مصر: «الموسيقيين» تبحث عن نقيب جديد خلفاً لهاني شاكر

الفنان مصطفى كامل (حسابه الرسمي - فيسبوك)
الفنان مصطفى كامل (حسابه الرسمي - فيسبوك)
TT

مصر: «الموسيقيين» تبحث عن نقيب جديد خلفاً لهاني شاكر

الفنان مصطفى كامل (حسابه الرسمي - فيسبوك)
الفنان مصطفى كامل (حسابه الرسمي - فيسبوك)

تبحث نقابة المهن الموسيقية المصرية عن نقيب جديد خلال الأيام المقبلة، خلفاً للفنان هاني شاكر، الذي استقال أخيراً من منصبه، وسط اعتذار وتراجع الكثير من المرشحين المحتملين عن الترشح لتولي المنصب الشاغر، بدعوى «انشغالهم الدائم والخوف من الأزمات المستمرة والعاصفة التي تمر بها النقابة».
ووجه مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات المهن الفنية، الذي يضم المهن التمثيلية، المهن السينمائية، المهن الموسيقية، برئاسة المخرج عمر عبد العزيز، الشكر للفنان هاني شاكر وقبول استقالته رسمياً، من منصبه نقيباً للموسيقيين، وأعلن عن فتح باب الترشح للمنصب.
كان الفنان هاني شاكر قد تقدم باستقالة شفهية من منصب نقيب الموسيقيين في الثامن والعشرين من شهر يونيو (حزيران) الماضي، ثم تقدم بها رسمياً لوكيل مجلس نقابة المهن الموسيقية المايسترو حمادة أبو اليزيد وللمخرج عمر عبد العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية في الثالث من يوليو (تموز) الجاري.

وقال المخرج عمر عبد العزيز، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، «لم نكن نتمنى أن يتقدم الفنان هاني شاكر باستقالته، وأنا اتصلت به أكثر من مرة وطلبت منه العدول عن قراره، لكنه كان مصمماً للغاية هذه المرة، ولذلك لم يكن أمامنا سوى قبولها وتوجيه الشكر لما بذله طيلة السنوات الماضية». وأضاف: «نحن وضعنا الآن الكرة في ملعب نقابة الموسيقيين، إذ إننا اعتمدنا استقالة هاني شاكر، وطبقاً لمواد القانون 35 لسنة 1978 بتعديلاته، على مجلس النقابة خلال الساعات المقبلة أن يفتح باب الترشح على منصب النقيب، ثم يمدنا بمواعيد فتح باب الترشح وباب الطعون وموعد الانتخابات حتى يتسنى لنا كاتحاد مخاطبة الجهات القضائية للإشراف على العملية الانتخابية».
انتخاب نقيب جديد للموسيقيين من المتوقع حدوثه في منتصف شهر أغسطس (آب) المقبل، وستكون لمدة عام واحد، لاستكمال الدورة الانتخابية 2019 – 2023، حيث إن الفنان هاني شاكر كان قد استقال قبل نهاية مدته بعام وشهر واحد.
ولم يعلن أي فنان حتى الآن ترشحه بشكل رسمي لخوض الانتخابات، بينما أعلن الفنان علي الحجار عن اعتذاره وعدم تقدمه للترشح على المنصب رداً على الدعوات التي وجهت له من قبل بعض أعضاء النقابة، وقال في بيان له، «أعتز بهذه الدعوات المخلصة، التي أقدر أصحابها وأقدم لهم الشكر فرداً فرداً، مبدياً استعدادي لخدمة النقابة بكل ما أمتلك وبكل ما يمكنني فعله، لكن دون أن أرتبط بتولي أي منصب رسمي، لا أرى نفسي في أي منصب، وإنما مكاني بين جموع أهل الفن، أدعم أي جهد لصالح الفن وأهله دون أن يكون ذلك بشكل رسمي، وأشكركم جميعاً على مشاعركم الطيبة التي أخجلتني، وأعتذر أنني لم أستطع تلبية مطالبكم».

وتشير التوقعات إلى إمكانية ترشح المطرب مصطفى كامل، وعازف الإيقاع سعيد الأرتيست، لوجود شعبية لافتة للاثنين داخل أروقة النقابة، فالأول تولى منصب النقيب من قبل وخسر في دورتين انتخابيتين أمام هاني شاكر، أما الثاني فهو يعد كبير شعبة الإيقاعيين في النقابة، التي تستحوذ على أكثر من ربع عضوية النقابة.
ولم يحسم الفنان مصطفى كامل، بعد فكرة الترشح لمنصب نقيب الموسيقيين، حيث أوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، «أن أسرته ترفض فكرة ترشحه من جديد بسبب مشاكل نقابة الموسيقيين المستمرة»، مقدماً الشكر لأعضاء الجمعية العمومية.
أما العازف سعيد الأرتيست، فقد كشف في تصريحات صحافية عن استحالة ترشحه لمنصب نقيب المهن الموسيقية، «ليس لدي الوقت الكافي لشغل منصب نقيب الموسيقيين، فالعمل النقابي يحتاج لتفرغ كبير، وأنا لدي عملي الذي أسافر من خلاله لمختلف قارات العالم لتعليم الإيقاع والعزف، بالإضافة لعملي في حفلاتي وحفلات زملائي المطربين».

يذكر أن الفنان مصطفى كامل، كان قد تولى منصب نقيب الموسيقيين من عام 2013 إلى عام 2015، ثم تولى الفنان هاني شاكر مسؤولية النقابة في دورتين بدأتا عام 2015 وانتهتا باستقالته عام 2022 ليكون أول نقيب للموسيقيين يستقيل من منصبه.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)

قال محامون في الجزائر إن المحكمة العليا قبلت طعناً بالنقض في قضية أثارت جدلاً كبيراً العام الماضي، تمثلت في إصدار محكمة الجنايات بالعاصمة حكماً بإعدام 38 شخصاً، بتهمة «إشعال النار في منطقة القبائل، بناءً على توجيهات من تنظيم إرهابي»، يُسمى «حركة الحكم الذاتي في القبائل».

صورة لنيران منطقة القبائل صيف 2021 (الشرق الأوسط)

وأكد المحامي والحقوقي الشهير، مصطفى بوشاشي، الذي ترافع لصالح بعض المتهمين، لصحافيين، أن أعلى غرفة الجنايات بأعلى هيئة في القضاء المدني نقضت، مساء أمس الخميس، الأحكام التي صدرت فيما بات يعرف بـ«قضية الأربعاء ناث إراثن»، وهي قرية ناطقة بالأمازيغية (110 كيلومترات شرق)، شهدت في صيف 2021 حرائق مستعرة مدمرة، خلفت قتلى وجرحى، وإتلافاً للمحاصيل الزراعية ومساحات غابات كبيرة، وعقارات ومبانٍ على غرار قرى أخرى مجاورة.

مبنى المحكمة العليا بأعالي العاصمة الجزائرية (الشرق الأوسط)

غير أن الحرائق ليست أخطر ما حدث يومها في نظر القضاء، فعندما كان سكان القرية يواجهون النيران بوسائلهم الخاصة البسيطة، تناهى إليهم أن شخصاً بصدد إضرام النار في بلدتهم عمداً، وفعلاً ألقت الشرطة بهذه الشبهة على ثلاثيني من منطقة بوسط البلاد، يُدعى جمال بن سماعين، فتوجهوا وهم في قمة الغضب إلى مقر الأمن، وكان الشاب في تلك الأثناء داخل سيارة الشرطة فأخرجوه منها، غير عابئين بالعيارات النارية، التي أطلقها رجال شرطة لثنيهم عن قتله، وأخذوه إلى الساحة العامة، فنكّلوا به وأحرقوا جثته، بينما كان يتوسل إليهم أن يخلوا سبيله، وبأنه حضر إلى القرية للمساعدة وليس لإشعال النار.

وجرى تصوير مشاهد التنكيل المروعة بكاميرات الهواتف النقالة، واعتقل الأمن لاحقاً كل الذين ظهروا في الصور.

جمال بن سماعين قُتل على أيدي سكان قرية التهمتها النيران (متداولة)

على أثر ذلك، طالبت قطاعات واسعة في المجتمع بـ«القصاص»، ورفع التجميد عن عقوبة الإعدام، التي تصدرها المحاكم دون أن تنفذ، وذلك منذ تطبيقه بحق 3 إسلاميين عام 1993، بتهمة تفجير مطار العاصمة صيف 1992 (42 قتيلاً). لكن أثبت التحقيق بأن بن سماعين لا يد له في الأحداث المأساوية.

وبثّ الأمن الجزائري «اعترافات» لعدد كبير من المعتقلين بعد الأحداث، أكدوا كلهم أنهم وراء النيران المستعرة، وبأنهم ارتكبوا الجريمة بأوامر من رئيس تنظيم «حركة الحكم الذاتي في القبائل»، المعروف اختصاراً بـ«ماك»، فرحات مهني، الذي يتحدر من المنطقة، ويقيم منذ سنوات طويلة بفرنسا بصفته لاجئاً سياسياً.

فرحات مهني المتهم بإشعال النار في منطقة القبائل (الشرق الأوسط)

وقال محامو المتهمين بعد تداول هذه «الاعترافات» إن القضاء «يبحث عن مسوّغ لإنزال عقوبة ثقيلة في حقهم»، وهو ما حدث بالفعل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بإدانتهم بالإعدام. علماً بأن التهم وجهت لمائة شخص في هذه القضية، وحُكم على بعضهم بالسجن بين عام و5 سنوات مع التنفيذ، في حين نال آخرون البراءة.

وتمثلت التهم أساساً في «نشر الرعب في أوساط السكان بإشعال النيران»، و«الانتماء إلى منظمة إرهابية» تُدعى «ماك»، و«قتل شخص عن سبق إصرار والتنكيل بجثته»، و«القيام بأفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية، واستقرار المؤسسات وسيرها العادي، عن طريق بث الرعب في أوساط السكان، وخلق جو انعدام الأمن»، وتم تثبيت الأحكام بعد استئنافها.

أما فرحات مهني فكذّب، في فيديو نشره بالإعلام الاجتماعي، التهمة المنسوبة إليه، وطالب بفتح تحقيق مستقل في الأحداث «من طرف جهة أجنبية».

وفي نظر عدد كبير من المحامين على صلة بهذا الملف، فإن القضاء يبحث من خلال نقض الأحكام عن «إصلاح أخطاء تسبب فيها بإصدار قرارات متسرعة»، وبأن القضاة «كانوا تحت ضغط رأي عام طالب بالقصاص». ووفق ما ينص عليه القانون، ستعاد محاكمة المتهمين في محكمة الجنايات بتشكيل قضاة غير الذين أدانوهم في المرة السابقة.