معمل «سكر الغاب» في حماة يُقلع بعد 7 سنوات

مديره الفني أكد أن صيانة خطوط الإنتاج تمت بجهود وخبرات سورية

صورة من داخل معمل تل سلحب نشرتها وزارة الصناعة السورية
صورة من داخل معمل تل سلحب نشرتها وزارة الصناعة السورية
TT

معمل «سكر الغاب» في حماة يُقلع بعد 7 سنوات

صورة من داخل معمل تل سلحب نشرتها وزارة الصناعة السورية
صورة من داخل معمل تل سلحب نشرتها وزارة الصناعة السورية

فيما عُدّت عودة إلى التشغيل بعد توقف سبع سنوات، باشرت الشركة العامة لمعمل سكر تل سلحب في منطقة الغاب بريف حماة الغربي تسلم محصول الشوندر (الشمندر) السكري من المزارعين. وصرح مدير المؤسسة سعد الدين العلي، لوكالة الأنباء الرسمية (سانا)، بأن «عودة تشغيل المعمل إنجاز مهم في مجال تصنيع الشوندر السكري وإنتاج السكر ودعم الفلاحين والمنتجين»، معرباً عن أمله في أن تعود زراعة الشوندر السكري كما كانت في السابق. وكانت المؤسسة العامة للسكر قد وقّعت عام 2017 اتفاقية مع «مجلس الأعمال السوري - الإيراني» لإنشاء معمل خط تكرير سكر في شركة سكر تل سلحب عبر الخط الائتماني الإيراني الثاني. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمعمل 380 طناً يومياً بمعدل 16 ألف طن سكر أبيض من نحو 160 ألف طن شوندر، إضافةً إلى إنتاجه مادتي التفل، كمادة علفية، والمولاس اللازمة لصناعة الخميرة التي تدخل في صناعة الخبز.
المدير الفني والإنتاجي في الشركة رامي عيسى، قال إنه تم الاعتماد في عملية صيانة خطوط الإنتاج على الخبرات والكوادر المحلية، سواء من القائمين على رأس عملهم أو المتقاعدين منذ سنوات. ولفتت مصادر إلى أن معمل سكر تل سلحب سيقلع بعد استكمال تسلم كامل محصول الشوندر السكري المتعاقد عليه مع الفلاحين. وسبق أن أعلنت المؤسسة العامة للسكر أن إقلاع معمل تل سلحب سيكون بداية شهر يوليو (تموز) الحالي.
يُشار إلى أن للمؤسسة العامة للسكر 6 معامل، في حمص ودير الزور والرقة وحلب وتل سلحب، توقفت عن إنتاج السكر عام 2016 مع تراجع إنتاج الشوندر السكري جراء الحرب، وقُدّرت الخسائر المباشرة لمعامل السكر بنحو 6.567 مليار ليرة. وتعاني سوريا من أزمة في توفر مادة السكر التي تستوردها من إيران، مع عدد من المواد التموينية الأساسية، وتوزّعها بحصص محددة وفق البطاقة الذكية، كالأرز والشاي والزيوت، بالسعر المدعوم. وخلال سنوات الحرب ارتفع سعر كيلوغرام السكر المدعوم عدة أضعاف، ليصل إلى 1000 ليرة، فيما يتجاوز سعره في السوق الـ4000 ليرة. ويقدَّر استهلاك السوريين للسكر الأبيض بنحو 709 آلاف طن سنوياً يغطي الإنتاج المحلي 20% منها، حسب تقارير رسمية.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«دوام الحال من المحال»... سوريان محرران من «صيدنايا» يعودان لتفقد «مهاجع الموت»

أبواب سجن صيدنايا الحديدية فتحت ليطلق سراح جميع المساجين (إ.ب.أ)
أبواب سجن صيدنايا الحديدية فتحت ليطلق سراح جميع المساجين (إ.ب.أ)
TT

«دوام الحال من المحال»... سوريان محرران من «صيدنايا» يعودان لتفقد «مهاجع الموت»

أبواب سجن صيدنايا الحديدية فتحت ليطلق سراح جميع المساجين (إ.ب.أ)
أبواب سجن صيدنايا الحديدية فتحت ليطلق سراح جميع المساجين (إ.ب.أ)

وقف باسم فايز في سجن بدمشق اعتاد زملاؤه النزلاء به أن يطلقوا عليه «مهجع الموت»، وهو لا يصدق أن النظام الذي أساء معاملته لفترة طويلة قد سقط، وأن معاناته انتهت، وفق تقرير لـ«رويترز».

وقال الرجل البالغ من العمر 48 عاماً بينما كان يتفقد مع نزيل آخر حصل على حريته هو محمد حنانيا السجن الذي لم يجدا فيه أي رأفة من الحراس: «جئت اليوم فقط لكي أرى أنه حقاً دوام الحال من المحال».

وكان الرجلان ضمن آلاف فروا من سجون سوريا، يوم الأحد، بعد أن أطاحت الفصائل السورية المسلحة ببشار الأسد في تقدم سريع أنهى حكم عائلته الذي استمر خمسة عقود. وخرج الكثيرون ليجدوا في استقبالهم دموع عائلاتهم التي اعتقدت أنهم أعدموا منذ سنوات.

مكبس كان يستخدمه السجانون لطحن جثث المعتقلين في صيدنايا (إ.ب.أ)

وقال حنانيا (35 عاماً) لـ«رويترز»: «كل يوم في هذه الغرفة واسمها (حديد واحد)، مهجع الموت، كان يموت من واحد لثلاثة بني آدم».

وأضاف: «الشاويش كان عندما لا ينقص عنده أحد من الضعف هو يقتله. يطلعه عالتواليتات (دورات المياه)... ويضربهم بكعب الكندرة (الحذاء) على رأسه».

سار حنانيا ماراً بصفوف طويلة من الزنازين الخالية سوى من أسماء حفرت على جدرانها لسجناء مثل محمد المصري وأحمد وآخرين مع تواريخ أيضاً.

وامتلأت الأرض في الزنازين ببقايا المتعلقات والملابس التي خلفها السجناء. وفي واحدة من الزنازين ظل صف من البطانيات ملقى على الأرض حيث كان ينام السجناء.

ووقف الرجلان ينظران إلى صورة على الجدار للأسد، المتهم بتعذيب وقتل الآلاف، وهي انتهاكات كانت متفشية أيضاً في عهد والده الراحل حافظ الأسد.

وقال فايز إن أحداً لم يكن ليصدق أن يحدث ذلك.

رجل ينظر إلى القمامة داخل زنزانة كان بها مساجين في سجن صيدنايا (إ.ب.أ)

عمليات إعدام جماعية

في زنزانة أخرى وقف فايز بجانب سلم أزرق صدئ، ووصف كيف كان يتم تعصيب عينيه وإجباره على صعود درجات السلم قبل أن يركل الحارس السلم ويتركه معلقاً من ذراعيه المقيدتين خلف ظهره في السقف لتعذيبه.

وقال: «كتافي يتمزعوا وما أحسن (أقدر) أحكي ولا كلمة. ما حدا بيحسن (يقدر) يتحمل أكتر من خمس دقايق عشر دقايق».

وأوردت منظمات لحقوق الإنسان تقارير عن عمليات إعدام جماعية في سجون سوريا. وفي عام 2017 قالت الولايات المتحدة إنها رصدت محرقة جثث جديدة في سجن صيدنايا على مشارف دمشق للتخلص من السجناء المشنوقين.

امرأة تحمل مشنقة داخل سجن صيدنايا المعروف بالمسلخ البشري (رويترز)

وتدفق السوريون على السجون بحثاً عن أحبائهم. وخرج بعض السجناء أحياء بينما تم التعرف على آخرين بين القتلى ولم يتم العثور على آلاف آخرين بعد.

وقال قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، الذي قاد الفصائل المسلحة للإطاحة بالأسد إنه سيغلق السجون ويلاحق أي متورط في تعذيب أو قتل السجناء.

وفر الأسد إلى روسيا الحليفة له حيث مُنح حق اللجوء.

وقال حنانيا: «هذه المرحلة إذا بده كل حد بيفكر في ثأره... ليس لنا غير حل التسامح... والمجرم اللي عليه دم يتحاسب. أنا حقي بدي آخده من رب العالمين».