طرابلس تعيش «ليلة رعب» تحت مدفعية الميليشيات

عشرات الضحايا... تغيير مسارات رحلات جوية... «المجلس الرئاسي» يطالب بتحقيق شامل

قوة عسكرية متمركزة في أحد شوارع العاصمة الليبية قرب مناطق الاشتباكات أمس (أ.ب)
قوة عسكرية متمركزة في أحد شوارع العاصمة الليبية قرب مناطق الاشتباكات أمس (أ.ب)
TT

طرابلس تعيش «ليلة رعب» تحت مدفعية الميليشيات

قوة عسكرية متمركزة في أحد شوارع العاصمة الليبية قرب مناطق الاشتباكات أمس (أ.ب)
قوة عسكرية متمركزة في أحد شوارع العاصمة الليبية قرب مناطق الاشتباكات أمس (أ.ب)

أمضت العاصمة الليبية طرابلس، ليلة غلب عليها الذعر والهلع، بعد تجدد الاشتباكات الدامية بين اثنتين من الميليشيات المسلحة بالمدينة، متسببة بوقوع عدد من القتلى والجرحى بين المدنيين والمتحاربين، الأمر الذي دفع بمصلحة الطيران المدني إلى تغيير مسارات الرحلات الجوية وإجلاء الأُسر العالقة.
شرارة الاقتتال الذي استُخدمت فيه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في مناطق مدنية مكتظة بالسكان، بدأت في «جزيرة الفرناج» بطرابلس قبل أن يتسع نطاق الاشتباكات، ويصل إلى «طريق الشوك» خلف مركز طرابلس الطبي، ومنه إلى «عين زارة»، و«السبعة» ثم إلى وسط طرابلس بالقرب من فندق «راديسون بلو»، وهي منطقة تضم مقار عديد من الأجهزة الحكومية والوكالات الدولية والبعثات الدبلوماسية.
ودارت الاشتباكات العنيفة بين عناصر من «جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة» التابع للمجلس الرئاسي بقيادة عبد الرؤوف كاره، وأخرى تابعة لكتيبة «ثوار طرابلس» بقيادة أيوب أبو راس، آمر جهاز الحرس الرئاسي، على خلفية اتهام الأخير بخطف عنصر يتبع للأول رداً على اعتقال الأول لعنصر يتبع للثاني.
وقال متابعون للأحداث إن قوات أبوراس كانت قد خطفت العقيد عصام الهروس، رداً على خطف «جهاز الردع» عصام دغمان.
وطبقاً لشهود عيان، سيطر «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كاره، على أغلب مقار العناصر التابعة لأيوب أبو راس، بما فيها مقره القريب من وزارة الخارجية بـزاوية الدهماني في طرابلس.
وأمام تزايد أعمال القصف المدفعي، سارعت إدارة مطار معيتيقة الدولي إلى تغيير مسار الرحلات الجوية إلى مطار مصراتة الدولي، على بُعد قرابة (200 كيلومتر) تفادياً لوقوع أي كوارث إضافية محتملة.
وفشل مواطنون في الوصول إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة، بينما أذنت الهيئة العامة للأوقاف للمساجد القريبة من مناطق التوتر بإلغاء صلاة الجمعة فيها، خوفاً على سلامة المصلين بسبب الاشتباكات المتواصلة بين الميليشيات المسلحة.
ورفض المتقاتلون في بداية الاشتباكات الوساطة التي عرضها «اللواء 444 قتال» التابع لمنطقة طرابلس العسكرية. في وقت تضاربت الأنباء عن عدد القتلى والجرحى، حيث أبلغ الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ وسائل إعلام محلية عن سقوط 10 قتلى بينهم 3 مدنيين و27 جريحاً، بينما قالت مصادر غير رسمية، إن 15 على الأقل لقوا حتفهم جراء هذه الاشتباكات.
وهُرعت فرق الإسعاف والطوارئ إلى إخلاء المبيت الجامعي في منطقة الفرناج من الطلاب، وتمكنت من إجلاء 60 طالباً فجر أمس، بحسب وسائل إعلام محلية. بالإضافة إلى محاولات لإخراج عديد الأسر التي علقت داخل قاعات الأفراح بالمناطق المحيطة بالاشتباكات، وسط حالة من الرعب بين الأهالي.
ومع تصاعد حدة الاقتتال، عبر المجلس الرئاسي الليبي عن انزعاجه الشديد، وطالب، بصفته القائد الأعلى للجيش، النائب العام والمدعي العام العسكري، بفتح تحقيق شامل في أسباب الاشتباكات التي وصفها بأنها «تسببت في إرهاب المواطنين الآمنين في بيوتهم».
وحض المجلس الرئاسي وزيري الدفاع والداخلية في حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة على «اتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها فرض الأمن داخل العاصمة»، مطالباً «جميع أطراف الصراع بوقف إطلاق النار، والعودة إلى مقراتهم فوراً».
وسعياً لتفادي انتقال الصراع إلى مدينة مصراتة غرب البلاد، بين قوات الحكومتين المتنازعتين على السلطة، طالب المجلس البلدي للمدينة من مدير أمنها إعداد خطة طوارئ أمنية محكمة لمدة 10 أيام لتأمين المدينة ورفع أعلى درجات الاستعداد. كما دعا كافة الأجهزة الأمنية للعمل تحت إشراف المديرية.
- ويليامز
وكان الوضع الأمني في طرابلس، ضمن محادثات رئيس مجلس الدولة خالد المشري والمستشارة الأممية ستيفاني ويليامز، في لقائهما أمس.
وقال المشري إنهما اتفقا على إدانة أي نوع من استخدام القوة أو العنف وعلى ضرورة قيام السلطة التنفيذية بضبط الوضع الأمني، مشيراً إلى أنهما بحثا أيضاً الشكل النهائي لملف القاعدة الدستورية ووضع خريطة شاملة بمواعيد دقيقة للانتخابات.
وأعربت البعثة الأممية، التي قالت إنها تلقت تقارير تفيد بحدوث إصابات في صفوف المدنيين جراء الاشتباكات التي اندلعت بين مجموعتين مسلحتين في طرابلس، عن شعورها بقلق بالغ إزاء هذه التطورات. وطالبت في بيان لها أمس، بالتحقيق في هذه الأحداث وتحقيق العدالة من أجل الضحايا وأسرهم.
واعتبرت أن «أي فعل يعرض أرواح المدنيين للخطر غير مقبول»، داعية «جميع الليبيين إلى بذل كل ما بوسعهم للحفاظ على الاستقرار الهش للبلاد في هذا التوقيت الحساس».
- نورلاند
أعلن السفير الأميركي ريتشارد نورلاند، الذي شارك مع نائب مساعد وزير الخارجية جوش هاريس، في اجتماع دولي استضافته وزارة الخارجية التركية في إسطنبول أول من أمس، أنه كرر الدعوة لجميع الفاعلين السياسيين إلى الابتعاد عن أي أعمال أحادية يمكن أن تؤدي إلى اشتباكات مسلحة، لافتاً إلى أن هذه نقطة حرجة، لا سيما في ضوء التقارير عن سقوط ضحايا بين عشية وضحاها. وأكد دعم بلاده الجهود المبذولة لإعادة فتح إنتاج النفط والغاز الليبي وأنها تقف على أهبة الاستعداد مع الشركاء الدوليين لدعم الجهود التي تقودها ليبيا لإدارة عائدات النفط بطريقة شفافة.
وتابع في بيان عبر «تويتر»: «أكدنا من جديد التزامنا بالانتخابات وندعو مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة إلى وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق بشأن القضايا القليلة العالقة التي تقف في طريق الأساس الدستوري لإجراء انتخابات مبكرة».
وفي إعلان ضمني عن موافقة أميركية رسمية لتعيين رئيس جديد لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، شكر نورلاند زميلته الدبلوماسية الأميركية السابقة ستيفاني ويليامز، على سنوات خدمتها كوسيط في الأمم المتحدة وقال إنه دعا إلى التعيين العاجل لممثل خاص جديد للأمين العام حتى يمكن مواصلة العمل الذي بدأته من دون انقطاع.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)

قال محامون في الجزائر إن المحكمة العليا قبلت طعناً بالنقض في قضية أثارت جدلاً كبيراً العام الماضي، تمثلت في إصدار محكمة الجنايات بالعاصمة حكماً بإعدام 38 شخصاً، بتهمة «إشعال النار في منطقة القبائل، بناءً على توجيهات من تنظيم إرهابي»، يُسمى «حركة الحكم الذاتي في القبائل».

صورة لنيران منطقة القبائل صيف 2021 (الشرق الأوسط)

وأكد المحامي والحقوقي الشهير، مصطفى بوشاشي، الذي ترافع لصالح بعض المتهمين، لصحافيين، أن أعلى غرفة الجنايات بأعلى هيئة في القضاء المدني نقضت، مساء أمس الخميس، الأحكام التي صدرت فيما بات يعرف بـ«قضية الأربعاء ناث إراثن»، وهي قرية ناطقة بالأمازيغية (110 كيلومترات شرق)، شهدت في صيف 2021 حرائق مستعرة مدمرة، خلفت قتلى وجرحى، وإتلافاً للمحاصيل الزراعية ومساحات غابات كبيرة، وعقارات ومبانٍ على غرار قرى أخرى مجاورة.

مبنى المحكمة العليا بأعالي العاصمة الجزائرية (الشرق الأوسط)

غير أن الحرائق ليست أخطر ما حدث يومها في نظر القضاء، فعندما كان سكان القرية يواجهون النيران بوسائلهم الخاصة البسيطة، تناهى إليهم أن شخصاً بصدد إضرام النار في بلدتهم عمداً، وفعلاً ألقت الشرطة بهذه الشبهة على ثلاثيني من منطقة بوسط البلاد، يُدعى جمال بن سماعين، فتوجهوا وهم في قمة الغضب إلى مقر الأمن، وكان الشاب في تلك الأثناء داخل سيارة الشرطة فأخرجوه منها، غير عابئين بالعيارات النارية، التي أطلقها رجال شرطة لثنيهم عن قتله، وأخذوه إلى الساحة العامة، فنكّلوا به وأحرقوا جثته، بينما كان يتوسل إليهم أن يخلوا سبيله، وبأنه حضر إلى القرية للمساعدة وليس لإشعال النار.

وجرى تصوير مشاهد التنكيل المروعة بكاميرات الهواتف النقالة، واعتقل الأمن لاحقاً كل الذين ظهروا في الصور.

جمال بن سماعين قُتل على أيدي سكان قرية التهمتها النيران (متداولة)

على أثر ذلك، طالبت قطاعات واسعة في المجتمع بـ«القصاص»، ورفع التجميد عن عقوبة الإعدام، التي تصدرها المحاكم دون أن تنفذ، وذلك منذ تطبيقه بحق 3 إسلاميين عام 1993، بتهمة تفجير مطار العاصمة صيف 1992 (42 قتيلاً). لكن أثبت التحقيق بأن بن سماعين لا يد له في الأحداث المأساوية.

وبثّ الأمن الجزائري «اعترافات» لعدد كبير من المعتقلين بعد الأحداث، أكدوا كلهم أنهم وراء النيران المستعرة، وبأنهم ارتكبوا الجريمة بأوامر من رئيس تنظيم «حركة الحكم الذاتي في القبائل»، المعروف اختصاراً بـ«ماك»، فرحات مهني، الذي يتحدر من المنطقة، ويقيم منذ سنوات طويلة بفرنسا بصفته لاجئاً سياسياً.

فرحات مهني المتهم بإشعال النار في منطقة القبائل (الشرق الأوسط)

وقال محامو المتهمين بعد تداول هذه «الاعترافات» إن القضاء «يبحث عن مسوّغ لإنزال عقوبة ثقيلة في حقهم»، وهو ما حدث بالفعل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بإدانتهم بالإعدام. علماً بأن التهم وجهت لمائة شخص في هذه القضية، وحُكم على بعضهم بالسجن بين عام و5 سنوات مع التنفيذ، في حين نال آخرون البراءة.

وتمثلت التهم أساساً في «نشر الرعب في أوساط السكان بإشعال النيران»، و«الانتماء إلى منظمة إرهابية» تُدعى «ماك»، و«قتل شخص عن سبق إصرار والتنكيل بجثته»، و«القيام بأفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية، واستقرار المؤسسات وسيرها العادي، عن طريق بث الرعب في أوساط السكان، وخلق جو انعدام الأمن»، وتم تثبيت الأحكام بعد استئنافها.

أما فرحات مهني فكذّب، في فيديو نشره بالإعلام الاجتماعي، التهمة المنسوبة إليه، وطالب بفتح تحقيق مستقل في الأحداث «من طرف جهة أجنبية».

وفي نظر عدد كبير من المحامين على صلة بهذا الملف، فإن القضاء يبحث من خلال نقض الأحكام عن «إصلاح أخطاء تسبب فيها بإصدار قرارات متسرعة»، وبأن القضاة «كانوا تحت ضغط رأي عام طالب بالقصاص». ووفق ما ينص عليه القانون، ستعاد محاكمة المتهمين في محكمة الجنايات بتشكيل قضاة غير الذين أدانوهم في المرة السابقة.