مع الساعات الأولى من أول أيام عيد الأضحى المبارك، تجمع المصريون في ساحات المساجد في المدن والقرى بمختلف محافظات الجمهورية، لأداء صلاة العيد، حيث اكتظت الساحات بالمصلين من كافة الأعمار، وسط تكبيرات العيد التي اختلطت بالزغاريد والبالونات وألعاب الأطفال، في جو يبعث على البهجة والفرح، يؤكد إصرار المصريين على الاحتفال بالعيد رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، بسبب تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية.
وأدى ملايين المصريين صلاة العيد في الساحات العامة بصحبة أطفالهم، متخلين عن الإجراءات الاحترازية الخاصة بالجائحة، وإن حرصت بعض المساجد والساحات على إلزام المصلين بالتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، لكن يبدو أن المصريين قد ملوا هذه الإجراءات، وقرروا الثورة عليها، فالعيد بالنسبة لهم «فرصة للتعبير عن الفرحة والتواصل مع الناس»، على حد تعبير إيمان محمود، ربة منزل أربعينية، والتي أوضحت لـ«الشرق الأوسط»: «إن فرحة العيد لا تكتمل إلا بالصلاة مع الأهل في الساحات وبين الجيران»، مشيرة إلى أنها «ذهبت مع أولادها إلى بيت الأسرة في الوراق (أحد أحياء محافظة الجيزة) للاستمتاع ببهجة وزحام العيد».
وعقب الصلاة امتلأت الساحات بالبالونات، التي هبطت كالأمطار من شرفات المنازل، وحرصت بعض الأسر على توزيع الحلوى والهدايا على الأطفال.
المصريون خرجوا لصلاة العيد بكثافة (رويترز)
وغيرت الظروف الاقتصادية وارتفاع الأسعار من خطط مدحت الدسوقي، موظف أربعيني بأحد الشركات الخاصة، من خططه المعتادة للاحتفال بعيد الأضحى، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنه بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام، لم يتمكن من شراء الأضحية كالمعتاد، واشترى بدلاً منها لحوماً من أحد المجمعات الاستهلاكية التي تبيع لحوماً بأسعار مخفضة، ووزعها، مؤكدا،ً أن «موجة الغلاء أثرت على طريقة احتفاله بالعيد، فلم يتمكن من تخطيط إجازته كالمعتاد، وقرر قضاء العيد في منزله مع الأسرة».
نفس الأمر ينطبق على إيهاب جاد، موظف أربعيني، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط»: أن «الأسعار تضاعفت»، لكنه لم يستطع كسر فرحة الأولاد، وحاول بكل الطرق توفير مستلزمات العيد من ملابس جديدة، وغيره، حتى لا يشعروا بأي ضغوط اقتصادية، مشيراً إلى أنه لظروف عمله قضى العيد في العمل، في حين ذهبت زوجته وأولاده لقضاء العيد مع العائلة في الإسكندرية.
ووفقاً لتقرير الغرف التجارية المصرية، قبيل عيد الأضحى المبارك، فإن أسعار الأضاحي ارتفعت بنسبة 30 في المائة خلال العام الحالي، حيث يتراوح سعر الخروف ما بين 4 و7 آلاف جنيه مصري، في حين يتراوح سعر العجل البقري ما بين 22 و40 ألف جنيه مصري حسب الوزن.
ورغم ارتفاع أسعار الأضاحي فإن كثيراً من المصريين حرصوا على ذبح الأضحية كأحد طقوس ومناسك عيد الأضحى الرئيسية، التي تجمع الكبار والصغار احتفالاً بالعيد، وفتحت المجازر أبوابها لذبح الأضاحي بالمجان، تشجيعاً للمواطنين على الالتزام بقرارات حظر الذبح في الشوارع، وخصصت المجازر أماكن خاصة للذبح بجوار محلاتهم.
وفتحت الحدائق والمتنزهات العامة أبوابها لاستقبال الجمهور طوال أيام العيد، وانتشرت الشرطة على طول الكورنيش، وبجوار المتنزهات والحدائق لتأمين احتفالات المصريين ونزهاتهم في العيد.
المصريون يحتفلون بالعيد رغم ضغوط الغلاء
المصريون يحتفلون بالعيد رغم ضغوط الغلاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة