{الفيدرالي} الأميركي يحاول تحقيق «هبوط ناعم» لتفادي انكماش اقتصادي

العالم يترقب القرار الأربعاء

مواطنون يتسوقون في «جراند سنترال ماركت» في لوس أنجليس بكاليفورنيا مع نسب تضخم تتخطى 9 % خلال يونيو (إ.ب.أ)
مواطنون يتسوقون في «جراند سنترال ماركت» في لوس أنجليس بكاليفورنيا مع نسب تضخم تتخطى 9 % خلال يونيو (إ.ب.أ)
TT

{الفيدرالي} الأميركي يحاول تحقيق «هبوط ناعم» لتفادي انكماش اقتصادي

مواطنون يتسوقون في «جراند سنترال ماركت» في لوس أنجليس بكاليفورنيا مع نسب تضخم تتخطى 9 % خلال يونيو (إ.ب.أ)
مواطنون يتسوقون في «جراند سنترال ماركت» في لوس أنجليس بكاليفورنيا مع نسب تضخم تتخطى 9 % خلال يونيو (إ.ب.أ)

يأمل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) أن يتمكن مرة جديدة من إبطاء التضخم، من دون التسبب في انكماش اقتصادي، مع ترقب إقراره زيادة كبيرة في معدلات الفائدة الرئيسية، الأربعاء، غير أن الموازنة بين التوجهين ستكون عملية دقيقة.
وأوضحت جولي سميث، أستاذة الاقتصاد في جامعة «لافاييت» في إيتون بولاية بنسلفانيا الأميركية، وفق وكالة «الصحافة الفرنسية»: «يريدون أن يحاولوا تحقيق ما يطلقون عليه تعبير (هبوط ناعم)، من خلال محاولة تفادي انكماش». وأضافت: «السؤال المطروح هو: هل بإمكانهم تحقيق ذلك؟ إنه سؤال يصعب الرد عليه في المرحلة الراهنة».
وتعقد اللجنة النقدية في البنك المركزي الأميركي اجتماعاً، الثلاثاء والأربعاء، ستقرّ خلاله زيادة جديدة في معدلات الفائدة التي تتراوح حالياً بين 1.50 و1.75 في المائة.
لكن هذا الإبطاء المتعمد للنشاط الاقتصادي يجب ألا يكون شديداً إلى حد ينعكس سلباً على الاقتصاد، وبصورة خاصة على سوق العمل.
ورأى نائب الرئيس السابق للاحتياطي الفيدرالي، دونالد كون، في مقابلة أجرتها معه وكالة «الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن انكماشاً طفيفاً» مع بطالة أعلى من نسبة 3.7 في المائة التي يتوقعها البنك المركزي الأميركي لعام 2022 «سيكون ضرورياً لكسر هذه الدوامة التضخمية». وأضاف: «لكن انعدام اليقين هائل».
ويبدو أن هناك إجماعاً حول فرضية زيادة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة (75 نقطة أساسية)، تساوي الزيادة التي أقرتها اللجنة في اجتماعها الأخير في منتصف يونيو (حزيران)، وكانت الأعلى منذ 1994.
ووافقته جولي سميث التي قالت: «أعتقد أنهم سيزيدون المعدلات بمقدار 75 نقطة أساسية؛ لكن يبقى من الممكن أن يفاجئنا الاحتياطي الفيدرالي».
وأورد أحد أعضاء هيئة حكام الاحتياطي، كريستوفر والر، مؤخراً، احتمال زيادة قدرها نقطة (مائة نقطة أساسية)، ما سيكون أمراً غير مسبوق منذ الثمانينات، حين كان رئيس البنك المركزي بول فولكر يواجه تضخماً يزيد عن 10 في المائة.
ورأت سميث أن أعضاء اللجنة النقدية «سيناقشون على الأرجح» هذه الفرضية «لمجرد أن أرقام التضخم تبقى سيئة جداً في الولايات المتحدة»؛ لكنها اعتبرت أن «المؤشرات الأخرى (...) تفيد بأن الزيادات السابقة في معدلات الفائدة بدأت على الأرجح تعطي مفعولها، أقلّه لإبطاء الطلب في سوق السكن». والواقع أن السوق العقارية سجلت تباطؤاً شديداً بسبب أسعار الأملاك الباهظة، ومعدلات الفائدة المتصاعدة؛ غير أن الموظفين ما زالوا يحظون بآلاف العروض على وظائف لا تجد من يشغلها، والاستهلاك يبقى مرتفعاً، رغم أن حجم المبيعات مرتفع بفعل نسبة التضخم.
وأوضحت كاثي بوستيانيتش، رئيسة قسم الاقتصاد في معهد «أوكسفورد إيكونوميكس»، في مذكرة، أن «البيانات الاقتصادية الأخيرة تدعم زيادة في معدلات الفائدة قدرها 75 نقطة أساسية، ولو أنه من الممكن بحث زيادة بمقدار مائة نقطة أساسية».
ورأت أن متانة سوق العمل والاستهلاك توفر للاحتياطي الفيدرالي «هامش المناورة الضروري لمواصلة زيادة معدل الفائدة الرئيسية بصورة سريعة». وحذرت من أن احتمال تحقيق «هبوط ناعم» بنجاح، يتراجع «مع ازدياد احتمالات الانكماش».
وشددت وزيرة الخزانة جانيت يلين، مؤخراً، على أن تحقيق ذلك يتطلب «مهارات وتوفر فرصة»، معتبرة في المقابل أن وضع الاقتصاد الأميركي جيد إلى حد يمكّنه من تجنّب الانكماش.
وفي مواجهة الارتفاع المتواصل في أسعار المواد الغذائية والسكن والسيارات وغيرها في الولايات المتحدة، يعمد الاحتياطي الفيدرالي منذ مارس (آذار) إلى زيادة معدلات فائدته الرئيسية تدريجياً.
ويهدف هذا الإجراء في ظل تضخم واصل تسارعه في يونيو ليصل إلى 9.1 في المائة بمعدل سنوي، إلى جعل القروض أعلى كلفة على الأسر والشركات على السواء، سعياً لإبطاء الاستهلاك، وحلحلة الضغط تالياً على الأسعار.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».