رسائل إيرانية لبايدن: تحذير لإسرائيل وتمسك بشروط المفاوضات النووية

رئيسي نفى وجود طلبات خارج اتفاق 2015... وطهران تلمّح إلى جولة محادثات قريباً

صورة نشرتها الرئاسة الإيرانية من الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس
صورة نشرتها الرئاسة الإيرانية من الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس
TT

رسائل إيرانية لبايدن: تحذير لإسرائيل وتمسك بشروط المفاوضات النووية

صورة نشرتها الرئاسة الإيرانية من الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس
صورة نشرتها الرئاسة الإيرانية من الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس

قبل ساعات من وصول نظيره الأميركي إلى القدس، وجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس عدة رسائل إلى الولايات المتحدة تتعلق بالمحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي، والوضع الإقليمي، مبدياً تمسكه بمطالب طهران في المحادثات النووية المتعثرة منذ مارس (آذار)، نافياً أن تكون خارج إطار اتفاق 2015. وفي الوقت ذاته، قال إن زيارة جو بايدن للمنطقة «لن تحقق الأمن لإسرائيل».
وقال رئيسي إن «الأمیركيين يقولون إنه يتعين على إيران العودة إلى الاتفاق النووي، في حين أن الجمهورية الإسلامية لم تنسحب من الاتفاق مطلقاً بل إن واشنطن هي التي انتهكت الاتفاق النووي».
وتترقب إيران جولة بايدن في المنطقة التي سيكون الاتفاق النووي على جدول أعماله في محادثات مع المسؤولين في الشرق الأوسط.
وكتب بايدن في صحيفة «واشنطن بوست»، السبت الماضي: «ستواصل إدارتي زيادة الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية حتى تصبح إيران مستعدة للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015، كما أظل أنا على استعداد للقيام بذلك».
- تحذير لإسرائيل
وقال رئيسي: «إذا كانت زيارات المسؤولين الأميركيين لدول المنطقة تهدف إلى تعزيز موقع النظام الصهيوني وتطبيع علاقات هذا النظام مع بعض الدول، فهذه الجهود لن تحقق الأمن للصهاينة بأي طريقة كانت»، وذلك في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للرئاسة.
وحذّر رئيسي من أن طهران تتابع «كل التطورات» في المنطقة، مضيفاً: «لقد كررنا إبلاغ أولئك الذين ينقلون رسائل من الأميركيين بأن أي خطوة تستهدف وحدة أراضي إيران، سيتم الرد عليها بشكل حازم»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
ووصل بايدن إلى الشرق الأوسط بعد ظهر أمس (الأربعاء)، في إطار جولة بالغة الحساسية تبدأ في إسرائيل التي يسعى قادتها إلى تعزيز التعامل في مواجهة إيران، العدو اللدود للبلدين، قبل أن يتوجه إلى السعودية، غداً (الجمعة).
وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أن أشار إلى أن تعزيز التعاون بين تل أبيب وواشنطن في مواجهة طهران، سيكون في صلب زيارة بايدن.
وتُبدي إسرائيل معارضتها الشديدة لجهود إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى. وسبق لطهران أن اتهمتها بالضلوع في عمليات تخريب طالت منشآتها واغتيالات لعلمائها.
وسبق للخارجية الإيرانية أن حذرت من أن طرح الولايات المتحدة تعزيز التعاون بين حلفائها الإقليميين في مجال الدفاع الجوي والذي سيُبحث خلال زيارة بايدن، هي خطوة «استفزازية» ستقاربها من منظار «التهديدات ضد الأمن القومي والإقليمي».
في وقت سابق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن إنشاء الولايات المتحدة تحالفات عسكرية في المنطقة لن يضمن الأمن الإقليمي.
وقال في مؤتمر صحافي: «سياسة إنشاء المجموعات والتشكيلات العسكرية، خصوصاً في إشراف بلد من خارج المنطقة، لن تسهم بالتأكيد في تحقيق الأمن والاستقرار». ورأى أن «الأمن لا يُشرى ولا يتم استيراده. نعتقد أن تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة لا يتم إلا من خلال التعاون الجماعي بين الدول الإقليمية التي هي المعنية الفعلية بهذه المنطقة».
- توصيات لواشنطن
وفي رد ضمني على مقال بايدن، قال رئيسي إن إيران «لن تتراجع عن مواقفها الصحيحة والمنطقية»، وأوصى الأميركيين بـ«استخلاص العبر من الماضي، ورؤية الحقيقة بدلاً من تكرار التجربة الفاشلة للضغط الأقصى»، مضيفاً: «لا يمكن التحدث مع الشعب الإيراني بلغة القوة».
ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن رئيسي قوله في الاجتماع الأسبوعي للحكومة: «بعد 43 عاماً لا بد أن الأميركيين أدركوا أنه لا يمكن التحدث إلى الشعب الإيراني بلغة القوة» وتابع: «من المستغرب أنهم يريدون التحدث بنفس الأدبيات التي لن تحقق لهم أي نتائج».
ودافع رئيسي عن أسلوب التفاوض الإيراني سواء في مفاوضاتها في إطار 5+1 (الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا) التي انتهت باتفاق 2015 أو المفاوضات بين طهران والقوى الكبرى.
وقال رئيسي إن «الفريق النووي المفاوض اليوم لم يطرح طلبات خارج أطر (الاتفاق)، ويعمل على مواصلة المسار الذي سلكه حتى الآن، وفقاً للمعايير».
وترفض إيران إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، عدوها اللدود. وفشل آخر اجتماع غير مباشر بينهما في قطر بتسهيل من الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي في تحقيق أي انفراجة.
وقال المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي، الأسبوع الماضي: «لقد أضافوا (الإيرانيون)، بما في ذلك في الدوحة، طلبات (...) يمكن لأي شخص عدّها غير ذات صلة بالاتفاق النووي، وأموراً أرادوا الحصول عليها في الماضي وقلنا نحن والأوروبيون والآخرون إنها ليست جزءاً من المفاوضات».
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبداللهيان في مؤتمر صحافي في طهران مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: «لم نطرح أي مطالب مبالغ فيها أو خارجة عن نطاق الاتفاق النووي على عكس ما تفيد به بعض التصريحات التي ينقلها الإعلام عن الجانب الأميركي».
- نافذة أوروبية
في سياق متصل، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، استمرار تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن عن طريق الاتحاد الأوروبي، ملمحاً إلى إمكان تحديد موعد لجلسة جديدة من المباحثات في وقت قريب.
وقال كنعاني إن «المفاوضات مستمرة كما في السابق من خلال تبادل الرسائل، على مستوى وزير خارجية إيران والسيد (نظيره الأوروبي جوزيب) بوريل، أو على مستوى كبير مفاوضي إيران علي باقري و(منسّق المباحثات من الاتحاد الأوروبي إنريكي) مورا». وتابع: «أعتقد أن زمن ومكان (جولة مقبلة من) المباحثات سيتم تحديده قريباً».
وقال كنعاني إن «عدم تحديد موعد ومكان المفاوضات لا يعني انتهاء المسار الدبلوماسي». وقال: «إيران على طريق المفاوضات، ما دامت الأطراف المتقابلة ملتزمة بعملية التفاوض والدبلوماسية المتعددة الأطراف».
ودعا كنعاني الأطراف المفاوضة بما في ذلك الولايات المتحدة إلى «اتباع نهج بنّاء وحسن النية». وعدّ واشنطن «المسؤولة الرئيسية عن الوضع الحالي في عملية التفاوض». ورداً على سؤال في نفس السياق، قال كنعاني إن «سياسة أميركا إلقاء الكرة بالملعب الإيراني لا جدوى منها».
وأعرب عن أمله بأن تتمكن الأطراف المفاوضة من استخلاص نتائج المفاوضات في المستقبل القريب»، لكنه قال: «حتى الآن طرحت إيران أكثر المبادرات في المفاوضات وعلى الطرف الآخر بما في ذلك الأطراف الأوروبية خصوصاً الجانب الأميركي، أن تتخذ قرارها السياسي، حول ما إذا كانت تريد أن تنتهي عملية التفاوض في المستقبل أم لا؟».
والثلاثاء قالت فرنسا إنه لم يتبقَّ سوى بضعة أسابيع قبل أن تنغلق نافذة الفرصة أمام إحياء الاتفاق النووي متهمةً إيران باستخدام أساليب المماطلة بينما تمضي قدماً في برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وحذرت باريس أول من أمس من أن الوقت ينفد من إيران لإحياء الاتفاق المتعلق ببرنامجها النووي، مشددةً على أن «نافذة الفرصة» المفتوحة لإنقاذ هذا الاتفاق ستُغلق في غضون «بضعة أسابيع».
وأفادت «رويترز» نقلاً عن مسؤول أميركي بارز قوله إن بلاده لم تحدد أي موعد نهائي.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نتنياهو: إسرائيل ليس لديها مصلحة بالدخول في صراع مع سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

نتنياهو: إسرائيل ليس لديها مصلحة بالدخول في صراع مع سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأحد)، إنه تحدث إلى مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بشأن التطورات في سوريا وأحدث مساعي إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين تحتجزهم حركة «حماس» في غزة.

وأضاف نتنياهو أنه تحدث إلى ترمب، مساء أمس.

وتابع في بيان مصور: «ليست لدينا أي مصلحة في الدخول في صراع مع سوريا». وأضاف أن الإجراءات الإسرائيلية في سوريا تهدف إلى «إحباط التهديدات المحتملة من سوريا ومنع سيطرة عناصر إرهابية على مواقع بالقرب من حدودنا»، وذلك بعد أسبوع على إطاحة تحالف فصائل المعارضة السورية بقيادة «هيئة تحرير الشام» بالرئيس بشار الأسد.