشكلة النووية». وقال إنه من المهم لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أن «تتمكن من تقديم الضمانات الضرورية والموثوقة بأن إيران تستخدم (الطاقة النووية) سلمياً».
وخلال الأيام الماضية، تداولت قنوات تابعة لـ«الحرس الثوري» على شبكة «تلغرام»، مقطع فيديو يتحدث عن جاهزية إيران للبدء بخطوات لتطوير أسلحة نووية في منشأة «فوردو» المحصنة تحت الأرض، إذا تعرضت منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم لهجوم إسرائيلي. وليست هذه المرة الأولى التي يلوح فيها مسؤولون إيرانيون باحتمال تغيير مسار البرنامج النووي؛ ففي فبراير (شباط) 2021، قال وزير الأمن السابق، محمود علوي، قبل أشهر من انتهاء مهامه الوزارية، إن الضغط الغربي قد يدفع بطهران إلى سلوك «قط محاصر» في السعي لامتلاك أسلحة نووية.
وصرح علوي حينها في مقابلة تلفزيونية بأن «المرشد (خامنئي) قال بوضوح في فتواه إن الأسلحة النووية تناقض الشريعة، وإن الجمهورية الإسلامية تعدّها محرمة دينياً، ولا تسعى لحيازتها، لكن قطاً محاصراً يمكن أن يتصرف بشكل مخالف لما يفعله عندما يكون طليقاً، وإذا دفعت (الدول الغربية) إيران في ذلك الاتجاه، فلن يكون الذنب ذنب إيران».
في غضون ذلك، انتقدت طهران، الثلاثاء، الحزمة الأخيرة من العقوبات الأميركية التي استهدفت شبكة شركات منخرطة في تصدير النفط الإيراني، متوعدة بـ«رد حازم» عليها، بينما يهيمن الجمود على المباحثات غير المباشرة بين الطرفين لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، قوله إن بدء إيران في ضخ الغاز بأجهزة الطرد المركزي، جاء رداً على العقوبات الأميركية.
وقال: «في الأسابيع الأخيرة بينما نستعد لمرحلة جديدة من المفاوضات، فجأة طرح الجانب الأميركي قراراً في (مجلس محافظي الوكالة الدولية) بهدف الحصول على امتيازات من إيران». وأضاف أن «العقوبات الأميركية غير منطقية». وتابع: «على الأميركيين ألا يتصوروا أنهم بهذه الخطوات يمكنهم الحصول على امتيازات على طاولة المفاوضات. يجب أن يتركوا المطالب المبالغ فيها جانباً... إذا أراد الجانب الأميركي أن يستمر في هذا الاتجاه؛ فلن نبقى مكتوفي الأيدي».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في بيان، إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبدي أولاً رد فعل حاسماً وحازماً وفورياً تجاه إصرار البيت الأبيض على مواصلة العقوبات، وثانياً ستستخدم جمع الإجراءات اللازمة لتحد من الآثار السلبية المحتملة لهذه العقوبات على تجارة واقتصاد البلاد».
وأعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الاثنين، فرض عقوبات على «6 كيانات تقوم بتسهيل المعاملات غير المشروعة المتعلقة بالنفط الإيراني» الذي يعدّ من «المصادر الرئيسية لإيرادات الحكومة الإيرانية». وتجمد هذه الإجراءات أي أصول مقرها الولايات المتحدة وتمنع بشكل عام الأميركيين من التعامل معها. ويخاطر كل من يشارك في معاملات معينة مع تلك الشركات أيضاً بالتعرض لعقوبات.
وتصر طهران على اتهام إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بفرض عقوبات عليها، في إطار استكمال سياسة «الضغوط القصوى» التي اعتمدها سلفه دونالد ترمب ضدها، منذ قراره عام 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي، بهدف التوصل إلى اتفاق أشمل يضمن إطالة أمد القيود النووية، ويعالج أنشطة إيران الإقليمية، ويلجم تطوير الصواريخ الباليستية.
وقال كنعاني: «لقد عدّ مسؤولو إدارة بايدن مراراً سياسة (الضغوط القصوى) من ترمب سياسة فاشلة وغير فعالة؛ لكنهم من الناحية العملية استمروا ووسعوا هذه السياسة الفاشلة أيضاً، لدرجة وصلت إلى عملية الجهود الجارية من أجل استئناف المفاوضات للعودة إلى الاتفاق»، واصفاً الإجراء بأنه «غير مثمر ومدمر»، وفق بيان منشور على الموقع الإلكتروني للوزارة.
وفشلت حتى الآن جهود إحياء الاتفاق؛ الذي فرضت إيران بموجبه قيوداً على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الأميركية والعقوبات الأخرى، مما دفع بواشنطن إلى البحث عن طرق أخرى لزيادة الضغط على طهران. وتمثل هذه الخطوات ثالثة جولات العقوبات الأميركية المتعلقة بإيران على الشركات نفطية في الشهرين الماضيين.
والأسبوع الماضي، كشف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي يتولى تنسيق المباحثات، عن أنه طرح على طهران وواشنطن مسودة تفاهم، وحضهما على قبولها لتفادي «أزمة خطيرة».
وجرى الاتفاق بشكل أساسي على الخطوط العريضة لإحياء الاتفاق في مارس (آذار) الماضي بعد 11 شهراً من المحادثات غير المباشرة في فيينا بين طهران وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. لكن المحادثات انهارت بعد ذلك بسبب عقبات؛ من بينها مطالبة طهران بضرورة أن تقدم واشنطن ضمانات بعدم تخلي أي رئيس أميركي عن الاتفاق مثلما فعل ترمب. وكذلك إلغاء إدراج «الحرس الثوري» من قائمة أميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

اعتقال إمام أوغلو يهيمن على احتفالات العيد في تركيا

رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل تعهّد باستمرار المظاهرات أسبوعياً (أ.ب)
رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل تعهّد باستمرار المظاهرات أسبوعياً (أ.ب)
TT
20

اعتقال إمام أوغلو يهيمن على احتفالات العيد في تركيا

رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل تعهّد باستمرار المظاهرات أسبوعياً (أ.ب)
رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل تعهّد باستمرار المظاهرات أسبوعياً (أ.ب)

أطلق زعيم المعارضة التركية رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، حملة شعبية لدعم ترشيح رئيس بلدية إسطنبول المعتقل، أكرم إمام أوغلو، والضغط على الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، من أجل التوجه إلى انتخابات مبكرة، متعهداً إرساء نموذج للديمقراطية في تركيا يشبه ديمقراطية ألمانيا.

وألقى احتجاز إمام أوغلو على ذمة قضية فساد بظلاله على الاحتفال بعيد الفطر المبارك، الذي غلّفته رسائل سياسية حادة.

وفي رسالة وجهها الرئيس رجب طيب إردوغان إلى الشعب التركي، بمناسبة عيد الفطر، قال إن لكل مواطن في إسطنبول الحق في المطالبة بمحاسبة من نهبوا مستقبله ومستقبل أطفاله وحياته وأمنه وسلامه.

وأضاف: «ينبغي ألا يصدق أحد أن الإجراءات القضائية في بلادنا مسيّسة... نترك أولئك الذين فقدوا وعيهم ويستهدفون السلامة العامة واقتصادنا من أجل التغطية على دائرة الفساد والرشوة (...) لبصيرة أمتنا العزيزة».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

وتابع الرئيس التركي أن ما وصفه بـ«نهب الموارد المخصصة لخدمة إسطنبول ببنيتها التحتية والفوقية، من أجل الطموحات الشخصية والمصالح التجارية الشخصية» هو «أكبر خيانة ارتُكبت في حق شعب هذه المدينة».

حملة توقيعات

بدوره، بدأ أوزيل حملة جمع توقيعات لدعم ترشيح حزب «الشعب الجمهوري» أكرم إمام أوغلو لرئاسة تركيا، من بلدة جيفزلي بولاية طرابزون بمنطقة البحر الأسود في شمال تركيا، بحضور والده حسن إمام أوغلو وباقي أفراد عائلته.

وتعهد أوزيل بالاستمرار في الاحتجاجات الحاشدة على حبس إمام أوغلو ومحاولة عرقلة وصوله إلى رئاسة البلاد، مشيراً إلى أنه سيجري تنظيم تجمع حاشد في ميدان «يني كابي» بالشطر الأوروبي في إسطنبول على غرار تجمع «مالتبه» الذي نُظم السبت في الشطر الآسيوي من المدينة، والذي أكّد أن عدد المشاركين فيه بلغ 2.2 مليون شخص على الرغم من بدء عطلة العيد الممتدة 9 أيام.

أوزيل أطلق حملة جمع توقيعات لدعم ترشيح إمام أوغلو للرئاسة من مسقط رأسه في طرابزون (حزب الشعب الجمهوري - إكس)
أوزيل أطلق حملة جمع توقيعات لدعم ترشيح إمام أوغلو للرئاسة من مسقط رأسه في طرابزون (حزب الشعب الجمهوري - إكس)

وقال أوزيل، الذي كان يتحدث عقب أدائه صلاة عيد الفطر مع عائلة إمام أوغلو بمسقط رأسه، مُنتقداً إردوغان: «تكون في السلطة لمدة 23 عاماً، وبعدها تخسر قلوب الناس، ومن أجل البقاء في السلطة لن تترك أي افتراء دون أن تطلقه ضد كل ابن من أبناء هذا البلد. ومن أجل نشر هذا الافتراء، ستختبئ وراء شهود سريين لدى واحد منهم 55 سابقة إجرامية، كما فعلت مع إمام أوغلو، وبعد ذلك ستحاول التقليل من شأن هذا المجتمع ورؤية الطريقة التي يحمي بها أبناءه بتصريحات ساخرة».

وأضاف: «نحن أمام وضع مخجل ومخزٍ بكل معنى الكلمة... نخجل لأننا نتعامل مع عقلية سياسية سيئة كهذه. لدينا مرشح نزيه للغاية، وسوف يتنافس بشرف... ليس لديهم حتى الشجاعة لإبقائه في الخارج، بل يحاولون هزيمته في السجن. سنواصل النضال حتى ينتخبه عشرات الملايين رئيساً».

استمرار الاحتجاجات

وتعهد أوزيل باستمرار الاحتجاجات الداعمة لإمام أوغلو والمطالبة بالعدالة والديمقراطية، قائلاً: «إذا كان بعض الناس ينزلون عن قطار الديمقراطية الذي ركبوه، وإذا كان بعض الناس ينظرون إلى صندوق الاقتراع الذي أوصلهم إلى السلطة على أنه شرعي، ويقاومون صندوق الاقتراع الذي (سيبعدهم عن السلطة)، وإذا كان بعض الناس يحاولون تشويه سمعة خصومهم من أجل فرض الحظر، وإذا كانوا ينظرون إلى الديمقراطية على أنها أداة ويحاولون السير نحو نظام الرجل الواحد، وسلطنة أحلامهم بالخلافة... فمن حقنا الدفاع عن الديمقراطية ضدهم. ومكان هذا النضال هو الشوارع».

إسطنبول شهدت مظاهرة حاشدة السبت دعماً لإمام أوغلو (رويترز)
إسطنبول شهدت مظاهرة حاشدة السبت دعماً لإمام أوغلو (رويترز)

وقال إن حزب «الشعب الجمهوري» يطالب ببث محاكمة إمام أوغلو على الهواء مباشرة، بما في ذلك لائحة الاتهام التي يُقدّمها الادعاء العام ودفاعه، لافتاً إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى أن وزارة العدل سترد بشكل إيجابي على هذا الطلب، وأن حزب «الشعب الجمهوري» سيبقي هذه المسألة على جدول أعمال التجمعات، التي ستعقد مرتين في الأسبوع؛ إحداهما في إسطنبول كل أربعاء، والأخرى في إحدى الولايات التركية في نهاية الأسبوع.

وعقب إطلاق الحملة الشعبية لجمع التوقيعات لدعم ترشيح إمام أوغلو للرئاسة، توجه أوزيل لزيارته في محبسه بسجن «سيليفري» غرب إسطنبول، وزيارة عدد من الشباب المعتقلين بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات.

أوزيل متحدثاً للصحافيين خارج سجن «سيليفري» في إسطنبول (حزب الشعب الجمهوري - إكس)
أوزيل متحدثاً للصحافيين خارج سجن «سيليفري» في إسطنبول (حزب الشعب الجمهوري - إكس)

وأقسم أوزيل، في تصريحات من أمام السجن، على أنه لن ينسى أبداً ما تعرض له هؤلاء الشباب من «تقييد أياديهم من الخلف، وإساءة معاملتهم وتجويعهم وإهاناتهم». وقال: «جرائم التعذيب وإساءة المعاملة لا تسقط بالتقادم. سنلاحق هذه الجرائم. لن يضيع شيء في الدولة، وسأعثر على آثارها، وأحاسب مرتكبيها».

كما تعهد أوزيل بأن يبذل حزبه كل جهوده «من أجل أن تحظى تركيا بديمقراطية كالموجودة في ألمانيا».

إمام أوغلو يدعو إلى الوحدة

ووجّه إمام أوغلو رسالة بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر عبر حسابه في «إكس»، داعياً إلى الوحدة. وقال إن «من يظن أنه لن يكون في وسعنا الاحتفال بهذا العيد مخطئ بشدّة؛ لأننا سنجد، من دون شك، سبيلاً للاحتفال معاً، وسنسعى إلى تحقيق الوحدة في هذا العيد».

وأرفق إمام أوغلو عنوان بريده الإلكتروني وعنوان السجن لتلقي رسائل المواطنين خلال وجوده في السجن.

كليتشدار أوغلو متحدثاً للصحافيين خارج سجن «سيليفري» عقب زيارة إمام أوغلو (إكس)
كليتشدار أوغلو متحدثاً للصحافيين خارج سجن «سيليفري» عقب زيارة إمام أوغلو (إكس)

بدوره، قال رئيس حزب «الشعب الجمهوري» السابق، كمال كليتشدار أوغلو، عقب زيارته إمام أوغلو ورئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، وعدد من النواب والسياسيين المحتجزين في سجن «سيليفري»: «ليس من حقنا أن نيأس. نحن شعبٌ يسعى لبناء الأيام الجميلة المقبلة. علينا أن نبني هذه الأيام ليس لأنفسنا فقط؛ بل لأبنائنا ولتركيا، ولمنطقتنا».

وأضاف: «عندما سألتُ إمام أوغلو عن وضعه في السجن، قال إن قضيته تنتظر في مكتب المدعي العام لإسطنبول. يجب نقلها إلى المحكمة في أسرع وقت ممكن؛ لأنه يثق بأنه يُمكنه الخروج من الوضع الذي هو فيه اليوم إذا ذهب إلى المحكمة، ووعدته بالتعبير عن ذلك».

في غضون ذلك، أفرجت السلطات التركية عن الصحافيتين، نيسا سودا ديميريل، وإليف بايبورت، اللتين اعتُقلتا خلال تغطيتهما الاحتجاجات على اعتقال أكرم إمام أوغلو في إسطنبول، بشرط إخضاعهما للرقابة القضائية.

ومنذ بدء الاحتجاجات، أُطلق سراح 7 صحافيين كانوا معتقلين في إسطنبول، و4 كانوا معتقلين في إزمير. وقال رئيس اتحاد نقابات المحامين في تركيا، إيرينتش ساغكان: «ينبغي ألا ننسى أن هذه الممارسات غير القانونية وغيرها من الممارسات المماثلة تُشكّل ضغوطاً على الصحافة بأكملها».

وندّد «الاتحاد الأوروبي» باعتقال عدد من الصحافيين كانوا يغطون الاحتجاجات. وقال المتحدث باسم «المفوضية الأوروبية»، غيوم ميرسييه، إن الدولة المرشحة للانضمام إلى «الاتحاد الأوروبي» يجب أن تحترم حرية الصحافة.