آفاق قاتمة لصناعة السيارات الألمانية

جانب من مصنع للسيارات في ألمانيا (رويترز)
جانب من مصنع للسيارات في ألمانيا (رويترز)
TT
20

آفاق قاتمة لصناعة السيارات الألمانية

جانب من مصنع للسيارات في ألمانيا (رويترز)
جانب من مصنع للسيارات في ألمانيا (رويترز)

أشارت تقديرات البروفيسور الألماني فرديناند دودنهوفر، خبير سوق السيارات، إلى أن الطلب على السيارات الجديدة في ألمانيا سيتراجع على نحو ملحوظ، ما يزيد من الآفاق القاتمة لأشهر صناعة في البلاد.
قال دودنهوفر الذي يدير مركز أوتوموتيف ريسيرتش للبحوث المتعلقة بالسيارات المعروف اختصارا بـ«كار»، في دراسته عن خصومات السيارات في يوليو الجاري، من خلال مركز (كار)، إن سلاسل التوريد المليئة بالثغرات لن تصبح في غضون بضعة أشهر هي المشكلة بالنسبة لشركات صناعة السيارات، بل إن مشكلة هذه الشركات ستتمثل في التراجع الملحوظ في الاستعداد الشرائي لدى العملاء.
وعزا المركز هذا التراجع المتوقع إلى التضخم المرتفع إلى جانب اعتزام الدولة تخفيض الدعم المقدم للسيارات الكهربائية.
وقال خبراء المركز إن سوق السيارات الجديدة يكاد يخلو حاليا من محفزات الشراء للدرجة التي جعلت الأسعار الصافية تصل إلى أعلى مستوى لها، وتوقعوا أن تشهد الشهور المقبلة قوائم لزيادة الأسعار، مشيرين إلى أن هذه الزيادات ستنطبق بشكل خاص على السيارات الكهربائية نظرا لأن أسعار الليثيوم والنيكل والمواد الخام الأخرى اللازمة لإنتاج البطاريات ارتفعت بالفعل على نحو ملحوظ.
يأتي هذا في الوقت الذي تدهورت فيه الأعمال في شركة تصنيع البطاريات الألمانية «فارتا» في النصف الأول من هذا العام. وأعلنت الشركة في مدينة إلفانجن بجنوب ألمانيا، أمس السبت، أن المبيعات والأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب تراجعت.
وخفض المجلس التنفيذي توقعاته للعام الحالي. وأشارت الشركة إلى تأخر تسليم مشاريع العملاء وتوتر الأوضاع في ضوء ارتفاع أسعار المواد الخام والطاقة وتكاليف النقل كأسباب رئيسية للانخفاضات.
ووفقا للأرقام الأولية الصادرة، السبت، انخفضت مبيعات الشركة في النصف الأول من هذا العام بنسبة 5.2 في المائة على أساس سنوي إلى 376.8 مليون يورو. وبلغت الأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك 68.9 مليون يورو، بتراجع قدره 338.6 في المائة.
وبحسب بيانات الشركة، يتراوح نطاق الإيرادات المتوقعة للعام بأكمله بين 880 و920 مليون يورو، بعد توقعات سابقة بأن يتراوح بين 950 مليون يورو ومليار يورو.
وبالنسبة للأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب، يتراوح نطاق التوقعات الآن بين 200 إلى 225 مليون يورو، بعدما كان يتراوح بين 260 و280 مليون يورو. وفي خضم أزمة الطاقة التي تضرب أكبر اقتصاد في أوروبا، أعرب رئيس المكتب الاتحادي لسلامة التخلص من النفايات النووية في ألمانيا، فولفرام كونيج، عن رفضه لتمديد عمل مفاعلات نووية في البلاد لتغطية احتياجات ألمانيا من الطاقة في ظل نقص إمدادات الغاز.
وفي مقال زائر بصحيفة «فرانكفورتر الجماينه زونتاجس تسايتونج» الألمانية الصادرة اليوم الأحد، كتب كونيج أن «مثل هذا التقدير يجب ألا يراعي سلامة المفاعلات النووية وحسب بل يجب كذلك أن يراعي التخلص من النفايات المشعة». وأشار كونيج إلى أن «التكاليف المجتمعية في كلتا الحالتين ستكون كبيرة في حال استمرار تشغيل المفاعلات»، كما أعرب عن تخوفه من أن «الإجماع المجتمعي الذي تم التوصل إليه بعد جهد سيصبح مثار شك».
يذكر أنه على وقع أزمة الطاقة الراهنة الناجمة عن حرب أوكرانيا، اندلع نقاش في ألمانيا حول تمديد عمل المفاعلات النووية، وعلى الأقل المفاعلات الثلاثة التي لا تزال متصلة بالشبكة إلى ما بعد نهاية العام. ومن المقرر بالأساس أن يتم إخراج هذه المفاعلات من الشبكة بحلول نهاية 2022.
وأبدى كونيج شكوكا كبيرة في الخطة الزمنية الخاصة بالبحث عن مقر للمستودع النهائي للنفايات النووية في ألمانيا حيث ينص القانون على التوصل إلى قرار بخصوص تحديد مقر لهذا المستودع بحلول 2031 بحيث يمكن البدء في التخزين اعتبارا من عام 2050.
وأضاف كونيج: «يقوم مكتبي بشكل متكرر بدعوة الشركة المكلفة بالبحث عن مقر على تحقيق تقدم في هذا الإجراء حتى يمكن الالتزام بالجدول الزمني المحدد قانونا، وستكون هناك 20 عاما أخرى حتى يصبح المستودع النهائي جاهزا للتشغيل».


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: يجب إعادة التفكير في خطط التحول بمجال الطاقة

الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: يجب إعادة التفكير في خطط التحول بمجال الطاقة

الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر، يوم الاثنين، إن صانعي السياسات والمسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة بحاجة إلى إعادة التفكير في خطط التحول في مجال الطاقة، وإلى التوقف عن التركيز على عناصر التحول التي فشلت، مشدداً على الحاجة إلى الاستثمار في الوقود الأحفوري؛ لتلبية الطلب العالمي.

تأتي تصريحات الناصر في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى زيادة إنتاج النفط والغاز إلى أقصى حد، وهو تحول دراماتيكي في سياسة الطاقة الأميركية، بعد أن كان الرئيس السابق جو بايدن قد سنّ تشريعاً لتسريع التحول عن الوقود الأحفوري في أكبر اقتصاد في العالم، وفق «رويترز».

أما في أوروبا، فقد أبطأ صانعو السياسات في أوروبا من طرح سياسات الطاقة النظيفة وتأخير أهدافها مع ارتفاع تكاليف الطاقة عقب الحرب الروسية - الأوكرانية في عام 2022، مما أدى إلى تحويل تركيزهم إلى أمن الطاقة. وقد تراجعت شركات النفط الأوروبية الكبرى عن خططها الرامية إلى بناء تكنولوجيات أكثر مراعاةً للبيئة لأنها أثبتت أنها غير مربحة.

وقال الناصر أمام المديرين التنفيذيين من كبرى شركات الطاقة في العالم في مؤتمر «سيرا ويك» في هيوستن: «يمكننا جميعاً أن نشعر برياح التاريخ في أشرعة صناعتنا مرة أخرى». وأضاف: «لقد حان الوقت للتوقف عن تعزيز الفشل»، مشيراً إلى الهيدروجين الأخضر كمثال على الوقود الذي كان محور سياسات تحول الطاقة، ولكنه لا يزال مكلفاً للغاية بحيث لا يمكن استخدامه تجارياً على نطاق واسع.

وأوضح أن مصادر الطاقة الجديدة يمكن أن تكون مكملة للوقود الأحفوري ولكن لا يمكن أن تحل محله. وشدد على أن هناك حاجة إلى الاستثمار في جميع مصادر الطاقة لتلبية الطلب العالمي على الطاقة، قائلاً: «لقد كانت الاستراتيجية الحالية المتمثلة في التحول المبكر إلى بدائل غير ناضجة مدمرة للغاية. ولا يمكن للمصادر الجديدة أن تلبي حتى النمو في الطلب».

ولفت إلى أن إلغاء الضوابط التنظيمية وتقديم حوافز أكبر للمؤسسات المالية لتوفير «تمويل غير متحيز» ضروريان لضمان استثمارات كافية في مجال الطاقة.

وقال الناصر إن «أرامكو» استثمرت أكثر من 50 مليار دولار العام الماضي، في مشاريع الطاقة التقليدية والمتجددة. وأضاف أن الشركة تستهدف الاستثمار فيما يصل إلى 12 غيغاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2030.

ودعا الناصر في كلمته أمام المؤتمر العام الماضي الصناعة إلى «التخلي عن خيال التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري».